مصراوي عضو فعال
عدد المساهمات : 762 تاريخ التسجيل : 28/08/2010 العمر : 45
| موضوع: الذئب الغبي الثلاثاء 30 نوفمبر 2010 - 21:04 | |
| الذئب الغبي سال الذئب الثعلب : - كيف توقع بفريستك أيها العزيز؟ أجاب الثعلب : - بالدهاء يا صاحبي.. فهو أفضل وأنجع من المخالب الحادة. فكر الذئب قليلاً ، ثم قال : - ولكنه غير مضمون.. هل تنجح في ذلك دائماً ؟ ابتسم الثعلب ، وقال بزهو : - طبعاً .. فأنا أستخدم عقلي جيداً . قال الذئب : - ولكن كيف؟ قال الثعلب : - أنا أعمل دائما على أن اكسب ثقة الحيوانات المستضعفة .. إنها تأمن للكلام ، وتكره من يؤثر المخالب..على اللسان .. ألست معي في ذلك؟ غمغم الذئب : - يا لك من خبيث .. وماذا بعد ؟ - بعد أن تأمن الفريسة لي ، آخذها إلى مخبيء.. وهناك ينتهي كل شيء. وبعد أن استوعب الذئب الدرس ، ودَّع صديقه ، وتابع تجواله في الغابة ، ولم تمض لحظات ، حتى برز من بين الأشجار أرنب صغير. صعق الذئب للمفاجأة ، وهم بالانقضاض على الأرنب، ولكنه تذكر الدرس، فتمالك نفسه ، وقال بصوت هادئ: -أوه أيها الأرنب العزيز .. ما بك ترتجف.. لا تقل إنَّك خائف مني؟! قال الأرنب وهو يرتعد : - ولكنني خائف بالفعل . قال الذئب : - لا لا تخف.. لقد تركت تلك العادة السيئة ، وهجرت أكل اللحوم ، وانصرفت إلى الأعشاب. فطن الأرنب لمراد الذئب، فتحايل هو الأخر: - أوه إنه لخبر مفرح.. منذ متى كان ذلك؟ - منذ سنة تقريباً . - ولماذا ؟! - لقد أمرني الطبيب بالابتعاد عن اللحوم ، ونصحني بتناول الأعشاب إذا أردت أن احتفظ بقلب نشيط وقوي. فكّر الأرنب : ( ذئب ويقتات بالأعشاب؟!!.. يا لها من كذبة لا يصدقها حتى المجانين!) ثم التفت إلى الذئب : لا شك أن الأعشاب مفيدة للجسم. قال الذئب: - بل أنها رائعة !.. انظر .. لقد زال نحولي، وعادت إليّ الصحة منذ امتنعت عن اللحوم، وانصرفت إلى الأعشاب! هزَّ الأرنب رأسه موافقاً ، ثم قال بحزن : - إن الأعشاب تشفي من جميع الأمراض .. لقد طلبت مني أمي أن احضر عشبة خاصة لأبي المريض.. إنها عشبة تعلوها أزهار سوداء قيل أنها تكثر قرب المياه، فهلا ساعدتني في العثور عليها لنحملها إليه؟ قال الذئب : - بالطبع.. فمروءتي لا تسمح لي بالتقاعس عن نجدة مريض. قال الأرنب : - إذن أنت تبحث في الجهة اليسرى للغدير ، وأنا أبحث في الجهة الأخرى . إنها عشبة تعلوها أزهار سوداء .. لا تنس ذلك. انطلق الذئب يبحث عن العشبة التي لا وجود لها، وهو يمنّي النفس بافتراس عائلة الأرنب بأكملها . أما الأرنب ، فما إن غاب عن أنظار الذئب حتى أطلق ساقيه للريح، وراح يعدو فرحاً بنجاته من موت محقق.
| |
|