الطرق المختلفة لري أشجار النخيل:يمكن إيجازها كما يلي:
1-
الري السطحي: حيث تعطى المياه إلى قطاعات معينة في التربة ومنها إلى المجموع الجذري للأشجار بواسطة الرشح وفي مرحلة الفسائل يستخدم خط واحد موازٍ لها ، ثم يضاف إليه خط ثاني موازٍ من الناحية الأخرى في المراحل المتقدمة للأشجار وتناسب هذه الطريقة الأراضي الطينية الثقيلة ذات النفاذية المنخفضة كما تقل أطوال خطوط الري في الأراضي المنحدرة والأراضي الرملية الخفيفة ومن عيوبها أنها تحتاج إلى عناية ووقت كبيرين من المزارع لإصلاح الخطوط وتقويمها وملازمة الحقل أثناء الري.
·
الري بالأحواض: تمتاز هذه الطريقة بقدرتها على التحكم في المياه لإيجاد التجانس في التوزيع وللحصول على كفاءة عالية وفي هذه الطريقة يقسم الحقل إلى أحواض بحواجز ( أو بيتون) مستقيمة أو متقاربة وتكون الأحواض صغيرة حوالي (2×2) متر في مرحلة الفسائل ثم تزيد مساحة الأحواض مع نمو الأشجار على أن يشتمل الحوض أربع شجيرات أو أكثر اعتماداً على خواص التربة وحجم التصريف فكلما قلت النفاذية وزاد حجم التصريف زادت مساحة الحوض والعكس صحيح.
·
الري بالشرائح: يتناسب عرض الشريحة مستطيلة الشكل مع عمر الأشجار فلصغار الأشجار يكون عرض الشريحة حوالي مترين ثم يزيد إلى ثلاثة أمتار للأشجار في عمر 3-6 سنوات ويربو على الثلاثة أمتار للأشجار المثمرة أما الطول الأمثل للشريحة والذي يسهل عمليات الميكنة الزراعية اللازمة فتحدده عوامل كثيرة كخاصية الأرض مثلاً ففي الأراضي الرملية الخفيفة وذات النفاذية العالية يقل الطول لضمان التوزيع المتجانس لمحتوى الرطوبة في التربة مع إمكانية التحكم في قدرة اندفاع المياه لتفادي مضار جرف التربة خاصة في الانحدارات الشديدة وعادة يكون طول الشريحة من 100-200 متر في الأراضي المتوسطة والثقيلة ذات الانحدار البسيط. أما في الأراضي الرملية الخفيفة فقط لايتعدى طول الشريحة 50 م.
2-
الري تحت السطحي أو الباطني: يمكن اتباع هذه الطريقة في أي مكان من الأراضي التي تتميز بمستوى مائي جوفي قريب من سطح الأرض كالأراضي المجاورة للمجاري المائية الكبيرة.
وفي المناطق الجافة وشبه الجافة يجب تلافي زيادة ملوحة قطاع التربة خصوصاً على السطح وذلك نتيجة للتبخر المستمر في مثل هذه المناطق وعادة ما يتبع نظام غسيل منظم للأراضي بحيث يحافظ على مستوى معين من الأملاح في التربة.
وفي بعض المناطق الصحراوية يمكن استعمال طريقة الري الباطني في الأراضي التي بها طبقة صماء قريبة من السطح في حدود (0.5-إلى 1.5 ) متر وذلك بمد أنابيب مثقوبة في التربة يدفع فيها الماء من ماسورة رئيسية وبذلك يمكن إيجاد مستوى ماء جوفي صناعي ليمد النباتات باحتياجاتها المائية اللازمة.
وقد استعمل نظام الري الباطني في السعودية بمشروع حجز الرمال بالهفوف وذلك للاستفادة من الرطوبة الموجودة تحت سطح الأرض طبيعياً كذلك اشتهرت منطقة شط العرب بالعراق بهذه الطريقة لري أشجار النخيل.
3-
الري بالتنقيط: بدأت تشتهر هذه الطريقة مع بداية السبعينات وتتم بضخ الماء عبر أنابيب إلى مرشح (فلتر) تحت ضغط متوسط ومن المرشح يوزع الماء في أنابيب بلاستيكية صغيرة القطر يتفرع منها نقاطات توضع هذه النقاطات حول شجيرات النخيل، وتمتاز هذه الطريقة:
1- توفير كميات كبيرة من الماء الفاقد في عملية الري السطحي.
2- توفير الماء للأشجار بصورة مستمرة وبطريقة تكون فيها التربة في حالة توازن مع وجود الرطوبة والهواء فلاجفاف شديد ولا غمر خانق.
3- تحسين إنتاجية الأشجار ونموها السريع.
4- تدني نسبة العمالة وتكاليف التشغيل .
ولتشغيل جهاز الري بالتنقيط يجب على القائم عليه أن يراعى الخطوات التالية:
1- يختبر مقاييس الضغط والمياه.
2- يغسل المرشح
3- يقوم بإعداد المخصبات الزراعية المناسبة.
4- يختبر الجهاز على طول مسار الماء مبتدئاً بقراءات الضغط على أجهزة التحكم.
5- يختبر النقاطات من حيث كفاءة التغذية من وقت لآخر.
وقد انتشر استخدام نظام الري التنقيط بأشكاله المختلفة في السعودية والإمارات العربية وعلى نطاق التجارب في تونس.
وتأتي مزاياه إلى إمكانية استخدامه لري الأشجار خاصة عندما تكون نسبة ملوحة في مياه الري عالية أو على منحدرات التلال الرملية.
في تجربة قام بها مركز بحوث النخيل بدقاش في تونس تحصيل على النتائج التالية وذلك بعد أربع سنوات من التجربة على فسائل حديثة الزراعة:
1- إن 93% من الفسائل كونت جذوراً واستمرت في النمو.
2- إن 35 % من النخيل دخلت في مرحلة الإثمار في السنة الثالثة للزراعة وكانت أحسن معاملة هي /4/ نقاطات لكل نخلة.
أما بالنسبة لتطور نمو الجذور فقد أخذت ثلاث نخلات مروية بطريقة التنقيط وثلاث نخلات مروية بطريقة التنقيط وثلاث نخلات مروية طبيعياً للمقارنة وكان عمر النخيل 6 سنوات وبعد عمل حفرة بعمق (1-2) متر تبين أن نسبة الجذور في طريقة التنقيط (89.2) في الدائرة المركزية للنخلة و (10.8% ) خارج الدائرة المركزية بينما في الري العادي 55% من الجذور داخل الدائرة المركزية و 45% خارج الدائرة المركزية أما المستوى الرطوبي والملحي فقد دلت التجربة أن الرطوبة تقل كلما ابتعدنا عن مصدر الماء (النقاطة) لكنها بالمقابل تزداد مع العمق.
فالطبقة السطحية أقل رطوبة وأكثر ملوحة من الطبقات الأخرى لكونها عرضت لتبخر أكثر من الطبقة التحتية حيث دلت التجربة أنه كلما تعمقنا في التربة كلما قلت الملوحة.
والجدول رقم (4) يبين الاحتياجات المائية الشهرية للنخيل صنف دقلة نور موضوع التجربة المذكورة في تونس.
جدول رقم (4)
الاحتياجات المائية الشهرية للنخيل ( صنف دفلة نور) تنقيط
الشهر | التبخير (ملم) | الاحتياجات الفعلية لتر/ثا/هكتار | التوقيت اليومي للري |
كانون الثاني | 1.5 | 0.3 | ساعة ونصف باليوم |
شباط | 2.5 | 0.5 | 2 ساعة باليوم |
آذار | 3.5 | 0.7 | 3 ساعات باليوم |
نيسان | 5.5 | 1.1 | 4.30 ساعة/ يوم |
أيار | 8 | 1.6 | 6.30 ساعة/يوم |
حزيران | 10 | 2 | 8.30 ساعة/يوم |
تموز | 10 | 2 | 8.30 ساعة/ يوم |
آب | 9 | 1.8 | 7.30 ساعة/يوم |
أيلول | 6 | 1.2 | 5 ساعة/يوم |
تشرين أول | 4 | 0.8 | 3.3 ساعة/يوم |
تشرين ثاني | 2 | 0.4 | 1.3 ساعة/يوم |
كانون أول | 1.5 | 0.3 | 1.3 ساعة/يوم |
إن استعمال مثل هذه الأساليب الحديثة للري لابد أن يطبق على النخيل منذ المراحل الأولى لنموه على أن يؤخذ بعين الاعتبار احتياجات النخلة الحقيقية ونوعية التربة بحيث توزع المياه على السطح بشكل يضمن كفاءة توزيع عالية تغطي معظم جذور النخلة وعلى أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضاً احتياجات الغسيل كنتيجة لأملاح التربة وأملاح مياه الري.
فعلى سبيل المثال من الممكن وضع أنبوب بشكل دائرة حول الشجرة بقطر متر تقريباً على أن يركب عليه بدل النقاطات رشاشات موضعية صغيرة بتصريف 60 ليتر / ساعة لكل منها وبواقع رشاشتين إلى أربعة ويوجهوا بعيداً عن جذع الشجرة كي لايتأثر بالماء ، وقد نجح مثل هذا النظام على النخيل والموز في أغوار الأردن.
إن استعمال أنظمة الري الحديثة سوف يتضمن توفير مالايقل عن 50% من مجموع الاستهلاك المائي كما أنها تساعد على إضافة الأسمدة على دفعات كثيرة لتجنب خسارتها في باطن الأرض نتيجة لتسرب المياه في الأراضي الرملية ذات القوام الخشن.
أخيراً لابد من التنويه إلى المثل العربي القائل: (شجرة النخيل أصلها في الماء، وفرعها في النار).
فقد ثبت علمياً صحة هذا القول حيث يمكن لأشجار النخيل البالغة أن تعيش في الأراضي الغدقة شريطة توفر باقي المتطلبات البيئية لها، كما أن أوراق النخيل معدة لتحمل أقصى درجات الجفاف الجوي مع ارتفاع في درجات الحرارة حتى 51 مْ.
تتكون الاحتياجات الفعلية من الاحتياجات الكلية مضاف إليها ما يعادل 10-20% لضرورة الصرف وغسل الأملاح. وهذه المعطيات تم الحصول عليها من تجربة مركز بحوث النخيل بدقماش في تونس على صنف دقلة نور.
التربة: يمكن لشجرة النخيل أن تنمو في مختلف أنواع الأتربة ولكن يتناسب إنتاج النخيل طرداً مع خصوبة التربة ، وبشكل عام يستحسن أن تكون التربة جيدة الصرف وأفضل أنواع التربة المناسبة هي الصفراء الطينية الغنية والجيدة الصرف.
ويمكن للنخيل أن ينمو في الأراضي الملحية ولغاية 3% ولكن الأفضل أن لاتزيد نسبة الملوحة عن 1% كما يمكن أن ينمو في الأرض القلوية أو الغدقة وذات المنسوب المائي القريب من السطح نسبياً.
وتعتبر كربونات الصودا في التربة أكثر ضرراً من الكبريتات أو نترات الصودا على النخيل. وبشكل عام فإن الأراضي تحت الظروف المناخية الجافة أو نصف الجافة تحتوي على كميات الأملاح الذائبة أو بمحتوى من الصوديوم المتبادل أو كلاهما لدرجة تؤدي إلى تأثير ضار على نموها كلما زادت هذه الأملاح في نوعيتها وكميتها إلى حد معين.
أما مصادر هذه الأملاح فأهمها معادن التربة وماء الري والأسمدة المضافة والماء والأرض توأمان لاينفصلان عن بعضهما في عمليات الاستصلاح حيث تعتمد الزراعة أساساً على الري وتختلف خواص ماء الري اختلافاً واضحاً حسب مصادر الماء المختلفة فالمطر أقل المياه احتواء للأملاح يلي ذلك مياه الأنهار والتي تتفاوت كمية الأملاح بها على مدار السنة ويتوقف ذلك على نوع التربة المار بها ثم تأتي المياه الجوفية التي تختلف تركيزها الملحي حسب المنطقة تليها مياه البحار والبحيرات حيث في معظم الأحيان تدعونا الحاجة إلى التوسع الزراعي واستغلال جميع مصادر المياه وهنا يجب العناية حتى لاتتعرض التربة إلى التدهور والتلف.
وإذاً هناك ارتباط وثيق بين التربة والمياه المستخدمة في الري من حيث كمية ونوعية الأملاح الذائبة في التربة.
الارتفاع عن سطح البحر: تنجح زراعة النخيل حتى ارتفاع /1000/ م عن سطح البحر كشجرة أما الإنتاج فهو مرتبط بتوفر المتطلبات البيئية والتي سبق شرحها.
طرق إكثار النخيل:نخيل البلح Datepalmالاسم العلمي Phenoix Dactylifera العائلة : Plamaceae الصفات المورفولوجية (التركيب الخارجي):أشجار النخيل من الأشجار ذات الفلقة الواحدة ثنائية المسكن أي أن هناك أشجار مذكرة وأخرى مؤنثة ومن أهم الصفات الخارجية لشجرة النخيل هي:
1-
الجذور: ليفية عرضية تتعمق في التربة إلى عمق يصل إلى أكثر من مترين وتمتد على الجوانب إلى عدة أمتار بحثاً عن الغذاء والماء.
2-
الساق: أسطوانية قائمة غير متفرعة تحمل الأوراق على الطرف العلوي وهي القمة النامية ، وقد يصل ارتفاعها إلى 30 متر ويسمى جذع النخلة.
3-
الأوراق: مركبة ريشية تسمى الجريد (السعف) وتحمل أشواكاً عند القاعدة وتغطى الأوراق بطبقة شمعية لحمايتها من الظروف البيئية التي تعيش فيها ويتراوح طول الأوراق مابين 3-5 أمتار وفي بعض الأصناف يصل إلى 7 أمتر تسمى قاعدة السعفة أو الورقة بعد التقليم الكربة أو الكرنافة.
4-
الأزهار: تبدأ الأزهار في الظهور على شكل أكياس أو أوعية جلدية تسمى الأغريض أو ( الجف) وعند انشقاقها تظهر على شكل نورة مؤنثة أو مذكرة حسب نوع النخلة ويمكن التمييز بين النورة المذكرة والمؤنثة كمايلي:
النورة المؤثنة: وتتكون من ساق يسمى (العرجون) وتحمل عدد من الشماريخ التي تحمل بدورها الأزهار المؤنثة ولونها أصفر مائل إلى الخضرة.
النورة المذكرة: وتتكون من ساق يسمى (العرجون) وتحمل عدد من الشماريخ التي بدورها تحمل الأزهار المذكرة ولونها أصفر وعند تحريك الأزهار يتطاير الغبار الأصفر وهي حبوب اللقاح.
إكثار أشجار النخيل:أولاً: بالبذرة (النوى): وهي طريقة قديمة لايلجأ إليها في حال توفر فسائل أو غراس إنتاج الإكثار بالنسج حيث أن نصف الأشجار الناتجة تكون مذكرة إضافة إلى نوعية الثمار التي تكون غالبيتها غير جيدة بسبب التلقيح الخلطي والانعزالات الوراثية الواسعة، إلا أنه يوصى بعدم ترك هذه الطريقة من الإكثار نهائياً بسبب إمكانية الحصول على سلالات جيدة وجديدة مستقبلاً ولو بنسب ضئيلة جداً.
ثانياً: بالفسائل:وهي الطريقة المثلى والأساسية لإكثار النخيل (حيث تدعى الخلفة التي تنمو من برعم إبطي تحت السعفة فسيلة أو تالا) ويتم ذلك عن طريق فصل الفسائل التي عمرها بين 3-5 سنوات عن أمهاتها البالغة من العمر 8-15 سنة وغرسها بالأرض المستديمة وهذه الطريقة تمتاز بأنها تعطي ثماراً مشابهة للأم تماماً.
ويجب أن تتوفر في الفسيلة المراد زراعتها الشروط التالية:
1- أن يكون لها مجموع جذري مناسب لأن الفسيلة عديمة الجذور تكون عرضة للموت.
2- أن تكون معتدلة الحجم يتراوح وزنها من /10-15/ كغ.
3- أن تكون من أم مثمرة ومن صنف جيد وعمرها لايقل عن 3-5 سنوات .
4- أن تكون خضراء خالية من الأمراض والآفات الحشرية.
5- أن يكون موضع فصلها وعدم تعرضها للتلف.
6- يجب أن تتم عملية فصل الفسائل بوساطة عمال فنيين مهرة وعدم التقليم الجائر للجريد أثناء الخلع لحماية قلب الفسيلة من التلف. (انظر الصورة التوضيحية لزراعة الفسائل).
ملاحظة: يفضل إضافة السماد الفوسفوري للأمهات المراد فصل الفسائل عنها قبل عام من الفصل وبنفس شتاء موسم الفصل لأن ذلك يساعد الفسيلة على سرعة وقوة التحذير بالأرض الجديدة.
ثالثاً: التكاثر بالأنسجة:هذه الطريقة حديثة جداً وتتم بزراعة الخلايا المرستيمية من القمة النامية للنخلة في ظروف وشروط دقيقة من حيث التعقيم داخل مختبرات خاصة وقد أعطت هذه الطريقة نجاحاً كبيراً من حيث زراعة أعداد كبيرة في وقت زمني قياسي دون المساس بالنوع والجودة للصنف المزروع والمحافظة على عدم الإصابة بالأمراض والحشرات.
كما أن هذه الطريقة تعتبر قفزة علمية كبيرة لإكثار العديد من النباتات بنفس الطريقة.
المراحل: 1- مرحلة المختبر وتستغرق حوالي 18 شهراً.
2- مرحلة التقسية الأولية (نقل النباتات من الأنابيب المخبرية إلى الظروف الطبيعية) وهذه تحتاج إلى توفر درجة حرارة وإضاءة ورطوبة عالية مشابهة تقريباً لشروط غرف النمو وهذه تتم في بيت زجاجي.
تشمل عملية نقل نباتات نخيل التمر من الأنابيب إلى الوسط الطبيعي ثلاث مراحل:
أ-
المرحلة الأولى: تلعب هذه المرحلة دوراً أساسياً في نجاح عملية التقسية، تنقل النباتات بعد غسلها وتعقيمها إلى وسط جيد التكوين، ثم توضع النباتات داخل بيت زجاجي في مراقد مدفأة ومزودة بنظام ري ضبابي، تبقى النباتات فترة من الزمن تحت هذه الظروف ثم تخفف الرطوبة بشكل تدريجي بعد الشهر الأول. وتستمر هذه المرحلة نحو ثلاثة أشهر إلى أربعة.
ب-
المرحلة الثانية: تنقل النباتات بعد المرحلة الأولى إلى أصص أكبر حجماً، وتزرع في خلطة زراعية جيدة التكوين ، وتترك داخل البيت الزجاجي نحو السنة حتى تنمو. ويتوجب خلال هذه الفترة تقديم الخدمات اللازمة من ري وتسميد ورش وقائي ضد الأمراض والحشرات.
ج-
المرحلة الثالثة: تدور النباتات إلى أوعية كبيرة الحجم بحيث تحوي على خلطة مغذية وتنقل إلى بيت بلاستيكي مكيف بمعدل حرارة 22-28 م ْ ورطوبة 75% لمدة ستة أشهر ثم توضع الأصص مع نباتاتها تحت مظلة من الشبك لمدة ستة أشهر أخرى بغرض التأقلم التدريجي مع الظروف الطبيعية ومن ثم تنقل للأرض الدائمة.
يتم نزع الأصص بتؤدة مع الحفاظ على الصلية الترابية متراصة ومتماسكة حول الجذور، وتزرع الغرسة بالحفرة المعدة لها بأبعاد 70 × 70 × 70 سم مع توفر خلطة زراعية جيدة الخصوبة وخفية القوام.
يرص التراب جيداً فوق وحول الجذور وتروى مباشرة كما في حال زراعة الفسائل العادية ويفضل تأمين الحماية اللازمة للغراس المزروعة بالأرض الدائمة خلال السنة الأولى من الزراعة بوساطة سعف النخيل النظيف.
ويمكن في فصل الصيف زراعة نبات الذرة الصفراء حول الغرسة لتخفيف وطأة الشمس المباشرة والرياح المغبرة، ويجب مراعاة عدم تقليم الغرسة بتاتاً خلال السنوات الأولى من الزراعة، ولايقص إلا السعف الجاف تماماً لأن هذه السعف يعمل على :
1- حماية البراعم الإبطية من الهلاك بسبب العوامل الجوية القاسية.
2- يزيد من ثخانة جذع النخلة.
3- يعمل كمساند للنخلة بوجه الرياح القوية.
أهم مزايا النخيل الناتج عن الإكثار بالنسج:1- زيادة السرعة التي يمكن أن يتكاثر بها النخيل مقارنة بالتكاثر التقليدي عن طريق الفسائل.
2- الحفاظ على النوعية لثبات الصفات الوراثية حسب التجارب المؤكدة في الدول الرائدة بالنخيل والتي طبقت هذه التكنولوجيا الحديثة منذ أكثر من /12/ عاماً.
3- إنتاج غراس نخيل خالية تماماً من الآفات الزراعية لإنتاج هذه الغراس في أوساط نظيفة ومعقمة بدقة.
4- فتح المجال لدراسات تطبيقية أخرى مثل مكافحة مرض البيوض وتلك الخاصة بتحسين الأصناف.
5- إقامة مزارع نخيل متجانسة بالعمر والحجم وضمان الصنف. علماً أن نسبة النجاح بهذه الطريقة تصل إلى 100% وعليه: يوصي خبراء النخيل من شبكة وبحوث وتطوير النخيل إلى التركيز على اعتماد الغراس الناتجة عن الزراعة النسيجية في مشاريع تطوير زراعة النخيل لأن الفسائل التقليدية لايمكن ضمان سلامتها من الآفات مع تدني نسبة نجاحها.
لمحة موجزة عن إكثار النخيل بالأنسجة:تعتبر عملية إكثار النخيل بالأنسجة من أرقى العمليات الفنية الزراعية وهي الأسلوب العصري لإكثار النخيل نتيجة الحاجة الماسة للنخيل كماً ونوعاً وكوسيلة وقائية لمنع نقل آفات النخيل من مكان موبوء إلى مكان سليم إضافة لإمكانية التوسع بالأبحاث والدراسات الفنية المختلفة بمجال النخيل مع سهولة التعامل بزراعة وخدمة هذا الغراس في النقل وفي الحقل.
هناك طريقتان لإكثار النخيل بالنسج:
1- الإكثار عن طريق التكوين العضوي Organogenesis وهي الطريقة التي لاتمر بتكوين الكالس وإنما تبدأ بتكوين الأجنة من النسيج الأم باستخدام الأوساط المناسبة.
2- الإكثار عن طريق تكوين الأجنة الخضرية (الجسدية) Embriogenesis وهي الطريقة السريعة بالإكثار وتمر بمرحلة تشكيل الكالس.
تختلف الطريقتان عن بعضهما بموضوع تشكل الكالس أو عدم تشكله وذلك اعتماداً على البيئة المغذية المستخدمة خلال مراحل الإكثار .
نستعرض بتلميح دون تصريح لأهم مراحل الإكثار بالأنسجة لأن العمليات المخبرية بهذا المجال معقدة ودقيقة جداً ولايمكن شرحها من خلال هذه العجالة.
·
اختيار الفسيلة المناسبة للإكثار: يجب أن تكون الفسيلة جيدة النمو ومن صنف جيد ومعتمد الوزن الأنسب من (2-5) كغ حيث وجد أن الفسيلة الأكبر وزناً أو حجماً لاتعطي تجاوباً جيداً بالإكثار ويفضل أن تؤخذ الفسيلة من الأشجار التي تروى جيداً حيث تكون الأنسجة فيها رطبة وغضة.
ويمكن أخذ الراكوب للإكثار وهنا يجب إرواء الأم جيداً بالماء قبل الفصل بمدة كافية ولو أن الفسيلة تبقى الأفضل بهذا المجال.
·
الحصول على براعم الإكثار: يتم نزع الأوراق الخارجية (السعف) عن الفسيلة مع أخذ الحيطة اللازم لعدم خدش القلب ثم يستخرج قلب الفسيلة ( الجمارة، القمة المريستيمية) ويبلغ طولها حوالي 10-15 سم وسمك القاعدة حوالي 3-4 سم.
ثم يتم تعقيم قلب الفسيلة بعد الفصل بمحلول مبيد فطري واسع الطيف مثل Mancozan المستخدم في النسج بمراطش بالمغرب بمعدل 3غ/ليتر ماء لتعقيم قلب الفسيلة فور عزله من الأم ولمدة 20 دقيقة ثم يغسل بالماء المقطر وينقع بماء جافيل 12مْ لمدة 20 دقيقة. ثم يتم تفريغ الهواء من أنسجة قلب الفسيلة بواسطة جهاز خاص لزيادة عملية التعقيم ولمدة 5 دقائق.
· التشريح : يتم بعد ذلك تشريح القلب بنزع النسيج الخارجي الذي تعرض بكثرة للمبيدات ويقطع 1/3 ثلث الأوراق العلوية من القلب وتستبعد ثم تنزع البراعم الإبطية من القلب وهي بحجم حبة السمسم تقريباً أو أكثر حسب حجم وعمر الفسيلة ثم تؤخذ قاعدة الورقة التي كانت تحمي البرعم الإبطي بسماكة 3 مم تقريباً للزراعة النسيجية أيضاً لأنها تحمل نفس ميزات البرعم الذي تغطية تقريباً كون كلاهما نسيج ميرستمي، وتستمر عملية نزع الأوراق البيضاء الصغيرة من حول القلب مع أخذ البراعم وقواعد هذه الوريقات الإبرية الصغيرة النامية عليه وتستبعد ثم تؤخذ منطقة القلب وتقطع أربع قطع صغيرة للإكثار إضافة لأخذ خزعة صغيرة بحجم حبة العدس تقريباً للإكثار أيضاً وكل منها يمثل بنك وراثي للإكثار مستقبلاً وبآلاف الغراس وبنفس التركيب الوراثي للأم.
· زراعة النسيج: تزرع الخزعات المتحصل عليها سابقاً بما في ذلك الأجزاء النسيجية المذكورة آنفاً بالأوساط المحضرة مسبقاً بالأنابيب الزجاجية حيث يغمس نصف النسيج داخل البيئة المغذية ويبقى النصف الآخر خارجها ( وسطياً يتم الحصول على 10-20 جزءً أو خزعة للزراعة بالأنابيب من الفسيلة الواحدة) ويمكن للخزعة الواحدة أن تنتج آلاف الغراس النسيجية.
· الحضانة : توضع الأنابيب بعد زراعتها في حضانة خاصة مظلمة لمدة 6 أشهر وبعدها تخرج تدريجياً للضوء عند بدء تكون البراعم الأولية.
· الإكثار: بعد مرور الزمن اللازم للإكثار من (1-2) سنة حسب طريقة الإكثار وبعد تشكيل مجموعة نموات برعمية على النسيج الأساسي المزروع بالأنبوب يتم فصل البراعم المتشكلة وذلك بقص الأوراق والجذور النامية على النسيج الأساسي واستبعادها وتجزأ النموات البرعمية الجيدة إلى عدة أجزاء وتعاد زراعتها بالوسط الغذائي لتشجيعها على استمرار تشكيل براعم جديدة وقوية وإذا وحدت بعض النموات المتوازنة (أوراق وجذور قوية نوعا ما) تعزل كغرسة كاملة حديثة التشكيل ويعاد زراعتها في وسط مناسب لاستمرار نموها وهكذا حيث تنقل إلى التورب عندما يصبح لها مجموع جذري قوي وبصيلة صغيرة بحجم مناسب وعدد الأوراق /3/ وطولها حوالي 20-25 سم.
ملاحظة: إن التأخير في إخراج النباتات من الأنابيب بالحضانة إلى التورب له سلبيات توازي سلبيات إخراجها مبكراً.
·
الأقلمة الأولية: بعد خروج الغرسة من المختبر تغرس في كوب بلاستيكي صغير أو كيس بولي إيتيلين طول 15 سم وقطر 5-7 سم فيه خلطة من التورب المرطب 50% + 50% حصى ناعم أو رمل خامل كيميائياً قطر حبيباته حوالي ½ سم طبعاً بعد غسل الجذور من بقايا الآجر والبيئة المغذية بالماء العادي على مرحلتين ثم توضع الجذور في محلول فطري لمدة 2 دقيقة ثم تفتح حفرة مناسبة في الخلطة الزراعية بالكيس بواسطة قطعة معدنية بقطر 2 سم وطول 15 سم تقريباً وتوضع الغرسة بالحفرة وبضغط حول الجذور جيداً على أن يكون مستوى الغرس إلى نقطة خروج الجذور من الغرسة دون طمر غمد الأوراق السفلية ثم تسقى الغرسة بالماء حوالي ملعقة طعام فقط وترش الغراس بمحلول مبيد فطري وتقص الأجزاء التالفة من الأوراق ثم توضع مجموعة من الغراس في صندوق بلاستيكي مثقب بأبعاد 30 × 60 × 15 سم ( حيث سهولة الخدمة في حال توزيع الغراس بمجموعات صغيرة هكذا) عليه منصب معدني يلبس بالنايلون الشفاف ( على هيئة بيت بلاستيكي صغير) وتوضع هذه الصناديق ضمن البيت الزجاجي لمدة 15 يوم ثم يزال الغطاء البلاستيكي تدريجياً ( 10-15 سم من إحدى أضلاع الصندوق) ولاتسقى الغراس طيلة وجودها تحت البلاستيك وترش بمحلول مبيد فطري مناسب كل 3 أيام مرة.
ويزداد رفع الغطاء يومياً لمدة أسبوع آخر حيث يتم بعد 21 يوم من وضع الغراس بالصناديق رفع الغطاء البلاستيكي نهائياً مع بقائها ضمن البيت الزجاجي المكيف على درجة حرارة 22-28 مْ ورطوبة 80% صيفاً و 65-70% شتاءً مع الرش بالمحلول الفطري كل 3 أيام مرة وتسقى كل 4 أيام ( رية بالماء العادي والرية الثانية بمحلول سمادي يحوي العناصر الأساسية والصغرى) وترش الأوراق مرتين بالأسبوع بسماد ورقي ولا ترش المبيدات إلا حين ظهور أعراض الآفة تحاشياً لظهور أعراض جانبية من استخدام المبيدات بشكل عشوائي.
تنقل الغراس بعد زراعتها بالأكياس الصغيرة بـ (3-4 ) أشهر إلى أكياس أو أصص أكبر حجماً ( وبنفس الخلطة السابقة) 30 × 16 سم عندما تصل الجذور أسفل الكيس الصغير وعند وصول الجذور ثانية أسفل الكيس المذكور تنقل أيضاً إلى أكياس أو أصص أكبر حجماً (50 × 21) سم وبنفس الخلطة أيضاً تبقى بالبيت الزجاجي حوالي 1-3 شهور حسب قوة نموها وإعطاء أوراق جديدة وبذلك تكون فترة التقسية أو الأقلمة الأولية من 4-6 أشهر ثم تنقل الغراس بعدها إلى البيوت البلاستيكية ثم إلى المظلة الشبكية للأقلمة النهائية قبل زراعتها بالأرض الدائمة وهذه تستغرق 6-12 شهر ، مع بقاء نظام الري والتسميد سارياً طيلة فترة وجودها بالتقسية النهائية ويفضل نقلها من البيت البلاستيكي إلى تحت المظلة أثناء تشكيل الورقة الريشية إذ لوحظ بطء النمو للغراس إذا خرجت للمظلة قبل هذه المرحلة.
ملاحظة: يجب عدم إخراج الغراس من البيوت الزجاجية أو البلاستيكية إلى تحت المظلة في فصلي الشتاء والصيف وإنما يتم ذلك مع بداية اعتدال الحرارة كان حجم هذه الغراس.
· زراعة الغراس بالأرض الدائمة: أهم طريقة لغرس النخيل المكاثر نسيجياً المزروع بأكياس بولي إيثيلين بالأرض الدائمة بعد انتهاء عملية التقسية تحت المظلة هو فتح الحفرة المناسبة بالأرض وقص قاعدة الكيس فقط ثم توضع الغرسة بالحفرة المجهزة وبالعمق المناسب ( إلى بدء نقطة خروج الأوراق السفلية) ثم يقص الكيس طولياً ويردم التراب فوراً حول الجذور (الصلية الترابية) ويسحب باقي الكيس للأعلى فيحضن التراب الجذور مباشرة دون التعرض للهواء ثم ترص التربة جيداً حول الجذور وتروى الغراس بعد إجراء الحماية اللازمة ولمدة شهر يومياً ثم تباعد الريات تدريجياً حسب الحاجة مع مراعاة عد دخول الماء الموحل إلى قلب الغرسة ويفضل أن يكون الري مرتين بالأسبوع صيفاً ومرة واحدة بالأسبوع شتاءً.
ملاحظة: عادة تموت الأوراق المتكونة بالمختبر بعد زراعتها بالبيت الزجاجي بسبب طبيعة تكونها بالظروف المخبرية حيث تكون جميع المسام مفتوحة بالورقة ضمن المختبر وغير مجهزة لآلية الانفتاح والإغلاق حسب الحرارة والعوامل الجوية المحيطة على عكس تلك السائدة خارج المختبر لذلك تستعيض الغرسة عن هذه الأوراق (الخوصات) الأولية بأخرى ملائمة للبيئة الجديدة (أشبه بالأسنان اللبنية والأسنان الدائمة عند الإنسان إن صح التعبير).
أفضل تسميد للغراس المكاثرة نسيجياً بمرحلة التقسية :
الورقي N-P-K إضافة للعناصر الصغرى. التركيز 6-4-12 مرتين بالأسبوع بالتربة N-P-K على شكل نترات أمونياك 26-26-33 مرة بالأسبوع.وأفضل وقت للزراعة بالأرض الدائمة في الربيع وأن يكون على الغرسة أكثر من 5أوراق ريشية.