مقدمة: للطب الوقائي في علم تربية الأسماك أهمية كبيرة لاتقل عنه في طب الكائنات الحية الأخرى سيما وأن أسلوب المعالجة يبقى قاصراً للوصول إلى النتائج المرضية لكل سمكة في أحواض التربية لذلك كان لابد من :
1- الاهتمام بالأحواض وصيانتها وتجفيفها وتعقيمها لقطع دورة حياة العامل المرضي.
2- إجراء المغاطس الوقائية للأمهات والإصبعيات قبل بداية مرحلة التربية لمنع ظهور المرض وانتشاره.
المهم أن نعمل في مجال تربية الأسماك كما نعمل في تربية بقية الفصائل الحيوانية وعلى أن يبقى شعارنا درهم وقاية خير من قنطار علاج.
أمراض الأسماك العامة:تصيب هذه الفئة من الأمراض كافة الأنواع السمكية وخلال مراحل نموها المختلفة إذا ماتوفرت العوامل المساعدة لظهورها وسنذكر منها:
1-
أمراض التغذية: باتت أمراض التغذية تشكل صعوبات اقتصادية لايمكن إهمالها وخاصة في مزارع التربية الكثيفة سواء منها في مزارع دائمة الجريان أو في التربية بأقفاص التسمين للحاجة الماسة إلى الأعلاف الجاهزة المتكاملة نوعياً وحسب مراحل التربية لأن الأعلاف الفقيرة بالعناصر المعدنية والفيتامينات والبروتين تسبب ظهور الأعراض التالية: فقدان الشهية ، الهزال، توقف النمو، اضطرابات عصبية، فقدان التوازن تفصص الزعانف، تبدل اللون، تقرحات الجلد، العمى، الوفيات بنسب مختلفة، هذا ولايمكن بسهولة على المربي تحديد النقص في الغذاء إلا بواسطة المختبر لذلك لابد من استعمال الأعلاف الجاهزة ذات التركيب الجيد هذا وقد بينا في نشرة تغذية الأسماك الاحتياط من الفيتامينات والأحماض الأمينية اللازمة للنمو والاستمرار في الحياة.
2-
الاختناق: تنفق الأسماك اختناقاً لعدم قدرتها على الاستفادة من كمية الأوكسجين المنحل في الماء لأن الأسماك كغيرها من الكائنات الحية التي تقوم بعملية التبادل الغازي بواسطة الصفيحات الغلصمية بديلاً عن الرئة في الحيوانات ذات الدم الحار.
العوامل المساعدة لحدوث الاختناق: تساهم في نفوق الأسماك اختناقاً كافة الظواهر التي تسبب نقصاً في كمية الأوكسجين المنحل في الماء والتي نورد أهمها:
أ-
درجة حرارة الماء: تتناسب كمية الأوكسجين المنحل عكسياً مع حرارة المياه والجدول التالي يبين هذه العلاقة:
الدرجة المئوية | كمية الأوكسجين المنحل ملغ/لتر ماء |
0 | 14.5 |
2 | 13.5 |
4 | 13.0 |
8 | 11.5 |
10 | 11.0 |
12 | 10.5 |
15 | 10 |
17 | 9.5 |
20 | 9 |
25 | 8.5 |
27 | 8 |
30 | 7.5 |
ب- كثافة الزريعة السمكية في وحدة المساحة المائية: زيادة عدد الأسماكفي وحدة المساحة عن الرقم المخطط يلازمه زيادة في الاحتياط إلى كمية أكبر من الأوكسجين المنحل لذلك يجب على المربين التقيد بالعدد اللازم للإنتاج المخطط مثلاً 7 طن سنوياً في المزارع الواسعة يمكن أن يحققها 10 آلاف إصبعية كارب عام أو 30 ألف إصبعية مشط عند توفر مستلزمات الإنتاج (علف – مياه – قوى عاملة).
ج- كمية المياه الواردة إلى الأحواض: يعمد كثير من المربين إلى إغلاق بوابات التغذية بعد إملاء الأحواض في بداية موسم التربية متجاهلين فقد الماء بالتبخر والتسرب إضافة لنقص الأوكسجين المنحل الناتج عن تنفس الأسماك والكائنات الحية الأخرى وعمليات الأكسدة والتفسخ في الحوض الأمر الذي يسبب لهم متاعب اقتصادية تصل إلى درجة الإفلاس.
لذلك كان لابد من تغذية الأحواض بالمياه الجديدة وعند اللزوم وإن كمية 4 ليتر ماء بالثانية للهكتار كافية في المزارع السمكية التي تطبق نمط التربية الواسعة (الإنتاج حتى 7 طن سنوياً). في حين أن احتياج المزارع الكثيفة ودائمة الجريان يتوقف على كمية الإنتاج المطلوب.
د-
النباتات المائية والطحالب: خلال النهار تزيد كمية الأوكسجين المنحل نتيجة عملية التمثيل الضوئي في حين أن هذه الكمية تنخفض في الليل لتصل إلى أدنى ما يمكن عند بزوع الفجر وفي ساعات الصباح الباكر.
ه-
المواد العضوية العالقة والمتوفرة في الحوض: تتفسخ المواد العضوية داخل الماء مستفيدة من الأوكسجين المنحل في الماء الأمر الذي ينتج عنه نقص في هذه الكمية إضافة إلى زيادة الغازات الأخرى التي تغير تفاعل الماء مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز كبريت الهيدروجين.
الأعراض والظواهر لتشخيص الاختناق: يلاحظ على الأسماك التي تعيش في مياه فقيرة بالأكسجين كثرة الحركة والاضطراب والقفز فوق سطح الماء كما وتشاهد الأسماك وهي تحاول الاستفادة من الهواء الجوي على سطح الماء إضافة إلى توجه الأسماك نحو مصدر المياه الغنية بالأوكسجين.
لدى فحص الأسماك التي نفقت بالاختناق تجدها مفتوحة الفم مرفوعة الغطاء الغلصمي نحو الجانب حيث تظهر الصفيحات الغلصمية بلون أحمر باهت عوضاً عن لونها الطبيعي الأحمر الزاهي.
الوقاية من الاختناق: تتم الوقاية من الاختناق بتجنب العوامل التي تساعد على نقص كمية الأوكسجين في الماء واستخدام الوسائل التي تغني الماء بالأوكسجين وتزيد كميته وأهمها:
- تجديد مياه الأحواض وذلك بزيادة تدفق الماء في قنوات التغذية (المأخذ) وصرف المياه القديمة بفتح بوابات المصرف.
- استخدام أجهزة التهوية وأسطوانات غاز الأوكسجين المتوفرة.
- تحريك ماء الأحواض بالقدر الكافي.
- إضافة الثلج إذا كانت حادثة الاختناق تقتصر على مساحة صغيرة كحوض أمهات أو حوض حضانة.
- التخلص من النباتات المائية بالحش الدوري ومكافحة الطحالب الزائدة برش الكلس الحي على سطح الماء بمعدل 1 كغ لكل 5 متر مربع من المساحة المائية.
- مراقبة المعالف حقلياً وتجنب التفسخات الطارئة.
3- التسمم :ازدادت حوادث نفوق الأسماك تسمماً لتعدد أنواع وأشكال المواد السامة المعروضة في الأسواق المحلية واختلاف طرق استعمالها وانتشارها على مساحات واسعة حيث تدخل السموم إلى جسم الأسماك عن طريق الغلاصم والجلد فالأحشاء وتتوقف شدة السمية على مايلي:
<BLOCKQUOTE>
1- نوع المادة السامة.
2- درجة تركيز المادة الفعالة.
3- درجة حرارة الماء.
4- طريقة الاستعمال (ذوابة بالماء – ذوابة بالزيوت).</BLOCKQUOTE>
وسنذكر أهم المواد التي يجب الحيطة في استعمالها في مزارع الأسماك.
أ-
الأحماض والقلويات: تعيش الأسماك في المياه التي تميل إلى القلوية حيث درجة تركيز أيون الهيدروجين PH بين 6.7-8.6 وعندما يصبح تفاعل الماء حامضياً وتنخفض درجة الـPH تحت 5.4 تبدأ الأسماك بالنفوق وكذلك عندما تزيد قلوية الماء تتأثر الأسماك فأسماك الترويت تموت عند درجة PH 9.1 بينما يتحمل الكارب حتى درجة PH 10.7.
ب-
الفينول والبترول: أكثر ماتتعرض لها الأسماك عن طريق المياه السوداء المطروحة من المصانع ومصافي البترول هذا وإن لم يقتل تركيزها الأسماك فإنه يعطيها طعماً خاصاً ورائحة غير مقبولة عند الاستهلاك.
ج- المبيدات
الحشرية: تتوفر في الأسواق بأسماء مختلفة نذكر منها: د.د.ت ، الملاثيون، البراثيون، الغاميكسان الليندان، الخ... حيث الجرعة المميتة هي بحدود 0.57 ملغ لسمكة كارب بوزن 1 كغ، لذلك يجب التقيد بالجرعات المحددة عند إجراء المغاطس الوقائية والعلاجية.
د- الأملاح
المعدنية : تتعرض الأسماك لمثل هذه الحالات عند إجراء المغاطس فيما يلي التركيز المميت لبعض هذه المركبات:
المادة | التركيز الميت في الماء |
سلفات الحديد | 0.2% |
كلور الحديد | 0.05% |
كبريتات النحاس | 0.143 مليغرام/ليتر |
أملاح الزنك | 1-5 مليغرام /ليتر |
ه- غاز كبريت الهيدروجين: تركيز هذا الغاز في المياه يسبب موت الأسماك اختناقاً فسمك الكارب يتحمل نسبة 6 ملغ في لتر الماء وأكثر ماتحدث حالات التسمم في الأحواض المهملة.
و- الطحالب : إضافة إلى مفرزاتها السامة فهي تسبب موت الأسماك اختناقاً.
الظواهر التي توجه التشخيص نحو التسمم:1- الموت الجماعي المفاجئ لأنواع سمكية متعددة وبأعمار مختلفة.
2- موت أحياء مائية أخرى كالضفادع.
3- تحليل الماء كيميائياً لتحديد العناصر السامة.
4- اختبار الماء حيوياً.
الاحتياطات الواجب اتخاذها في حالة الشك بالتسمم:1- التحري عن الواقع وإعلام السلطات.
2- أخذ عينات من مواقع مختلفة من مياه الأحواض في زجاجات ترسل للمختبر داخل علبة مظلمة لحفظها من تأثير الضوء لإثبات التسمم
3- إرسال عينات من الأسماك والأحياء الأخرى النافقة لتحديد السبب.
4- تجديد مياه الأحواض المشتبه بها وبسرعة فائقة بزيادة التدفق في قنوات التغذية وفتح المصارف.
5- عدم السماح باستهلاك الأسماك النافقة وإتلافها بصورة لاتسمح للحيوانات اللاحمة الوصول إليها وخاصة كلاب الحراسة والصيد إلا في حالة التغذية وفتح المصارف.
6- عدم السماح باستهلاك الأسماك النافقة وإتلافها بصورة لاتسمح للحيوانات اللاحمة الوصول إليها وخاصة كلاب الحراسة والصيد إلى في حالة التأكد من عدم موتها تسمماً.
أمراض سمك الترويت:انتشرت في الآونة الأخيرة مزارع تربية أسماك المياه الباردة وخاصة الترويت (سلالة قوس قزح) وبمعدلات كثيفة من الإصبعيات في وحدة المساحة مع التغذية المركزة بأعلاف غنية بالبروتين الحيواني الأمر الذي يستدعي حذر المربين في إدارة هذه المزارع لذلك نذكر بعض الأمراض التي تسبب خسارة اقتصادية خلال مراحل التربية المختلفة.
1-مرض الدوران: مرض طفيلي يصيب أسماك الترويت في الأشهر الأولى من العمر (حتى 6 أشهر) يظهر المرض في نهاية الربيع وبداية الصيف يسببه طفيلي يدعى Myxosome Cenebralis. ينتشر في الطبيعة بشكل بذيرات قطرها 7-9 ميكرون تقاوم الجفاف والبرودة قادرة على العدوى لعدة سنوات.
كيفية العدوى: تحدث العدوى بدخول بذيرات العامل المسبب عن طريق الفم والغلاصم حيث يتم الانسلاخ ودخول الطفيلي إلى النسيج الغضروفي للأقواس الغلصمية والفقرات وعظام السمع والتوازن تعتبر الأسماك المريضة وبيوضها وكذلك الأسماك التي شفيت من المرض وأصبحت حاملة للعامل المرضي سبباً للعدوى التي يمكن أن تحدث عن طريق المياه الملوثة التي تحمل بذيرات هذا الطفيلي.
العوامل المساعدة على ظهور المرض وانتشاره:1- تغذية الأسماك على القاع.
2- تحريك طين القاع بواسطة تيارات المياه.
3- كثافة عالية من زريعة الأسماك في وحدة المساحة.
4- استخدام أحواض قليلة العمق في التربية.
5- عدم التخلص من الأسماك النافقة والمريضة.
الأعراض المرضية: تدوم حضانة المرض من 40-60 يوم ثم يظهر على الأسماك المريضة:
1- الضعف العام وفقدان الشهية لالتقاط العلف.
2- عدم توازن حركة الأسماك ودورانها حول نفسها.
3- تقوم العمود الفقري.
4- تلون الذيل باللون الأسود
الوقاية: <BLOCKQUOTE>
1- عدم تربية الأسماك المريضة وحاملة المرض حتى لاتبقى بؤرة تلوث.
2- التخلص من الأسماك النافقة بالحرق.
3- تغذية الأسماك بواسطة معالف مرتفعة عن القاع.
4- تجفيف الأحواض الملوثة وتعقيمها بالكلس الحي بمعدل 1 كغ لكل 1 م2.</BLOCKQUOTE>
العلاج: عدم جدوى المعالجة.
2- مرض الغليان: مرض ساري يصيب أسماك عائلة السلمون وخاصة بعد أن تبلغ من العمر عامها الأول ويظهر المرض في الأحواض والمياه المفتوحة على السواء يسببه جرثوم يدعى Aeromonas satmoricida المنتشر بشكل عصية سالبة التلوين بالغرام أبعادها 0.5 × 3 ميكرون تتواجد في الماء والطين وأمعاء الأسماك التي لاتتأثر بالمرض أفضل درجات الحرارة لنمو الجرثوم مابين 20-30 درجة مئوية.
العوامل المساعدة على ظهور المرض وانتشاره:1- استخدام المياه العكرة والمحملة بالمواد العضوية لتغذية الأحواض.
2- ارتفاع حرارة مياه الأحواض فوق 20 درجة مئوية.
3- الكثافة العالية من الزريعة السمكية في وحدة المساحة بما لايتناسب مع كمية التدفق المائي في الحوض.
الأعراض المرضية:1- ضعف الشهية.
2- تقرحات دموية متقيحة على الجلد.
3- بقع التهابية في العضلات
4- التهاب الأمعاء
5- بقع نزفية في الكبد والكلية.
الوقاية : 1- تجنب العوامل المساعدة لظهور انتشار المرض.
2- التخلص من الأسماك النافقة بالحرق والدفن.
3- تعقم أدوات الصيد بمحلول برمنغنات البوتاسيوم بمعدل 1 غرام لكل 100 لتر ماء.
4- تعقيم الأحواض بالكلس الحي وبمعدل 1 كغ لكل 1 متر مربع.
العلاج: أعطت المواد السلفاميدية نتائج مشجعة باستعمالها مع الأعلاف بمعدل 20 غرام لكل 100 كغ من الأسماك يومياً ولمدة 7 أيام وكذلك المضادات الحيوية (كلورام فينيكول – تيرامايسين) بمعدل 5-7 غرام لكل 100 كغ سمك يومياً لمدة أسبوع.
3- مرض قروح الجلد: مرض شبيه بمرض الغليان إلا أن أضراره الاقتصادية أقل ويسببه جرثوم يدعى Haemophilus piscium قليل الانتشار معالجته ناجحة جداً بالمضادات الحيوية مع العلف وبمعدل 5-7 غرام تيرامايسين أو كلورام فينيكول يوماً لكل 100 كغ سمك ولمدة أسبوع.