مقدمة:
القوارض من الآفات الخطيرة على الإنسان والنبات، فهي ناقل للكثير من الأمراض الوبائية الخطيرة للإنسان، كما أنها تلحق أضراراً كبيرة في المحاصيل الزراعية في الحقول والمستودعات لذا كان لابد من دراسة هذه الآفة وتسليط الضوء على :
- أنواعها
- أماكن انتشارها
- دراسة كيفية تكاثرها
- طرق مكافحتها والتخلص منها
وكلنا أمل أن يتوج جهدنا هذا باستفادتك من هذه المعلومات وتطبيقها على أرض الواقع
تلاحظ في حقلك أحياناً :
- اختفاء البذور قبل إنباتها
- تلف البادرات
- تلف في أكواز الذرة
- قرض سنابل القمح والشعير ولوي نباتاته
- تآكل وتلف الثمار خاصة في محاصيل البندورة والبطيخ الأحمر والأصفر
- وعلى الأشجار المثمرة تشاهد الثمار وقد أكل لبها وامتص عصيرها
- كذلك بالنسبة لحظائر الحيوانات وأبراج الطيور
إنها الآثار التي تتركها القوارض والتي تعتبر من الآفات الزراعية الخطيرة جداً. ويتعذر مكافحتها بشكل جيد نظراً لتكاثرها السريع ولصغر حجمها الذي يساعدها على الاختفاء بسرعة.
تقسم القوارض من ناحية طرق معيشتها إلى :
1- قوارض داخلية
2- قوارض خارجية
1- القوارض الداخلية / مخازن – منازل /:
تبني جحورها داخل المنازل وعلى أطرافها ، وتتغذى على غذاء الإنسان وفضلاته، وتشمل : جرذ الموانئ والفأر المنزلي.
2- القوارض الخارجية / حقول ومزارع/ :
- الجرذان المتعايشة : التي تبني جحورها في الأماكن القريبة من المنازل وتتغذى على غذاء الإنسان مثل الهامستر ( أبو الخرج).
- الجرذان الحقلية: والتي تبني جحورها في الحقول الزراعية مثل السناجب وفئران الحقل.
- الجرذان البرية: تعيش بعيداً عن الإنسان وتتغذى على النباتات البرية مثل الجرابيع.
أنواع القوارض وأماكن انتشارها :
1- الجرذ النرويجي : ويسمى جرذ المجاري أو الجرذ البني أو جرذ الأماكن الرطبة، ينتشر في جميع أنحاء العالم، يتواجد بكثرة في المدن، وهو أكبر أنواع الجرذان حجماً ، إذ يتراوح وزنه مابين 200-500 غ ، لون الفرو غالباً بني مشوب بالرمادي أو أسود مشوب بالرمادي، طوله من 18-27 سم ، يحب حفر الجور ، التسلق ، السباحة.
2- جرذ الموانئ : يكثر في الموانئ ، متوسط الحجم ، لون الفرو رمادي أو أسود، ذو ملمس ناعم، يتميز بالسرعة في التسلق، السباحة ، عدم حفر الجور.
3- الفأر المنزلي: يكثر في المنازل والمكاتب والمطاعم ، صغير الحجم وزنه 12-30غ، سريع الجري والقفز.
4- الفأر الحقلي : وزنه حوالي 20 غ، لونه أسود فضي ناعم، يمكن تمييزه من شكل الكف حيث توجد 5 ثآليل في كل من الكفين، يحفر جحوره في الحقول المزروعة على أعماق 20-60 سم ، ينشط عند غروب الشمس ويزداد نشاطه ليلاً. سريع التكاثر يمتد موسم الولادة عنده من شهر ت1 وحتى نيسان، وتنضج الإناث جنسياً بعد 25 يوم من ولادتها ويمكن أن تضع 3-12 فأر في كل ولادة، لذا يجب مكافحته باستمرار وخاصة في شهري أيلول وت1 أي قبل موسم التزاوج، وقبل زراعة محاصيل الحبوب، وتلعب مكافحة الأعشاب الضارة مع إجراء الفلاحات العميقة بعد الحصاد مباشرة دوراً كبيراً في الحد من أعداء هذه الآفة.
5- الهامستر السوري ( أبو خرج) : يتواجد في ضواحي حلب (عزاز – عفرين) لونه محمر أو داكن من الناحية الظهرية، وأبيض من الناحية البطنية، تنضج الإناث بعد 7 أسابيع من ولادتها وتلد كل مرة 6-12 صغير وتضع من 2-3 بطون في السنة خلال الربيع والصيف وهو حيوان ليلي النشاط بطيء الحركة يجيد السباحة، يسبب أضراراً بالغة للمزروعات إذ يتغذى على القمح والشعير والذرة والعدس ودرنات البطاطا والشوندر السكري وعباد الشمس، كما يلتهم الأوراق الخضراء ويتغذى على بعض الحشرات والديدان الأرضية والطيور.
6- الخلد (ابو عماية): يتميز بأنه أعمى ، له بقع عينية تحت الجلد ويغطيهما الفرو، وزنه 80-140 غ ، الفرو ناعم رمادي داكن ومشوب بالبني، يعيش تحت الأرض في الأراضي الضحلة والخصبة، مكوناً مسالك متشعبة الممرات والمتعرجات تمتد أفقياً إلى أكثر من 25 م، ينتج عنها كومات من التراب معروفة باسم كومات أبو عماية ، يشكل الحيوان من 2-4 جحر ، يتراوح عمقها بين 40-100 سم يتخذ واحد منها عش لوضع صغاره عند الولادة والأخرى لتخزين بصيلات الأعشاب. يسبب أضراراً جسيمة للمزروعات فهو يتغذى على جذور النباتات خاصة الوتدية والليفية وكذلك الثانوية للنباتات النجيلية ، كما يتغذى على بعض الديدان الأرضية.
ماذا تعرف عن التكاثر عند القوارض؟
تمتاز القوارض بسرعة التكاثر، إذ باستطاعة زوج واحد من الجرذان / ذكر وأنثى/ أن يتكاثر إلى مجموع قدره 15000 جرذ خلال ثلاثة أعوام تحت الظروف المثالية من توفر الغذاء والماء واستبعاد الأعداء الطبيعية المنافسة.
وهي تتكاثر طول العام وتنشط في فصلي الربيع والخريف، تنضج الإناث جنسياً مابين الشهر الثالث والرابع بعد ولادتها، ويمكن أن تضع من 5-7 بطون في السنة تضع في كل مرة 7-8 صغار أما الفأر المنزلي فينضج جنسياً بعد شهرين من الولادة وتحمل الأنثى من 6-8 مرات في السنة وتضع 6 صغار بالتوسط في كل بطن .
يعيش الجرذ حوالي 12 شهراً أما الفأر المنزلي فيعيش 8 أشهر وتكون الأنثى بشكل عام أطول عمراً من الذكر وتتميز بوجود غدد لبنية على الصدر أو البطن يتراوح عددها من 1-14 زوج.
الصفات العامة للقوارض:
تقرض غذائها بواسطة زوج من القواطع موجودة على الفكين العلوي والسفلي وهذه القواطع تنمو باستمرار طوال فترة حياة الحيوان وتطول إلى 3سم سنوياً إذا تركت بدون بري مما يضطره لقطع بعض المعادن مثل الأسلاك والألمنيوم لشحذها وبريها. ويستخدمها غالباً للدفاع عن النفس والحفر ونقل الغذاء.
كما يوجد في فك الحيوان فجوة عديمة الأسنان تقع بين القواطع والأضراس . يطرح من خلالها التراب والمواد الغريبة الأخرى الناتجة عن الحفر أو القرض.
أما طحن الغذاء فيتم بواسطة الأضراس أو النواجذ وهي لاتنمو باستمرار لكن قد تسقط خلال فترة حياة الحيوان.
الحواس:
1- الرؤية: لاتستطيع القوارض تمييز الألوان ، تميز بين النور والظلام وتتابع الحركة فقط.
2 السمع: حاد جداً بحيث يساعدها على تفادي الأخطار.
3- التذوق : مشابهة للإنسان
4- الشم : حاسة متطورة جداً وبواسطتها تنجذب الذكور لرائحة الإناث وتحب القوارض عموماً رائحة البيرة والبول.
5- اللمس: تنتهي الشوارب بمجسات حسية وعصبية يستخدمها الحيوان كوسيلة هامة لمعرفة حجم الجحور والتنقل في الظلام بين الممرات.
حياة وسلوك القوارض:
1- التنظيف : تلعق الفئران والجرذان دوماً فراءها وأقدامها لتنظيفها ، لذا يستفاد من هذه الغريزة في مكافحتها بواسطة السموم المضادة لتخثر الدم وهي على شكل مساحيق نثر تعمل باللمس وتوضع في الممرات وداخل الجحور وعندما تنظف هذه الحيوانات فراءها فإن السم يدخل عن طريق الفم وقد يدخل أيضاً نتيجة لحدوث تخرشات في جلد الحيوان ناتجة عن الحك أو الهرش مما يؤدي إلى تأثر الحيوان بالسم ونزفه وموته.
2- التوازن: تتصف القوارض بقدرتها العالية على حفظ التوازن فجرذ الموانئ يتسلق الأنابيب، الكوابل ، مستخدماً ذيله في عملية التوازن.
3- القفز : يستطيع جرذ الموانئ القفز لحوالي المتر أما المنزلي فيقفز حوالي 30 سم لذا يجب وضع المواد المخزونة في المستودعات على ارتفاع لايقل عن 45 سم عن سطح الأرض.
4- السباحة: تستطيع القوارض عبور الأنهار والجداول والسواقي وتتخذ من المجاري الصحية ( الكهاريز) وسيلة لانتقالها.
5 التسلق: تتمتع القوارض بقدرة عالية على التسلق إذ تستطيع تسلق السطوح والأشجار والنباتات كالذرة الصفراء وقصب السكر.
6 الشعور بالخطر: تتصف جميع الكائنات الحية بغريزة حب البقاء فهي تتجنب المخاطر للحفاظ على حياتها وتخاف الكلاب والقطط والبوم وتهرب منها، كما تخشى الظواهر الطبيعية كهطول الأمطار وهبوب الرياح والزوابع وغيرها...
معلومات عامة عن القوارض:
في الظروف الطبيعية الملائمة يستطيع الجرذ النرويجي أن يتحرك ضمن مسافة 30-50 م، ويبدأ نشاطه من غروب الشمس وحتى منتصف الليل بينما الفأر المنزلي لايتحرك إلى أكثر من 12 م وينشط طوال الليل وحتى الفجر.
- يفضل الجرذ النرويجي المواد البروتينية والعضوية المتعفنة بالإضافة للحبوب. بينما الفأر المنزلي يفضل الحبوب بشكل أساسي.
- كلما زاد الغذاء زادت أعداد القوارض، إن الجرذ النرويجي ينضج جنسياً بعد حوالي 3.5 شهر بعد الولادة ولكن نتيجة توفر الغذاء فإن هذه الفترة تتقلص إلى حوالي النصف بالإضافة إلى ارتفاع عدد الولادات إلى 9 بدلاً من 6 في السنة ويرافقه أيضاً زيادة في عدد الأفراد في كل بطن.
- يمكن تحديد نوع القارض المهاجم من شكل الحبوب المقضومة سواء داخل أكياس التخزين أو الصناديق.
-
فالفئران مثلاً تقرض محيط الحبة الخارجي فقط تاركة اللب مع قطع صغيرة مفتتة. أما الجرذان فتأكل نصف الحبة وتبقي النصف الآخر مختلطاً مع قطع صغيرة من الحبوب المقضومة.
- تعيش الجرذان ضمن مستعمرات خاصة ، تتكون من عدة أفراد من نوع واحد يتراوح بين 10 -16 حيوان، وللمستعمرة حدود مصانة ومحمية من قبل أفرادها ولكل منها ممرات خاصة بها تعرفها أفرادها جيداً ولايمكن لأي فرد أن يدخل في غير مستعمرته لأنه إذا دخل فإن سيطرد منها.
- إن زيادة عدد أفراد المستعمرة وضيق المكان وقلة الغذاء والماء تؤدي إلى ظاهرة الهجرة، فهي إما هجرة بسيطة بحيث تحصل بين الأفراد الحديثة النضج متخذة لها مكاناً آخر، أو جماعية ضخمة بحيث تسير فيها القوارض بشكل انتشاري هائل يفوق تعداده الآلاف وتقطع مسافات كبيرة لتصل على مكان يتوفر فيه الماء والغذاء. وتحدث هذه الهجرة في البلاد الباردة أيام الشتاء وعندما تشح الموارد الغذائية فتضطر للهجرة إلى أماكن دافئة يتوفر فيها الغذاء .
- تحفر القوارض الجحور لتأوي إليها وتختبئ عن عيون أعدائها وتخزن قوتها وتتخذ هذه الجحور حوالي المباني والمستودعات أو الحقول أو حواف الأنهار والقنوات ، وتتكون من نفق رئيسي وقطره يناسب حجم الحيوان ويتفرع عن النفق الرئيسي أنفاق جانبية يؤدي بعضها إلى تجاويف مستديرة أو بيضاوية تستخدم لوضع الصغار أو للراحة والنوم والاختباء. ويحفر الفأر جحره بواسطة القواطع الأمامية ومخالب الطرفين الأماميين ويستخدم الأطراف الخلفية لدفع التراب إلى الخلف. أما جرذ الموانئ أو جرذ الأسقف فيبني أعشاشه على السقوف وتكون مؤلفة من بقايا المواد المهترئة كالملابس الممزقة والورق والقطن.
- يمكن تحديد نوع القوارض من شكل البراز وحجمه فعند الجرذ النرويجي يكون بيضاوي الشكل وأطواله حوالي 20 مم أما عند جرذ الموانئ فيكون رقيق منحني وبطول 15 مم أما براز الفأر المنزلي فهو أصغر حجماً وغير منتظم الشكل وأطواله من 3-6 مم.
- تتمتع القوارض أيضاً بصفة :
1- الحذر أو التحفظ: تلاحظ هذه الظاهرة بوضوح عند وضع مصدر غذائي جديد /طعم/ في ممرات الجرذان خاصة الجرذ النرويجي فتجعلها تبتعد عن هذا الطعم ولاتقترب منه وتبقى متحفظة عليه لمدة 4-5 أيام ثم تبدأ بالتغذي عليه دون تردد ولكن عندما يشعر بأي تغير في الطعم أو حتى في الوعاء فإن حذره يشتد ويقل تناوله للمادة أو لايقبل عليها أبداً.
2- ظاهرة الإحلال: إن الخلل في التوازن الطبيعي للبيئة قد يؤدي إلى ظهور ظواهر أو آفات لم تكن معروفة من قبل ، وتؤدي إلى أضرار اقتصادية جديدة وأحد هذه الأسباب هو الاستخدام المستمر وغير المنظم للمبيدات، إذ أن مكافحة الآفات لاتعني القضاء عليها وإنما الحد من انتشارها أي الحفاظ على أقل مستوى عددي ممكن.
3- ظاهرة المقاومة: وهي قدرة الكائن الحي على الاستمرار في الحياة رغم تعرضه إلى جرعات من المادة السامة بمقدار كان يكفي لقتله سابقاً أي أن الكائن الحي أصبح لايقتل بجرعات تكون مميتة في الأحوال العادية إنما بجرعات أكبر وعلى فترات أقصر ويلعب زيادة الوزن وتحسن التغذية والبيئة المحيطة دوراً كبيراً في ظهور المقاومة.
ماهي طرق الاستدلال على القوارض:
يمكن الاستدلال على القوارض من الآثار الواضحة التي تتركها وراءها ، ويعتبر عدم تراكم الأوساخ أو الغبار أو الخيوط العنكبوتية فوق مخلفات القوارض دليل نشاطها.
وأهم طرق الاستدلال هي :
1- مشاهدة الفئران أو الجرذان حية أو ميتة
2- وجود براز طري ولامع
3- الجحور النشطة
4- الممرات وتكون موازية للجدران أو الأكياس والصناديق
5- أصواتها خاصة أثناء العراك
6- وجود لطخات دهنية سوداء على الجدران أو الأسقف أو الممرات
7- وجود قروض في الصناديق أو الأثاث أو الأعمدة
8- من آثار الأقدام والذيول.
ماهي أضرار القوارض:
1- الأضرار الاقتصادية:
- تأكل القوارض كل ما يأكله الإنسان خاصة الحبوب ويكمن ضررها في إتلافها لكميات أكثر بكثير من تلك التي تلتهمها أو تحملها إلى مخابئها بالإضافة إلى تلويث المكان والمواد الغذائية بالبراز والبول.
- تسبب أضراراً بالغة للمزروعات ، فهو يأكل البذور قبل إنباتها وينقل بعضها إلى جحوره .
- تهاجم البادرات فتأكلها وتلوي نباتات القمح والشعير للأسفل وتقرض سنابلها وتخزن بعضها في جحورها,.
- تتسلق سوق الذرة لتأكل وتتلف أكوازها
- تهاجم مختلف أنواع الخضار وتتغذى على ثمارها الناضجة
- تتسلق أشجار الفاكهة لتأكل لب الثمار الناضجة وتمتص عصيرها.
- تهاجم الكروم فتقرض العناقيد وتؤدي إلى سقوطها وتلفها
- تهاجم حظائر الأبقار والأغنام والدواجن فتكسر بيوض الدواجن وتشرب محتوياتها تاركة القشور فقط.
- تقرض الأثاث والملابس والنوافذ والأبواب والجدران
- تتلف محطات توليد الطاقة والتجهيزات الموجودة في المستودعات أو في العراء.
- تعطل طائرات النقل الجوي وذلك بقرضها للأسلاك والتوصيلات الكهربائية والمواد العازلة مما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي عند تشغيلها مسببة الحرائق والانفجارات.
- إتلاف شبكة الري والمجاري والتمديدات الصحية العامة.
2- نقل الأمراض:
القوارض من الحيوانات القذرة المتطفلة على الإنسان وغذائه وهي مصدر لتلوث الغذاء والماء وأهم الأمراض التي تنقلها القوارض: الطاعون، تيفوس الجرذ، حمى عضة الجرذ، التهاب السحايا، والمشيمة واللمفاوي الذي ينتقل إلى الإنسان بواسطة براز الفأر المنزلي.
برنامج مكافحة القوارض:
ينحصر الهدف الأساسي من برنامج المكافحة في خفض أعداد القوارض إلى الحد الذي لايشكل عنده خطراً على صحة الإنسان ولايسبب له أضراراً اقتصادية.
عند بلوغ الهدف ينبغي الحفاظ على أقل مستوى عددي ممكن من القوارض بحيث لاتعود ثانية للانفجار العددي نتيجة التكاثر ويتضمن البرنامج مراحل مرتبطة ببعضها البعض ويمتد لفترة زمنية قد تستغرق 3-4 سنوات ويتضمن البرنامج مايلي:
1- الدراسة والبحث: وتشمل هذه الدراسة تحديد نوع القوارض واختيار المبيد المناسب للمكافحة. ودراسة الطفيليات المتطفلة على القوارض.
2- الحملة الإعلامية: وتتم بواسطة النشرات الإرشادية والصحف والراديو والتلفزيون لنشر الوعي الصحي وشرح الأهمية الاقتصادية لمكافحة هذه الحيوانات.
3- التمويل والتنسيق الإداري: لضمان استمرارية العمل في تنفيذ مراحل برنامج المكافحة لابد من تحديد جهات التمويل .
4- المراحل التطبيقية: وهي التطبيق الفعلي لنتائج البحث العلمي ويتم خلالها :
أ- الاستعانة بخبراء مكافحة القوارض
ب-تقدير مبدئي لأعداد القوارض
ت-تحديد أماكن الانتشار
ث-إعداد مخطط أولي للمنطقة يحدد عليه منطقة البداية ومنطقة النهاية.
5- تدريب الكادر الفني
6- شن حملة المكافحة الشاملة للحد من أعداد تلك الآفات
7- استمرار عمليات المكافحة وضرورة إجراء الكشوف الدورية للتأكد من السيطرة على أعدادها.
طرق مكافحة القوارض:
وتقسم طرق المكافحة إلى :
1- طرق وقائية: وتتلخص في منع دخول الحيوان إلى المخازن والمستودعات والبيوت وغيرها وذلك بإغلاق الأبواب والنوافذ وإجراء عمليات التحصين ووضع القمامة في أكياس خاصة ورميها في صناديق القمامة ( الحاويات) وعدم تخزين الحبوب في العراء وعدم تكديس المواد المخزونة مع وضعها في أوعية معدنية مغلقة.
2- طرق ميكانيكية: وذلك بإتلاف الجحور وإجراء الفلاحات العميقة للأراضي والتطويف بالماء ، واستخدام المصائد الخاصة بالقوارض.
3- مكافحة حيوية : باستخدام الكلاب والقطط وابن آوى والطيور الجارحة واستخدام البكتريا والطفيليات التي تفتك بالقوارض.
4- طريقة بيولوجية : بوضع مادة لاصقة بالقرب من الجحور في الحقل تعمل على تثبيت الفأر في مكانه بعد خروجه من الجحر مما يؤدي إلى قتله من قبل الأعداء الحيوية ( البوم – ابن عرس – الأفاعي...).
5- طرق كيميائية : وهي أكثر استعمالاً وذلك باستخدام مبيدات القوارض على شكل طعوم سامة أو غازات أو مساحيق نثر تؤدي إلى قتل أو طرد القوارض.
المواد الكيميائية المستخدمة في مكافحة القوارض:
وتقسم إلى :
- مبيدات سريعة التأثير
- مبيدات مضادة لتخثر الدم.
أولاً: مبيدات سريعة التأثير : وهي سموم تفتك بالقوارض من المرة الأولى ومنها :
أ) فوسفيد الزنك: وهو مسحوق أسود اللون يتحلل بوجود الرطوبة إلى غاز الفوسفين وهو من السموم المعوية يستعمل بنسبة 1/39 اجزء من فوسفيد الزنك و39 جزء من الطعم، يكافح به الفئران والجرذان ، درجة السمية عالية وليس له مضاد للتسمم ، يفقد الطعم فعاليته بعد 4-7 أيام من تحضيره .
ب) أكسيد الزرنيخ: الزرنيخ مادة بيضاء اللون تستعمل بنسبة 1/9 أي 100 غ زرنيخ إلى 900 غ طعم لمكافحة الجرذان فقط، وهو مادة شديدة السمية لذا يحذر من استخدامها في البيوت خاصة وأنها سامة للحيوانات الأليفة والداجنة.
ت) الفاكلورالوس : مبيد متخصص لمكافحة الفئران فقط ولايؤثر على الجرذان ، يستعمل في البيوت والمستودعات فقط، يباع بشكل طعم جاهز بنسبة 4%.
ث) نوربورمايد : مبيد متخصص لمكافحة الجرذان فقط، يقتصر استعماله في الأماكن التي يصعب فيها وضع أي سم آخر بسبب عدم سميته للحيوانات الأليفة والداجنة، يباع بشكل طعم جاهز بنسبة 1%.
ثانياً : مبيدات القوارض المضادة لتخثر الدم: تعمل هذه المبيدات على خفض فيتامين K1 بالدم ( فيتامين K1 ضروري لعملية تخثر الدم) مما يؤدي إلى نزف الحيوان وموته. وأهم أعراض التسمم بهذه المبيدات:
1- امتناع الفئران والجرذان عن الطعام.
2- الإنهاك والفتور
وتبدو مظاهر التسمم الخارجية بعد يومين من تناول السم إذ يصبح جلد الأذنين شاحب، وتنفجر الأوعية الدموية الموجودة تحت الجلد مباشرة وخاصة العينين، وغالباً ما ينزف الدم من الأنف والفم والشرج أو مع البول وهذه الأعراض لاتظهر مباشرة وإنما تسبب الموت بعد 5-7 أيام.
في حالات التسمم بمبيدات القوارض المضادة لتخثر الدم: يمكن معالجة المتسمم بجرعة من فيتامين K1 عن طريق الفم أو بحقنة في الشريان أو في العضل وذلك وفق إرشادات الطبيب وعند تسمم الدواجن والحيوانات المنزلية الأخرى يعطى مستحضر فيتامين K1 حسب الحجم والوزن. وبعد العلاج تختفي الأعراض خلال فترة زمنية قصيرة دون أن تخلف تأثيرات جانبية.
ثالثاً: مجموعة مبيدات القوارض المضادة لتخثر الدم: وتقسم إلى :
- مضادات التخثر متعددة الجرعات: يتطلب وجودها بشكل دائم ومستمر وهي بطيئة المفعول مثل ( الموارفارين ، كوماتيتراليل، كوماكلور).
- مضادات التخثر وحيدة الجرعة: وتقضي على القوارض من وجبة واحدة وهي سريعة التأثير مثل ( البروديفاكيوم – البرومادايولون)
رابعاً : الغازات:
- غاز برميد الميثايل : غاز عديم الرائحة واللون وغير قابل للاستعمال وهو ذو سمية عالية للحيوان والإنسان.
- أقراص الفوستوكسين: غاز سام جداً يستعمل بوضع قرص واحد في كل جحر ثم ردمه.
برنامج لمكافحة فأر الحقل:
إن المكافحة الفردية للحقول من قبل مالكيها غير مجدية عندما يصبح ضرر القوارض اقتصادياً لذلك ننصحك باتباع ارشادات ونصائح المرشدين الزراعيين بدقة وإجراء الفلاحات اللازمة أو الضرورية للأراضي البور ومكافحة الأعشاب ما أمكن ، ونشر نقاط الطعوم في كامل الحقول الزراعية، وتحديد المسافة بين الطعم والآخر من 30-50 م ويمكن زيادة المسافة أو نقصانها حسب درجة الإصابة.
ونقطة الطعم عبارة عن غطاء اصطناعي:
- يوضع فيه السم له فتحتين أحداهما للدخول والأخرى للخروج وبطول 50 سم وقطر 10 ويوضع في مكان لاتصل إليه مياه الري ويسهل على الفأر ارتياده مثل استخدام أنابيب بلاستيكية أو قنينة مياه معدنية فارغة أو تنكة زيت ودفنها في التراب وإبقاء سطحها بمستوى سطح الأرض.
- يجب استخدام الطعوم السامة بشكل منتظم دوري.
- لابد من تغيير السموم السريعة المفعول مثل فوسفيد الزنك والاستعاضة عنه بمبيدات القوارض المضادة لتخثر الدم وذلك للتخلص من الأعداد المتبقية من الفئران.
- الاستمرار بالمكافحة وعدم التوقف خاصة في مراحل الإزهار والتشتيل للمحاصيل الحقلية.
- يفضل إجراء المكافحة في فصل الشتاء لأن القوارض تكون بأعداد قليلة مجمعة في جحورها بسبب البرد.
الطعوم:
يتألف الطعم من :
- جريش الحبوب : مثل القمح أو التراتيكالي
- السم
- مادة جذابة مثل اليانسون خميرة البيرة الدبس السكر
طريقة التحضير:
تنقع الحبوب في الماء عدة ساعات ثم تمزج مع زيت نباتي أو غيره من المواد الجاذبة، مثل الزعفران أو السكر ويضاف المبيد بنسبة 2% فوسفيد الزنك.
أنواع الطعوم:
- طعوم جافة: وهي مساحيق مركزة تمزج مع المواد الغذائية بنسب معينة أو تباع بشكل طعوم جاهزة للاستعمال. بشكل مكعبات أو قوالب شمعية تستخدم في المجاري أو الأماكن الرطبة.
- طعوم رطبة: منها سائلة تضاف إلى الماء مثل الوارفارين السائل أو بشكل معاجين جاهزة للاستعمال المباشر مثل الزيلو. يحتاج الهكتار الواحد من 1-3 كغ /هـ طعم في حال كان عدد القوارض قليل أما عند اشتداد الإصابة فإن هذا الرقم يتضاعف إلى عدة مرات في الهكتار الواحد.
أخي الفلاح: إن صلاحية الطعم والمكان المناسب لوضعه هما العاملان الأساسيان اللذان يحددان نجاح المكافحة وليس كميته وكثافته.
ففي الحقول الزراعية عليك اتباع مايلي:
1- أغلق كافة الجحور في اليوم الأول.
2- وضع السم في الجحور المفتوحة فقط في اليوم الثاني ثم ردمها بالتراب.
3- القيام بزيارة الحقل مرة أو مرتين في الأسبوع عند الضرورة.
بعد ذلك عليك إزالة جثث القوارض قبل تفسخها لمنع انتشار الروائح الكريهة وللحفاظ على حياة الحيوانات الأليفة التي قد تأكلها ، ويراعى عند عملية جمع الجثث مايلي:
1- ارتداء قفازات بلاستيكية أو من السيلوفان (النايلون) .
2- وضع الجثث في أكياس من النايلون ويفضل أن تكون سوداء اللون ثم تغطيتها بقليل من الكلس الحي بعد غلق الكيس.
3- رش مادة الأكتليك بمعدل 3 سم3 /ل أو النوفان أو المالاثيون حول مكان الجثة للقضاء على طفيلياتها .
4- دفن الجثث في مكان بعيد على عمق 50 سم أو حرقها في طرقات خاصة.
أخي الفلاح إليك أخيراً بعض الإرشادات الهامة اللازمة عند استعمال مبيدات القوارض:
1- عليك قراءة التعليمات الموجودة على عبوة المبيد والتقيد التام بها.
2- حافظ على المبيدات بعيدة عن الأطفال ووضعها في أماكن مقفلة.
3- استعمل القفازات المطاطية والنظارات الشمسية عند المكافحة.
4- لاتستنشق المبيد أو غباره وامتنع عن الأكل والشرب والتدخين أثناء عملية المزج أو المكافحة.
5- اغسل الوجه واليدين عدة مرات بعد انتهاء العمل.
6- لاتستعمل أدوات المطبخ ( ملاعق – صحون ..) في تحضير الطعوم.
7- لاتستعمل عبوات المبيد المعدنية بعد غسلها في شرب المياه بل اثقبها واطمرها في حفر عميقة.
8- في حال ابتلاع مادة كيميائية راجع الطبيب فوراً مصطحباً معك عبوة المبيد.
مكافحة القوارض في الموانئ والبواخر:
تعتبر البواخر وسيلة ناقلة للآفات الزراعية وخاصة القوارض ، تؤثر الظروف البيئية على أعداد القوارض وتكاثرها فالبيئة الرطبة المعتدلة تساعد على زيادة عدد القوارض نظراً لتوفر الغذاء والمأوى.
بينما البيئة الجافة تعتبر عامل يحد من نشاطها وتكاثرها، لذلك ولمنع انتشار القوارض في الموانئ والبواخر يجب اتباع مايلي:
1- تواجد الفنيين والأخصائيين من قسم الرقابة في الموانئ
2- تطبيق تعليمات الحجر الزراعي وتطبيق القيود الصحيحة على البواخر عند دخولها المرفأ.
3- مراعاة الشروط الصحية للمرفأ والباخرة للحد من وصول الغذاء والماء إلى الجرذان.
4- استخدام حاويات حديدية لنقل البضائع
5- مكافحة القوارض بشكل دوري ومستمر في الموانئ والبواخر.
6- تشييد بعض الجدران الاستنادية في المرفأ بحيث تعمل على منع انتقال القوارض إلى المناطق المرتفعة من الميناء.
7- وضع موانع التسلق على الجبال لمنع دخول أو خروج القوارض من وإلى الباخرة.
8- التخلص من النفايات والفضلات التي تعتبر المصدر الغذائي الأساسي للقوارض.