ليس من طبيعة البحر أن ينشق إذا ضربته عصا، ولكن الله شاء لموسى أن يشق البحر بعصاه فوقع الأمر، كان البحر جنديا من جنود الله، كما كانت الرياح العنيفة التى دمرت قوم عاد جنديا من جنود الله.
تحدثنا العقيدة الإسلامية أن أحدا لايعلم جنود الله إلا الله..
لايعرف عددهم إلا الله، ولايعرف حقائق مهامهم وسر سرائرهم سوى الله.
قال تعالي: «ومايعلم جنود ربك إلا هو»
وأشارف جنود الله وأكرمهم هم رسله من الملائكة والبشر.
وكثيرا ما احتاج رسل الله من البشر الى رسله من الملائكة.
فى قصص الأنبياء شاهدنا الملائكة كثيرا، أحيانا يحملون البشرى وأحيانا يحملون العذاب وأحيانا يجيئون للتثبيت..
حين وضع إبراهيم خليل الله فى المنجنيق، وهم الطاغية بالقائه فى النار وقف جبريل عند رأسه يسأله: يا إبراهيم ألك حاجة؟
نار الحب الإلهى فى قلبه أطفأت الخوف من النار التى سعرت لإحراقه.
وأجاب هو جبريل: أما إليك فلا.
وألقوة فى النار وأصدر الله تعالى أمره الى النار «قلنا يانار كونى بردا وسلاما على إبراهيم».
وفى قصة لوط، حين يحدق الخطر بالنبى ويزداد أنين الباب تحت ضربات الظالمين، ويحس النبى الكريم بالحصار والضيق تهدئه الملائكة قائلين: « قالوا: يالوط إنا رسل ربك .. لن يصلوا إليك.
وفى قصة إبراهيم نرى الملائكة يحملون إليه البشرى بالإنجاب بعد أن مسه الكبر.
وفى قصة مريم نشاهد جبريل عليه السلام وهو يبشر ابنة عمران بأمومة نبى من أولى العزم وكلمة من الله وروح:
وفى لحظات الخطر فى معارك الإسلام كان الرسول يرى جبريل وهو يأخذ بعنان فرسه ويقوده على ثنايا النقع .. لم يشترك جبريل فى المعارك وانما كان مجرد وجوده تثبيتا للنبى والمؤمنين.
تقوم عقيدة التوحيد على الإيمان بالملائكة .. هم سفراء الله تعالى لانبيائه، وهم جنوده فى كونه، وهم أنقى خلقه وأقواهم.