التربية الإغريقية:
الإغريق القدامى هم سكان ما يعرف اليوم ببلاد اليونان . وإذا نظرت إلى خريطة أوروبا فإنك تلاحظ عزيزي الطالب أن بلاد اليونان تشبه اليونان التى تمتد أصابعها إلى داخل البحر الأبيض المتوسط والتي تقع في جنوبها جزيرة كريت ، وإلى الشرق تقع آسيا الصغرى و التى كانت تشتهر قبل أيام أفلاطون بالصناعة والتجارة والفكر ، وفي الغرب تقع إيطاليا التى تقف كبرج مائل نحو البحر وصقلية وأسبانيا ، وقد نجحت قد يما كل من صقلية وأسبانيا في استعمار جزء من بلاد اليونان في تلك الأيام وفي الشمال تقع البلاد التى كانت في تلك الأيام لا تزال غير متحضرة والتي سميت بعد ذلك باسم مقدونيا” ( )
وإذا نظرت عزيزى الطالب إلى خريطة اليونان مرة ثانية سترى تضاريس لا تعد من السواحل ، ومرتفعات من الأراضي ، حيث تجد الخلجان والبحر في كل مكان ، وتنقلب الأراضي إلى جبال وهضاب . لقد فصلت هذه الحواجز الطبيعية من الأراضي والبحار بلاد اليونان وقسمتها إلى أجزاء منعزلة ، حيث كان السفر والمواصلات في تلك الأيام أكثر صعوبة وأشد خطورة منه في هذه الأيام . لذلك فقد تطور كل اقليم في بلاد اليونان ووصل إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي ، فضلاً عن وجود حكومته المستقلة الخاصة به ، ونظمة وأسلوبه ودينه وحضارته .
ومن أشهر المدن اليونانية القديمة أوليمبيا ، اسبرطه ، أثينا ، كورنثه ، طبيه ، آرجوس ودلفى ، وكانت أثينا عاصمة دولة أتيكا ATTIKA على الساحل الشرقي لليونان ، وأسبرطة كانت عاصمة دولة لاكونيا في شبه جزيرة الموره.
ةإذا نظرت إلى الخريطة مرة أخرى عزيزى الطالب ولاحظت موقع أثينا فستجد أنها أبعد مدينة شرقية من المدن اليونانية وكان موقعها حسناً حيث كانت الباب - الذي يخرج منه اليونانيون إلى مدن آسيا الصغرى المشغولة التي عن طريقها كانت ترسل تلك المدن الكبرى حضارتها إلى بلاد اليونان الأخرى . وكانت أثينا ذات ميناء كبير تجد فيه الكثير من السفن مأوى لها من أمواج البحر الهائجة . ولها أسطول بحرى كبير .
وبين عامى 490-470 قبل الميلاد تناست أثينا واسبرطة المنافسة والغيرة التى كانت بينهما ووحدت قواتهما وجيوشهما في محاربة الفرس تحت حكم داريوس الذي أراد تحويل اليونان إلى مستعمرة لامبراطورية أسيوية وفي هذا الكفاح والصراع بين أوروبا الفتية ، والشرق الهرم ، قدمت اسبرطة الجيش بينما قدمت أثينا الاسطول البحرى الحربي . وعندما انتهت الحرب سرحت اسبرطة جيوشها ، وقاست من المشاكل الاقتصادية الناجمة عن هذه العمليات العسكرية وتسريح الجيوش بينما حولت أثينا اسطولها الحربي إلى أسطول تجاري وأصبحت إحدى المدن التجارية العظيمة في العالم القديم . وعادت اسبرطة إلى عزله زراعية.
بينما تحولت أثينا إلى سوق كبير وميناء ومكان إجتماع للكثير من الرجال ، من مختلف الاجناس والعادات والمذاهب ، وحملت خلافاتهم واتصالاتهم ومنافستهم إلى أثينا الفكر والمقارنة . حيث تبارت التقاليد وتطاحنت العقائد في هذه المراكز ذات الاختلاط الكثير “( )
وقد أدى هذا التطاحن بين العقائد الى تطور التجار علمياً لميلهم إلى معرفة أصل وفصل كل مذهب وعقيدة كانت تطرح ، ونتيجة لذلك بالإضافة إلى تعقد التبادل التجارى بين التجار تقدم علم الحساب ، أما علم الفلك فقد تطور نتيجة لتزايد مخاطر الملاحة ، كما لم تعد هناك تفسيرات وراء الظواهر ، ولابد من وجود أصل مادي نهائي لكل الأشياء ولذا فقد وجد طاليس وانكسمندريس وديمقريطس وهرقليطس ..
الظروف الاجتماعية في بلاد الإغريق :
أما إذا أردنا معرفة الأحوال والظروف المجتمعية التى كانت سائدة في بلاد الإغريق قديماً فإننا سنجد صعوبة في تلك البيانات وكانت تعتمد على الاساطير أكثر من أي شئ آخر .
“ فيقال مثلاً أن سيكروبيا المصرى هو الذي أسس مدينة أثينا وحمل إلى هذه الأرض فنون الحياة المتحضرة . كما أن مصرياً آخر هو دانابوس هو الذي أسس آرجوس ، وقد طار إلى بلاد الإغريق ومعه بناته الجميلات وقد بلغ عددهن خمسين عذراء وانتخبه السكان ملكاً”( )
ويظهر الإغريق إعجابهم الشديد بأبطال أساطيرهم ، وتقديرهم البالغ للأعمال التى تفوق امكانات البشر ، ولا تجد الاساطير غضاضة في أن يطير الانسان ويحطم ما يريد ، ويهيج البحر بأمر من الآلهة ، فتثور الطبيعة وتعلو الامواج ، بل وقدرة عند البطل لتحويل كل حى إلى حجر ،، وأن يحمى الفارس حبيبته ويقتل حيواناً رأسه رأس أسدعلى جسم ماعز وله ذيل تنين . وتقص الاساطير عن ما ينوس ملك كريت الذي أبعد القراصنة عن شواطئ جزيرته ثم منح شعبه قوانين جاءته من الاله زيوس ، كما أن البطل المغوار بشسيوس حرر أثينا من اللصوص ومن الجزية التى كانت تدفعها لملك كريت بشرط أن يقدم كل عام للوحش مينوتاً وسبعة شبان وسبع فتيات عذارى . أما هرقل فكان أعظم الابطال ، وقد استطاع أن يحقق الاعمال الخارقة التى طلبها منه ملك مسبباً بموافقة الاله زيوس”( )
وعلى ذلك يكمن القول أن بلاد الإغريق قديماً كانت بمثابة شعب يعشق الاساطير وملك يسعد بها ، وإله هو نفسه مصدر الاساطير وكانت تلك الحياة تمثل مصدر سعادة لكل فرد يوناني .
وتحدثنا الالياذة والاودسا أن المجتمع الإغريقي القديم كان يتكون من طبقة أرستقراطية وأخرى متوسطة وطبقة للعبيد . واشتملت الطبقة الأرستقراطية على ملاك الأرض . والمتوسطة على العمال والصناع . وتوقفت تربية الافراد على الطبقة التى ينتمون إليها ، فأصحاب الطبقة العليا تعلموا الفنون الحربية والموسيقى وفي هذه الفترة المبكرة من تاريخ الإغريق أنقسم اليونانيون القدماء إلى أربعة فروع : الدوربون ، الأبونيون ، الابليون ، الاخبون . وحتى قبل قيام المدن فقد عرف الإغريق التصادم والحرب ، ولعل أول هذه الأقسام نموا في الأمور السياسية كانوا الدوربون والايونيين وأشهر مدن الدوربية اسبرطة ، أما بالنسبة للأيرنيين فقد برزت أثينا وكانت ديمقراطية . بينما اسبرطة ذات طابع استبدادى
حرب اسبرطة وأثينا :
يؤكد ول ديورانت في رائعته قصة الحضارة . أنه في مستهل القرن السادس قبل الميلاد ظهرت عدة تشريعات إصلاحية على يد رجل القانون سولون ، وتبعة في نهاية القرن كلابسثنيس بتشريعات أكدت ديمقراطية أثنيا ، ولكنها كانت ديمقراطية عرجاء ناقصة ، فالحضارة الإغريقية اعترفت أنها قامت على نظام العبيد .
وكما سبق فإنه بعد إنتهاء الحرب بين الفرس والإغريق وانتصر فيها الإغريق انتصاراً كبيراً فتم الاتفاق على تسريح الجيوش وبالفعل حدث ذلك . ثم سادت أثينا ديمقراطية في الداخل ولكن النزعات الاستعمارية بصمت سياساتها في الخارج خاصة عندما بدأت تمد تجارتهاغربا حتى بلاد الفال (فرنسا) وشرقاً مع الدول الآسيوية ، وأغرى الذهب المتدفق إلى أرضها فظهرت طبقة من التجار بدأوا يتدخلون في السياسة .( )
وكان لابد للعملاقيين أن يتصادما : أثينا بديمقراطيتها وتقدمها ، وأسبرطة بارستقراطيتها ودكتاتوريتها ، فعندما حاولت أثينا أن توحد كل الإغريق في وحدة سياسية تحت زعامتها فرفضت اسبرطة مؤكدة حق تقرير المصير لكل مدينة .
وكانت الحرب البلوبوينزية الطويله التى امتدت من عام (430-4--)ق.م حرباً بين قوة أثينا البحرية وبين قوة اسبرطة البرية . حرب بين الديمقراطية والديكتاتورية وقد استطاعت اسبرطة أخيراً هزيمة الاسطول الاثيني البحرى واضطرت أثينا إلى قبول كل شروط اسبرطة . وقد أيد الحزب الاوليجاركى (*) Oligarchy بزعامة كربتباس أقصاء النظم الديمقراطية ، والتخلى عن الديمقراطية ، على أساس عجزها وفشلها في الحرب وأطرى سراً على حكومة اسبرطة الارستقراطية ( حكومة الأشراف أو الذوات ) وأبعد إلى المنفى الكثير من زعماء الحزب الاوليجاركى . ولكن عندما استسلمت أثينا نهائياً ، كان أحد شروط الصلح الذي فرضته اسبرطة على أثينا هو إعادة هؤلاء الزعماء الارستقراطيين من متفاهم . وبمجرد عودتهم أعلنوا بزعامة كربتباس ثورة الأغنياء على الحزب الديمقراطي الذي كان يحكم أثينا أثناء نوائب الحرب ، ولكن هذه الثورة أخفضت ، وقتل كربتباس في ميدان المعركة وقد كان كربتباس تلميذاً لسقراط وعما لافلاطون .( )
وفي القرن الرابع قبل الميلاد حاولت اسبرطة أن تسيطر على اليونان ، ولكن فارس إعادت الكرات الهجومية ، مما أضعف عضد اسبرطة ، وبلغ ضعفها درجة مكنت منها مدينة طبية الإغريقية التى أصبحت صاحبة الكلمة العليا فى بلاد اليونان ، ثم بدأت تضعف . ومرت أجيال لم تعرف فيها بلاد الإغريق الراحة والسلام ، فالمدن تأكل بعضها بعضاً ، ولا يكاد المغيرون من مدينة أن يستقرون بعد غزوة الا وتهاجمهم مدينة أخرى .. حروب ألقت ظلالها على فترات السلام القصيرة الهزيلة ، فأحالت خريطة بلاد اليونان القديمة إلى جذوات من نار وبحار من دم لا يكاد بجف .
وبينما معظم بلاد الإغريق تعوم في بحار الدم كانت مقدونيا في الشمال تتوحد على يد فيليب المقدوني الذي عرف الأسر في طيبة وتعلم الفنون العسكرية وفي عهده وعهد ابنه لم تتوحد اليونان فقط ، بل امتدت امبراطورية الاسكندر شرقا الى الهند وشملت آسيا الصغرى وفارس وسوريا ومصر،وبعد وفاة الأسكندرقسمت امبراطوريته إلى أقسام ثلاث : مقدونيا وسوريا ومصر ، وبموت الاسكندر بدأت اليونان ترفوا ببصرها إلى عهود بركلبس وأفلاطون ( ).
وفي سنة 378 ق.م تغلبت أثينا على اسبرطة ، وفي عام 370 ق.م استعادت أثينا سلطاتها على بلاد اليونان بأكملها . وفي سنة 146 ق.م ثار اليونانيين ضد روما ، فأراد الرومان أن يلقنوهم درساً قاسياً فأرسلوا لهم جيشاً بقيادة القنصل لوشيوس موميوس حيث تمكنت الفيالق الرومانية من سحق اليونانيين عند ليكوبترا وأصبحت اليونان ولاية رومانية وانتهى بذلك عهد الحرية لليونان . إلا أن هذا الاحتلال لم يضع حداً لحضارة أثينا إذ أن الغزو الروماني لليونان قد أدى إلى تشرب الرومان لثقافة اليونانولذلك يقال أحيانا أن حد الفكر أمضى من حد السيف،ومنذ ذلك الوقت ظلت اليونان تعيش كولاية رومانية طيلة 15 قرنا ، أي إلى نهاية الامبراطورية الرومانية الشرقية عام 1453م.
التربية الإغريقية :
تعتبر التربية الإغريقية نمطاً مختلفاً عن التربية الفرعونية ، فلم يكن للدين سلطان قوى عليها ، وذلك لأن الإغريق لم يكن لهم تراث دينى أو كتاب مقدس ، وبم يكن لديهم نظام موروث للكهانة يكون له السلطة النهائية في تقرير الحق والصواب وقواعد السلوك . فكان العقل اليوناني متحرراً من القيود التى بفرضها الدين ، وقد ساعدت هذه الحربة على تحرر العقل اليوناني والأثيني على وجه الخصوص على التساؤل الحر عن طبيعة العالم المادي والمشكلات الاجتماعية المختلفة وهو امر تميز به العقل اليوناني في تطوره . ويعتقد كثير من المفكرين الغربيين أن الثقافة الإغريقية تعتبر أساساً للثقافات التى ظهرت فيما بعد في أوروبا فيما ببعد كما نجد أن فكرة الديمقراطية ولدت في اليونان وكذلك الاتجاهات السياسية التى ظهرت هناك كان لها أثراً كبير في التطورات التى ظهرت في أوروبا فيما بعد . والتربية اليونانية أظهرت لأول مرة أن التعليم والسياسة مرتبطان إرتباطاً وثيقاً بحيث أصبح التعليم أداة من الأدوات الهامة للدولة . كما تميزت التربية اليونانية بنمطين تربويين متناقضين وهما التربية في أثينا وكانت تحكم بطريقة ديمقراطية والتربية في اسبرطة تحكم بطريقة عسكرية تسليطية .
أولاً : التربية في أثينا :
يؤكد هيرودوت أن الأثينيين هم أكثر شعوب الأرض عراقة وأنهم الشعب الوحيد الذي لا يرحل منه أحد خارج بلاده بسبب ما يتمتعون به من ديمقراطية ، وقد أثرت في التربية الأثينية عوامل ثلاث أساسية وهى :
أ- النظام الطبقي :
فكان المجتمع الإثيني يتكون من ثلاث طبقات هى :
1- طبقة المواطنيين الأحرار وهم من أصل أثيني ويتمتعون بالحقوق السياسية والمدنية ويمثلون الصفوة وهؤلاء كان عددهم حوالى 21 ألف .
2- طبقة الصناع والتجار ، وهم من غير الأثنيين ولم يكن لهم الحق في الاشتراك في أعمال الدولة وكان مسموح لهم بالعمل في الجيش .
3- طبقة العبيد : وكانوا خاضعين لطبقة الأثنينين ولم يكن لأفراد هذه الطبقة حقوق مدنية وكانوا يقومون يعملون في الأرض وبالأعمال اليدوية التى كانت موضع احتكار من قبل أفراد المجتمع الأثيني .
ب- الموقع الجغرافي :
موقع أثينا على ساحل البحر كان سبباً في اتصال الأثنينين بالحضارات الشرقية والجنوبية لحوض البحر الأبيض المتوسط حيث أقتبسوا من هذه الحضارات الشئ الكثير ( )
جـ - العامل المناخى :
ساعد المناخ المعتدل الأثينين على التمتع بالمعيشة في الهواء المطلق . فقد جلس الأثنينيون في الساحات العامة وتحت الاشجار يتجادلون في مسائل الأدب والفن والحكم والفلسفة والدين . وكانت هذه الجلسات بداية التفكير الذي نما وتطور واخرج للعالم بعض الفلاسفة العظام مثل سقراط وأفلاطون ( ).
أهداف التربية في أثينا :
• أن يسير الفرد بالحكمة التى يغلفها العقل في أدائه ما يلقى عليه من واجهات .
• تربية الأفراد على الجرأة والشجاعة والاقدام في ساحات القتال .
• الاهتمام بتنمية الفرد وجد انياً بتعليمه الموسيقى جنباً إلى جنب مع الرياضة البدنية وذلك حتى يكون الفرد رجلاً كاملاً جسماً وعقلاً وخلقاً . فهو الجندي الذي يذود عن الوطن والمواطن القادر على الإسهام في ثقافة بلده بتتبع كل جميل في وقت السلم .
الأسرة والتربية الأثينية في بلاد الإغريق :
أعتبرت الأسرة في أثينا هى المدرسة الأولى للطفل منذ ولادته ، وهي الركيزة الأولى في نمو شخصية الطفل وتشكيلها ، وكان يعهد بالطفل إلى الأم للإهتمام به حتى سن السابعة ، ولكن عندما كان يولد الطفل يتم عرضه على أبيه وهو الذي يقرر وأده أو الإبقاء عليه ، وكان الوأد عادة من نصيب الأطفال الأناث غير الشرعيات أو الأطفال المشوهين ، فإن أبقى الأب على الطفل فإن الطفل يغسل بالماء الدافئ أو الزيت ويقام له حفل في اليوم الخامس أو السابع ويوضع على الباب الخارجى غصن من الزيتون إذا كان المولود ولدا أو لفه من الصوف إذا كان بنتاً وفي اليوم العاشر تقدم الهدايا للطفل ويطلق عليه أسماً ويبقى الطفل في رعاية أمه حتى يبلغ السابعة من عمره ثم يلتحق بالمدرسة .
ولم يكن يقصد بالمدرسة ذلك البناء الذي نراه الآن ، ولكن كانت المدرسة عبارة عن معلم يذهب إليه الأطفال للتعلم منه إما المكان فقد يكون بناء أو تحت شجرة أو في الخلاء ... ، وإذا كان الطفل من علية القوم أو من الأثرياء فإنه كان يصحبة رفيق يحمل عنه أدواته وهذا الرفيق غالبا ما كان رجلاً مسناً من العبيد وكان هذا الخادم يسمى ( بيدا جوج) وكان يقوم بدور كبير في تقويم أخلاق الطفل ، ويجب أن نعلن أن الدولة في أثينا لم تكن تتحمل نفقات التعليم بل كانت تعهد بالتعليم إلى الآباء .
وبمقتضى شريعة سولون أيضاً أشرفت الحكومة على المدارس ، حيث رأى سولون ضرورة تعلم كل طفل مهنة ، كما حدد ساعات الدرس ، وكذا الشروط الواجب توافرها فيمن يقوم بمهنة التربية وسنه ، وكم من التلاميذ يستوعبهم إشراف المربي الواحد .( )
ويذهب الطفل إلى المدرسة حوالى السابعة من عمره ، ويقسم اليوم بين الجمنازيوم ودراسة الموسيقى ، ففى الجمنازيوم يتدرب التلاميذ على كل التمرينات بالزيوت ليحتفظ برشاقته ، أما مدرسة الموسيقى فقد عنى بها أيام الإغريق دراسة الأدب والتربية الخلقية . وفي المدرسة يتعلم التلاميذ القراءة والكتابة والحساب إلى جانب الأغاني الوطنية والشعر “( )
ثانياً : التربية في أسبرطة :
تقع أسبرطة في شبه جزيرة المورة تحيط بها الجبال وتفصلها عن بقية أجزاء بلاد اليونان ، وتتخلل تلك الجبال ممرات ضيقة تصلها بعض أجزاء في اليونان لذلك عاشت أسبرطة عيشة منعزلة عن المؤثرات الخارجية ، فكانت مؤثرات التغيير ضعيفة غير ملحوظة على المجتمع الاسبرطى ، كما كانت أسبرطة دولة زراعية منعزلة عن مؤثرات المجتمعات الأخرى . وقد تعرضت المقاطعة التى تقع فيها أسبرطة في أثناء القرن الثاني عشر قبل الميلاد للغزو من جانب قبائل لها صلة بالدوريين الذين هبطوا من الشمال واستقروا في أسبرطة بعد استرقاق أهل البلاد الأصليين .
وقد عاشت أسبرطة بعدئذ في حرب دائمة مع جيرانها مما أدي في آخر المطاف إلى ضعف الأسبرطيين فبدأت أسبرطة بفقد شهرتها إبتداء من القرن الرابع قبل الميلاد ويعد كل من بلوتارك وزينوفون أحسن من كتبوا عن أسبرطة .
الظروف الاجتماعية في أسبرطة القديمة :
كان لطبيعة الموقع الجغرافي لأسبرطة الذي جعلها منعزلة عن غيرها من المناطق أثره في ضرورة أن يكون الأفراد أقوياء جسدياً ولديهم القدرة على تحمل الصعاب .
وقد تكون المجتمع الأسبرطى من ثلاث طبقات رئيسية :
أ- طبقة الأسبرطيين السادة أو الدوريين : وهذه كانت طبقة أرستقراطية متعالية على الطبقتين الأخريين ، وكان يتمتع أفراد هذه الطبقة بحقوق كاملة ولهم الحق وحدهم في الحصول على ألقاب الشرف وتقلد مناصب الدولة . وقد عاشت هذه الطبقة في مدينة أسبرطة على منتجات الحقول التى يمتلكونها في الريف والتى يعمل بها العبيد ولم تكن لهم مهمة سوى التدريب على حمل السلاح واستعماله في الحرب “( )
ب- الطبقة الوسطى وكانت تسمى البرئيسيون : وكان يقطن أفراد هذه الطبقة القرى القريبة من أسبرطة ، وكانت تضم هذه الطبقة الاجانب ، وكان يعمل أفراد هذه الطبقة بالتجارة والصناعة ، وكانوا لا يتمتعون بالحقوق السياسية التى يتمتع بها الاسبرطيون وأن كان يسمح لهم في حدود ضيقة بإدارة مجتمعهم الخاص بهم .
جـ- طبقة العبيد : وكان أفرادها يقومون على خدمة السادة في تصريف أمور الحياة وأثناء الحروب ، وكان العبيد بالضرورة من أسرى الحروب والغزوات التى كان يقوم بها السادة ، وكان العبيد مقيدين مدى الحياة بالعمل في الحقول التى كانوا يجبرون على فلاحتها لمالكيها الأسبرطيين وكان عليهم أن يزودوا أسيادهم الأسبرطيين بإحتياجاتهم من منتجات الأرض الزراعية ( ).
• أتخذ نظام الحكم في أسبرطة شكلاً ملكياً من وجهة نظر ، وشكلاً جمهورياً من وجهة نظر أخرى فقد كان هناك ملكين وجمعيتين للمواطنين .
أما الملكين فكانا على رأس الحكومة ، وكانا من أسرتين كبيرتين ملكيتين وكان للملكين صلاحيات دينية خاصة فضلاً عن أنهما يمثلان القيادة العليا للجيش وبذلك فقد كانت تتركز في أيديها السلطة الفعلية للدولة ، أما أعلى الجمعيتيتن فكانت تسمى مجلس الشيوخ ، وكانت تتكون من 28 عضو ينتخبون مدى الحياة على أن يكونوا من أنبل الأسر وبشرط أن يكونوا قد جاوزوا الستين من عمرهم ، وكانت مهام هذا المجلس النظر في القضايا الجنائية للمواطن الأسبرطى .
“ أما الجمعية الوطنية فكانت تتألف من جميع الأسبرطيين الذين جاوزةا الثلاثين من عمرهم وكانت تجتمع مرة كل شهر برئاسة ممثل الشعب (Ephoro) وكان ينتخبون خمسة أعضاء منهم يمثلونهم لمدة عام واحد ، هؤلاء الخمسة كانوا يمارسون نوعاً من المراقبة العامة على المبادئ الخلقية وطاعة القانون في الدولة وكذلك القيام بالإشراف على البوليس السري لإستطلاع أي تمرد بين طبقة العبيد “( ).
ومن الجدير بالذكر أن أسبرطة كانت تفرض ضرائب باهظة على القبائل التى كانت تحت أمرتها ومن فقد كانت أسبرطة حريصة على قوتها العسكرية لمقاومة أي تمرد في الداخل أو أي غزو من الخارج .
• كان نظام الحكم في أسبرطة عسكرياً أرستقراطياً هدفه إخضاع الفرد لخدمة المجتمع والولاء الكامل لأسبرطة .
نمط التربية الأسبرطية :
تميزت التربية الأسبرطية بالطابع العسكرى وبإشراف الدولة إشرافاً تاماً ، ويرجع النظام الذي أتبعته اسبرطة كما تقول “ هيرودوت المؤرخ اليوناني القديم “ إلى رجل القانون الأسبرطي “ ليكرجس Lycurgus “ الذي سن القوانين واللوائح التى اتخذها الأسبرطيون دستوراً لهم في الحياة ، وقد شملت تلك القوانين نظاماً تربوياً للسادة . ويبدأ النظام منذ اليوم الأول لميلاد الطفل الأسبرطى ، فكان الطفل المولود يعرض على شيوخ الدولة وكان هؤلاء يقررون ما إذا كان يصلح لمجتمعهم أم لا . فإذا ثبت بهم ضعفه فإنه يجب قتله بتركه عارياً في الجبل حتى يموت؟!!!!
وكان يمكن لأحد العبيد أن يلتقط ذلك الوليد ليربيه وينضم الطفل بالتالي إلى طبقة العبيد أمما إذا ترك الطفل في العراء فترة من الزمن وتحمل الجوع وتقلبات الجو فإنه كان يسمح له بالحياة ، وكان المبرر في ذلك أن الطفل المشوه أو ضعيف الجسسم لا يستطيع أن يكون في غده جندياً قوياً يدافع عن بلاده ويحمى مجتمعه . وكان الطفل الذي يجتاز الاختبار يحتفظ به الوالدان ويقومان بتنشئته.
" وكان يسمح للطفل بالبقاء تحت رعاية الأم في البيت لمدة سبع سنوات ، ثم يرسل كل الأطفال إلى مؤسسات تديرها الدولة حيث يتولى أمرهم مدرب Paedonomos يعاونه بعض المساعد بين ويصبح الطفل عضواً في أسرة أكبر هي الدولة ، حيث يعيش مع غيره من الأطفال في ظل نظام قاسي . ويأكل الأطفال سوياً ويلبسون ملابس متشابهة ، وينامون في معسكرات يغلب عليها طابع التقشف ... وكل شئ مشاع بينهم ، فكل شئ ملك للدولة ، ولم يسمح لهم إلا بإرتداء القليل مما يستر الجسم ، وبالتغذي بالضرورة ، ويقسم الأطفال إلى مجموعات ، تتكون كل مجموعة من أربعة وستين طفلاً وعلى رأسهم Eiren وهو بمثابة قائد لهم وقد أختبر لشجاعته وحسن تصرفه "( )
وكان إذا بلغ الشاب العشرين من عمره تصبح حياته عسكرية ، ثم يمضي عشر سنولت في حراسة الحدود وممارسة الحرب عند نشوبها ، وفي سن الثلاثين يصبح عضواً في الجمعية الوطنية ويتمتع بالحقوق المدنية ويفرض عملية الزواج تشجيعاً للنسل . وكان يعفى من الخدمة العسكرية كل من ينجب ثلاثة أطفال .
" ومن الجدير بالذكر أن الفرد الأسبرطي كانت حياته بمثابة تدريب مستمر للحرب ، فكان الواحد منهم ينام فى المعسكرات حتى يبلغ سن الثلاثين ، ويأكل في الميس العام حتى يبلغ سن الستين ، وكان لا يسمح للفرد إلا بقدر قليل من المال والحاجات العينية مما يحتاجه لبعض الضروريات . وإذا كانت الدولة قد منحت كل أسبرطى حر قطعة من الأرض ، يزرعها له العبيد . فإنها طلبت منه أن يدفع لها مبلغاً في الشهر ، وإذا فشل فرد في تقديم ما يطلب منه طرد من الميس وحرم من المواطنة "( )
أما تربية الفتيات فكانت تشبه إلى حد كبير تربية الأولاد ، وكان يعهد بتربية البنات إلى أمهاتهن في المنازل ، وكن ينتظمن في جماعات كوسيلة لإعطائهن تعليماً بدنياً وفكرياً فكانت البنات تخضعن لتربية بدنية عنيفة وتضّربن على المصارعة والسباحة والجري ومي القرص والرمح ، وكن يقسمن إلى جماعات ، كما هو الحال بالنسبة للبنين ، وكان من رأي رجل القانون والمشرع الأسبرطي ( ليكرجس Lycurgus ) أنه بحسب تطهير الفتيات من كل صفات الأنوثة المكتسبة كالحياء ، ولذلك فكن يرقصن عاريات تماماً أمام الرجال ، ولكن بعد الزواج كانت المرأة الأسبرطية تتحجت وتلزم بيتها معظم الوقت في إنتظار عودة زوجها .
إن نظرة عامة على التربية الأسبرطية تبين أنها إستغلت الأفراد لخدمة الدولة كل الإستغلال . فالفرد ملك للدولة من ساعة مولده . وهو يعد ليكون حامياً ومدافعاً عنها ، والبنت تعد جسمياً وخلقياً لتكون زوجة تقدم للدولة محاربين أصحاء أشداء . بل أن الرجل المسن كان يعير زوجته لغيرة من الرجال حتى تنجب للدولة أطفالاً أقوياء . وقد هيمنت الدولة تماماً على التربية وحققت ما أرادته من أهداف خلق المواطنين القادرين على حمايتها وتحقيق مطامعها .
أفراد أشداء لهم معاييرهم الخفية التي ناسبت عصرهم ، متحمسون لوطنهم ومتعصبون له ... ولكن عندما حلت باسبرطة الهزيمة تداعى هذا البنيان وطغت موجات من الأغلال الخلقي والفوضى بعد فترة طويلة من النظام والجمود ". ( )
وتأسيسا على ما سبق يمكن القول أن أهداف التربية الاسبرطية هي :-
-استخدمت الدولة التربية لخدمة أغراضها ، لكي تتمشى عملية التربية مع النظام الإجتماعي الذي يحكمها ويسيطر عليها .
-غرس صفات الطاعة والولاء للدولة والتعود على التواضع والإستعداد لقبول النصح الإرشاد. -غرس الصبر والقدرة على الإحتمال .
-التعود على الطاعة العمياء وعدم مناقشة الأوامر أو التفكير فيها .
-تكون الجسم القوي وبناء روح الجندية المخلصة المتفانية في خدمة الوطن وتحمل أقصى الصعاب في سبيل ذلك .
أما عن المناهج وطرق التدريس التي كانت سائدة في اسبرطية فيمكن القول أن التربية العسكرية للفرد الاسبرطي قد غطت على المناهج الأدبية ، بل أن تعليم القراءة والكتابة كان يتم في حدود ضيقة جداً . ومن المؤكد أن قليلاً جداً من المواطنين في اسبرطة كان يعرف القراءة والكتابة . وقد تعلم الاسبرطيون من القراءة والكتابة ما يكفيهم من التصرف في أمور حياتهم اليومية . كذلك لم يوجه الاسبرطيون عنايتهم لدراسة الحساب والمنطق والبلاغة .
إن الاسبرطيون لم يهتموا إلا بما كان عملياً حتى أن الموسيقى ما كانت لتعلم لولا أنها كانت توظف من أجل إشعال الحماس في الجنود وفي مدح الرجال اللذين ماتوا في سبيل بلادهم . أما الأدب فكان أدباً وطنياً يوقظ الهمم ويثير الحمية ويدعو إلى التضحية في سبيل الوطن . كذلك كان على الأولاد أن يتعلموا قوانين الدولة وأساطير الأبطال القدامى وكانت التدريبات تعطي في فن الكلام الموجز المفي دون صياغة الكلمات "( ) .
أما الأخلاق التي كان يكتسبها الاسبرطي من خلال الممارسة إنما كانت لتخدمه كمقاتل، ومن هذه الأخلاق تقديس وطاعة الرؤساء ، والأمانة والصدق - ويجب أن نعلم أن معايير الصدق والأمانة عند الاسبرطيين تختلف تماماً عما نعرفه الأمر الذي قد يؤدي بنا إلى عدم إرتضائهما - والتواضع ولا بأس من الكذب على غير الاسبرطيين ولا بأس من السرقة،وعلى السارق ألا يضبط وإلا أصابه الجلد والإمتهان بتهمة الإهمال وعدم الحرص والفشل . فالسرقة والتلصص تدريبان على أعمال الحرب .. وكل تدريب يؤدي إلى نصر الحرب فمرحبا به عند الإسبرطيين .
ومن الجدير بالذكر أن الأخلاق كان يتم تعليمها بالقوة ولهذا لم يلتزم يها الاسبرطيون خوفاً من العقاب . ويروى عن بلوتارك قصة مفادها أن أحد الاسبرطيين سرق ثعلباً صغيراً ولكن بعض الناس رأوه فوضع الثعلب تحت ثوبه لتخفيته ، فما كان من الثعلب إلا أن مزق أحشائه والسارق يمشي في طريقه متجلداً يفضل الموت على الفضيحة . " ( )
وفي محاولة لتقييم التربية الاسبرطية نجد أن الخضوع للقوانين خضوعاً أعمى ساد حياة الاسبرطيين وجعل هذه الحياة تتسم بالجمود .وبذكرنا ذلك بالجمود الذي عاناه المجتمع المصري قبل ذلك بأكثر من ألف سنة ، وإذا كان الآلهة في مصر القديمة قد شرعوا عن طريق الفرعون وكبار رجال الدين فإن قوانين (ليكرجس Lycargue) الأسبرطية كان لها نفس التقديس والبجيل ، بل كان من حق الاله الدنيوى (فرعون) في مصر أن يغير ، وأن يفسر الكهنة القوانين كيفما ساءوا ، ولكن لا أحد في أسبرطة كانت له هذه القوة ، بل لم يكن لأحد السلطة في أسبرطة حتى على تغيير عدد أوثار القيثارة أو طريقة طهور الطعام ".( )
وكان من نتيجة هذه التربية العسكرية التسلطية في أسبركة أن تطبعت الأفراد بخصال كانت سبباً في فشلهم فيما بعد ، فقد عرف عن الأسبرطيين أنهم لم يتعودا الاعتماد على النفس أو توجهها ، كما أن قدرتهم على التفكير أو التخيل كانت محدودة . وأنهم لم يتعودوا مواجهة المشكلات ومحاولة حلها بتعقل وروبة ، فلم يعط الأسبرطيون الفرصة لتحمل المسؤليات ، بل أن الدولة وجهتهم في كل شئ ، ورسمت لهم طريق الحياة ولم يكن لهم طريق الحياة ولم يكن عليهم إلا الانصياع للأوامر والبعد عن النواهي .( )
وقد أدت هذه التربية إلى جذب وقحط في التراث الفكرى وإنهيار لحرية الرأي وعدم قدرة الأسبرطيين على تكييف أنفسهم تبعاً لتغير الظروف ، ويقول المؤرخون عن التربية الأسبرطية أنها نجحت في خلق جنود دائبين على حماية دولتهم ولكنها لم تنتج فناناً أو فيلسوفاً ولم يكن لها دور في تقدم المدينة والانسانية ، فالتربية في أسبرطة تعتبر نموذجاً للتربية في دولة تسلطية تسودها الروح العسكرية والديكتاتورية ، في حين أننا نجد في أثينا التى اتبعت النظام الديمقراطى أن الدولة لم تفرض التعليم ولكن الرأي العام واحترام المواطنة هو الذي جعل التعليم إجبارياً وضرورياً .
كما اهتمت أثينا بالجانب العقلي والفلسفة مما أدى إلى الرغبة في العلم ومن أجل العلم . وقد ظهرت في عصر إزدهار الديمقراطية الأثينية جماعة من كبار الفلاسفة حاولوا العمل على إصلاح شئون التربية بالتوفيق بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة في أهدافها وبإقامتها على أسس فلسفية وكان لهم أكبر الأثر في تطور النظرية التربوية من أمثال سقراط (469-399) ق.م أفلاطون (427-347) ق.م ، أرسطو (384-222) ق.م .
وسنقتصر دراستنا لبعض فلاسفة الإغربق على أفلاطون بعد عرض مقارنة بسيطة بين التربية في أثينا والتربية في أسبرطة .
مقارنة التربية الأسبرطية والتربية الأثينية:
1- أعدت أسبرطة المواطنين لأعمال الحرب بينما أعدت أثينا المواطنين لأعمال الحرب والسلم معاً .
2- كانت التربية الأسبرطية تربية جسدية في حين كانت التربية الأثينية تربية حرة تعنى بكمال الجسم والعقل والروح .
3- اعتمدت أسبرطة على الدولة في تنشئة الطفل في حين اعتبرت التربية الأثينية الأسرة ركيزة في تنمية الطفل وتشكيل شخصية .
4- لم تتح أسبرطة الفرصة في التعليم لعنصر الاجانب بينما فعلت ذلك أثينا .
5- اهتمت أسبرطة بتعليم البنات إلى جانب الذكور في حين قصرت أثينا التعليم في المدارس على الذكور فقط .
6- التعليم في أسبرطة كان الزامياً من قبل الدولة ، أما في أثينا فالدولة لم تفرض التعليم.
7- كان التدريب البدني في أسبرطة لغرض القوة وتقوية العضلات في حين أن التدريب البدني في أثينا كان لغرض الرشاقة والتناسق .
8- لم تكن للنساء في أثينا مكانة عالية كمكانة النساء في أسبرطة .
9- كانت الدولة في أسبرطة تستعرض الطفل الوليد وتقرر وأده أو الإبقاء عليه في حين أن هذا الحق في أثينا كان من اختصاص الأب .
10- كان الأسبرطيون يحتقرون العلم والفنون في حين كان الأثنينون على شغف بالعلوم والفنون .
بعض فلاسفة الإغريق - أفلاطون
أفلاطون تلميذ سقراط (427-347) وقد تأثر به وبآرائه الفلسفية والتربوية ، وقد ظل أفلاطون من المقربين لسقراط قرابه 8 سنوات استمع إلى محاولاته ومحاضراته خلالها ودون الكثير منها .
ولقد عرف أفلاطون بعراقة النسب ، وشرف الأصل ، ولقد برع في مختلف الفنون ، وفي الموسيقى والرياضيات والبلاغة والشعر ، وكان أفلاطون يفخر بعراقة أصله ونبل معدنه . وقد سجل هذا في محاوراته ، وقد نشأ في بيت من الحكام ، وكان أجداده من المسلوك والمشرعية ، وقد عاش طيلة حياته مؤمناً بأن إصلاح الدولة إنما يكون في إقتران الفلسفة بالسياسة . ويقول أفلاطون في ذلك " لن يخلص الجنس البشري من متاعبه إلا بأن يستولى المشتغلون إشتغالاً حقيقياً بالفلسفة على السلطان السياسي . وبان يصبح أصحاب السلطان في المدن فلاسفة حقيقيين وهذا هو الأساس الذي قامت عليه فلسفة أفلاطون ، وهو العمود الفقري في مدينته الفاضلة ، الحاكم الفيلسوف أو الفيلسوف الحاكم ( )
ومع أن أفلاطون كان من داعاة الديمقراطية في بادئ الأمر إلا أنه عدل عنها لما لحظه من فوضى واضطراب وفساد تسبب فيه من كانوا يدعون الديمقراطية ، ولقد تمثل هذا الفساد في المحاكمة الباطلة لسقراط والتى انتهت بإعدامه ، وهزيمة أثينا من أسبرطة والخضوع لكل شروطها ، وقد ملأ ذلك قلب أفلاطون حقداً وكراهية للديمقراطية ، وتعلقا بالأرستقراطية ، ارستقراطية الفكر والعقل لا أرستقراطية المال والجاه .
ولم يشأ أفلاطون أن يقوم بالتدريس في الشوارع والأسواق مثلما فعل أستاذه سقراط فاختار لنفسه قطعة من الأرض كان يملكها في الأصل البطل أكاديموس ومن أجل هذا سميت المدرسة بالأكاديمية . والأكاديمية ليست بمعنى الكلمة بل هي جمعية علمية يعمل فيها الأعضاء على تقدم علوم الرياضيات والفلك والطبيعية والطب والسياسة والفلسفة .
ومن أشهر مؤلفات أفلاطون الجمهورية والسياسي والقوانين :
الآراء التربوية لأفلاطون
أولاً : يجب أن يخضع المسئولون عن الحكومة في المدينة لنظام تربوي ييتكون من خمس مراحل :
1- من البلاد إلى سن السابعة عشرة : تنقسم هذه المرحلة إلى قسمين ، ويربي الأطفال على أيدي أخصائيين في دور الحضانة العامة بعيداً عن الوالدين . وفي الحضانة يهتم المشرفون بالنمو الجسمي للأطفال مستغلين اللعب والرياضة في ذلك . وخلال القسم الثاني يتعلم الأطفال القراءة والكتابة ويتدربون على التذويق الموسيقي الذي يشمل موسيقي واللغة والأدب بالمفهوم الحديث . وإلى جانب ذلك يتعلم الأطفال والغلمان العلوم ، والتمرينات البدئية ، وتخضع (المناهج) التي يرسها المتعلمون لرقابة الدولة خضوعا كاملا في محتواها وشكلها .
2- من سن السابعة عشرة أو الثامنة عشرة إلى سن العشرين : وفي هذه المرحلة بدرب الشباب تدريبات عسكرية وجسمية عنيفة .
3- المرحلة الثالثة من سن الثلاثين : يدرس فيها الشباب العلوم كالحساب والهندسة والفلك وغيرها . هذا إلى جانب دراسة الموسيقي .
4- المرحلة الرابعة من سن الثلاثين إلى الخامسة والثلاثين : وتتميز بطريقةو المناقشة والحوار في دراسته في العلوم وطبيعة الخير .
5- المرحلة الخامسة من سن الخامسة والثلاثين إلى سن الخمسين ، وفيما يعين الناجحون في المرحلة الرابببة في مناصب حكومية .
وفي سن الخمسين يختار المبرزون في المناصب الحكومية ليرفعوا إلى المناصب الحكومية العليا .
ثانيا : يجب أن يخضع اصحاب الادارة الى نظام تربوي خاص بهم ولكنه مع ذلك لايجد أفلاطون مانعا من خصوصهم للمنهج الدراسي لاصحاب العقل والتفكير حتى نهاية المرحلة الثالثة . وبلوح أنه من الضروري لطبقة الجند دراسة عسكرية تؤهلهم للمناصب الحربية ، فالمهم فيما نوع من الشجاعة ، وقدرة على تقبل أوامر وتوجيهات أصحاب العق ، والا فقد ينفعون إلى أعمال يثيرها الطمع لتحقيق مكاسب أقتصادية خاصة بهم ، وبذلك يصبحون مصدر - خطر دائم في مجتمع متمدين .
ثالثا: يجب أن يخضع أصحاب الشهوات إلى نفس نظام التربية ففي المرحلة الأولي والثانية وسوف تساعدهم هذه التربية لي الخضوع لطبقة الجند وبالتالي لفئة المفكرين كما أن تربيتهم سوف تساعدهم في اتجاهاتهم الاقتصادية وبتتظر افلاطون من نوع التربية الذي يخضع له أصحاب هذه الطبقة أنه سوف يكبح جماح شهواتهم .
أهداف التربية عند أفلاطون :
ا- تحقيق وحدة الدولة ، وهدم روح الفردية المتفشية في ذلك الوقت ولذلك كان برى أن الغرض الأول للتربية تنمية روح الجماعة أو الإحساس بالشعور بالحياة الجماعية .
2- تنمية المواطنة الصحيحة بين الأفراد ، وذلك عن طريق امداد الشباب بالمعرفة الدقيقة عن طبيعة الحكم ، وطبيعة الحق المطلق حتى يستطيعوا ممارسة الأعمال الرئيسية في الحياة المدنية والاجتماعية .
3- إعداد المواطن إعداداً سليماً بكفل أن يتحلى بفضيلة الاعتدال والعدالة والشجاعة .
4- تكوين الشخصية السليمة تكويناً سليماً ، بحيث يعنى بالروح والجسد معاً ، وعناية أفلاطون بتربية الجسد راجع إلى حاجة الدولة للقوة البدنية من أجل الحفاظ على حريتها واستقلالها ، كما أن الصحة البدنية تساعد على صفاء الروح ونقائها ، بما يجعلها قادرة على الصعود لعالم المثل.
5- توجيه العناية للمسائل العقلية أكثر من الأمور الحسية ، لأن القضايا العقلية هى التى تناسب الجوهر الحقيقي للإنسان وهو روحه أو عقله وفكره .
6- تعميق الإحساس بالحق والخير والجمال ففي هذا ما يكفل السعادة للمجتمع والتسامي نحو عالم المثل .
7- تنمية أطفال قادرين على حكم أنفسهم بأنفسهم ويستطيعون بتفكيرهم التصرف في المسائل المتعلقة بسلوكهم ، وبذلك يوفرون على الدولة عبء اصدار تعليمات وقوانين تفصيلية في مثل هذه المسائل .
آراء جون كومينوس في تربية الطفل .
يعتبر كومينوس (1592-1671) واحداً من أعظم ممثلى الواقعية الحسية فقد إمتاز بفكر خصيب وخيال واسع وكافح في سبيل الحرية الدينية والسياسية في بلاده موارفيا Moravia التى كان أسقفالها . وذلك بعد حرب الثلاثين عاماً (1618-1648) بين البروتستانت والكاثوليك . والتى بسببها نسف بيته وأحرقت مؤلفاته وقتلت زوجته وأولاده ، كما أنه أمضي جزءاً كبيراً من حياته في المنفي .
فقد عاش كومنيوس في أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر ، ولكي نتعرف على أحداث القرن السابع عشر على الوجه الأكمل والتي أحاطت بالفترة التي تصبح فيها كومنيوس فكريا فوضع مؤلفاته ونشط خلالها بالسفر من دولة لأخرى فلابد أن نقف وقفه تأملية لترايخ القرن السادس عشر عموماً الذي كان له أكبر الأثر على الأوضاع التي سادت أوربا في القرن السابع عشر - والذي كان بدايات التربية الحديثة .
فقد إمتاز القرن 16 بأنه أتي بالجديد في شتئ نواحي المعرفة والنشاط البشري فظهر هذا التجديد في نواحي التفكير المختلفة وفي ميادين النشاط الإنساني الممتنوعة مثل السياسة والاجتماع والاقتصاد والسلوك الخلقي وذلك نتيجة للصحوة الذهنية الشاملة التي كانت طابع عصر النهضة الأدبية والفنية .
من ثم فكان القرن السادس عشر عصر اضطرابات فكرية وثورات وحروب عديدة كما شهدت انقلابات عامة منها الإنقلاب الديني أو الاصلاح الديني البروتستانتي وقد أستمر الصراع الديني عاملاً قوياً لشكل حوادث النصف الثاني من القرن السابع عشر عندما قام الصراع بين البروتستانت والكاثوليك على مدي ثلاثين عاماً .
1- الأوضاع الدينية في أوربا :
من العلاقات البارزة ما عرف في تاريخ أوربا الحديثة باسم حركة الاصلاح الديني ، وكان من النتائج الكبري لهذه الحركة انقسام المسحيين في أوربا إلى فريقين كبيرين أو مذهبين رئيسيين .
- المذهب الكاثوليكي
- المذهب البروتستانتي
فبعد أن كانت الكنيسة في روما - التى تمثل المذهب الكاثوليكى - هى صاحبة السيادة العليا في أوروبا كلها طوال العصور الوسطى ، حيث كانت تسيطر على أمور السياسة والحكومات والتعليم والثقافة ، بل كان للبابا زعم الكنيسة ما يدعيه من حقوق السيادة على الأباطرة والملوك وكانت هناك مجموعة من العوامل التى شجعت حركة الإصلاح الدينى منها :
* مساوئ الكنيسة : فاشتغل كثير من رجال الدين بالأمور الدينيوية مع إنصرافهم عن واجبهم الدينى ، بل إن منهم من لم يترفع عن أعمال السلب والنهب ، وعاش بعض البابوات عيشة في لغة لقواعد الدين والأخلاق ، وباعو كل شئ في سبيل المال ، واتجهوا إلى تقوية سلطتهم الدنيوية .
* ظهور الاتجاه نحو الدراسة والنقد : وقد جاء هذا الاتجا مع الننهضة . وكان يعنى حق الفرد في التعبير عن رأيه في أمور الحياة المختلفة ودراسة الأنظمة والتقاليد . ولهذا أخذ المفكرون يسلطون العقل على الكنيسة . وعلى غيرها من الأنظمة وقد أشتد هذا الاتجاه في ألمانيا بصفة خاصة ، فقد إشتدت الرغبة في دراسة الأصول الدينية وكتب القديسين الأوائل وظهرت تراجم للإنجيل من اللاتينية إلى الألمانية .
وأخذ المفكرون يقارنون بين حقائق دينهم وبين ما وصلت إليه الكنيسة من الإنحطاط . وكان لذلك أثره في تفكير الناس في ضرورة الت6غيير والإصلاح .
* المتاجرة بصكوك الفقرات : وكانت من العوامل المباشرة التى أثارت السخط على الكنيسة ورجالها . فقد كان من تعاليم الكنيسة أن المرء يمكن أن يحصل على المغفرة عن ذنبه إذا حج إلى كنائس معينة في روما وحضر الصلاة فيها . غير أن الكنيسة استعاضت عن الحج بما يسمى صكوك الغفران حيث يرسل البابا رسلاً من قبله لبيع هذه الصكوك للمذنبين رغبة في جمع الأموال الطائلة .
وقد أخذ الناس يشعرون بكل هذا وبدأت ردود الفعل تظهر بالتدريج في إيطاليا وفي خارجها ، وكان من بين من دعا إلى الإصلاح في بداية الأمر الراهب سافونا رولا Savona Rola (1452-1498) الذي هاجم الاستبداد السياسي ودعا إلى إصلاح الكنيسة وتطهيرها وقادوه إلى الإعدام وأحرق غير أن أفكاره لم تمت . إذ لم يمضي على موته عشرون عاما حتى قام في ألمانيا راهب يدعى مارتين لوثر Luther أعتبر سافونا رولا من الشهداء في سبيل الكنيسة . وأعلن الثورة على البابا وعلى الكنيسة الكاثوليكية . وكان هو المؤسس للمذهب البروتستانتى ( ومعناه المحتجين أو المعارضين) .
ورأى لوثر بوجوب عدم خضوع الحكام لرجال الدين ، وعدم أحقية رجال الدين في تفسير الإنجيل ، وبتقليل الأديرة ، وبزواج القسس مما دعا البابا إلى إصدار قرار بالحرمان ضد لوثر سنة 1530 فرد لوثر على ذلك بإحراق قرار البابا علانية .
كذلك رفض لوثر وساطة الأمبراطور شارل الخامس الذي دعاه إلى التوبة أمام المجتمع الألماني . فحكم عليه المجمع بالطرد من حماية القانون وباباحة دمه ، فأضطر هو وبعض تلاميذه إلى الأختباء مدة في قلعة ورتنبرج تحت حماية الأمير الذي تم إنتخابه .
وكانت فرصة له لأبد يترجم الإنجيل من الأغريقية إلى الألمانية ترجمة سببت زيادة شهرته لأنه حقق اطلاع الشعب الألماني على الكتابات الدينية دون وساطة الكنسية ، وإنضمام كل الطبقات التي كان من مصلحتها الإنضمام إليه من فلاحين يريدون التخلص من بقية قيود الاقطاع ، وفرسان يريدون توسيع نفوذهم ، وأمراء يريدون الاستيلاء على أملاك الكنيسة .
ولذلك عرف أنصار مذهب كوثر بالبروتستانت .
وكانت هناك عدة محاولات للتوفيق بين وجهتى النظر البروتستانتية والكاثوليكية و ختم بصلح أوجزبرج Ougsbury الحرب الدينية في ألمانيا عام 1555 وكان هذا الصلح في صالح البروتستانت فقد إستطاعوا أن يجعلوا ألمانيا الشمالية بروتستانتية وفي عام 1608 أسسوا الاتحاد البروتستانتي للدفاع عن مصالحهم المشتركة .
أما الكاثوليك فقد إستعادوا نشاطهم وقاموا بتأسيس الحلف المقدس the Holgleague في سنة 1906 ومن ذلك الحين أنقسمت ألمانيا إلى معسكرين كبيرين جعلتهما الخصومة الشديدة على استعداد دائم للحرب كما سنمت الفرصة .
* حرب الثلاثين عاماً 1718 - 1648م
" نشبت الحرب بسبب الفتنة الدينية في بوهيمبا - موطن كومنيوس - فقد أتخذت الحرب سرحها الأصلي في الأمبراطورية الألمانية ، وكان البوهيميون الألمان أكثر الشعوب التي لحقتها الخسائر ، فقد حل بهم الدمار بسبب حرب شفت عليهم لم يعرف التاريخ مثيلا لها ، فعندما أراد الأمبراطور " رودبف الثاني " تأسيس حكومة مركز كوسيلة للقضاء على الإنقسام الديني والسياسي وإنهاء الخلافات الداخلية ، فاضطرت الظروف أن يمنح الأمبراطور بوهيميا عام 1609 عهداً ملكياً بالتسامح مع البروتستانت اللوثريين. وكذلك كان الحال في عهد أخيه مايناس (1612 - 1619) .
وتجدر الإشارة إلى أنه قد أسيئت في عهدهما معاملة البروتستانت فاشتد اضطادهم حتى ضاقت بهم السبل وأخيراً قاموا بالثورة في سنة 1618 فهما جموا مقر الحكومة وقبضوا على الأعضاء الكاثوليك وأنصار الأمبراطور ثم شكلوا حكومة جديدة من أعوانهم .
وفي يوم 26 أغسطس 1619 أنتخب " فرناند الثاني " إمبراطوراً بعد وفاة ما يتاس ثم أعلن أهل بوهيميا خلعه ورشحوا مكانة فردريك الخامس ملكا على بوهيميا - وكان رئيس الإتحاد البروتستانتي وحنيئذ أنتقلت المقاومة من نضال محدود إلى ثورة أهلية فحرب أوربية من أجل السيطرة على أوربا .
* الأوضاع الإقتصادية في أوربا في ذلك العصر : *
إن الاثار التي نجمت عن تدفق معدن الفضة بكثرة على أوربا بعد أن صار للأسبان ممتلكات جديدة في أمريكا الجنوبية مثل بيرو وأمريكا الشمالية وبوليفيا أحدثت ثورة في الأسعار لأن وجود هذا المعدن بكميات وفيرة جعل مقدار العلمة يتزايد زيادة كبيرة مما أدي إلى تدهور قيمة النقود وإرتفاع الأثمان وكان لهذه الثورة في الأسعار أثار خطيرة أهمها :
أ- زيادة الأسعار إلى أكثر من الضعف بين سنة 21550 1600 .
ب- عدم زيادة الأجور بالرغم من أرتفاع الأسعار مما أدي إلى حالة من الإضطراب خاصة بين الطبقة العمالية المتوسطة لباعتناقهم المذاهب الدينية المختلفة فما زاد الصراع الديني في أوربا .
على أنه في بداية القرن السابع عشر أخذت الأجور ترتفع تدريجيا بالنسبة للصناع والعمال وصغار الطبقة الوسطي ، حتى وصل مستواها في آخر القرن السابع عشر إلى مايلائم مستوى الأسعار المرتفعة وبعد هذه الموازنة بين الأجور والأسعار هدأت الأحوال في الدول المختلفة وأنتهي تدمر هذه الطبقة العمالية المتوسطة .
* التعليم في القرن السادس عشر والسابع عشر
مع بدايات القرن السادس عشر بدأت روح النهضة تخمد شيئا فشيئاً ، وبدأت تتحول النظرة من العلوم الطبيعية إلى اللغات و الآداب الكلاسيكية ومن ثم بدأ في أوربا في حذف بعض العلوم من المقررات ثم أخذت اللغات القديمة تكتسب مكانا سائداً له الأولوية في مقررات ثم أخذت اللغات الأدباء القدامي من أمثال سيشرون Ciceron .
وبدأت بشائر الإصلاح الديني تفصح عن نفسها في صورة نظام من المدارس تشرف عليه الحكومة وتعاونه ، معاونة جزئية وكان هذا هو الأساس في البدأ القائل بأن من من واجب الأسرة والكنيسة والحكومة أن يعملوا على أن يلحق كل طفل بهذه المدارس ليحصل على التعليم الأولي على الأقل . وكان نظام التعليم الشعبي في الولايات الألمانية هو أول نوع من أنواع التعليم في العصر الحديث .
وفي ينة 1565 تم إنشاء مد