Eng. Ahmedzoubaa Admin
عدد المساهمات : 1216 تاريخ التسجيل : 28/08/2010 العمر : 50
| موضوع: الشمس لها مفاجآت أيضا الخميس 2 ديسمبر 2010 - 16:46 | |
| "منقول من صحيفة الشرق الاوسط" لورنس جوزيف
على الرغم من التحذيرات فإن نيو أورليانز لم تكن مستعدة لضربة إعصار شديدة، فقد صدمت أميركا بإعصار كاترينا، وهو إعصار يأتي مرة واحدة في العمر، ضرب المنطقة قبل خمس سنوات في هذا الشهر.. ونحن بالمثل لسنا مهيئين لكوارث طبيعية محتملة أخرى: عواصف شمسية وانفجارات للغازات على سطح الشمس لتطلق قدرا هائلا من الطاقة.
وأحيانا، يمكن لعاصفة شمسية كبيرة أن تصب طاقة على الأرض تؤدي إلى تعطيل كل شبكات الكهرباء. وقد يؤدي انطلاق موجة هائلة من الطاقة، وهو الأمر الذي يحدث مرة كل قرن، إلى تعطيل كل شبكات الكهرباء في جميع أنحاء العالم لعدة أشهر أو حتى لعدة سنوات. وقد مرت تسعون عاما منذ آخر عاصفة عملاقة، لكن العلماء يقولون إننا اقتربنا من فترة أخرى من النشاط الشمسي العالي.
وهذا ليس خيالا علميا، فعلى الرغم من أنها أقل حدوثا من الأعاصير الكبيرة، فإن عددا من العواصف الكبيرة قد ضرب الأرض على مدى السنوات المائة والخمسين الماضية، وكانت أشدها العواصف التي حدثت في عامي 1859 و1921. ووقعت هذه العواصف قبل التطور الكبير الذي شهدته شبكة الكهرباء الحديثة؛ وكان يمكن أن يتكلف التعافي من عواصف بهذا الحجم اليوم ما يصل إلى تريليوني دولار في السنة ويستمر لعدة سنوات.
ولا يجب أن تكون العواصف شديدة لكي توقع ضررا، ففي مارس (آذار) 1989، أدى انفجاران شمسيان أصغر إلى تعطيل عمل معظم شبكة الكهرباء في مقاطعة كيبيك، مما ترك الملايين من دون كهرباء لمدة تسع ساعات. وحدثت عاصفة أخرى ضعيفة في عام 2003، تسببت في انقطاع الكهرباء في السويد ودمرت 14 محولا للضغط العالي في جنوب أفريقيا.
وتجربة جنوب أفريقيا لها دلالة خاصة في هذا السياق، فالعاصفة كانت ضعيفة نسبيا، لكنها تسببت في تدمير المحولات، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أجزاء من البلاد لعدة أشهر، وذلك لأن محولات الضغط العالي، التي تنتج كميات هائلة من الكهرباء، تمثل الجزء الأكثر حساسية في شبكة الكهرباء، ويمكن لموجة كهرومغناطيسية قوية بسهولة أن تصهر أسلاك الشبكة المصنوعة من النحاس، مما يؤدي إلى تلفها وعدم قابليتها للإصلاح.
بل الأسوأ من ذلك أنه من الصعب استبدال تلك المحولات، فهي تزن ما يصل إلى 100 طن، لذلك لا يمكن نقلها بسهولة من المصانع في أوروبا وآسيا، حيث يتم تصنيع معظمها. وحتى الآن توجد بالفعل قائمة انتظار لثلاث سنوات خاصة بطلبات الحصول على محولات جديدة.
ومن دون إعداد ضخم، فنحن نجازف بحدوث كارثة أعظم من إعصار كاترينا. وانقطاع أو تقلص الكهرباء سيعني انعدام أو تعطل الاتصالات والتبريد وتنقية المياه والوقود، وقد تتعرض عملية تطبيق القانون والأمن القومي إلى خطر.
ولحسن الحظ، هناك الكثير من الدفاعات للحماية من العواصف الشمسية، أهم هذه الدفاعات هي شبكة الكبت، وهي عبارة عن نماذج عملاقة من الأجهزة التي نستخدمها في المنزل لحماية أجهزة الكمبيوتر. وهناك نحو 5000 محول معرضة للخطر في أميركا الشمالية وتكلفة كل شبكة كبت كهربي تبلغ 50000 دولار، لذلك يمكننا حماية شبكة الكهرباء بتكلفة تبلغ نحو 250 مليون دولار.
وفي وقت سابق من هذا العام، أقر مجلس النواب الأميركي مشروع قانون يسمح للبيت الأبيض بالطلب من سلطة المرافق اتخاذ تدابير لحماية شبكة الكهرباء، على أن تسترد التكاليف من العملاء بعد ذلك. وللأسف، فإن مشروع القانون المرافق في مجلس الشيوخ لا يتضمن هذا البند.
هذه ليست قضية خاسرة، فما زال بإمكان المشرعين إدراج موضوع حماية الشبكة، وإذا لم يفعلوا ذلك فيمكن أن نواجه مشكلة قريبا: أن الفترة المقبلة من النشاط الشمسي الكثيف ستكون في أواخر عام 2012. وبعد أن كنا غير مستعدين لمواجهة الكارثة الطبيعية التي تعرضنا لها مؤخرا، فإننا سنكون قد ارتكبنا خطأ فادحا إذا لم نستعد للكارثة المقبلة.
* مؤلف كتاب: «العاقبة: دليل الاستعداد والنجاة من كارثة 2012»
| |
|