يتأثر الطفل سريعاً بكل ما يدور حوله ويتفاعل معه بدرجة أكبر من الشخص الأكبر منه، خاصة عند وجود خلافات أسرية أو ظروف محيطة مشحونة بالإحباطات مما يترتب عليه أن يتولد عند الطفل شعور بالإحباط والكبت وتقيد الحركة. وقد أظهرت دراسة أكدت أن الأطفال الذين يعيشون في كنف عائلات تسودها الخلافات والمشاجرات الزوجية، أو تضطرهم ظروف طلاق الأبوين للعيش بعيداً عن باقي أفراد الأسرة؛ غالبا ما يصابون بالاكتئاب والأمراض النفسية.
أسباب حدوث الاكتئاب عند الأطفال:
- سوء المعاملة والشجار الدائم بين أفراد الأسرة.
- عدم الاتفاق على طريقة موحدة في تربية الأطفال.
- الظروف المتراكمة والمشاكل العائلية الكثيرة.
- كبت الطفل وحرمانه من اللعب مع أقرانه.
الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بالاكتئاب:
- فقدان الشهية لتناول الطعام، ونقصان في الوزن، أو الإفراط في تناول الطعام.
- الاضطرابات في النوم أو النوم أكثر من اللازم وخاصة أثناء اليوم الدراسي.
- بطء في ردود الفعل عند التحدث والمشي والكسل الشديد.
- الحزن الشديد والرغبة ملحة في البكاء.
- الشعور الدائم بالقلق والتوتر والاضطراب والخوف من أبسط الأمور.
- إيذاء الطفل لنفسه جسدياً، أو القيام بأعمال تعرض الطفل للخطر.
- تجنب التعامل مع الآخرين والهروب من الأنشطة الممتعة.
- الاعتمادية الشديدة على الآخرين.
- القيام بأعمال مزعجة للأهل بغرض جذب الأنظار إليه.
- تدني المستوى الدراسي للطفل.
علاج اكتئاب الأطفال في خطوات بسيطة:
- إبعاد الطفل عن مشاهدة الخلافات العائلية.
- توفير جو مناسب وبيئة بعيدة عن المؤثرات السلبية التي قد تحبط الطفل.
- مساعدة الطفل في تفريغ شعور الإحباط بالرحلات والألعاب.
- حرص الوالدين الجلوس مع الأطفال في أجواء هادئة.
- تشجيع الطفل على اللعب مع أقرانه
. الاضطرابات النفسية الناجمة عن التفكك والاضطراب الأسري:
قبل التحدث عن الاضطرابات الناجمة عن التفكك و الاضطراب الأسري نرى ضرورة التحدث عن أسباب التفكك الأسري وهي كالتالي:
إن أسباب التفكك الأسري ترجع إلى عوامل كثيرة منها:
• صراع الأدوار بين الزوجين وعدم التوفيق فيما بينهما.
• الاضطرابات الشخصية التي يعاني منها أحد الزوجين أو كلاهما .
• الخلافات والمشاحنات وسوء التوافق الزوجي.
.المشكلات الاقتصادية التي تنشأ نتيجة عدم كفاية موارد الأسرة للوفاء بالتزاماتها .
• وفاة أحد الوالدين أو غيابه المتصل أو الموقت.
. يؤدي الاضطراب والتفكك الأسري إلى عواقب وخيمة على نمو الطفل وصحته النفسية؛ فالتفكك الأسري وتصدع العلاقات بين الوالدين ومشكلاتهم النفسية وما يصاحب ذلك كله من عدم احترام وتحقير كل طرف منهما للآخر، واللا مبالاة والعداوة وما يترتب عليهما من مشاعر تعاسة وألم وقلق يعوق النمو الانفعالي والاجتماعي لدى الطفل، ويضعف من ثقته بأسرته ووالديه ، كما يجعله أنانياً عاجزاً عن تبادل مشاعر الحب مع الآخرين ويفقده الانتماء ، وربما دفعه إلى أشكال مختلفة من الانحراف والسلوك العدواني والمرض النفسي.
وقد كشفت الدراسات العربية والأجنبية الآثار السلبية لاضطراب البيئات الأسرية والتصدع الأسري على سلوك الأطفال، إذ تبين أن الأطفال الذين ينشؤون داخل الجو الأسري غير المستقر يعانون من مشكلات انفعالية وسلوكية واجتماعية.
إن التفكك الأسري يلعب دوراً جوهرياً وحاسماً في ظهور الاضطرابات النفسية لدى الأطفال فالشد والتوتر وضغوط الحياة اليومية التي يعاني منها الآباء والأمهات تنعكس على الأطفال ، وقد تبين إن الأطفال الذين يعانون من ارتفاع الاكتئاب غالباً ما يعلنون عن رغبتهم في الانتحار وبدراسة الأوضاع الأسرية تبين أن هذه الأسر تعاني من الاضطرابات الأسرية مثل الانفصال الأسري والعدوان سواءً اللفظي أو الجسدي .
. كماكشفت بعض الدراسات عن وجود علاقة موجبة بين التوتر في العلاقات الوالدية وكلاً من القلق، والإكتتاب، ومشكلات الأطفال، وبين نقصان الترابط الأسري وكل من المشكلات السلوكية لدى الأطفال كالعدوان ، واضطرابات الكلام، والخجل والقلق والتأخر في النمو.
كما يرى عبدالمطلب القريطي أن أهم الآثار السلبية للطلاق على النمو النفسي للطفل تكوين مفهوم الذات السلبي ، ومفهوم الوالدين السيئ ، مما يؤدي إلى اختلاف نمو الشخصية ، وضعف الثقة في النفس وفي الناس ، وإلى سيطرة مشاعر القلق والتوجس وعدم الكفاءة ، وانخفاض مستوى الطموح، وقلة الرغبة في العمل والإنجاز ، وضعف التحصيل الدراسي .
وقد وجد الباحثون في الانحرافات والأمراض النفسية أن نقص العلاقات الأولية المبكرة مسؤول عن كثير من الشخصيات السكوباتية .
إن كل الإنفصالات تفرض الحزن والاكتئاب عندما يكون الطفل ضحية الآباء الذين تساءُ معاملتهم، الطفل ينسى الانفصال وينغلق على نفسه في الاكتئاب، ويصبح منحرف وعدواني، وإن الأطفالَ الذين تساء معاملتهم يصبحون في مستقبل حياتهم آباءً سيّء المعاملة .
لا ننسى أيضا المعاناة والآلام النفسية التي يعانيها أطفال المدمنين وما يترتب عليها من خوف ،وقلق ،واكتئاب، وتأخر دراسي ،وهروب من المدرسة، والتبول اللاإرادي .
وتدل الدراسات أن نسبة التصدع في أسر المدمنين يزيد سبعة أضعاف في الأسر الأخرى.
ومن واقع خبرتنا العيادية اليومية وتعاملنا مع الأطفال المضطربينَ نفسياً نلاحظ دائما ارتباط التفكك والاضطراب الأسري بالاضطرابات النفسية والسلوكية لدى هؤلاء الأطفال وخاصة أطفال المطلقين، وهذه الاضطرابات تتمثل في السلوك العدواني والنشاط الزائد والقلق والاكتئاب والانحراف والإدمان .
كما نرى أن التفكك والاضطراب الأسري له دور كبير في أحداث بعض الظواهر السلبية في المجتمع مثل الإدمان والجريمة والانحراف وما ينتج عنها من أمراض وبائية أخرى مثل مرض الإيدز .
ونستنتج مما تقدم أن التفكك والاضطراب الأسري ، له الأثر الكبير في الاضطرابات النفسية ، لدى الطفل وما يحدث له من اضطراب في السلوك العام في مرحلة الطفولة وما بعدها، سواء على شكل اضطرابات نفسية ، تتمثل في القلق ، والاكتئاب، والخوف، أو على شكل اضطرابات سلوكية تتمثل في مص الإصبع ، والتبول اللاإرادي والنشاط الزائد والسلوك العدواني، أو على شكل اضطرابات معرفية من تأخر دراسي ، والهروب من المدرسة أو على شكل انحرافات سلوكية
[/size]