لماء أساس الزراعة وبدون الماء لا توجد زراعة. وقد تختلف وتتنوع مصادر المياه إلا أنه يلزم توافره دائمًا وفي الأراضي الجديدة يعتمد النجاح الأساسي لعملية الإنتاج الزراعي على كمية المياه المتوفرة وجودتها وفي نفس الوقت تتوقف جودة هذا الإنتاج على حسن استخدام هذه المصادر بالطريقة الصحيحة حيث تتأثر صفات جودة ومواصفات ثمار الخضر تأثرًا كبيرًا بكيفية أداء عملية الري.
وعمومًا فإن احتياج نبات الخضر إلى الماء يعتمد على الأسس التالية:
عمر النبات: في بداية الشتل أو الإنبات يحتاج النبات إلى كميات قليلة من الماء على فترات متقاربة حتى تتكون جذور قوية كثيرة ثم تزداد كمية المياه بزيادة عمر النبات وتبلغ أقصاها عند الإزهار والعقد حيث يؤدي الإخلال بعملية الري إلى تساقط الأزهار أو الثمار أو ذبول النباتات أو تعفنها.
نوع التربة: كلما زاد حجم حبيبات التربة زاد احتياجها للماء بمعنى أن التربة الرملية تفقد الماء بسهولة ولا تحتفظ بها في حين أن التربة الصفراء الخفيفة أو الطينية أو الطفلية تحتفظ بالماء أكثر. لذلك يجب إعطاء النبات المنزرع في الأرض الرملية احتياجاته المائية على فترات قليلة أي تقليل الزمن من بين الريات وبالتالي زيادة عددها.
درجة حرارة الجو: من المعروف أنه كلما ارتفعت درجة حرارة الجو زاد احتياج النبات للماء ولذلك يقل احتياج النبات للماء في الشتاء عنه في الصيف.
الظروف الجوية: وهي تشمل الرياح حيث أن زيادتها تسبب زيادة معدل النتح والبخر وفقد الماء ولذا يلزم تعويض ذلك بالري السريع، أيضًا الأمطار في حالة هطولها يجب التوقف عن الري ثم إعطاء رية لعملية الغسيل أما عند حدوث الصقيع فيجب الري قبل توقع حدوثه.
مواصفات الجودة للخضر:
للحصول عل أعلى الأسعار للسلع المنتجة يجب أن تكون ذات مواصفات محددة عالية الجودة وتتحدد هذه المعايير على أساس مكونات حسية مثل الطعم واللون والرائحة والنكهة أو مواصفات غذائية. مع خلو هذه المنتجات من العيوب التجارية مثل الإصابة بالأمراض والحشرات أو متأثرة بالظروف الجوية الغير مناسبة ولفحة الشمس والصقيع، وأن تكون خالية أيضًا من العيوب الميكانيكية مثل التشقق والجروح والكدمات وذات مظهر طازج غير ذابلة. وتؤثر العمليات الزراعية ونوع الصنف على مواصفات الجودة للخضر إلا أن الري له النصيب الأكبر حيث أن إتباع أسلوب وطريقة وتوقيت وكمية المياه لهما جانب كبير من الأهمية.
وتتعدد أسباب انخفاض جودة ثمار الخضر نتيجة عيوب عمليات الري كما يلي:
نقص كميات الري (التعطيش) وعدم انتظام وصول الموارد المائية.
عدم دراية المزارع بالاحتياجات المائية الحقيقية للنبات على مدار حياته خاصة في الأصناف الجديدة من الخضر.
توقيت عملية الري في اليوم حيث يجب توقف الري أثناء فترات الظهيرة.
التكيف مع الظروف الجوية (الطارئ منها) حيث يجب زيادة الري أثناء الرياح والتقليل أثناء المطر مع الري عند توقع حدوث الصقيع.
سوء تنفيذ شبكة الري وعدم إحكامها وتسرب المياه من أماكن الوصلات.
حدوث تلف أو أعطال في الشبكة وينتج ذلك عن:
أ- أشعة الشمس تؤدي إلى تحلل الأنابيب البلاستيكية لذا يفضل دفن الشبكة تحت سطح التربة.
ب- الفئران والقوارض قد تأكل الأنابيب البولي إثيلين أكثر من المصنوعة من البولي فينيل كلوريد.
ت- استخدام مبيدات الحشائش أو بعض المبيدات الحشرية أو الأحماض كأسمدة قد يحدث تآكل في مواسير الشبكة.
وعمومًا فإن عدم انتظام الري يؤدي إلى:
ذبول النباتات وتساقط الأزهار والثمار.
تشوه شكل الثمار.
حدوث تشوهات طولية أو عرضية على الثمار.
تراكم الأعفان والفطريات تحت الثمار الملامسة للتربة.
اختلال نسبة الحلاوة في الثمار.
الإسراع أو التأخير في نضج الثمار.
التسبب في ظهور بعض العيوب التجارية كظهور نموات ثانوية عند زيادة الري في البطاطس.
التعطيش يؤدي إلى سهولة الإصابة ببعض الحشرات (فراشة درنات البطاطس). أو الإسراع في الإزهار مع نقص المحصول (اللوبيا).
عند زيادة الري تقل القدرة التخزينية لمحاصيل الخضر ومما سبق نجد أن انتظام كيفية ونوعية وتوقيت عملية الري في محاصيل الخضر يلعب دورًا رئيسيًا ومهمًا في إنتاج محصول ذو مواصفات جودة عالية وبالتالي سعر مجز وعائد مربح.
المصدر:مجلة شمس يناير 2009 العدد 94
أ. د/ وجيه يسري رياض (رئيس بحوث – تداول الخضر معهد البساتين)