بدأ النهار تتناقص ساعاته لصالح الليل , وتلك إشارة إلى اقتراب موعد قطاف الزيتون , واستخراج الزيت منه , وقد قال المثل الشعبي " إن أقصر الأيام , أيام الزيت , إن أصبحت , أمسيت " . وكثيرا ما يتساءل المزارعون عن الموعد الأمثل لقطاف ثمار الزيتون . من خلال خبرتي العلمية في المراجع العلمية , وخبرتي العملية في إدارة معصرة زيتون حديثة لمدة تجاوزت الأربعة عشر موسما أدركت حجم الاختلاف بين المزارعين في تحديد الموعد الأمثل للقطاف .مما يؤدي لخسائر كبيرة في نتائج عصر ثمار الزيتون , خسارة في كمية الزيت المستخلصة وخسائر في نوعية الزيت الناتج . متى نبدأ قطاف ثمار الزيتون : مثل كل الثمار نقطفها حين تنضج . ولكن متى تنضج ثمار الزيتون ؟ اعتاد المزارعون أن يحكموا على الثمار بنضجها من خلال تغير لونها من الأخضر الزيتي إلى الأسود , لكن هذه الطريقة تحتمل الخطأ , لأن تلون الثمار ليس أكيدا على نضجها , فهي تتلون إذا ما تعرضت لظروف خارجية غير مناسبة لنموها , وكأنها تختصر دورة حياتها . تتلون إذا ما تعرضت للعطش , أو الإصابة بحشرة , أو لدرجات حرارة غير مناسبة لنموها , أو لضعف في خصوبة التربة ....الخ الطريقة الأصح لتحديد موعد القطاف هو اختبار قوة التصاق الثمار بأمها الشجرة . كل الكائنات الحية تنفصل عن أمها , ذويها حين تنضج , لتبدأ بتشكيل حياة مستقلة عن أصلها . وكذلك ثمرة الزيتون , تنفصل عن أمها حين تنضج لتسقط أرضا , علها تجد أرضا خصبة لتنبت فيها شجرة تستمر معها حياة الزيتون .
إذا , فلنحاول قطف بعض الثمار , إن قاومت القطاف تركناها وأجلنا موعد بدء القطاف . وإن انفصلت بسهولة تابعنا القطاف