الرمــانمقدمة:ينتشر الرمان في جنوب غرب آسيا وحوض البحر المتوسط ومن المعتقد أن موطن الرمان إيران ثم انتقل إلى الشرق العربي فشمال أفريقيا ثم الأندلس عند الفتوحات العربية الإسلامية ونقله الإسبان بعدهم إلى أمريكا.
تتحمل هذه الشجرة الظروف الجوية القاسية كارتفاع درجة الحرارة والجفاف صيفاً وانخفاض درجة الحرارة وهي عارية شتاءً ويوجد الرمان في كافة المحافظات السورية تقريباً من الساحل حتى الجبال والسهول الداخلية ، ويجود في منطقة البوكمال والسوسة حيث ينتج أفخر أصناف الرمان طعماً وإنتاجاً.
وقد أقبل المزارعون على زراعته في هذه الأيام بعدما شاهدوا الربح الوفير الذي يجنى من زراعته حيث يصل دخل الدونم من بستان الرمان إلى نحو 2000 ليرة سورية بقرية السوسة.
ويزرع الرمان أحياناً كسور للبستان على مسافة 2 م بين الشجرة والأخرى حيث يستفاد من ثماره إلا أن إصابته بالمن يجعله مصدراً لعدوى البستان ولذا يلزم رش الأشجار مراراً خلال الموسم بالمبيدات الحشرية.
كما يوجد نوع آخر من الرمان يزرع لجمال منظر بتلاته الحمراء القانية ويسمى Purica granstum fiorepleno .
والمساحة المزروعة في القطر العربي السوري حسب نشرة وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الخطة الإنتاجية لعام 1978-1979 بلغت 5227 هكتار منها 3862 هكتار مروي و 1365 هكتار بعل تتوزع على المحافظات السورية كما هو مبين في الجدول رقم (1).
ويلاحظ أن متوسط إنتاج الهكتار نحو 5.8 طن.
الوصف النباتي للرمان :شجرة صغيرة –شجيرة – متساقطة الأوراق تنتج سرطانات كثيرة حول الجذع والتاج الملاصق للتربة ويبلغ طول السرطان نحو 2-3 م حيث تكون عدة سيقان وأفرع في قلب الشجرة.
وتميل الأغصان إلى الخارج من ثقل الثمار حيث تتهدل وتتدلى على الأرض، والأفرع أسطوانية ملساء ضاربة إلى السمرة مرنة ولون الخشب أصفر وتتحول بعض الفريعات إلى أشواك قصيرة.
الأوراق : كاملة رمحية الشكل لامعة من السطح العلوي ملساء متقابلة على الأفرع.
الأزهار : كبيرة حمراء وتتكون الزهرة من كأس لحمي ملتحم السبلات أحمر اللون.
جدول يوضح المساحة المزروعة سقياً وبعلاً وعدد الأشجار بالألف مع الثمر والإنتاج بالطن بالمحافظاات
المحافظةالمساحة المزروعة بعلاً/هكتارالمساحة المزروعة سقياً/هكتارمجموع المزروعمجموع عدد الأشجار بالألفمجموع عدد الأشجار المثمر بالألفالإنتاج بالطن
|
درعا | 54 | 53 | 107 | 42.460 | 35.420 | 1004 |
السويداء | - | 50 | 50 | 13.000 | 8.000 | 80 |
القنيطرة | - | - | - | - | - | - |
دمشق | 216 | 6 | 222 | 109.000 | 87.000 | 1284 |
حمص | 208 | 3 | 211 | 181.580 | 147.910 | 2957 |
حماه | 163 | 42 | 205 | 98.000 | 72.400 | 1410 |
الغاب | 57 | 15 | 72 | 11.420 | 9.590 | 729 |
إدلب | 384 | 692 | 1076 | 308.800 | 182.600 | 3104 |
طرطوس | 253 | 104 | 357 | 254.000 | 161.700 | 1420 |
اللاذقية | 101 | 300 | 401 | 338.800 | 243.000 | 2430 |
حلب | 2134 | 100 | 2234 | 1099.660 | 856.190 | 13622 |
الرقة | 18 | - | 18 | 9.460 | 9.460 | 200 |
دير الزور | 164 | - | 164 | 79.200 | 60.500 | 1201 |
الحسكة | 110 | - | 110 | 64.900 | 41800 | 836 |
المجموع | 3862 | 1365 | 5227 | 2610.180 | 1915.570 | 30297 |
التويج: مكون من 5-8 بتلات حمراء غالباً سائبة.
الأسدية : عديدة تخرج من السطح الداخلي للتخت الذي يمتد إلى أعلى المبيض والتخت أحمر اللون كالسبلات والبتلات.
المتك: صفراء باهتة كل منها ذو معين على شكل قلبي وتفتح جانبياً ولايحصل هذا التفتح قبل أن تتفتح الزهرة تماماً.
القلم: قصير إلى متوسط والميسم مطمور بين خيوط الأسدية وهي صغيرة بسيطة ذات لون أخضر.
المبيض : صغير (قد يكون لون القلم والمبيض أحمر) ويتركب من طبقتين مفصولتين بغشاء شفاف وكل طبقة تتألف من عدة حجرات (مساكن) يكون عددها خمسة مساكن في إحدى الطبقتين وثلاث في الطبقة الأخرى. وتتصل هذه المساكن بأغشية رقيقة شفافة وبكل حجرة يوجد بروز لحمي ثخين (وهو عبارة عن جزء من جدار المبيض) تلصق به المشيمة البذرية.
البذور : مضلعة قصرتها (القشرة الخارجية) طبقة رقيقة جيلاتينية مائية (عصير سكري أو حامضي أو لفان حسب الأصناف) وهو الذي يؤكل ويختلف لون العصير من أبيض إلى وردي إلى أحمر قان إلى خمري حسب الأصناف ، الطبقة الداخلية من القصرة جلدية قرنية يوجد بداخلها الجنين.
غلاف الثمار: عبارة عن أنبوبة الكأس التي نمت بداخلها المبيض وقمة الثمار عبارة عن السبلات نفسها وبداخلها الأسدية بمتكه الجافة ويختلف لون القشرة من أبيض مصفر أو مخضر إلى قرمزي داكن حتى الأسود حسب الأصناف ولون الأزهار حمراء زاهية قبل العقد ثم تتحول إلى ثمار صغيرة تكبر حتى النضج ويبقى اللون في الأصناف الحمراء أما الأصناف الفاتحة كالعربي والأبيض فإن اللون الأحمر يختفي وتبدو حمراء بعد العقد.
ويبدأ الإزهار في آذار في البوكمال ومنطقة الفرات ويتأخر إلى نيسان في الداخل والمناطق الجبلية وتحمل الأشجار عدداً كبيراً جداً من الأزهار ويسقط 70% منها لأنها عقيمة وتعرف بصغر حجم الأزهار اختزال أعضاء التأنيث فيها وهذه الأزهار بمجرد نضجها تسقط (شكل رقم 1).
التلقيح : في أزهار الرمان التلقيح ذاتي لانطمار الميسم بين الأسدية وخروج كمية كبيرة جداً من حبوب اللقاح ويعمل النمل على نقل حبوب اللقاح أحياناً عند زيارته لأزهار الرمان. ويلاحظ أن قشرة الثمار وأجزاء الأزهار وخرقها المشيمة والحواجز الشفافة ولحاء الأفرع والجذور ذا طعم مر قابض ويرجع إلى وجود مادة التانين tannins ويستخرج من الثمار والجذور مادة ضد الإسهال وضد الدودة الوحيدة.
طبيعة حمل البراعم الزهرية: تحمل البراعم الزهرية في الرمان في المواضع التالية:
1- جانبياً على الأفرع التي عمرها سنتان أو أكثر
2- جانبياً على الدوابر القصيرة المحمولة على الأفرع القديمة
3- طرفياً على الفريعات المتفتحة خلال موسم النمو حيث يتفتح البرعم عن فرع خضري يحمل في نهايته الزهرة وقد يحمل البرعم الطرفي برعمين زهريين وقد يحمل برعماً زهرياً وآخر خضرياً.
التركيب الكيماوي للثمار: إن نسبة البذور في ثمرة الرمان هي 70% من وزن الثمرة وإن نسبة العصير من البذور تبلغ 65% أي أن العصير هو دون النصف من وزن الثمار ويحتوي على المواد التالية:
مواد سكرية بروتين دهون حامض ستريك رماد
16 % 0.5% 0.3% 1.1% 0.7%
وتحتوي قشرة الثمار على نسبة من التانين حوالي 20%.
العوامل البيئية الملائمة: العوامل الجوية : شجرة الرمان تنمو في الظروف المناخية فتوجد مثلاً في الجبال حتى ارتفاعات 1300م فوق سطح البحر وتنمو بالسهول حتى حدود البادية في البوكمال وهي بذلك تتحمل درجات الحرارة المنخفضة دون الصفر شتاء دون ضرر يذكر كما تتحمل درجات الحرارة المرتفعة حتى 48 درجة مئوية بل يجود في المناطق الحارة في سوريا والتي لاتنخفض فيه درجة الحرارة شتاء لكسر طور الراحة لكثير من الأشجار المتساقطة الأوراق لدرجة أن براعم الرمان تتنبه في المناطق الدافئة وتعطي النموات الجديدة قبل غيرها من أنواع الفواكه.
ويلاحظ وجودها في الجبال الباردة – المنطقة الغربية الجبلية – إلا أن نموها وأثمارها يكون دون المناطق الداخلية حيث يلزم الرمان موسم نمو طويل تتوفر فيه كمية مرتفعة من الحرارة والجفاف خاصة أثناء نضج الثمار.
التربة: أفضل الأراضي لنجاح الرمان التربة الطمية ( الرسوبية) الخصبة الجيدة الصرف وينجح الرمان في أنواع كثيرة من الأراضي فيزرع في الأراضي الرملية الخفيفة والرسوبية والطينية ويتحمل ملوحة وقلوية التربة أكثر من غيره من الفواكه وكذلك سوء الصرف إلا أن الثمار الناتجة في الأراضي الرملية والغدقة يكون إنتاجها رديئاً.
ولايفوق الرمان في تحمل الظروف القاسية إلا النخيل والتين.
التكاثر : يمكن أن يتكاثر الرمان بإحدى الطرق التالية :
1- العقل : هي الطريقة العملية والمفضلة في إكثار الرمان وتحضر العقل من أفرع التقليم الناضجة الطويلة وخاصة السرطانات وفي بعض الأحيان تؤخذ من الفروع القديمة ذات عمر سنة أو أكثر ويكون طول العقلة 25 سم وقد تكون العقلة أطول من ذلك إذا أريد زراعتها بالمكان المستديم مباشرة.
وقد تجمع العقل خلال كانون الأول والثاني وترزم كل 100 عقلة في رزمة وتحفظ في خنادق تربتها خفيفة جيدة الصرف وتردم بالتراب حتى آذار موعد الزراعة حيث تحفظ مقلوبة لتكون الكالاس على العقل فيسهل خروج الجذور عليها. وقد تحفظ العقل بعد تجهيزها في مراقد البذور المستعملة بالمراكز الزراعية مع ملاحظة عدم جفاف تربة الخنادق أو المراقد خشية جفاف العقل ولذا يجب ري التربة والرمل اللذان يغطيان العقل كل فترة مع الاحتراس من الرطوبة الزائدة لأن ذلك يسبب تعفن العقل وتلفها وتزرع العقل مائلة بموازاة الخط والآخر 80 سم لكي يمكن إجراء عمليات الخدمة كالعزيق آلياً وتدفن معظم العقل باستثناء البرعم الطرفي وتروى بعد الزراعة مباشرة حيث يخشى على الجذور الرهيفة المتكونة على العقل من الجفاف عند عطش التربة.
وجد عملياً أن أفضل العقل نجاحاً هي التي يكون قطرها (ثخانتها) 11-16 مم . حيث نسبة نجاحها أكبر والنباتات الناتجة منها أفضل مما سواها من العقل الطرفية أو الخشبية.
ويمكن استعمال العقل الغضة الطرفية في إكثار الرمان وذلك صيفاً ضمن الصوب الزجاجية وكذلك العقل الجذرية غير أنها بطيئة النمو وغير اقتصادية.
2- التطعيم : تطعم غراس الرمان الناتجة من أصول بذرية أو من السرطانات بأصناف جيدة وذلك بطريقتين :
أ- أما بالعين في الغراس النامية باكراً ( والمراد إكثار صنف معين يصعب تأمين العقل منه ويجري ذلك في تموز وآب وأيلول).
ب- بالقلم شتاء على أصول بذرية أو على السرطانات التي تعطيها جذور النباتات.
3- الترقيد : وتتبع هذه الطريقة أحياناً حيث يدفن سرطان بالتربة بجانب شجرة الرمان ثم يترك مدة سنة أو سنتين حتى تتكون الجذور عليه ثم يفصل ويقسم إلى بضعة نباتات لكل نبات مجموع جذري مستقل يزرع بعدها في المكان المستديم.
4- السرطانات: تنمو بجوار شجرة الرمان كثير من السرطانات فتقطع مع جزء من جذع الشجرة (كعب) وتزرع بالمكان المستديم حيث تتكون الجذور بسهولة على الكعب وهذه الطريقة متبعة في إكثار الرمان في مصر.
5- البذور: وتتبع هذه الطريقة لاستنباط أصناف جديدة وهي غير عملية ومتعبة وتحتاج إلى عناية كبيرة حيث تزرع في مراقد البذور وتوالى بالرش حتى إنبات البذرة ثم تفرد بالمشتل وتوالى بالعناية حتى تصبح غرسة قابلة للنقل والزراعة في المكان المستديم.