الأخطاء الشائعة
في زراعة الأشجار المثمرة
إعداد :
الدكتور إحسان الفرجي
مقدمة:
هناك أخطاء عديدة ترتكب أثناء تأسيس وزراعة البساتين المثمرة وأن الخطأ المرتكب لايقتصر ضرره على موسم واحد كما في زراعة الخضراوات أو المحاصيل الحقلية وإنما يستمر ضرره مادامت الأشجار قائمة على الأرض.
إن الأخطاء المرتكبة في زراعة البستان قد تكون كافية للقضاء على إنتاجه، وإذا تجمعت هذه الأسباب من منطقة معينة نتيجة لعدم الإلمام بالقواعد الأساسية لزراعة البساتين فإن ذلك سيؤدي حتماً إلى خفض إنتاج المنطقة بالكامل وبالتالي عدم تحقيق الغاية الرئيسية التي أنشئت من أجلها هذه البساتين.
إن عدم اتباع الأسس العلمية في تأسيس البساتين كعدم إجراء عملية نقب التربة وكذلك الاختيار الخاطئ للنوع وللصنف وعدم اتباع طريقة الزراعة الملائمة للأرض كل ذلك مع أخطاء عديدة ترتكب بشكل غير مقصود أثناء عملية نقل الغراس من المشاتل حتى زراعتها في الأرض الدائمة وكذلك عدم متابعة خدمة الأشجار في البساتين بشكل صحيح تؤدي إلى نتائج سلبية عديدة فتقليم التربية الخاطئ يسبب في الحصول على أشجار لاتتلاءم مع متطلبات الخدمة والمنطقة وإن التقليم المرتجل غير مرتكز على الأسس العلمية والحياتية لكل نوع وحتى لكل صنف يسبب في ضياع قسم كبير من الإنتاج إضافة إلى إثارة السلبية على حياة الشجرة للأعوام، أهم أسباب تدني الإنتاج فهناك من يستخدم الأسمدة العضوية فقط وآخرون لايستعملون سوى الأسمدة المعدنية وغيرهم لايستخدمون الأسمدة مطلقاً ومنهم من يضيف أنواع الأسمدة المختلفة في غير مواعيدها المتطابقة مع حياة الشجرة واحتياجاتها، ومايتعلق على التسميد ينطبق على عمليات مكافحة الأمراض والحشرات وكذلك عمليات السقاية ومكافحة الأعشاب الضارة وغيرها.
ومما يجب لفت النظر إليه هنا أيضاً أن عدم اتباع التعليمات الصحيحة أثناء عملية قطاف الثمار نتيجة لجملة أسباب منها عدم توفر العمال المهرة المدربين على مثل هذه العملية حسب كل نوع والاعتماد على العمال المؤقتين غير المدربين مما يؤدي في غالبية الأحيان إلى قطع وكسر وفقد كمية كبيرة من البراعم المثمرة والدوابر والفريعات المثمرة مع الثمار المقطوفة وإن ذلك يسبب في انخفاض كمية الإنتاج لعدة مواسم تالية.
إن توضيح أضرار عدم اتباع الأسس العلمية والعملية الصحيحة في إنشاء البساتين وخدمتها هو أمر حيوي وهام لكل من يود القيام بمشروع تأسيس بستان مثمر تلافي الملاحظات يضمن للمزارع تحقيق الغاية المنتظرة من بستانه.
عمليات التأسيس الصحيحة للبساتين: تشمل تنفيذ العمليات الرئيسية التالية:
عملية استصلاح التربة:
أ- عملية نقب التربة: تعتبر عملية نقب التربة من أهم أسس نجاح زراعة الأشجار المثمرة سواء في الزراعة البعلية أو المروية، ويجب أن تتم قبل موسم زراعة الغراس بفترة كافية ويفضل أن تجري خلال أشهر حزيران ، تموز، آب أي قبل موسم هطول الأمطار حتى تتاح الفرصة الكافية لتهوية التربة وفلاحتها بعد ذلك من أجل تكسير الكتل وإزالة الأحجار والحشائش التي تظهر بعد كل حراثة ثم تسويتها وتخطيطها وحفر الجور قبل حلول موسم الزراعة.
تجري عملية نقب التربة بواسطة نقابة وهي عبارة عن محراث ذو سلاح كبير ينزل بالتربة لعمق 70-90 سم يجره جرار قوي وبذلك تتفكك التربة دون قلبها على الأعماق المذكورة. ونبين فيما يلي مضار ومزايا تنفيذ هذه العملية.
1- مضار عدم إجراء عملية نقب التربة: إن عدم إجراء هذه العملية تبقي الأرض بحالتها الأولية بعوائقها وصخورها وأعشابها وأن التربة الثقيلة لاتساعد على نفاذية المياه وخاصة مياه الأمطار وكذلك لاتساعد على امتداد الجذور ونموها أو بمعنى آخر الاستفادة من مساحة التربة بشكل اقتصادي وخاصة في حالة الزراعة على مسافات واسعة حيث يمكن أن تبقى مساحة كبيرة من التربة دون استخدام فعلي لمدة طويلة.
2- فوائد عملية النقب:
1ً– تحسين نفاذية التربة للماء حيث تساعد على امتصاص مياه الأمطار بسهولة وتخزينها في طبقات التربة الوسطى على عمق 70-90 سم وحتى 150 سم عن سطح التربة وبذلك تحتفظ التربة (وخاصة في الزراعة البعلية) بكمية كبيرة من الماء القابل للامتصاص صيفاً وذلك عند احتياج الشجر الكبير للماء.
2ً- تفكيك طبقة ماتحت التربة ودون قلبها للسطح وبذلك تحافظ التربة على ترتيب طبقاتها وهذا له أهمية كبيرة وخاصة في الأراضي المتوضعة على طبقات كلسية والتي تعتبر واسعة الانتشار بظروف القطر العربي السوري وبشكل ملحوظ في بعض مناطق التوسع الأفقي في التشجير المثمر.
3ً- إزالة الأحجار والصخور الكبيرة من التربة والتي تسبب إعاقة في انتشار المجموع الجذري للأشجار.
4ً– استئصال الحشائش العميقة الجذور أو السوق كالنجيل والرزين والسوس وغيرها.
5ً- تنشيط نمو انتشار جذور الأشجار نظراً لسهولة نموه وامتداده في التربة المنقوبة بالمقارنة مع التربة غير المنقوبة.
ب- إقامة المدارج الاستنادية: إذا كانت الأرض ذات ميول متوسطة أو شديدة فإنه يتطلب إقامة الجدر الاستنادية للمحافظة على التربة من الانجراف وخاصة في المناطق العالية والمتوسطة الأمطار وكذلك لتسهيل عمليات الخدمة الآلية، يختلف ارتفاع وسماكة الجدار الاستنادي حسب طبيعة ميل التربة وطبيعتها وعرض المدرج. غالباً ما تكون الحجارة هي المادة الرئيسية لعمل هذه الجدر والتي يجب تعميرها بشكل صحيح لتكون قوية وصامدة للتأثيرات المختلفة عليها.
الاختيار الصحيح للنوع وللصنف الملائم لظروف المنطقة:
أ- دراسة طبيعة التربة: ويشمل دراسة كل من ظروف التربة والظروف الجوية للمنطقة، قبل اختيار الأنواع والأصناف الملائمة لتربة البستان يجب دراسة العوامل الرئيسية للتربة وهي:
1- خلو التربة من المواد والتفاعلات الكيميائية غير الملائمة والمؤثرة على العمليات الحيوية للنبات.
2- مطابقة مواصفات التربة الفيزيائية والكيميائية لاحتياجات النوع والصنف المزروع.
3- دراسة خصوبة التربة.
لدراسة العوامل الثلاثة المذكورة أعلاه لابد من إجراء تحليل فيزيائية وكيميائي لتربة البستان وعلى أعماق مختلفة م التربة وذلك في أقرب مخبر لتحليل التربة لديك، ولقد أقامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي مخابر عديدة للأراضي في أنحاء مختلفة من القطر تقدم هذه الخدمات للمزارعين بأسعار رمزية.
تتلاءم أشجار الفاكهة المختلفة مع أنواع عديدة من الترب ولكن بعضها يجود ويعطي إنتاج عالي في بعضها ولايعطي مثل هذا الإنتاج في بعضها الآخر، وتصاب الأشجار المزروعة فيها ببعض الأمراض الفيزيولوجية الناتجة عن زيارة أو نقص بعض العناصر المعدنية نظراً لزيادة نسبة كربونات الكالسيوم في معظم الترب السورية وفي مناطق التشجير المثمر الحديث بشكل خاص فإننا ننبه إلى أهمية دراستها وتقدير نسبتها حيث يحدث في مثل هذه الأتربة تثبيت لكثير من العناصر الغذائية كالحديد والفوسفور حيث تظهر أعراض نقصها عادة على الأشجار النامية في مثل هذه الأراضي بالإضافة إلى ارتفاع رقم الحموضة PH وماينتج بسببه من آثار سلبية على نمو المزروعات كظهور مرض الاصفرار وغيره وهذه تسبب ضعف نمو الأشجار وانخفاض كمية الإنتاج.
وفيما يلي قائمة بالتحاليل والدراسات المطلوبة للتربة:
1- وصف موروفولوجي للتربة ويشمل دراسة: عمق التربة، نسبة الحجارة فيها، بناؤها ، لونها.
2- تحليل فيزيائي للتربة ويشمل دراسة كل من :
أ- الكثافة الحقيقية والظاهرية
ب- التحليل الميكانيكي
ج- التسرب والنفاذية (في الأراضي المروية).
د- مستوى الماء الأرضي.
3- تحليل كيميائي للتربة ويشمل تقدير نسبة كل من :
أ- المادة العضوية
ب- العناصر الرئيسية : الآزوت N ، الفوسفور P، البوتاسيومK>
ج- كربونات الكالسيوم الكلية والكلس الفعال
د- عنصر الحديد
ه- درجة PH.
و- درجة الملوحة E.C.
4- على ضوء هذه المعلومات أيضاً تقدر خصوبة التربة وتحدد كميات الأسمدة اللازمة خلال السنوات التالية.
ب- دراسة الظروف الجوية: نظراً لأهمية نوع وصنف الأشجار التي ستزرع في البساتين وخاصة في مناطق التوسع الجديدة وتأثير ذلك على مستقبل هذه الزراعة ككل فإننا نود أن نبين أن اختيار النوع والصنف الملائمين لهذه المنطقة أو تلك هي من الأمور الأكثر أهمية إذ يجب أن يتمتع الصنف بمقاومة للظروف الجوية الطبيعية وأن يكون ذو إنتاج عال نظراً للتنوع البيئي الكبير في سوريا بين مناطق الزراعة المختلفة وخاصة تنوع عوامل:
1- مستوى الارتفاع عن سطح البحر (بالمتر).
2- درجات الحرارة العظمى والصغرى خلال أشهر السنة وعدد ساعات البرودة المتوفرة في المنطقة.
3- معدلات الأمطار السنوية وفترات الهطول.
4- الرطوبة النسبية للهواء الجوي.
5- درجات التعرض للصقيع الشتوي والربيعي وتأثيراتها المختلفة على الأنواع المختلفة للأشجار.
6- شدة الرياح ومدى توفر عوامل الحماية (التضاريس ومصدات الرياح).
هذا التنوع البيئي الكبير في مناطق الزراعة اضطر وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى إقامة محطات للبحوث العلمية الزراعية في معظم المناطق البيئية الرئيسية في سوريا وأقامت مديرية البحوث العلمية الزراعية في هذه المحطات تجارب مقارنة على أهم الأنواع والأصناف النباتية لاختيار أفضلها ملاءمة لكل منطقة ، ولقد ساهمت هذه الدراسات والنتائج المتحصل عليها حتى الآن على تحسين زراعة الأشجار المثمرة في سوريا عن طريق إلغاء بعض الأصناف القديمة ذات المواصفات النوعية الرديئة وقليلة الإنتاج والتي تتعرض للإصابة بالأمراض والحشرات وأدخلت بدلاً عنها أصناف جديدة متأقلمة مع ظروفنا المحلية وتتمتع بمواصفات نوعية وتجارية عالية إضافة إلى زيادة إنتاجها كما أمكن توفير عدد كبير من الأصناف الباكورية جداً أو المتأخرة جداً في النضج مما أدى إلى إطالة موسم تواجد ثمار نوع معين بشكل طازج في السوق وحقق بذلك إمكانية الحصول على أسعار مغرية بإيجاد مثل هذه الثمار في غير مواعيدها المعتادة.
لذلك يجب على كل مزارع أن يولي هذا الموضوع أهمية خاصة وأن يقوم بمراجعة المختصين في محطات البحوث أو في المراكز الزراعية التي تتبع لها منطقته لينتقي أنواعه وأصنافه من ضمن المجموعة المختبرة في منطقته والتي تضمن الحصول على أعلى فعالية وتوافق وخاصة للأصناف التي تحتاج إلى عمليات تلقيح خلطي فيما بينها للتغلب على ظاهرة العقم الذاتي أو الجزئي فيها. ومما يجدر الإشارة إليه هنا إلى أن بعض المزارعين يقومون بزراعة بعض الأصناف غير المختبرة والتي تصل إليها بوسائط مختلفة. إن مثل هذه الزراعة يمكن أن تؤدي إلى خسائر جسيمة في المستقبل حيث أن الخطأ باختيار الصنف في البستان لايمكن إصلاحه طالما بقيت هذه الأشجار في الأرض وإن قلع الأشجار بعد سنوات من زراعتها معناه خسارة لجميع التكاليف التي صرفت وهدر زمن لايعوض.
أهمية مصدات الرياح والأضرار الناتجة عن عدم وجودها:
لقد أصبحت أهمية وجود معدات الرياح حول البساتين المثمرة واضحة لدى الكثير من المزارعين، فأقبلوا على زراعتها حتى يؤمنوا لبساتينهم الحماية اللازمة من تأثيرات الرياح الفيزيولوجية والميكانيكية وكان لابد لنا هنا من ذكر أهمية زراعة مصدات الرياح حيث تهب الرياح في القطر السوري من جميع الاتجاهات وبسرعات مختلفة معظم أيام السنة ولكن الرياح قد تشتد وتصل إلى الدرجات الضارة للأشجار المثمرة خلال فترات محددة في بعض المناطق وتسبب لها أضراراً مختلفة حسب موعدها وشدتها ولذلك كان لابد من إقامة مصدات الرياح حول البساتين مع مراعاة الشكل المغلق لها وذلك قبل زراعة البستان بالغراس المثمرة لسنة أو سنتين على الاقل حتى تحميها من أضرار الرياح الرئيسية التالية:
1- ضرر الرياح الميكانيكي: يسبب تكسر الأغصان أو كسر جذوع الأشجار وفي بعض الأحيان اقتلاع الأشجار من جذورها بالكامل كما تسبب الرياح في تساقط الأزهار والثمار بعد عقدها أو قبيل نضجها مما ينتج عنه خسائر كبيرة تكمن في تعويض هذه الأضرار سواء من حيث القيمة أو من حيث الزمن.
2- ضرر الرياح الفيزيولوجي: ينتج هذا الضرر نتيجة لزيادة نتح الماء من الأوراق تحت تأثير شدة الرياح مما ينتج عنه عدم مقدرة الشجرة على تأمين الماء اللازم لبقية الأعضاء في الشجرة وخاصة الثمار مما يؤدي إلى تساقط نسبة كبيرة من الثمار، كما أن الرياح الساخنة تسبب في ضمور الثمار حيث لاتصل الثمار إلى حجمها الطبيعي، كما أن الرياح الشديدة المترافقة مع انخفاض درجات الحرارة تسبب أضراراً كبيرة للأزهار والعقد.
لذلك وجب حماية البستان بأشجار المصدات واختيار الأنواع الملائمة للمنطقة ومسافة الزراعة.
وفيما يلي أهم النقاط الواجب مراعاتها عند زراعة مصدات الرياح:
أ- أن تكون أشجار المصد من النوع المستديم الخضرة، جيدة التفرع، ذات خشب متين.
ب- يجب ترك مسافة مناسبة بين أشجار مصدات الرياح وبين الغراس المثمرة لاتقل عن 4 م وذلك لتقليل تشابك الجذور وتقليل مشاركتها بالمواد الغذائية وكذلك مسافة الزراعة.
ج- يجب زراعة أكثر من صف واحد من أشجار مصدات الرياح على طول وعرض البستان وتختلف المسافة بين صفوف أشجار مصدات الرياح حسب نوع المصد وسرعة الرياح في المنطقة وطبيعة تضاريس الأرض، وبشكل عام يمكن القول أن هذه المسافة تتعلق بارتفاع شجرة المصد المستخدم وأن ذلك يتراوح من 10-20 مرة ارتفاع شجرة المصد فلو فرضنا أن هذا الارتفاع يساوي 20 م فإن المسافة بين صفوف المصدات يجب أن تتراوح مابين 200-400 متر ، ونظراً لاختلاف المناطق البيئية في القطر العربي السوري بشكل كبير فإن يجب إدخال عوامل تصحيح لهذه المسافة وللمسافة بين الشجرة والأخرى ضمن الخط الواحد تتعلق بشدة الرياح، درات الحرارة الدنيا، درجات الصقيع الشتوي والربيعي.
وينصح في هذا المجال بالرجوع إلى المختصين أو بالاطلاع على النشرات الإرشادية المتخصصة في هذا المجال للتعرف إلى أفضل المسافات ونوع أشجار المصد المقترح لكل منطقة بيئية حتى يمكن إقامة مصدات رياح فعالة تفي بالغرض الذي أنشئت من أجله.
العمليات الأساسية الواجب اتباعها للزراعة والخدمة الصحيحة للبساتين والأخطاء الشائعة فيها:
1- في عمليات استلام الغراس ونقلها: قبل استلام الغراس وبعد أن تكون قد حددت الأنواع والأصناف المطلوبة وعددها حسب المساحة ومسافة الزراعة وبعد أن تكون قد نقبت الأرض وتمت تسويتها وتخطيطها وحفر الجور حسب المخطط المقترح، قم باستلام غراسك من أقرب مركز زراعي ويجب أن يتم نقل الغراس في سيارة مغلقة وأن تلف جذور الغراس العارية بأكياس من الخيش مبللة بالماء إذا كانت المسافة قصيرة أما إذا كانت المسافة طويلة ولمدة أكثر من يوم فإنه يجب وضع جذور الغراس في أكياس بعد وضع نشارة الخشب المبللة بالماء في قاعدة الكيس 1/3 حجم الكيس وذلك للمحافظة على الغراس وحمايتها من الجفاف والموت.
إذا صادف وصول الغراس إلى البستان وكان الجو مساعداً على الزراعة وزع الغراس على الجور وقم بزراعتها مباشرة، وإذا تأخر موعد الزراعة وهو الغالب فإنه يجب أن تطمر الغراس في خندق يحفر خصيصاً لذلك ثم يردم التراب على الجذور وتروى الغراس مباشرة ويمكن بذلك المحافظة على سلامة الغراس حتى تتوفر الظروف المناسبة للزراعة.
2- في عمليات زراعة الغراس:
أ- اختر الغراس الجيدة ذات المجموع الجذري الجيد وتأكد من وجود الشعيرات الجذرية الماصة على الجذور الهيكلية واستبعد الغراس عديمة الجذور.
ب- إذا كانت الغراس المستلمة غير مقلمة (وهو الشائع) فيجب تقليمها بعد الزراعة مباشرة وعلى ارتفاع من 60-90 سم وذلك حسب النوع وطريقة التربية المتبعة والمنطقة.
ج- يجب تقليم الجذور المجروحة والمهشمة وذلك حتى لاتكون عرضة للتعفن والموت.
د- راع عند زراعة الغراس أن تكون جذورها في وضع مريح في الجورة ثم اكبس التراب جيداً حول الجذور حتى لاتترك فراغاً حولها قد يسبب جفافها كما يجب عدم إعادة الأجزاء غير الملائمة من تراب الجورة للجورة.
ه- قم بري الغراس مباشرة بعد زراعتها إلا إذا صادف سقوط أمطار غزيرة بعد إجراء عملية الزراعة.
و- في حال ميل الغراس المزروعة وخاصة بعد إجراء عملية الري يجب أن تعدل ثانية إلى الوضع العمودي ويثبت ماحولها من تراب، وقد تحتاج بعض الغراس إلى دعائم لتستند عليها حتى لاتميل بتأثير الرياح الشكل رقم (1).
ز- لاحظ بعد الانتهاء من عملية الزراعة والري أن يبقى مكان الطعم فوق سطح التربة بـ15 سم (شكل رقم 2) وأن أهمية ذلك تعود إلى تمييز الأفرع الناتجة عن الطعم عن الفروع التي تخرج من الأصل البذري حيث يجب إزالة الأخيرة بقصها من أصلها.
ح- إن موعد الزراعة مهم لنجاح عملية الزراعة وخاصة في المناطق البعلية وأعلم أن تأخير زراعتك البعلية للغراس سوف تسبب لك فقد نسبة كبيرة من الغراس وكلما كان موعد الزراعة أبكر كلما كانت نسبة النجاح أعلى.
3- في عملية التربية والتقليم:
تربية وتقليم الأشجار المثمرة علم يعتمد على أسس واضحة لكل نوع فمن الواجب دراسته وتفهمه والتدريب عليه قبل الإقدام على تنفيذه.
إن الهدف من التربية التقليم هو الحصول على أشجار قوية متناسقة يتخللها الضوء بسهولة ذات سطح مثمر جيد ومتوزع على جميع أنحاء الشجرة، وأن تكون الشجرة ذات ارتفاع متوسط تسهل معه تنفيذ عمليات الخدمة المختلفة وخاصة عملية القطاف.
ليس كل من ادعى نفسه مقلماً وحمل بيده مقص التقليم مقلماً، فكثيراً من الأخطاء الملاحظة في البساتين سببها جهل بعض هؤلاء الناس بأبسط قواعد التقليم وعدم معرفتهم بطبيعة الأعضاء المثمرة حسب الأنواع فتراهم غالباً مايزيلون الفريعات المثمرة الرفيعة المتوضعة على الأغصان والتي تحمل قسماً من الثمار إضافة إلى إجراء عملية تقليم جائر للأشجار مما يؤدي إلى الإخلال بطبيعة الشجرة البيولوجية وبالتالي فقد مايزيد عن ربع إلى ثلث وحتى إلى نصف المحصول حسب شدة التقليم إضافة إلى الأضرار الناتجة عن الاختلال في ميزان الإنتاج في الشجرة أي التوازن بين النمو الخضري والإثمار والذي يختل لمدة أقلها سنتان.
لذلك يجب الاعتماد على عمال مهرة مدربين مهنياً جيداً وذلك لتفادي الأضرار الكبيرة الناجمة عن التقليم الخاطئ.
وفيما يلي بعض الملاحظات الواجب مراعاتها أثناء تشكيل وتقليم الأشجار:
أ- قلم الغراس بعد زراعتها مباشرة على الارتفاع المطلوب (حسب النوع والصنف والمنطقة وطريقة التربية) بهدف تحقيق التوازن مابين المجموع الخضري والجذري وبذلك نحقق نسبة نجاح أعلى للغراس خلال فصل النمو التالي.
ب- اختر الأفرع الرئيسية أو الهيكلية للشجرة (من 3-5) بحيث تكون موزعة توزيعاً حلزونياً حول الساق الرئيسي أي يجب أن لاتكون خارجة من نقطة واحدة.
ج- أن تكون زاوية توضع هذه الأفرع بحدود 45° وأن الأفرع التي تكون بزوايا حادة أو منفرجة غالباً ماتنكسر في المستقبل نتيجة لضعف منطقة اتصالها بالساق الرئيسية.
والشكل رقم 3 يبين آثاراختيار الأفرع الموضعة بشكل غير ملائم (من نقطة واحدة) أما الشكل رقم 4 يبين زوايا تشكل الأفرع المختلفة.
وإن مثل هذه الأفرع يجب أن تزال منذ البداية أو أن يعدل وضعها وذلك بوضع قطعة خشبية (شعب ) بينها بحيث توسع زاوية الاتصال في فترة ما قبل التخشب وبذلك يمكن تحاشي كسر الفرع بالمستقبل وكذلك نبتعد عن كثافة الشجرة وتظليلها.
د- عند دخول الأشجار بمرحلة الحمل الاقتصادي فإن عملية التقليم حسب النوع تكون بهدف الحصول على طرود خضرية تعطي فيما بعد معظم أشكال الأعضاء المثمرة لذلك يجب أن يكون التقليم تقليم خفيف بسيط يشجع على تكوين الخشب الجديد وعملية تهذيب وإزالة الأفرع المكسورة واليابسة والمصابة والعمل على تقليل كثافة قلب الشجرة بإزالة الأفرع المظللة والكثيفة مع مراعاة الابتعاد عن التقليم الجائر.
ه- الجروح الكبيرة الناتجة عن تقليم الأفرع الكبيرة (المزاحمة، اليابسة ، المكسورة) لاتندمل بسهولة وبسرعة ولذلك يجب تغطيتها بمادة الماستيك حتى لاتكون سبباً لإصابة الأشجار ببعض الآفات من هذه النقاط الضعيفة.
و- يجب جمع نواتج التقليم وإبعاده عن البستان وحرقه في حالة وجود إصابات مرضية أو حشرية.
ز- شدة التقليم أو ماهو مقدار القص السنوي للأفرع، إن هذا الموضوع من المواضيع الهامة في هذا المجال ويختلف باختلاف الأنواع والأصناف وبشكل عام يمكننا القول هنا كقاعدة عامة: كلما كان نمو الشجرة قوياً كلما كان التقليم خفيفاً، وكلما كان نمو الشجرة ضعيفاً كلما كان التقليم شديداً (لتجديد حيويتها).
ح- مواعيد التقليم: تقلم الأشجار عادة قبيل مرحلة انتفاخ البراعم وإن التقليم بعد هذا التاريخ يسبب في فقد نسبة كبيرة من المواد الغذائية المخزنة، في حالة الخوف من عدم إتمام هذه العملية نظراً لضيق الوقت وعدم توفر مقلمين مهرة يمكن التبكير قليلاً في إجراء هذه العملية إذا ساعدت الظروف الجوية بذلك وإذا لم يكن هناك خوف من أضرار الصقيع الشتوي.
4- في عمليات الري:
أ- في البساتين المؤسسة بعلاً: كثيرا ما يزداد الفقد (موت الغراس) في البساتين المزروعة بعلاً بسبب إهمال عمليات الري بعد الزراعة بشكل أساسي ثم عدم إجراء عدد من الريات (من 2-5) ريات خلال موسم الصيف وذلك في السنتين الأوليتين من الزراعة ويتوقف عدد الريات حسب النوع المزروع والمنطقة فتزداد عدد الريات لأنواع التفاحيات وبعض أنواع اللوزيات وتقل بالنسبة لأنواع الفستق الحلبي واللوز والكرمة والتين في حالة قلة المياه المتوفرة أو صعوبة تنفيذ هذه العملية أما بالنسبة لظروف المناطق فيمكن تقليل عدد الريات في المناطق ذات معدلات الأمطار 400 مم فأكثر أو في حالة هطول أمطار ربيعية متأخرة. إن أهمية هذه العملية ترجع إلى أنها تمكن الغراس الصغيرة ذات الجذور السطحية والتي لم تتعمق جذورها بعد من الامتداد والتعمق في التربة وتمكنها من تحمل موسم جفاف يمتد في ظروف سوريا من شهر أيار وحتى أواخر أيلول أن تنفيذ عمليات الري هذه تمكن المزارع من الحفاظ على غراسه من الموت ورفع نسبة الناجح منها إلى 100% وبذلك يحصل مستقبلاً على بستان متجانس في العمر وبقوة واحدة تدخل أشجاره جميعها في الحمل بعمر واحد.
ب- في البساتين المروية: إن أهمية الماء معروفة للجميع وإن أهم مافي الأمر هنا هو تقديم الماء للأشجار بالكميات اللازمة ومن الوقت الضروري. ومن الملاحظ في أغلب البساتين المروية أن المزارعين يكثرون من عدد السقايات ويضيقون الفترات الزمنية بين الرية والأخرى من 7-10 أيام حتى لوكانت كميات الماء المتوفرة لديهم قليلة جداً، إن اتباع هذا الأسلوب يؤدي إلى الإضرار في الإنتاج إذ أنه ذلك يؤدي إلى تبخر قسم كبير من الماء والقليل منه فقط ينفذ إلى الطبقة التي تنتشر فيها أكبر نسبة من الجذور والمواد الغذائية.
لذلك كان لابد من دراسة ظروف التربة (كما ذكرنا سابقاً) ومعرفة كميات الماء المتوفرة في المزرعة وفي أشد أشهر السنة احتياجاً ثم على أساس المقنن المائي اللازم لكل نوع وحسب طريقة الري المتبعة تعطي الأشجار الكميات المطلوبة وبالشكل الذي تؤمن أكبر فعالية ممكنة لاستخدام المياه.
أخذت تنتشر في الفترات الأخيرة طرق الري الحديثة التي تعتمد أساساً على استخدام أفضل لكميات مياه الري وتوزيعها على أكبر مساحة ممكنة من الأرض عن طريق تقليل الفاقد منها وخاصة من المناطق ذات المياه القليلة ومن هذه الطرق طريقة الري بالتنقيط.
5- في عمليات الفلاحة في الزراعة المروية والبعلية:
الفلاحات وأهميتها في الحفاظ على رطوبة التربة معروفة للجميع وكذلك أهميتها في القضاء على الحشائش.
إن البساتين المثمرة بحاجة إلى 3 فلاحات سنوية على الأقل الأولى خريفية قبل حلول موسم الأمطار والثانية ربيعية والثالثة في منتصف الصيف تقريباً. ويجب أن تزداد هذه الفلاحات في الزراعة البعلية حتى نتمكن بشكل أفضل من الحفاظ على رطوبة التربة وتكسير الشقوق التي تحصل في التربة نتيجة تبخر مياه التربة الجوفية عن طريق ظاهرة الأنابيب الشعرية المتكونة.
إن عدم تنفيذ هذه العملية بالشكل الصحيح وبالحد الأدنى يسبب فقد رطوبة التربة بفترة وجيزة بعد انقضاء موسم الأمطار مما يؤدي إلى ظهور علائم العطش على الأشجار كضعف النمو وكرمشة الثمار وصغر حجمها، كما أن أضرار العطش تظهر على الأشجار حتى في السنوات التالية.
6- في عملية وضع برنامج التسميد الصحيح: إن لكل بستان ظروفه الخاصة المتعلقة بعوامل عديدة أهمها عامل المناخ، الصخر الأم، العامل الطبوغرافي، الكائنات الحية والنباتات النامية عليها وعمر التربة وغيرها لذلك فإن البساتين ذات احتياجات مختلفة من الأسمدة لذلك وجب إجراء تحليل فيزيائي وكيميائي لتربة البستان ثم على أساس معطيات هذا التحليل وحسب نوع الأشجار المزروعة يوضع برنامج التسميد المناسب.
الفوضى في التسميد هي أحد الأسباب الهامة لتدني الإنتاج فهناك من يستخدم بعض أنواع الأسمدة في غير مواعيدها ومنهم من يسمد قبل الإزهار بمدة طويلة والبعض يضيف الأسمدة بعد عقد الثمار عند السقاية الأولى والبعض الآخر يبالغ بإضافة الأسمدة بكثرة كل سنة وغيرهم لايعطي مافيه الكفاية وهكذا.
إن أهمية التسميد وكميته وأنواعه المضافة تتعلق بشكل أساسي بنوع الأشجار المزروعة ومدى استجابتها لهذه الكميات وأنواعها, إن الكثير من الأشجار بحاجة إلى كميات معينة من نوع محدد من الأسمدة لزيادة الإنتاج وتخص بالذكر هنا الآزوت ومواعيد إضافته لأن له صلة وثيقة بنسبة العقد في الإزهار في الربيع وزيادة الإنتاج وجودته إذ أن زيادة نسبة الآزوت تسبب انخفاض في جودة ونوعية الثمار وخاصة الثمار المعدة للنقل والتخزين الطويل.
وفيما يلي بعض الملاحظات الرئيسية لاستخدام الأسمدة:
- عند التحضير لزراعة الغراس المثمرة توضع كمية مناسبة من السماد العضوي المتخمر (سماد الأساس) وتخلط مع التراب الذي سيضاف الحفرة أو تضاف الأسمدة العضوية نثراً على كامل الأرض وخاصة في الأراضي المستصلحة حديثاً يهدف رفع نسبة خصوبتها. يتم إضافة الأسمدة الآزوتية للبساتين المثمرة المزروعة بعلاً دفعة واحدة في حلقة أو نثراً وذلك بدءً من شهر شباط (في نهاية فصل الشتاء) وبحيث يسقط المطر مرة أو مرتين بعد ذلك حتى يتم ذوبان السماد. وعموماً تضاف الأسمدة الآزوتية في بساتين اللوزيات والكرمة المروية على دفعتين دفعة أولى قبل انتقاخ البراعم ودفعة ثانية في نهاية شهر أيار تقريباً . أما في بساتين التفاحيات والحمضيات فيمكن أن تضاف على ثلاث دفعات الدفعة الأولى الثانية كما سبق أما الدفعة الثالثة فتكون في النصف الأول من شهر آب.
- إن كميات الأسمدة المضافة لكل نوع تتعلق كما ذكرنا بطبيعة التربة ولكن مما يجب ذكره هنا أن كميات الأسمدة يجب أن تزداد مع ازدياد عمر الأشجار حتى الوصول إلى أكبر كمية من الأسمدة تتناسب مع ازدياد إنتاج الأشجار.
7- في عمليات مكافحة الأمراض والحشرات:
تتعرض معظم الأشجار المثمرة للإصابة بآفات مختلفة تسبب موت الأشجار فيما لولم تتخذ إجراءات المكافحة الضرورية وتؤدي هذه الإصابات إلى نقص واضح في المحصول وانخفاض كبير في نوعية الثمار وبالتالي قيمها التسويقية.
إن من أهم مايجب مراعاته عند مكافحة الأمراض والحشرات في البستان هو وضع برنامج مشترك وعام لمكافحة الآفات المحتمل ظهورها والتي عادة تكون منتشرة ومعروفة في المنطقة ومراعاة المواعيد المتوافقة مع أطوار نمو هذه الآفات ويجب أن يكون معلوماً أن الرش قبل أو بعد هذه الأطوار لايعطي النتيجة المرجوة منه كما يجب استخدام المبيدات بالتراكيز الموصى بها لكل مبيد بدقة فائقة وعدم التساهل في ذلك حيث كثيراً ما يؤدي استخدام تركيزات أقل إلى عدم فعالية هذا المبيد كما أن استخدام تراكيز أعلى قد يسبب أضراراًٍ كبيرة للأشجار خصوصاً للأوراق الخضراء.
ونظراً لتنوع الإصابات الحشرية والمرضية على الأشجار حسب النوع والصنف والمنطقة فإن على كل مزارع أن يراجع المشرفين الزراعيين لديه للتعرف على نوع الإصابة لديه وتحديد برنامج المكافحة وتنفيذه في المواعيد المحددة حسب منطقته، كما يجب على جميع المزارعين بالمنطقة المكافحة الجماعية حيث أن ترك بستان ما بدون مكافحة يسبب انتشار الآفات من جديد للبساتين المجاورة.
وفيما يلي بعض الأمور الأساسية الواجب مراعاتها:
1- زراعة الغراس المثمرة السليمة من الأمراض والحشرات واستبعاد المصاب منها أو المشكوك فيها وإعدامها حيث أن زراعة مثل هذه الغراس تسبب في تلوث أرض البستان وتنشر هذه الآفات في المنطقة.
2- انتقاء الأصناف التي يعرف عنها مقاومتها لمرض أو حشرة معينة منتشرة في المنطقة.
3- التخلص من الأفرع المصابة بتقليمها وحرقها.
4- جميع نواتج التقليم الشتوي وإبعادها عن البستان.
5- مراعاة رش الأشجار بشكل فعال أي استخدام مرشات ذات ضغط مرتفع وايصال مواد المكافحة إلى جميع أجزاء الشجرة وبللها بشكل جيد.
8- في عملية قطف الثمار والمشاكل المتعلقة بها:
تزداد المساحة الزراعية بالأشجار المثمرة سنة بعد أخرى كما تدخل سنوياً أشجاراً حديثة في الإثمار وبذلك يزداد الطلب على اليد العاملة للقطاف ونظر الكون هذه العملية موسمية فإنه لايمكن تفريغ عمال خاصين لهذه العملية ومن هنا نشأت صعوبة إيجاد العامل اللازمين للقطاف، وخاصة العمال المهرة وقد أصبحت عملية القطاف من العوامل المحددة في بعض الأحيان لزراعة بعض أنواع الأشجار المثمرة.
إن الاعتماد على العمال الذين لاخبرة لهم والذين لايقدرون قيمة البراعم والأغصان الصغيرة التي يقطعونها عند قطف الثمار والتي بسببها ينخفض الإنتاج في المواسم التالية لذلك يجب على كل مزارع أن يستخدم العمال الموثوقين وذلك بعد إرشادهم للطريقة الصحيحة لعملية القطاف وتزويدهم بالمعدات التي تسهل عليهم هذه العملية كإمدادهم بقفازات قطنية خاصة والمقصات اللازمة والحقائب الخاصة والتي يمكن أن تعلق على أكتافهم أو على سلالم الجمع المزدوجة أو المحمولة ذلك بهدف تسهيل عملية القطاف من الشجرة وإيصال الثمار إلى الصناديق النهائية بأحسن صورة.
إن إطالة فترة القطاف لنوع معين أو لصنف محدد في بستان واحد يؤدي إلى أن الثمار المقطوفة مبكراً وقبل وصول الثمار إلى طور نضجها المثالي أو البستاني يؤدي إلى انخفاض كبير في نوعية الثمار كما أن تأخير عملية القطاف تسبب في تساقط نسبة كبيرة من الثمار أو تلف نسبة عالية منها وخاصة في حالة الثمار الرهيفة.
إن أهم مايجب مراعاته أثناء قطف الثمار يدوياً للثمار الغضة هو عدم شد الثمرة بقوة لأن منطقة عنق الثمرة رهيفة ويسهل دخول جراثيم الفطريات منها عند جرحها حيث يلاحظ غالباً أن مكان الإصابة تبدأ من منطقة اتصال العنق بالثمرة.
ونبين فيما يلي بعض النماذج من الأدوات والمعدات المستخدمة في عملية جمع الثمار:
- يجب التحذير من أنه لايزال قسماً من الناس يستخدمون طريقة القطاف باستخدام العصا وخاصة على محصول الزيتون أن لهذه الطريقة عيوب عديدة وهي تكسير الأغصان ، سقوط الأوراق ، كسر الفروع الحديثة التي ستحمل المحصول في السنة التالية ، تجريح ثمار الزيتون الذي ينشأ عنه تخمرات عديدة تعطي الزيت المستحصل عليه صفات رديئة وبالتالي تزيد من حموضته وقد ألغيت هذه الطريقة في بعض البلدان المنتجة للزيتون بحكم القانون.
- بعد إجراء عملية القطاف المباشر من الحقل يجب أن تجري للثمار عملية فرز أولى في الحقل وفي مكان مظلل ثم ترسل مباشرة للسوق المحلة لاستهلاكها أما إذا كانت الثمار المقطوفة معدة للتخزين فيجب أن توضع في مكان مظلل ريثما يتم نقلها وبأسرع وقت ممكن إلى البرادات وإن إطالة فترة وجودها بالحقل دون نقلها يقلل من مدة حفظها بالبرادات.
- يجب مراعاة تكون الصناديق الخشبية والتي ستعبأ بها الثمار ذات سماكات متناسبة مع نوع الثمار كما يجب أن تكون خالية من البروزات الحادة التي تسبب خدش الثمار ويفضل تبطينها بالورق ومراعاة عدم ملء هذه الأوعية إلى حوافها بل تترك ناقصة بعض الشيء حتى لاتخدش الثمار عند وضع الصناديق بعضها فوق بعض. وهناك عبوات خاصة لكل نوع من الثمار وخاصة للثمار الرهيفة كالفريز وغيرها.
- تجري حالياً بعض الدراسات لإدخال عملية القطاف الآلي وخاصة لثمار الزيتون والتي تعتمد على عملية هز جذع الشجرة جمع الثمار الناتجة على شبكات خاصة وذلك بهدف التغلب على صعوبات القطاف اليدوي وارتفاع تكاليفه ولازالت التجارب المحلية مستمرة للتوصل إلى أفضل طرق لاستخدام هذه الآلة.