6- تقليم الحمضيات:تعتبر شجرة الحمضيات من أقل أشجار الفاكهة تطلباً للتقليم ومع ذلك فإن التقليم هو أحد أعمال الخدمة في المزارع الجيدة ويجب أن يتم بعناية وبدون معاناة. وبالرغم من اختلاف العلماء حول دور التقليم بالنسبة للحمضيات فإنه بدون شك يلعب دوراً هاماً لإعطاء شكل الشجرة وتحسين نوعية وكمية الإنتاج.
فوائد التقليم:1- تربية الأشجار الصغيرة تفيد في إزالة الأفرع النامية في اتجاهات غير مناسبة لكي تكون شجرة ذات شكل منتظم وفروعها ذات مناطق اتصال قوية ببعضها يسهل عليها تحمل ثقل الثمار والأوراق.
2- إزالة الأفرع الميتة والأفرع المائية والسرطانات وإزالة الفروع المصابة بالأمراض والحشرات.
3- تقصير الأفرع العليا من الشجرة بحيث تظل الشجرة ذات ارتفاع معقول يقلل من تكاليف القطاف وجمع الثمار وأعمال المكافحة.
4- إزالة الأفرع السفلية التي تصل أطرافها للأرض أو تقصيرها بحيث تصبح بعيدة عن سطح الأرض فلا تتعارض مع عمليات الخدمة وحتى لاتنتقل الأمراض والحشرات من المحاصيل البيئية في حال الزراعة تحت الأشجار أو من الأعشاب.
5- يفيد التقليم في حفظ التوازن بين النمو الخضري والثمري في الشجرة
6- يفيد التقليم بدخول الضوء والشمس إلى داخل الشجرة ويزيد في كمية الثمار داخل الشجرة كما يزيد الثمار الجيدة على الشجرة إلى الحد الأقصى حيث ثبتت أهمية الضوء للإنتاج ذو النوعية الجيدة.
7- يلجأ إلى التقليم أيضاً لتجديد الأشجار المسنة التي لم يعد إنتاجها اقتصادياً حيث تزال الفروع التي يقل قطرها عن 2.5 سم.
8- يساعد التقليم في تسهيل خدمة البستان من حراثة وعزق ومكافحة وقطاف ونقل المحصول.
9- يساعد التقليم المنتظم على تخفيف حدة المعلومة في بعض الأصناف مثل ( يوسفي بلدي).
المبادئ الأساسية في التقليم:التقليم نوعان:1-
تقليم التربية: يطبق على الغراس في أول حياتها وحتى تبدأ في الإثمار وبهدف تقليم التربية إلى تكوين هيكل خشبي قوي متوازن جيد التهوية مع فروع موزعة بشكل يسهل عمليات الخدمة وأعمال الوقاية والمكافحة ضد الآفات ويقاوم تأثير الشمس القوية والرياح وقادر على حمل المحصول الغزير مستقبلاً.
هذا ومن الصعب تربية أشجار الحمضيات بالأشكال المعروفة في تربية الأشجار المتساقطة الأوراق دون إجراء عمليات قطع عديدة تؤخر كثيراً من نموها وإثمارها ولذلك تترك شجرة الحمضيات عادة تنمو على طبيعتها ما أمكن.
يبدأ تقليم التربية في السنة الأولى ويتم التربية 3-4 أفرع للشجرة على ارتفاع 40-60 سم أو 60-80 سم أو 80-90 سم عن سطح التربة لتكوين هيكل الشجرة حسب نوعية التربة بالرأس المنخفض أو المتوسط أو المرتفع وتكون هذه الأفرع موزعة حول الجذع وتزال جميع الأفرع والفريعات الأخرى إزالة تامة. وفي السنة الثانية يربى على ذراع 2-3 أفرع ثانوية موزعة توزيعاً متساوياً حول الذراع بحيث تكون المسافة بين الفرع والآخر بحدود 20 سم في كل الحالات وفي السنة الثالثة تعاد العملية ويتم الحصول في السنة الرابعة على شجرة متوازنة من حيث توزيع أغصانها وفروعها وشكلها منتظم ومنسجم مع ملاحظة أن التقليم الشديد يؤدي إلى تأخر الإثمار في الشجرة.
ويختلف ارتفاع ساق الشجرة عادة حسب ظروف الزراعة مثل المسافات بين الأشجار وطريقة الخدمة يدوية أو آلية وكمية الأمطار والرطوبة الجوية ويفضل رفع تفرع قمة الأشجار في حالة الخدمة الآلية وزيادة الأمطار والرطوبة الجوية حتى لاتعيق الأفرع المنخفضة مرور الآليات الزراعية أو تتعرض ثمارها القريبة من سطح التربة لشدة الإصابة بالفطريات أما إذا كانت الرياح في المنطقة قوية والخدمة يدوية فتفضل التربة المنخفضة.
2- تقليم الإثمار: يطبق على الأشجار في طور الإثمار ويهدف إلى تكوين فروع مثمرة حديثة تتغذى جيداً دون إفراط (متوسطة القوة) وتتناسب مع قوة الشجرة.
- المبدأ الأول للتقليم: على نفس الشجرة تتلقى الفروع القوية تقليماً أكثر قوة من الفروع الضعيفة بهدف إحداث توازن في قوة الفروع المختلفة.
- المبدأ الثاني للتقليم: تقليم الأشجار تقليماً خفيفاً والأشجار الضعيفة تقليماً قاسياً.
فتقليم الشجرة القوية يزيدها قوة ولذلك يجب عدم تقليمها أو تقليمها تقليماً خفيفاً. أما الشجرة الضعيفة فيزال بعض فروعها لزيادة قوة الفروع المتبقية ، ويمكن إيجاز الفروق بين هذين المبدأين بالتالي:
تقليم الفروع المتجاورة على نفس الشجرة
الفروع القوية تقلم تقليماً قاسياً
الفروع الضعيفة تقلم تقليماً خفيفاً
تقليم شجرتين مختلفتين : الشجرة القوية تقلم تقليماً خفيفاً، والشجرة الضعيفة تقلم تقليماً قاسياً.
-
المبدأ الثالث: ضرورة إزالة الأفرع المائية وذلك لإعطاء باقي أفرع الشجرة فرصة النمو حتى لايتركز نمو الشجرة في جانب أكثر من الآخر ويتوزع السطح المثمر بطريقة منتظمة في جميع الجهات وإذا لوحظ كثرة عند الأفرع المائية أو الأفرع في جانب من الشجرة يجوز إزالة بعضها لفتح قلب الأشجار قليلاً وإعطاء الفرصة لتساوي توزع الضوء على الأجزاء الداخلية.
- إزالة الأفرع المزدحمة والمصابة أو الميتة وقد ثبت أن عملية التقليم في الحمضيات لاتؤثر تأثيراً ملموساً على عمليات الإزهار والإثمار.
- إزالة الأفرع الداخلية لفتح قلب الشجرة وذلك بتقصير الأفرع الطويلة وقطع الأفرع غير المنتظمة مع إزالة تدريجية للأفرع الثمرية المدلاة على الأرض أي السفلية.
- من أجل سهولة عملية المكافحة وتسهيل عمليات الجني وقطف الثمار من المفضل تحديد ارتفاع الشجرة فلاتترك الفروع العلوية للامتداد حتى لاينتج عنها شجرة عالية صعبة القطف والمكافحة وذلك بأن يراعى تقصير أطوال هذه الأفرع.
علاقة طبيعة النمو بالتقليم:من المفيد أن تتمتع شجرة الحمضيات دوماً بنمو خضري وإثمار معتدلين حيث يتركز المحصول الأعظمي بالمرتبة الثالثة والرابعة في تاج الشجرة ( حتى 90% من الإنتاج الكلي الثمري للشجرة الواحدة) وتبين نتيجة الدراسات أن المحصول الرئيسي في أصناف اليوسفي يتكون على طرود النمو الموجي الثاني لطرد السنة السابقة وعدد ضئيل من الثمار يتكون على طرود النمو الربيعي أي النمو الموجي الأول للسنة الجارية.
أما في أصناف البرتقال فيتكون الجزء الأعظمي من المحصول على طرود النمو الربيعي للسنة الجارية وفي الليمون الحامض تتكون الثمار على طرود ثمرية قصيرة ورفيعة من السنة الجارية والسنة السابقة وتتشكل هذه الطرود في أوقات مختلفة من السنة.
هذا وتنتج معظم أشجار الحمضيات أفرعاً قائمة تشبه الأفرع الهوائية في شكلها ويشذ عن هذه المادة الصنف شادوك وتكون هذه النموات القاتمة شديدة النمو إذا كان وضعها رأسياً ولا يكون عليها أفرع جانبية وبعد ذلك يقف نموها وتبدأ بالتفرع من القمة وتشكل أفرعاً ثمرية تحت ثقل الثمار والأوراق تنحني هذه الأفرع وتصبح في وضع أفقي ويساعد هذه الانحناء على تكوين أفرع جانبية من السطح العلوي، ويكون أقوى هذه الأفرع قرب الانحناء ويزداد نموها وتكون أفرعاً قاتمة أخرى. وتبقى بقية الأفرع الجانبية الأخرى أقل نمواً وتتشكل فروعاً ثمرية وتتكرر العملية من الفرع القريب من الانحناء.
ويلاحظ أن النموات القاتمة تختلف باختلاف الأصناف كما تختلف قوة نموها باختلاف عمر الأشجار وللبيئة كذلك تأثير في تكوينها وتكون هذه النموات أقوى في بعض أصناف الليمون الحامض ( أضاليا) ثم في برتقال (فالنسيا) والبرتقال أبو صرة ثم الكريب فروت. أما تأثير المنطقة النامية فيها الأشجار فالملاحظ أن هذه الأفرع القاتمة تكون أقوى نمواً في المناطق التي فيها اختلاف كبير بين درجات حرارة النهار والليل بخلاف المناطق التي لايكون هذا الاختلاف فيها كبيراً. وفي الأشجار الصغيرة السن حيث يكون نمو هذه الأفرع قوياً جداً لبضع سنوات فيجعل شكل الشجرة غير منتظم وذلك مما يدفع بعض المزارعين إلى إزالتها.
ومع أن هذا النوع من النمو هو نمو طبيعي في الأشجار وهي الطريقة الوحيدة التي تزداد بها الأشجار في الحجم فإن إزالة كل هذه الأفرع يكون خطأً كبيراً ولامانع من إزالة بعض منها بشروط خاصة.
ويتناسب تشكيل هذه الأفرع القاتمة مع عمر الأشجار فكلما زادت الأشجار في العمر قل نمو هذه الأفرع القاتمة وكلما كان الفرع الحامل لهذه النموات ثخيناً كان نموها أقوى فالأفرع النامية من الجذع أو الأفرع الرئيسية والتي تسمى أفراخاً هوائية يكون نموها أقوى بكثير من نظيراتها والتي تنمو على أفرع أقل ثخناً. وهذا الأفرع القائمة تنمو بقوة إلى أن تصل إلى الضوء وبعد ذلك يقف نموها وتتفرع وتبدأ بالإثمار في القمة ثم تنحني وتكون أفرعاً ثمرية جانبية.
يمكن الاستفادة من هذه الأفرع في تعبئة فراغ حاصل في الشجرة أو تنظيم شكل وحجم الشجرة ويمكن الاستغناء عن بعض هذه الأفرع أو جميعها في حال عدم الحاجة لها.
تقليم أشجار الليمون الحامض:يجب اتباع أسلوب خاص لتقليم أشجار الليمون الحامض في سوريا وذلك للأسباب التالية:
1- تعدد موجات النمو لأصناف الحامض حيث تصل حتى 5 موجات نمو في العام الواحد.
2- وجود مرض المالسيكو (جفاف لفرع الليمون الحامض) حيث ينشط ويتكاثر الفطر المسبب له في درجات الحرارة المنخفضة أي بين 12-20م° ولهذا يجب الانتباه إلى عدم جرح الشجرة خلال فترة الشتاء أو بالأحرى عدم التقليم فمن طريق الجروح تدخل أبواغ الفطر إلى الشجرة وتحدث الإصابة.
3- تتكون ثمار الليمون الحامض على طرود ثمرية قصيرة ورفيعة من السنة الحالية والسنة السابقة وتتشكل هذه الطرود في أوقات مختلفة من السنة.
لذلك يمكن اتباع الخطوات التالية في تقليم إثمار شجرة الليمون الحامض وهي:
1- تقليم الطرود القوية فقط على 6-8 أوراق من رأس الطرد في شهر أيار وغالباً ما تكون طرود موجة النمو الأولى.
2- تقليم طرود موجة النمو الثانية على 4 ورقات من رأسها وقد تتكرر هذه العملية مرتين الأولى في النصف الأول من تموز والثانية في النصف الثاني أي بعد مضي 10-15 يوم على التقليم الأول.
3- عدم تقليم طرود موجة النمو الأخيرة التي تنضج في نهاية أيلول ولايتجاوز ارتفاع الشجرة المحدد عن سطح التربة حيث يعطى هذا التقليم نموات حديثة وضعيفة لاتستطيع مقاومة ظروف الشتاء.
4- اتباع ماسبق ذكره في مجال تقليم الإثمار في بقية الأصناف من حيث إزالة الطرود الشحمية والأعضاء اليابسة والمتشابكة والقريبة من سطح الأرض وغيرها.
ونؤكد هنا على ضرورة التدخل بشكل دائم لتنظيم نمو أشجار الليمون الحامض سواء عن طريق إزالة نهايات الطرود وتقليم الطرود عامة لإيجاد التوازن بينها وبين المحور الموصل والمجموع الجذري. ويجب أن تقلم سنوياً الطرود الطويلة للحد من ارتفاعها عالياً ولتجنب انكسار الفروع من جراء الحمل الكثير ، مع مراعاة عدم التقليم وجرح الأشجار في الأوقات الباردة من السنة.
تقليم الأشجار المصابة بالصقيع وغيرها من الأضرار:هناك ثلاثة احتمالات في حال إصابة أشجار الحمضيات بالصقيع وهي :
- ترك الأشجار المصابة وشأنها.
- قطع الأشجار جزئياً
- قطع الأشجار على مستوى سطح الأرض
ويجب عدم البدء بالتقليم مباشرة بعد الصقيع لأن الأضرار تصبح واضحة بعد بضعة أيام على الأوراق والنموات الحديثة أما الجزء القديم من الشجرة فلاتظهر عليها الأعراض إلا متأخرة. ولذلك لايمكن تقدير الأضرار مباشرة بعد الصقيع فبعض الأشجار التي تظهر أنها متضررة قد تتحسن فيما بعد. ولذلك يجب أن يتأخر التقليم لمدة 6 أشهر حتى تبدأ النموات الجديدة في فصل الربيع ومابعد، وليس هناك حاجة للتقليم عندما تقتصر أضرار الصقيع على الأوراق والنموات الصغيرة وإذا كانت قمة الشجرة قد ماتت وبقيت الساق والفروع الرئيسية سليمة فلايمكن تقدير الأضرار قبل عدة اشهر ولايتم التقليم إلا بعد تقدير الأضرار.
تقلم الفروع المتضررة من المكان الذي لايظهر على القشرة منه أي ضرر والنموات جيدة وفي حالة الضرر الشديد حيث القمة بأكملها قد ماتت وتعرض قسم من الساق للضرر فيجب تكوين قمة جديدة وتزال القمة والساق الميتة مباشرة بعد تحديد الضرر وتشكل قمة جديدة.
وعندما تصاب قمة شجرة صغيرة بالصقيع فمن الأفضل تشكيل قمة جديدة بتشجيع أحد الفروع القوية والفرع المنتقى يشكل القمة الجديدة ويشجع على ذلك بإزالة النموات الأخرى.
كما تتضرر الأشجار عادة بالرياح الحارة والجافة أو الباردة جداً التي تحرق الأوراق والأغصان الرفيعة وقد تشكل الفروع المتضررة ولكن يجب تقليم الأغصان التي لاتشفى بحيث يكون الضرر أقل مايمكن.
تقليم الأشجار المهملة:ينصح في حالة الأشجار الضعيفة المهملة قبل اللجوء للتقليم بمحاولة علاجها عن طريق التغلب على أسبات الضعف إذ لاينصح بعملية التقليم على الأشجار الضعيفة لأن التقليم وخصوصاً إذا كان جائراً يقصر هذه الأشجار ويقتل محصولها وبذلك يجب أن يقتصر تقليم هذه الأشجار على إزالة الأفرع الميتة والضعيفة ويوجد عادة عدداً كافياً لعمل قمة جديدة أما إذا كانت القمة رديئة مع عدد قليل من الفرع الصحيحة يفضل قطعها والإبقاء فقط على الجذع وبعض الفروع الرئيسية مع الاعتناء بالتسميد والري والعمليات الزراعية الأخرى وترش الأشجار بمحلول بوردو أو المركبات النحاسية لمكافحة الفطريات والأشليات ثم ترش بالزيوت الصيفية أو الشتوية لمكافحة الحشرات القشرية.
أما الأشجار التي حصل لها ضرر أو المصابة بالأمراض فإن التقليم قدي يفيدها أو يضرها حسب نوع الإصابة. فالأشجار التي حصل ضرر بجذورها ونقص مجموعها الجذري كثيراً فإن التقليم الجائر يفيدها أما إذا كانت الإصابة عبارة عن ضرر للأوراق نتيجة حشرات أو أمراض أو انخفاض كبير في درجة الحرارة أو إتلاف بواسطة الرياح أو بواسطة مواد الرش فإن التقليم قد يضر الأشجار.
التقليم لتجديد حيوية الأشجار الكبيرة العمر:في بساتين الحمضيات القديمة وعندما تصل الأشجار إلى العمر الذي عنده يضعف نموها يلجأ إلى تقليمها لتجديد قوتها أو حيويتها: ولاينصح بتقوية الأشجار عن طريق اللجوء إلى تقصير قمة الشجرة أي تقصير أفرع رئيسية من أعلى الشجرة لأن ذلك يؤدي إلى قلة المحصول كثيراً ولمدة طويلة قبل أن يصل محصول الأشجار المقلمة إلى مايساوي محصول الأشجار غير المقلمة وينصح لتجديد قوة الأشجار الكبيرة العمر أن يلجأ إلى طريقة تقليم التعرية وهي عبارة عن إزالة كل النموات الخارجية على الشجرة وإزالة كل الأفرع التي يقل قطرها عن 2.5 سم ولما كان تطبيق هذه المعاملة يشمل كل الشجرة وليس موضعياً فإن النمو الجديد على الشجرة لايكون متجهاً إلى النمو الخضري بدرجة كبيرة وتعود الشجرة إلى الإثمار بعد سنة أو سنتين من تنفيذ العملية.
التقليم الآلي:اتجه مزارعو الحمضيات في الدول المتقدمة لهذه الزراعة إلى محاولة تقليم أشجار الحمضيات آلياً نتيجة لارتفاع أجور عمال التقليم، إن تحسين تقليم التسوير الآلي وتقليم القمة الآلي في كاليفورنيا قد أحدث ثورة في طرق تقليم الحمضيات وهذا صحيح بصورة خاصة فيما يتعلق بالأشجار المسنة، وتقليم التسوير هو قص الأشجار رأسياً على جهتي خط الأشجار بحيث يمكن توسيع المسافة بين الخطوط إلى عرض معين وتهدف مثل هذه العملية إلى عدة أغراض:
- إذا كانت الأشجار قد بدأت بالتزاحم فإن تقليم التسوير خفيف يزيح النموات الطرفية ويمنع تظليل الفروع المنخفضة ونقص الإنتاج.
- إذا كانت الأشجار رديئة النمو بصور عامة فإن تقليم التسوير يفتح البستان ويزيل الأغصان الميتة ويسمح أحياناً للأشجار بتكوين فروع جديدة.
- ينفتح البستان لمرور الآليات المستعملة في عمليات الخدمة والمكافحة وتكون التغطية جيدة عند الرش بالمبيدات كما يتم القطاف بسهولة.
إن آلة تقليم التسوير هي الوسيلة السريعة للحفاظ على الأشجار المزروعة متقابلة حتى لاتصبح غير قابلة للخدمة والصيانة.
وينقص بالطبع المحصول في السنة التي تلي تقليم التسوير ولكن متوسط الإنتاج لثلاث أو أربع سنوات بعد تقليم التسوير لم ينقص بالنسبة للبرتقال واليوسفي والليمون الحامض في كاليفورنا والكريب فروت في فلوريدا.
وقد صممت عدة أشكال من آلات التقليم وهي ببساطة عبارة عن مجموعة من الأقراص المنشارية مركبة على عمود تستمد حركتها من جرار أو آلة تقليم. ويكون التقليم في هذه الحالة عبارة عن قطع مستوي لجانب من صف الأشجار يزيل منه كل الفروع التي تقع في مجرى الأقراص المنشارية ثم تدور الآلة وتقص الجانب الآخر من نفس خط الأشجار فيكون خط الأشجار أشبه بجدار من الأشجار ولذلك يسمى هذا النوع من التقليم تقليم أسوار ثم تقطع قمم الأشجار في نفس الخط بأقراص منشارية في وضع أفقي يزيل كل الفروع الموجودة في مستوى الأقراص ويمكن التحكم بهذا المستوى حسب الحاجة.
ولكن هذا التقليم لايزيل الأفرع المتزاحمة في داخل الشجرة ولذلك فإن إزالة هذه الأفرع تكون يدوية وتجري كل 2-3 سنوات بواسطة التقليم اليدوي مكملة بذلك التقليم الميكانيكي الذي يجري سنوياً.
لقد ذكر سابقاً أن أشجار الحمضيات تحتاج إلى تقليم خفيف ولكن ارتفاع أجور اليد العاملة دفع مزارعي الحمضيات في الدول المتقدمة بهذه الزراعة إلى اللجوء لهذا التقليم الآلي الجائر.
وفي هذه الحالة يتم تعويض النقص في محصول الأشجار نتيجة هذا التقليم بزيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة وذلك بزراعة الأشجار متقاربة في الصف لذلك أخذت الحمضيات تزرع في كاليفورنيا على أبعاد 3.5×6.5م بدلاً من 6.5×6.5م التي كانت متبعة من قبل وبذلك تضاعف عدد الأشجار في وحدة المساحة.
هذا ويمكن الحد من نقص المحصول اتباع تطوير نظام التسوير في كل سنة من جهة واحدة أي يتم تقليم الصف الواحد بالتبادل كل سنتين مرة.
مواعيد تقليم الحمضيات:يمكن تقليم الحمضيات في أي وقت ولكن يفضل تجنب الفترات التي تكون الشجرة في حالة نمو ويفضل فترة سكون الشتاء لأنها أطول أي بين نهاية موسم جمع الثمار وبداية موسم النمو والإزهار. أما الأصناف المتأخرة النضج مثل (فالنسيا) يصعب تحقيق ذلك ويفضل القيام بتقليمها بعد أن يبلغ حجم الثمار فيها 75% من الحجم الطبيعي.
إن التقليم في أواخر الصيف أو أوائل الخريف غير مرغوب فيه لأنه يسبب حدوث نموات متأخرة أكثر عرضة لأضرار الصقيع في الشتاء التالي ولأن الأوراق الصغيرة أي النموات المتأخرة تستنفذ كميات كبيرة من الغذاء وخاصة الكربوهيدرات المخزنة دون أن تعطي الفرصة الكاملة للمساهمة في تخزين الكربوهيدرات مجدداً في الشجرة قبل حلول فصل الشتاء.
وعموماً يجري التقليم بعد جمع المحصول باستثناء الليمون الحامض حيث يخضع لنظام تقليم خاص بسبب فيزيولوجية هذا الصنف وديناميكية نمو المجموع الجذري والخضري فيه إضافة لانتشار مرض المالسيكو ( مرض جفاف الأفرع) والذي ينشط الفطر المسبب له في درجات الحرارة المنخفضة أي في فصل الشتاء.
العمليات الزراعية اللازمة للحصول على غراس حمضيات ذات مواصفات فنية جيدة
يمكن تلخيص عملية إنتاج غراس الحمضيات بالخطوات التالية :
1- استخراج البذور: بعد القيام بجمع الثمار من الأصول المعتمدة في إنتاج غراس الحمضيات، والذي يصادف عادة في أواخر شهر كانون الأول، حيث تكون ثمار هذه الأصول قد نضجت بالكامل، تؤخذ الثمار وتغسل جيداً لإزالة الأوساخ والأتربة العالقة بها، وتقطع بشكل دائري بسكين حادة، على ألايتجاوز حد السكين القشرة وجزء من لب الثمرة، لأنه في حال كان القطع بواسطة السكين عميقاً فإن ذلك يؤدي إلى جرح البذور الموجودة في فصوص الثمرة ويعرضها للإصابة بالأمراض الفطرية المختلفة، ثم بعد قطع الثمرة بالسكين تدور باليد وتفصل البذور من لب الثمرة باليد، ثم تجمع البذور وتغسل بالماء جيداً ولعدة مرات بهدف التخلص من المادة اللزجة العالقة بها والتي يؤدي بقاؤها إلى نمو الفطريات عليها وتعفنها، ثم بعد ذلك تجفف البذور في الظل بعد وضعها على قطعة من الخيش وتقلب عدة مرات في اليوم، هذا ويفضل إضافة بعض المعقمات الفطرية لها أو مسحوق الفحم، تجمع البذور بعد أن تجف وتوضع في أكياس وتحفظ على درجة حرارة تتراوح بين 2-8 م° ورطوبة جوية 80-90% (برادات) إذا كانت الظروف غير مناسبة للزراعة أما إذا سمحت الظروف بالزراعة فتزرع مباشرة في المراقد المجهزة لهذه الغاية مسبقاً.
2- تجهيز المراقد:خلال فترة جمع البذور واستخلاصها من الثمار، يتم تجهيز المراقد التي ستزرع بها حيث يتم تجهيز خلطة من التراب والسماد العضوي والرمل بنسةب 3/1، 3/1، 3/1 لكل منها وتخلط جيداً وتوضع في المساكب، بعد إضافة الأسمدة الفوسفورية والبوتاسية للخلطة بمعدل 40 كغ من سماد سوبر فوسفات الكالسيوم . و50كغ من سلفات البوتاسيوم / للدونم.
يفضل أن تغير أماكن زراعة البذور في الحقل كل سنة وذلك لتجنب إصابة البذور والشتول الصغيرة بالأمراض الفطرية المختلفة أو الإصابة بالنيماتودا ، أما إذا كانت البذور تزرع في أحواض مجهزة لهذه الغاية فيفضل تغيير تربة المرقد سنوياً ولعمق لايقل عن 25 سم مع القيام بتعقيم تربة المراقد بإحدى المعقمات المناسبة ( باراميد – فابام) وذلك قبل زراعة البذور بمدة لاتقل عن 20-30 يوم.
3- زراعة البذور في المساكب:بعد تقسيم الأرض على مساكب عرضها 80-100 سم وطولها حوالي 10 مع ضرورة ترك مسافة بين المساكب لاتقل عن 1م، من أجل القيام بعملية الخدمة اللازمة. تتم زراعة البذور في هذه المساكب إما نثراً أو على سطور وفي كلتا الحالتين تتم تغطية البذور بطبقة رقيقة من الرمل أو الخلطة الترابية التي جهزت بها هذه المساكب على أن تكون سماكة التربة فوق البذور لاتتجاوز ضعفي سمك البذرة، ثم تروى هذه المساكب جيداً وتغطي بغطاء بلاستيكي معد لهذه الغاية بغية تأمين درجة الحرارة اللازمة للإنبات.
تستمر عملية التغطية إلى مابعد الإنبات حتى تكبر الشتول ولايزال نهائياً إلا عندما تصبح الظروف الجوية ملائمة للنمو وتصبح النباتات أو الشتول على ثلاث ورقات أو أربع وبذلك تكون قد أصبحت جاهزة للتشتيل وخلال فترة نمو الشتول يتوجب علينا تقديم عمليات الخدمة المختلفة ( ري، تسميد، تعشيب، مكافحة ضد الأمراض الفطرية...الخ) وذلك بهدف الحصول على غراس بذرية جيدة خالية من الأمراض قادرة على إعطاء غرسة حمضيات مطعمة جيدة في المستقبل.
4- نقل الشتول الحديثة إلى الأكياس:يفضل نقل الشتول من المشتل الكثيف إلى الأكياس في وقت مبكر لتخفيف حدة تغير الوسط عليها ويكون ذلك عادة بعد أن تملك الشتلة 3-4 أوراق حقيقية فوق الأوراق الفلقية وفي حال الاضطرار إلى التأخير في نقل الشتول ينصح دائماً بتقليم المجموع الخضري والجذر الوتدي وذلك لكي نقلل من كمية الماء المفقودة بالنتح خلال أشهر الصيف، هذا وقبل البدء بنقل الشتول تروى المسكبة بالماء رياً غزيراً قبل فترة زمنية لاتقل عن 12 ساعة من أجل تسهيل عملية القلع من جهة ولكي لايتضرر المجموع الجذري بفعل عملية القلع من جهة أخرى، ثم تجرى عملية فرز الشتول المقلوعة بحيث تستبعد الأنواع التالية من الشتول:
- الشتول المصفرة : وتسمى هذه الظاهرة بظاهرة الإلبينيزيوم Alpinisume وغالباً مايكون سببها البذور غير الناضجة.
- الشتول المشوهة والمهشمة نتيجة عملية القلع
- الشتول الضعيفة والرفيعة الناتجة عن بذور ضامرة
- الشتول الذي يظهر على جذورها الالتفاف ( عن البطة)
ثم تؤخذ الشتول المنتخبة وتوضع جذورها في وعاء يحتوي على روبة من السماد العضوي المذاب بالماء وتنقل إلى حقول التشتيل ، لتزرع في أكياس معبأة ومصفوفة على صفين أو ثلاثة صفوف على الأكثر، ثم تروى الأكياس بالماء جيداً، بعدها يحدث شق في الكيس بواسطة السكين وتضع الغرسة فيه ، ثم تكبس التراب حولها جيداً وبعد الانتهاء من عملية التشتيل تروى الأكياس المزروعة بشتول الحمضيات جيداً وذلك لضمان عدم ترك فراغات مملوءة بالهواء داخل الكيس حول جذور الغرسة، لأن ذلك يؤدي إلى موت نسبة كبيرة من الشتول إذا استغرق الوقت بين التشتيل وري الغراس زمناً طويلاً، ثم توالى المشتلة بعملية الخدمة المختلفة من ري – تسميد – تعشيب – تربية ..الخ حتى تصبح الغراس بقطر 8-12 مم وهو القطر المناسب للتطعيم والذي غالباً مايتأتى بعد مرور سنة كاملة من زراعة الشتول في الكيس.
5- تطعيم الغراس:تبدأ بعملية تطعيم الغراس منذ بداية الربيع وتحت ظروف الساحل السوري ( أواخر شباط، أوائل آذار) وعندما تصل درجة الحرارة إلى 12م° فما فوق أي عند بدء جريان العصارة النباتية وتستمر عملية التطعيم حتى نهاية تشرين الأول وقبل البدء بعملية التطعيم نقوم بقص أقلام التطعيم من أمهات سليمة خالية من الأمراض الفطرية والفيروسية والمعروفة الأصل والصنف والتي تمتاز بإنتاجها الغزير ومزروعة في المراكز الزراعية لهذه الغاية.
ويتم أخذ أقلام التطعيم وتطعم الغراس مباشرة في نفس اليوم أما في حال زيادة أقلام التطعيم وأيضاً في حال كون الظروف المناخية غير ملائمة ( أمطار – انخفاض في درجة الحرارة) وخوفاً من تفتح البراعم الموجودة على هذه الأقلام يتم قصها وتحزم في حزم بعد استبعاد البراعم الطرفية والسفلية منها ثم تحفظ بعد ذلك في أماكن مبردة على درجة حرارة 2-8م° ورطوبة 80% لحين استخدامها في عملية التطعيم.
أما بالنسبة لعملية التطعيم فتتم عادة في المراكز الزراعة ومن قبل عمال مدربين لهذه الغاية بعد تربية الغراس وتنظيف ساقها من الأوراق والأشواك ، يتم عمل شق على شكل حرف T أو 1 ثم تؤخذ الرقعة المحتوية على البرعم بعد نزعها عن القلم المأخوذ من الشجرة الأم وتدخله في الشق الذي صنع على الغرسة ثم يربط بأربطة بلاستيكية مصنوعة لهذه الغاية هذا في حال الأصناف التي لاتحتوي على أشواك، أما بالنسبة للأصناف التي تحتوي على أشواك فتؤخذ على الرقعة المحتوية على العين بعد كشطها بسكين حادة مع جزء صغير جداً من خشب القلم لأن أخذ الرقعة بدون خشب يؤدي إلى ثقب مكان الشوكة بالتالي يعرض البرعم للجفاف ونمو الفطريات، ثم توالى الغراس المطعمة بعمليات الخدمة اللازمة من ري وتسميد ومكافحة حتى يحين موعد فك الأربطة من المطاعيم وذلك بعد مضي 20 يوم من عملية التطعيم حيث يكون قد عرف الطعم الناجح من الطعم غير الناجح ويكون قد أخذ الفترة اللازمة لعملية التحامه مع ساق الغرسة.
وهذا يتوجب علينا القيام بالآتي:
- بالنسبة للغراس التي نجح تطعيمها يجب قصها فوق منطقة التطعيم بـ10 سم ثم تزال كافة النموات البذرية الموجودة على الغرس بقصد توفير المواد الغذائية للطعم وحده.
- بالنسبة للغراس التي لم ينجح تطعيمها، يعاد تطعيمها مرة أخرى ويفضل أن تتم عملية التطعيم تحت منطقة التطعيم الأولى لضمان نجاح الطعم مع مراعاة أن يتم تطعيم الغراس الفاشلة من نفس الصنف المطعم في المرة الأولى، لضمان عدم خلط الأصناف أثناء زراعتها في الأرض الدائمة.
- في بعض الأحيان يتم نجاح الطعم بدون أن ينمو البرعم وفي هذه الحالة يجب علينا القيام بعملية تنشيط وذلك إما بإجراء قص نصفي للغرسة فوق منطقة التطعيم أو ثني الغرسة وربطها إلى نفسها وذلك لتنشيط وتشجيع البرعم على النمو نتيجة تركيز المواد الغذائية في نقطة التطعيم بواسطة هذا الإجراء بعد ذلك نستمر بتقديم الخدمة اللازمة للغراس ( ري- تسميد – تعشيب- تربية ..الخ) حتى تصبح جاهزة للتوزيع في تشرين الثاني بذلك يكون قد مضى على الغراس منذ تشتيلها وحتى تصبح جاهزة للتوزيع 1.5-2 سنة.
ملخض البرنامج الزمني اللازم لإنتاج الغراس تحت الظروف الساحلية في سوريا:- زراعة البذور في شباط عام 1995
- نقل الشتول إلى الأكياس في شهري نيسان وأيار عام 1995
- تطعيم الغراس خلال آذار ونيسان عام 1996
وبذلك يكون قد أصبح العمر الزمني لإنتاج غرسة تتمتع بمواصفات الغرسة الجيدة 1.5-2 سنة.