دليل المزارع
في تسميد المحاصيل الحقليةالفصل الأول أساسيات تسميد المحاصيل الحقلية:مقدمة:يقصد بالتسميد: إضافة العناصر الغذائية التي يحتاجها النبات والتي لاتوجد في التربة على صورة صالحة لامتصاص النبات أو لاتكون موجودة بالكميات اللازمة لإنتاج أكبر محصول اقتصادي ممكن من نبات معين.
ويقصد بالسماد: كل مادة طبيعية أو صناعية يمكن إضافتها للتربة وتستطيع إمداد النبات المزروع بعنصر غذائي أو أكثر.
ويهدف التسميد: إلى رفع خصوبة التربة ومقدراتها الإنتاجية وتصحيح التوازن بين كميات العناصر الغذائية المختلفة في التربة.
ويمكن تقسيم العناصر الغذائية حسب تأثيرها على المحصول إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: عناصر يتناسب نمو النبات ومقدار محصوله على مقدار مايوجد منها في التربة ويزداد المحصول بزيادة كمية هذه العناصر بطريق التسميد وفي الحدود الاقتصادية والعملية وهذه العناصر : الآزوت ، الفوسفور، البوتاسيوم.
المجموعة الثانية: عناصر ذات تأثير فعال إذا وجدت بكميات قليلة نسبياً وتعطي أكبر محصول متى توفرت بهذه المقادير القليلة ولكن لاتتبع زيادتها في التربة زيادة في المحصول. وتشمل هذه المجموعة عناصر : الكبريت والكالسيوم ، والمغنزيوم والحديد.
المجموعة الثالثة: عناصر ذات فعل قوي جداً إذا وجدت بمقادير صغيرة جداً وإذا زاد مقدارها عن حدود معينة أصبحت سامة قاتلة للنبات ويدخل ضمن هذه المجموعة : البورون، والنحاس، والمنغنيز، والزنك ، والموليبدنيوم.
1- العلاقة بين التسميد والمحصول:تعتمد العلاقة مابين التسميد والمحصول على الحقائق التالية:
- تختلف الاحتياجات الكلية من العناصر الغذائية حسب أنواع المحاصيل وأصنافها ومجالات استخدامها.
- تختلف احتياجات المحصول الواحد من العناصر الغذائية حسب مراحل النمو المتعاقبة التي يمر بها من الإنبات حتى القطاف أو الجني أو القلع أو الحصاد.
- تختلف احتياجات المحصول الواحد من العناصر الغذائية حسب نوع الزراعة مروية أم بعلية وبحسب كميات مياه السقاية أو الأمطار.
- يتم استخدام الأسمدة لتأمين احتياجات المحصول من العناصر الغذائية إضافة لما هو متوفر في التربة مع ضرورة تحقيق مردود مجز اقتصادياً والمحافظة على خصوبة التربة.
- إن نجاح عملية التسميد مرهون بمعرفة المبادئ الأساسية التالية:
أ- نوع السماد المفضل لتربة ما ولمحصول معين.
ب-كمية السماد الاقتصادية التي يمكن استعمالها وترتبط الكمية بالعلاقة السعرية ابين سعر المحصول وسعر الأسمدة.
ت-طريقة إضافة السماد المناسبة
ث-الموعد الملائم لإضافة السماد
ويمكن تحديد هذه الأسس عن طريق إجراء تجارب التسميد الحقلية السنوية منها والمستديمة حيث أن موعد إضافة السماد يتوقف على معرفة الفترات التي يكون النبات فيها بحاجة للسماد وهي فترات فيزيولوجية خاصة بالنبات مثل فترة الإشطاء في الحبوب وتكوين الجذور في الشوندر السكري ومرحلة التحول إلى النمو الزهري والثمري في نبات القطن، أما طريقة إضافة السماد فهي رهن بمعرفة سرعة حركة العناصر الغذائية في التربة ويرتبط ذلك بالصفات الكيميائية للتربة، ورطوبة التربة،...
2- أسس تسميد المحاصيل العشبية والصناعية (شوندر سكري) تبغ قطن .. الخ:تشكل هذه المحاصيل رأس الدورة الزراعية وتتلقى خدمات زراعية جيدة منذ تحضير التربة للزراعة وحتى نهاية عمر المحصول وتتميز هذه المحاصيل بالسمات التالية:
- إنها محاصيل حساسة لإضافة الأسمدة العضوية التي يستطيع النبات الاستفادة الكبيرة منها لأن هذه المحاصيل تنمو عموماً خلال الأشهر ذات الحرارة المرتفعة نسبياً وإذا لم يتوفر السماد العضوي بكمية كافية فإنه يمكن طمر قش المحاصيل السابقة أو الاستعانة بالتسميد الأخضر.
- إن معظم هذه المحاصيل تنمو صيفاً حيث يصبح الماء هو العامل المحدد الأول للمردود وتعمل المادة العضوية على زيادة قدرة التربة على الاحتفاظ بماء السقاية.
- إن جذور هذه المحاصيل تتعمق في التربة ويجب أن تجد العناصر الغذائية بكميات كافية لتحقيق نمو سريع وكبير . إن طمر السمادين الفوسفاتي والبوتاسي مع آخر فلاحة ولعمق جيد يوزع هذين العنصرين في منطقة انتشار الجذور أما الآزوت فيجب أن تتوافق إضافته حسب مراحل نمو النبات وأن يعقب ذلك سقاية الحقل مباشرة.
- تؤمن هذه المحاصيل جزءً جيداً من تغذيتها من العناصر الغذائية الناتجة من تحول مخزن التربة من العناصر الغذائية إلى صورة صالحة لامتصاص النبات خلال فصل الصيف لذا نجد أن هذه المحاصيل حساسة جداً للظروف الجوية المحددة لوتيرة التحولات المعدنية في التربة وقد تستجيب هذه المحاصيل في بعض السنوات استجابة غير جيدة لإضافة الأسمدة وخاصة في الأراضي الخصبة حيث يستفيد النبات من مخزون التربة استفادة عظمى , ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار لدى تسميد هذه المحاصيل وخاصة الشوندر السكري والتبغ والقطن:
أن الهدف من زراعة الشوندر السكري هو الحصول على أعظم كمية من السكر في الهكتار ولتحقيق ذلك يجب الحصول على نمو خضري سريع لتركيب المواد الضرورية لنمو الجذور وتكون السكر لذا يجب أن تغطي الأوراق سطح التربة بأسرع وقت ممكن وكذلك الحصول على حجم مناسب للجذور لأن نموها يتوقف وتتحول بعدئذٍ إلى تخزين السكر في المرحلة النهائية لعمر المحصول .
ويلعب موعد الزراعة أهمية كبيرة في استفادة هذا المحصول من الأسمدة المضافة حيث وجد أن الزراعة المتأخرة تؤدي إلى الحصول على جذور فقيرة بالسكر من جهة وتحتوي على كمية أكبر من الآزوت الضار الذي يعيق استخلاص السكر لذا يجب تحاشي إضافة الآزوت بوقت متأخر.
إن الهدف من زراعة التبغ هو الحصول على أكبر مردود ممكن ومواصفات ممتازة ويمكن أن يؤثر التسميد على مواصفات التبغ ويمكن الإشارة إلى مايلي:
ضرورة وأهمية التسميد العضوي قبل الزراعة بفترة كافية.
يزيد الآزوت المحصول بشرط ألا تزيد الكمية المضافة منه حيث ينشط النمو ويحسن صفات التبغ (أوراق ذات سمك جيد وتتحمل التجفيف دون أن تتكسر) ويفضل التبغ الأسمدة النتراتية أو النتراتية النشادرية ولكن يجب ملاحظة النتائج الممتازة لاستخدام اليوريا قبل الزراعة بشرط أن تطمر جيداً في التربة وقبل فترة كافية من زراعة الشتول لتتمكن من التحول إلى آزوت تنتراتي صالح للامتصاص.
ينشط الفوسفور نمو ونضج أوراق التبغ ويعطي الأوراق لوناً جيداً ولكن يجب الانتباه إلى أن احتياج التبغ إلى عنصر الفوسفور محدود ويحذر من إضافة كميات زائدة من السماد الفوسفاتي.
يعمل البوتاس على تحسين نوعية أوراق التبغ ( النعومة، مقاومة النسج والاحتراق) ويفضل استخدام سماد سلفات البوتاس.
إن الهدف من زراعة القطن هو الحصول على أكبر كمية ممكنة من القطن المحبوب وأن تكون مواصفات شعيرات القطن عالية .
ويستجيب محصول القطن استجابة عالية للتسميد الآزوتي والفوسفاتي ووجد بنتيجة التجارب أنه يمكن الحصول على مردود ممتاز إذا أضيفت الأسمدة الفوسفاتية قبل الزراعة وطمرها على عمق كاف وإذا تمت تجزئة السماد الآزوتي على عدة دفعات :
الدفعة الأولى قبل الزراعة
الدفعة الثانية بعد التفريد
الدفعة الثالثة قبل التزهير
وترتبط استفادة محصول القطن من الأسمدة المضافة ارتباطاً كبيراً بكميات من المياه التي تؤمن لسقايته كما أن التبكير بالزراعة أفضل عموماً حيث يتم النمو الخضري والتحول إلى النمو الثمري ونضج الجوز في وقت مبكر يسمح بجني نسبة كبيرة من الجوز المتكون ويلعب الفوسفور دوراً واضحاً في التبكير بنضج القطن.
أسس تسميد محاصيل الحبوب (قمح – الشعير، الشوفان، الرز... الخ):
تستجيب هذه المحاصيل استجابة جيدة للتسميد الآزوتي والفوسفاتي سواء في الزراعة المروية أو البعلية وعموماً تضاف الأسمدة الفوسفاتية بكمية كافية قبل الزراعة أما الآزوت فيضاف على دفعتين الأولى قبل الزراعة والثانية لدى الإشطاء.
إن مردود الحبوب بوجود تغذية فوسفاتية وبوتاسية يرتبط إلى حد كبير بالآزوت ويحسن هنا التذكير بما يلي:
تمتص جذور محاصيل الحبوب الآزوت من بداية فصل النمو حتى النضج ولكن الجوع للآزوت يكون أكثر بروزاً في مرحلة الإشطاء التي تحدد المردود عملياً.
إن إضافة الآزوت لدى الإشطاء تؤدي إلى نمو كبير ويحتاج هذا النمو الكبير للآزوت في المراحل اللاحقة حيث وجد أنه كلما كان الإشطاء جيداً كلما كان احتياج النبات للآزوت في مرحلة ظهور السنابل والأزهار كبيراً.
للحصول على مردود عالي يجب تغذية محاصيل الحبوب بالآزوت جيداً حتى مرحلة النضج لأن الجوع للآزوت في أي مرحلة من مراحل النمو يترجم عملياً بانخفاض المردود حيث يؤدي هذا الجوع إلى إشطاء محدود وعدد قليل من السنابل وانخفاض عدد الحبوب في السنبلة ونقص وزن الحبوب. ونذكر هنا بأن المردود هو :
عدد السنابل × عدد الحبوب في السنبلة × وزن الحبة.
حتى تستفيد محاصيل الحبوب بشكل جيد من الآزوت يجب أن تكون كثافة البذار مناسبة وأن يسمح عدد النباتات بالاستفادة القصوى من الآزوت وخاصة في مرحلة الإشطاء.