تعريف الدريس:يقصد بالدريس جميع أنواع الأعلاف الخضراء بعد حشها في فترة معينة من نموها ثم تجفيفها مثل: دريس الفصة أو البقوليات والنجيليات أو مختلطة بنسب معينة أو من الأعشاب البرية.
إن مادة الدريس أساسية في تغذية الحيوانات الزراعية بمختلف أنواعها وخاصة في فصل الصيف حيث تكون الأعلاف الخضراء قليلة أو معدومة وتدخل هذه المادة في علائق جميع الحيوانات بنسب مختلفة حتى علائق الدواجن. ومن حيث القيمة الغذائية 1/2 قيمة الشعير تقريباً. إن أهمية الدريس في قطرنا تأتي في ظروف المنطقة حيث أن فترة الربيع قصيرة ولاتتمكن الحيوانات من استيعاب كامل احتياجها من الأعلاف الخضراء بسبب ضيق الرقعة المروية الإجمالية وقلة المساحات التي تزرع بالأعلاف الخضراء وعدم إدخالها بعد الدورة الزراعية بشكل منتظم.
إن ادريس الجيد يمكن اعتباره المصدر الأساسي للفيتامين أ الذي لايمكن الاستغناء عنه وأي نقص في العلائق يؤدي إلى أمراض عديدة أهمها مايسمى (آ فيتامينمزا) وبالتالي إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات بالإضافة إلى انخفاض في إنتاج الحليب والصوف واللحم وولادات ذات حيوية ضعيفة وكثيراً ما ينتهي بالإجهاض هذا عدا كونه المتمم الرئيسي في العليقة كعلف مالئ غني بالعناصر الغذائية مثل البروتين والكلس بالإضافة إلى كميات الآزوت الكبيرة التي تتركها في التربة.
إن عملية إنتاج الدريس أصبحت صناعة متكاملة وآلية في مختلف مراحل لتصنيع ابتداء من الزراعة إلى الحش إلى التجفيف والتحبيب...
وتحتاج إلى خبرة ومراعاة دقيقة لأصول هذه الصناعة وإلا فإن الإنتاج لن يكون له أية قيمة غذائية.. وبدأت هذه الصناعة تدخل إلى القطر مؤخراً وتقدم الدولة تسهيلات ومساعدات قيمة كما أن الكثير من المربين بدؤوا بالاقتناع بأهمية إدخال هذه المادة في علائق الحيوانات إن كانت للتربية أو التسمين.
مستلزمات الإنتاج: 1- توفر الأرض المناسبة.
2- البذار الجيد
3- توفر المياه الكافية وبتكاليف قليلة إذا كانت الزراعة فصة .
4- الحش الآلي ( حيث أن الحش اليدوي تكلف كثيراً ولاتستطيع حش مساحات واسعة باليد في الوقت المحدد). أما إذا كانت المساحة صغيرة يمكن استعمال سيف الحش اليدوي وهناك محشات آلية متوفرة وذات استطاعات مختلفة حسب الحاجة.
5- المكبس الآلي لعمل بالات لسهولة تخزينه وتقليل نسبة الفقد فيه.
مراحل التصنيع: يبدأ إنتاج الدريس من مرحلة عداد الأرض للزراعة والحش إلى التخزين وطريقة تقديمه إلى الحيوان.
أ-
اختيار الأرض المناسبة للزراعة وتحديد المساحة اللازمة: إن المساحة اللازمة تعتمد على عدد الحيوانات وأنواعها: أبقار حلوب أغنام تسمين أغنام تربية أو عجول أما الأرض المناسبة فإن الفصة تحتاج إلى أرض مروية وأغلب أنواع التربة تصلح لزراعة الفصة حتى الأراضي المالحة التي لاتصلح لزراعات أخرى لأن الفصة من النباتات التي تحب الملوحة وتساعد على تخليص التربي بقسم لابأس به من الأملاح.
أما النجيليات والبقوليات فيمكن زراعتها وضمان نجاحها بشكل جيد بعلاً في مناطق الاستقرار الأولى والثانية وقسم من الثالثة أو في المناطق التي تصل أمطارها إلى 350 مم.
يجب تهيئة الأرض وتسميدها بالسماد الفوسفاتي وتسويتها بشكل جيد حيث تستطيع استعمال الآلة بسهولة.
ب- البذار الجيد: بالنسبة للفصة هناك أنواع عديدة المولدة والمحلية ويفضل الأمريكية المولدة لأنها تعطي محصولاً أوفر أما البيقية فلها أنواع محلية عديدة في الأسواق بالإضافة لبذار البيقية الأمريكية المولدة التي تمتاز عن المحلية بغزارة محصولها الخضري وارتفاعها عن الأرض بما يسهل عملية الحش لذلك يجب أن تبحث عن أفضل أنواع البذار.
ج- توفر المياه بالنسبة للفصة: إن الدونم الواحد من الفصة يحتاج إلى 1800-2000 م3 من الماء في السنة فيفضل إذا كان الري بالراحة أو من مصادر قريبة ورخيصة كالأنهار، المهم تقليل النفقات بقدر الإمكان.
د- المحشات : هناك كما سبق محشات آلية مختلفة وذات استطاعات مختلفة، ويجب أن تختار الآلة المناسبة لحجم عملك توجد محشات ذات استطاعات عالية تستخدم مع الجرار، كما توجد آلات صغيرة يمكن قيادتها باليد وللمساحات الصغيرة يمكن استخدام سيف الحش اليدوي الشائع في أوروبا وفي بعض مناطق القطر (الجولان) إن أهم عمليات التي تحدد نوعية الدريس المنتج هي طريقة الحش والتخفيف وأخيراً التخزين الصحيح.
فترة الحش :أفضل موعد للبدء بالحش هو فترة ماقبل الإزهار بقليل أو بدء الإزهار بالنسبة للفصة والبقوليات ، أما النجيليات فقبيل تكون السنابل وبدء الحبوب العجينية.
أهمية الحش المبكر:إن القيمة الغذائية تقل كلما تأخر الحش وبالنسبة لحيوانات معينة كالأبقار الحلوب، والدواجن.. وعجول التسمين والمواليد الفتية يفضل لها دوماً الحش المبكر حيث يكون النبات طرياً. والسيقان غير قاسية ويحفظ النبات بكامل أوراقه، لذا يجب البدء بالحش قبل فترة الإزهار وخاصة إذا كانت المساحة كبيرة حيث تكون المساحات المحشوشة بآخر المدة قد بدأت بالإزهار.
التجفيف: بعد عملية الحش يجب تجفيف العلف بأقصر فترة زمنية ممكنة وتكون :
1- بطريقة اصطناعية وذلك بواسطة مجففات آلية وهي ليست ضرورية في الوقت الحاضر حيث أن أشعة الشمس تكون متوفرة في أغلب الفصول ويمكن تطبيقها حين يتم التوسع بالإنتاج في المستقبل.
2- بالطريقة الطبيعية: تحت أشعة الشمس ولكن يجب الانتباه إلى عدم تعريض الدريس مدة طويلة حتى لاتيبس نهائياً وتكون الرطوبة بالدريس ضمن الحد الأمثل.
إن عملية التجفيف ليست عملية فيزيائية بحتة بل هناك تفاعلات كيميائية وحيوية عديدة تجري بالعلف من بدء الحش إلى فترة التخزين. لذا يجب تنزيل الرطوبة فيه بسرعة إلى 17% كي تتوقف عمليات التخمر حيث أن أكبر كمية من الفقد للعناصر الغذائية يتم عندما تكون الرطوبة بحدود 50-60%.
فقدان العناصر الغذائية أثناء تجفيف العلف الأخضر
تحت ظروف مناخية ملائمة جداً
طريقة التجفيف | عدد الأيام | الأمطار | فقدان المادة الجافة | نسبة الهضم فقدان العناصر الغذائية المهضومة |
مواد عضوية | بروتين خام | بروتين خام | وحدات غذائية |
صناعية | - | - |
| 70.2 | 66.9 |
| - |
على الأرض | 6 |
| 9.0 | 70.2 | 66.5 | 11.4 | 2.1 |
بشكل أكوام صغيرة | 10 | - | 8.3 | 72.1 | 70.2 | 7.2 | 2.9 |
منشورة على أسلاك | 10 | - | 7 | 71.2 | 68.5 | 5.8 | 6.6 |
شروط مناخية غير ملائمة
طريقة التجفيف | عدد الأيام | الأمطار | فقدان المادة الجافة | نسبة الهضم فقدان العناصر الغذائية المهضومة |
مواد عضوية | بروتين خام | بروتين خام | وحدات غذائية |
صناعية | - | - |
| 63.9 | 68.1 |
|
|
على الأرض | 21 | 58 | 33.6 | 53.2 | 57.8 | 53.2 | 57.6 |
بشكل أكوام صغيرة | 21 | 58 | 2.2 | 66.00 | 67.40 | 22.00 | 7.00 |
منشورة على أسلاك | 21 | 58 | 7.3 | 63.50 | 70.2 | 7.3 | 7.7 |
شروط مناخية سيئة
طريقة التجفيف | عدد الأيام | الأمطار | فقدان المادة الجافة | نسبة الهضم فقدان العناصر الغذائية المهضومة |
مواد عضوية | بروتين خام | بروتين خام | وحدات غذائية |
صناعية | - | - |
| 69.80 | 76.20 |
| - |
على الأرض | 30 | 118 | 54.80 | 50.80 | 48.00 | 97.50 | 70.00 |
بشكل أكوام صغيرة | 30 | 118 | 44.60 | 56.50 | 56.90 | 77.60 | 64.40 |
منشورة على أسلاك | 30 | 118 | 39.60 | 63.00 | 70.80 | 51.60 | 55.10 |
فإذا كانت الظروف كلها مناسبة في كافة مراحل الإنتاج فإن نسبة الفقدان الطبيعي للمواد الغذائية من بدء عملية الحش إلى المعلف تتراوح من 20-30% بالنسبة للبقوليات و 10-15% بالنسبة للنجيليات. أما إذا أتت عليها أمطار للبقوليات فتصل إلى 36-40%.
وأثناء التخزين الطبيعي تحت ظروف ملائمة فإن الفقد الطبيعي لايزيد عن 4% وفي حال استعمال التجفيف الصناعي فإن نسبة الفقد تتراوح بين 15-19% بالإضافة إلى أن التجفيف الصناعي يفقد نسبة أكثر من الفيتامينات وخاصة الفيتامين (د) لايبقى منه شيء.
التجميع والتخزين: بعد أن يتم تجفيف العلف الأخضر كما يجب ويتم تجميع الدريس إما يدوياً أو آلياً للتجميع اليدوي يتم بواسطة الشوكة الحديدية على خطوط ويعمل أكوام صغيرة بحجم حمولة الشاحنة والواسطة التي ستستعملها لنقلها إلى المستودعات ويجب الحذر والتأني أثناء الجمع بحيث تحافظ على الأوراق عدم تساقطها لذا يجب أن يتم الجمع في الصباح الباكر قبل أن يرتفع الضباب أو الندى وقبل أن يجف نهائياً ويصبح اللون أصفر بكامله كما أنه لايجوز جمعه وهي خضراء بعد أن يجف كي لايصاب بالتعفن والتخمرات والاحتراق الذاتي.
بعد عملية التجميع يتم الصنع بواسطة آلات خاصة وهذا أفضل إذا توفرت وتخزن في مستودعات مبسطة وتوضع البالات فوق بعضها البعض على طريقة البناء مع ترك فوهات بالطول والعرض للتهوية لطول 20 م والعرض 5.5 م الارتفاع حوالي 8 أمتار أو 10 صفوف المسافة بين المستودع والآخر يجب أن لاتقل عن 25 م وعن المنشآت الأخرى 100 م و 250 م على الأقل على الخطوط الحديدية.
أو يخزن على شكل أكوام مخروطية في العراء على قاعدة كتيمة ويفضل أن تكون اسمنتية ويعمل خندق صغير حولها لتصريف مياه الأمطار ويجب كبس الدريس بالتدريج وبشكل جيد أثناء التكويم وخاصة في المنتصف أ ي بعد كل 50-70 سم أما المقاييس فحسب حجم الدريس المتوفر: قطر القاعدة 4.5 م القطر عند المنتصف 55 سم الارتفاع 6.5 ومن القاعدة إلى منتصف القمة بحدود 3.5 وتعلق بعض الأخشاب في القمة لتكون ثقلاً. وكما يفضل تغطية الجانب المعرض للرياح والأمطار بمشمع للتقليل من التلف أو يعمل على شكل جمالون أو دائري وكما سبق يجب أن لاتزيد الرطوبة في الدريس المخزن عن 17% وفي هذه الحالة فإن الدريس يحتفظ بقيمته الغذائية لمدة 3 سنوات ماعدا الكاروتين أو الفيتامين (أ) الذي يفقد تدريجياً وتقل نسبة الفقدان كلما كان مكبوساً بشكل جيد أو على شكل بالات أو في مكان مظلم ودرجات حرارة منخفضة.
أيها المزارع: إذا لم تراعي شروط التصنيع والإنتاج المطلوبة في كافة مراحله فإنك لن تحصل على الدريس الجيد بل يمكن القول بأن إنتاجك لن يختلف عن التبن العادي إلا قليلاً. لذا حاول أن تبذل كل جهدك وإمكانياتك لتطبيق كافة الشروط واسأل دوماً عن طريقة تحسين عملك وكلما صادفتك عوائق.
ففي تجربة لبيان القيمة الغذائية حين استعمال دريس جديد وآخر سيء لمدة سنتين في أمريكا (وزارة الزراعة) على مجموعتين من العجول غذيت بهذه النوعين من الدريس كانت النتائج كالتالي:
-
للمجموعة الأولى : استعمل دريس فصة ممتازة الذي يحتوي على 23-27% ألياف.
-
وللمجموعة الثانية: دريس فصة ذات نوعية سيئة صنف 3 يحتوي على 33-34% ألياف.
كان الفرق في النمو (اللحم) لصالح المجموعة الأولى التي غذيت بالدريس الممتاز 28% وبنفقات أقل بـ12% لكل 100 ليبرة وزن حي (موريسن).
مواصفات الدريس الجيد:نظراً لحداثة هذه الصناعة في القطر لم يجري بعد وضع أي تصنيف وتحديد الأنواع الدريس من حيث مواصفاتها والعناصر الغذائية فيها وظروف التجفيف والتخزين حسب ظروف القطر المناخية والطبيعية. وهذه مسؤولية يجب البدء في تحديدها ووضع الأسس الصحيحة الواقعية وخاصة بعد أن بدء بالتوسع بزراعة الأعلاف الخضراء وإنتاج الدريس.
أهم الشروط التي يجب أن تتوفر بالدريس الجيد هي :
1- التمييز بين أنواع النباتات التي تدخل بالدريس ونسبة كل منها: أفضلها الفصة، ثم البقوليات ثم البقوليات مع النجيليات أو النجيليات مع البقوليات وأخيراً النجيليات.
2- نقاوة الدريس من الأعشاب الضارة ويجب أن لاتزيد نسبته عن 5% كما أنه يجب أن يكون خالياً من الأحجار والأتربة والقطع المعدنية.
3- أن يكون نقياً من الغبار ويتأكد من ذلك بمسك حفنة من الدريس وهزها جيداً ويلاحظ كثافة الغبار الناتج.
4- التأكد من أن الدريس حش بالوقت المناسب وذلك بملاحظة وجود أزهار وقرون وقساوة الساق، فالدريس الجيد المحشوش في الوقت المناسب يكون ناعم الملمس والسيقان رفيعة وغير قاسية.
ولمعرفة نسبة كل نوع من أنواع النباتات: تؤخذ عينة لاتقل عن 200 غرام وتفصل كل نوع على حده وتوزن كل مجموعة لوحدها وتستخرج النسبة المئوية لكل منها حسب المعادلة البسيطة :
ج × 100
ن = -------------
ب
حيث ن : النسبة المئوية المطلوبة و ج : وزن النوع ، وب : وزن العينة.
مثال : إذا كان وزن البقوليات في العينة 60 غرام فإن نسبته المئوية:
60 × 100
--------- = 30% بقوليات
200
ويعرف بأن النجيليات حشت في فترة الإزهار عندما لانشاهد في السنبلة أية حبوب ناضجة وإنما نشاهد الأزهار، أما إذا كان الحش متأخراً وفي بداية نضج البذور فنشاهد البذور في الأجزاء السفلية من السنبلة، أما البقوليات فتعتبر بأنها حشت في فترة الإزهار الكامل إذا وجدت من 2-3 حبات في الأقسام السفلية من الزهرة أو بعض القرون ويكون اللون أخضراً.
5- اللون : يجب أن يكون لون الدريس الجيد أخضراً ، أما إذا كان اللون مائلاً إلى البني فيدل ذلك على أنه مصاب العفن وبداية الاحتراق الذاتي، أما اللون الأصفر أو الأبيض فدليل على أنه تعرض لأشعة الشمس فترة طويلة ويعتبر رديئاً وغير صالح.
6- الرائحة : الدريس الجيد تفوح منه رائحة زكية من نفس رائحة النبات الذي صنع منه، وأية روائح غريبة غير مقبولة وللتأكد من وجود روائح يمكن اتباع الأسلوب الآتي والبسيط.
توضع عينة في وعاء ويصب عليها كمية من الماء الساخن ويغلق الوعاء وبعد ثلاثة دقائق يفتح الغطاء وتشم العينة.
7- الرطوبة: للتأكد من أن الرطوبة ضمن الحدود اللازمة يمكن التأكد منها بالجس على عينة في أماكن متعددة وفي وقت لايكون فيه الندى أو الضباب أو أمطار وللتأكد بشكل أدق يمكن اتباع الأسلوب التالي: (موريسن) تؤخذ عينة من الدريس مقدار حفنة وتفرك جيداً باليد ثم تقطع بالسكين من منتصفها وتوضع في وعاء زجاجي ناشف (بركان) عادي ذات غطاء وبشكل لا يمتلئ الوعاء كامله وتضاف ملعقة كبيرة من الملح العادي يهز الوعاء حوالي 100 مرة ثم يقلب الوعاء، ويسحب الغطاء بهدوء إذا كانت الرطوبة عادية بحدود 17-20 % نلاحظ ذرات الملح العادية في الغطاء كما هي.
إذا كانت أكثر من 25% فإن الملح يتشرب بالرطوبة الموجودة بالدريس وتصبح كتلاً متماسكة. أما إذا كانت أكثر من ذلك والرطوبة عالية جداً فإنه لايشاهد أية بقية من الملح وأنه ينحل خلال 30 ثانية.