رابعاً: مرض المالسيكو على الحمضيات:مقدمة: المالسيكو كلمة إيطالية تعني جفاف الأفرع. ومرض المالسيكو فطري وعانى كشف لأول مرة في جزيرة سيسلي بإيطاليا عام 1918 ثم درس المرض من قبل الباحث اليوناني Ruggieri لأول مرة في اليونان عام 1931.
انتشر المرض بعد ذلك في دول البحر المتوسط وأمريكا الجنوبية وتطورت دراسة المرض في كثير من الدول التي انتشر فيها ويكاد يصبح المرض وباءً حقيقياً حيث أصبح العامل المحدد لزراعة أصناف الليمون الحامض بعد أن قضى تماماً على جميع أشجار الأصناف الحساسة المزروعة.
العامل المسبب: Phoma tracheiphila من صنف الفطريات الناقصة يتصف هذا المرض بقدرة جراثيمه على الإنبات في ظروف جوية قاسية حيث تعتبر درجة الحرارة من 5-30م° مجالاً واسعاً لنشاطه غير أن الدرجة المثلى لنشاطه هي الدرجة من (20-22) م° والرطوبة النسبية بين 60-90%.
أعراض المرض:يهاجم الفطر الأفرع الغضة أو النموات الحديثة حيث تنبت جراثيمه عند توفر الظروف المناسبة ويدخل الميسليوم إلى نسيج الخشب ويتغذى على محتويات الأوعية الخشبية (الكامبيوم) فتظهر أعراض الإصابة وقد يهاجم الفطر المجموع الجذري ويدخل إلى كامبيوم الخشب في الجذور الكبيرة وتظهر أعراضه بسرعة وتموت الشجرة خلال فترة قصيرة وفي كلا الحالتين تظهر الأعراض كما يلي:
1- اصفرار الأوراق الطرفية للأفرع الغضة والنموات الحديثة
2- سقوط الورقة من نقطة اتصال نصل الورقة مع معلاقها
3- يباس قمة الأفرع ثم الموت التدريجي للفرع المصاب
4- عند عمل مقطع عرضي في نسيج الخشب المصاب يظهر تلون برتقالي هو عبارة عن مفرزات الفطر المسماة توكسينات.
5- مع تقدم الإصابة يموت جزء من الشجرة ثم موتها بالكامل.
العوامل المساعدة على حدوث المرض:1-
حساسية الأصناف والأصول المزروعة: حيث تتفاوت درجة التحمل والحساسية من صنف لآخر، ومن أصل لآخر، وحالياً تبدو أصناف الحامض: (موناكللو – انتردوناتو – ماير) أكثر تحملاً من أصناف ( الفيمنللو – اليوريكا – ليسبون) ويعتبر الأصل (ايتشنك – سياميلو – سيترومون) أكثر تحملاً من ( فولكامريانا – راف ليمون – رانجبو لايم) . حتى الآن لم توجد صفة المقاومة المطلقة للمرض في أي صنف أو أصل على الإطلاق فالعدوى الطبيعية بمرض المالسيكو تتعرض لها جميع أصناف الحمضيات بما فيها البرتقالي والكريفون واليوسفي ويصاب بعض الأصناف منها في حين غالبية أصناف الحامض تتعرض للإصابة بسرعة. في ظروف العدوى الصناعية للأصناف الأكثر تحملاً للمرض تظهر عليها الأعراض ( العدوى الصناعية تتم بحقن الشجرة السليمة بمعلق من جراثيم الفطر بتركيز واحد مليون جرثومة في واحد ميللتر ماء). الأصناف الحساسة تموت بسرعة والأصناف المتحملة يتطور المرض فيها ببطء وتموت الشجرة بعد فترة أطول.
2-
الظروف الجوية السائدة : وتشمل :
أ- المطر وحبات البرد : تؤمن الرطوبة المناسبة لإنبات الجراثيم إضافة لسقوط الأوراق وحدوث الجروح
ب- تؤثر الرياح على حدوث مرض المالسيكو بشكل مباشر لأنها تسبب احتكاك الأفرع ببعضها وحدوث الجروح مما يسمح للفطر بالدخول إلى الخشب بسهولة.
3-
عمليات الخدمة الزراعية:أ- التقليم: يؤثر بشكل مباشر على حدوث الإصابة خاصة إذا تم في فترة الخريف والشتاء وعدم دهن مكان الجروح أو الرش بالمطهرات الفطرية بعد نهاية عملية التقليم.
ب-التسميد: زيادة التسميد الآزوتي يزيد من النموات الغضة وهذا ما يشجع الإصابة.
ت-الري: زيادة كمية المياه وتقارب مواعيد الري يزيد من النموات الحديثة والغضة، وهذا يشجع الإصابة.
السيطرة على المرض:1- الوقاية:أ- زراعة أصناف مطعمة على أصول متحملة
ب-التوازن في التسميد الكيماوي والري
ت-الاعتماد على مصدات الرياح في حماية الليمون من أثر الرياح والبرد.
ث-استئصال بؤر الإصابة وذلك بتقليم الأفرع المصابة من النقطة السليمة وحرقها ومنع انتشار العدوى.
ج- رش أشجار الليمون بالمطهرات الفطرية اعتباراً من تشرين الثاني ولغاية آذار بمعدل مرة كل شهر وذلك بغرض قتل جراثيم الفطر المتوضعة على سطح النبات قبل إنباتها وإحداث الإصابة.
2- العلاج:أ- لاتوجد حتى الآن مبيدات فطرية جهازية لها القدرة على قتل ميسليوم الفطر وهو متوضع في نسيج الخشب وذلك بسبب مفرزات الفطر (توكسينات) تمنع وصول المبيد.
ب- اعتماد الأسلوب الوقائي المبين أعلاه وهو معتمد من قبل معظم الدول التي ينتشر بها المرض.
خامساً : أهم الأمراض البكتيرية على الحمضيات:1- التقرح البكتيري على الحمضيات Citrus Canker:يعتبر هذا المرض من أخطر الأمراض على الحمضيات والمعروفة حتى الآن ويرجع ذلك إلى طبيعة النوع والسلالة المسببة للمرض وإلى سلوكها في إحداث المرض وظهور الأعراض.
لمحة تاريخية عن المرض:من المحتمل أن مرض التقرح البكتيري قد نشأ في جنوب شرق آسيا حيث ظهر لأول مرة في الصين عام 1865 م ، ثم انتشر إلى اليابان وأفريقيا وأستراليا والقارة الهندية وجزر المحيط الهادي وجنوب الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية وشبه الجزيرة العربية.
في عام 1914 لوحظت إصابات شديدة بالتقرح البكتيري على الحمضيات في الفيليبين وفي عام 1933 وجد فاوست تقرحات على أوراق الحمضيات في شمال غرب الهند.
العامل المسبب: هو بكتيريا من نوع Xeanthomonas Citri .
الأعراض:تصيب البكتيريا أي جزء من شجرة الحمضيات فوق سطح التربة، فعلى الأوراق تظهر الأعراض بشكل بقع مستديرة صغيرة مائية شفافة بلون أخضر وكلما تقدم المرض تغير لون البقع إلى الأصفر أو الأبيض وتكون ذات حواف زيتية لامعة ومع نهاية تطور الإصابة نتفجر البقع وتظهر ممتلئة بنموات متضخمة اسفنجية لونها أصفر بصورة حلقات متحدة المركز تشبه فوهة البركان. أما على الثمار فتكون التقرحات مماثلة لتلك التي على الأوراق إلا أن الهالة الصفراء غير واضحة والحلقة المركزية التي تشبه فوه البركان أكثر وضوحاً على الثمار منها على الأوراق ولهذه الأعراض علاقة مباشرة بالمسبب ، فالبكتيريا المسببة عصوية الشكل سالبة الغرام متحركة هدبية ( لها هدب واحد) ، يوجد منها عدة سلالات:
1- السلالة أ : وهي السلالة الآسيوية وتصيب بشكل أساسي الجريب فروت والبرتقال ثلاثي الأوراق واللايم – الزفير – الليمون.
2- السلالة ب: وتصيب الليمون في الأرجنتين والأوروغواي وكذلك اللايم المكسيكي والحلو والكباد وأحياناً اليوسفي.
3- السلالة ج : وتصيب فقط اللايم المكسيكي في البرازيل.
دورة المرض:تتم العدوى بانتقال البكتيريا X.citri من الأجزاء المصابة إلى السليمة في العائل من خلال الفتحات الطبيعية على سطح النبات وكذلك من خلال الجروح ثم تتكاثر في المسافات بين الخلايا ثم عند انفجار القرحة تنتشر وتتطاير مع الريح والأمطار والحشرات والإنسان لتصيب أشجار أخرى.
لقد وجد Petlier عام 1920 أن لدرجة الحرارة مابين 20-30م° مع توفر الرطوبة ولمدة 20 دقيقة على سطح النسيج النباتي عوامل أساسية لحدوث الإصابة وانتشار العدوى.
السيطرة على المرض:إن الوقاية من الأمراض البكتيرية خير من العلاج وبما أن هذا المرض غير موجود في سوريا فإن أول مايجب القيام به للحد من انتشار المرض في سوريا هو تطبيق حجر زراعي فعالي يقضي بعدم دخول أي مادة نباتية ملوثة بهذه البكتريا كالشتول والثمار والطعوم. وفي حالة ظهور أعراض المرض فإن الطريقة الوحيدة الناجحة للقضاء على المرض هي قلع الأشجار المصابة وحرقها ثم البحث والتفتيش عن إصابات أخرى وحرقها أيضاً.
الاخضرار Greening: هذا المرض غير معروف في سوريا حالياً إلا أنه وصل إلى السعودية، إن الدراسات القديمة أشارت إلى أن المسبب هو فيروس إلا أن الدراسات الحديثة أثبتت أنه بكتيريا ، وقد سجل المرض لأول مرة عام 1928 ومنذ عام 1958 بدأت تظهر آثاره التدميرية على البرتقال والسانزوما والمندرين والجريب فروت.
ويبدو الآن أن النماذج التالية:
في الهند Citrus Dieback
في تايوان Likubin
في الفيليبين Leafmottle
وربما للنموذج Veim phloem degeneration في أندونيسيا
وجميعها مرضية مشابهة للاخضرار أو أنها أشكال لنفس المرض.
الأعراض:في الإصابات الشديدة تبدو الأشجار متقزمة، ضعيفة ، متناثرة الأوراق ومعظم الأشجار تعطي ثماراً خضراء عديمة القيمة، المجموع الجذري ضعيف والشعيرات الماصة قليلة، ويظهر على الأوراق شحوي يخضوري مميز باصفرار شاذ غير منتظم على طول العرق الوسطي والعروق الرئيسية وأكثر ماتشاهد هذه الأعراض على الأوراق القديمة البعيدة عن القمم النامية والموجودة داخل الشجرة، والتغيرات الحرارة لها تأثير كبير على شدة الإصابة لذا فإن الأعراض تظهر بشكل أوضح في الفترات الباردة.
أما الثمار على الأشجار المصابة فتكون أصغر من مثيلاتها في الأشجار السليمة كما أن جانب الثمرة البعيد عن الشمس يبقى لونه مائلاً للاخضرار معظم البذور في الثمار المصابة تكون صغيرة بلون داكن.
العامل المسبب وانتشار المرض:في عام 1955 ثبت بالدليل القاطع على أنه يمكن نقل المرض عن طريق التطعيم مما دعم بالاعتقاد بأن المسبب هو فيروس كما ذكرنا في البداية وتنقله حشرة البسيلا إلى أن الدراسات التي قام بها بوفيه Bove في فرنسا عام 1970 حدد فيها أوجه التشابه والاختلاف بين الاخضرار والستيبورن وأثبت أيضاً أن العامل المسبب هو بكتيريا تنقلها حشرة البسيلا ولهذه البكتيريا شكلين:
-
الأول آسيوي: والبكتريا المسببة تنقلها حشرة بسيلا من نوع Diaphorina citri
- الثاني أفريقي: والبكتريا المسببة تنقلها حشرة بسيلا الحمضيات الأفريقية Trioza erytreae (تريوزا اريتيريا).
ويعتبر الشكل الأول هو المتحمل للظروف المناخية المختلفة بينما الشكل الثاني يوجد على ارتفاعات تزيد عن 700 متر ، بالإضافة لانتقاله بواسطة هذه الحشرة ينتقل عن طريق عيون التطعيم وقد انتشر في السعودية بشكل وباء قادم من أثيوبيا ويوجد حالياً في دول الخليج العربي على أصناف البرتقال الحلوة والماندرين.
الوقاية والعلاج:1- الحجر الزراعي الفعال الذي يمنع دخول المواد الملوثة
2- القضاء على حشرة البسيلا الناقلة
3- حرق الإصابات فور كشفها مباشرة
3- اللفحة البكتيرية على الحمضيات:مقدمة:ينتشر هذا المرض في جميع مناطق زراعة الحمضيات والتي تتميز بمناخ شتوي عاصف وبارد وفترة أمطار طويلة، وبذلك نجد أن المرض كان محدوداً في المناطق الحارة كالبرازيل وفلوريدا وأمريكا الوسطى ومنطقة المحيط الكاريبي.
يصيب المرض كافة أصناف الحمضيات، وتعتبر أصناف الكريفون والبرتقال ذات حساسية أكبر من غيرها للإصابة بالمرض.
العامل المسبب:يتسبب المرض عن بكتيريا من نوع Pxeudomonas Syringea .
الأعراض :تبدأ أعراض المرض بالظهور بعد مرور فترة من الظروف الجوية المساعدة كالمطر الغزير لفترة عدة أيام متواصلة وهبوب رياح باردة والأعراض عبارة عن بقعة بنية تبدأ أولاً في أسفل معلاق الورقة وخاصة على الأفرع الحديثة مما يسبب موت المعلاق وبالتالي ينقطع الغذاء عن نصل الورقة مما يسبب ذبولها ثم يباسها وبقاءها معلقة لفترة ثم تسقط وبنتيجة يباس عدة أوراق على الفرع الواحد يبدأ نشاط الفطريات الرمية فتزيد من يباس الأفرع.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة المرضية لاتنتشر في قطرنا نظراً لأن الفترة الحرجة لحدوثها قصيرة وهي تلك المحصورة بين كانون الثاني ونصف شباط والتي تتميز بالهطول والبرد وهبوب الرياح ومع بداية تحسن الجو في النصف الثاني من شباط وبداية آذار تنحسر الإصابة تلقائياً مع استمرار الدفء.
المقاومة والوقاية:إذا كانت بوادر الإصابة باللفحة البكتيرية قوية على جميع الأصناف يفضل الرش بالمركبات النحاسية أو بمزيج بوردو مباشرة.
الوقاية: يمكن الوقاية من الإصابة بالمرض :
1- العناية بمصدات الرياح لأن البساتين المكشوفة أكثر عرضة للإصابة من البساتين المحمية
2- في البساتين التي أصيبت يجب تقليم الأفرع المصابة وحرقها وذلك لحماية الأشجار في العام القادم
3- تجنب التقليم الجائر للأشجار لأن ذلك يزيد من النموات الغضة والطرود المائية والاكتفاء بالتقليم الضروري الخفيف وذلك للأفرع اليابسة والسرطانات والنموات المختلفة وغير المرغوبة.
4- الرش بالمركبات النحاسية في شهر كانون الأول أو بمزيج بوردو وهو عبارة عن (1كغ كبريتات النحاس+ 1 كغ كلس حي + 100 لتر ماء).
سادساً: برنامج المكافحة الكيماوية لأهم الأمراض الفطرية والبكتيرية المنتشرة في بساتين الحمضيات:اسم المرض | فترة المعاملة بالمبيد | اسم المبيد | الطريقة | عدد | ملاحظات |
المالسيكو | تشرين الثاني كانون الثاني شباط أيار | كلور النحاس بينوميل كاربندازيم بينوميل | رشاً رشاً رشاً رشاً | مرة واحدة مرة واحدة مرة واحدة مرة واحدة | جميع المعاملات الكيميائية للسيطرة على المرض وقائية |
التصمغ | أيار تموز | آليت ريدوميل + آليت | رشاً دهناً لمكان الإصابة | مرة واحدة مرتين | المعاملات بالمبيدات المختصة ذات فعالية وقائية وعلاجية |
عفن الجذور | تشرين أول حزيران أيار | فايديت/نيماتودي فايديت/نيماتودي ريدوميل+ آليت | سقي سقي رشاً | مرة واحدة مرة واحدة مرة واحدة | جميع المعاملات الكيميائية وقائية |
عفن الثمار الأسود | أيار حزيران | زينيب+ مانيب كاربندازيم | رشاً رشاً | مرة واحدة مرة واحدة | المعاملة بالمبيدات وقائية وعلاجية |
عفن الثمار الأبيض والأزرق | تشرين الثاني كانون الأول | كلور النحاس كاربندازيم | رشاً رشاً | مرة واحدة مرة واحدة | المعاملة بالمبيدات ذات أثر وقائي وعلاجي |
اللفحة البكتيرية | كانون الثاني شباط | مخلوط بوردو كلور النحاس | رشاً رشاً | مرة واحدة مرة واحدة | المعاملات الكيميائية ذاتي أثر وقائي وعلاجي |
ذبول البادرات | عند تحضير تربة المشاتل | معقمات التربة بازاميد – بروميد الميثيل | حقن الخلطة الترابية | مرة واحدة | - المعاملة بالمبيدات وقائية وعلاجية - يجب اختبار الإنبات قبل زراعة بذور الحمضيات في المراقد |