رسالة مصرية ثقافية
مرحبا بك أخي الزائر نشكر زيارتك ونتمني انضمامك للمنتدي
زيارتك تسر إدارة المنتدي ومشاركتكك تسعدنا وتساهم معنا بارتفاع الثقافة العامة
بعض المنتديات الفرعية والموضوعات
لا يمكنك الإطلاع عليها إلا بعد التسجيل كعضو في المنتدي
رسالة مصرية ثقافية
مرحبا بك أخي الزائر نشكر زيارتك ونتمني انضمامك للمنتدي
زيارتك تسر إدارة المنتدي ومشاركتكك تسعدنا وتساهم معنا بارتفاع الثقافة العامة
بعض المنتديات الفرعية والموضوعات
لا يمكنك الإطلاع عليها إلا بعد التسجيل كعضو في المنتدي
رسالة مصرية ثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة مصرية ثقافية

ثقافية - علمية - دينية - تربوية
 
الرئيسيةرسالة مصريةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ...((راسبوتين))...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

...((راسبوتين))... Empty
مُساهمةموضوع: ...((راسبوتين))...   ...((راسبوتين))... Emptyالسبت 27 نوفمبر 2010 - 15:19


راسبوتين




...((راسبوتين))... 200px-Rasputin_pt


لما كان صغيراً في الإسطبل كان أبوه حوذياً، وكان هذا الصغير يحنو على أعناق الخيول ويخاطبها بصوت منخفض، وبعد حين ولما أصبح في القصور، كان يحدث الأعناق المتوجة بصوت عال!

لقد أطاعه البشر كما أطاعه الحيوان بكل انقياد. واستطاع راسبوتين أن يقول وهو يهز قبضته القروية الضخمة:

- إني قابض على الإمبراطورية الروسية بيدي هذه الكبيرة!

رأس كبيرة، وشعر طويل قاتم لماع كأنه مغسول بالزيت ومفروق على الجبهة، أنف عريض، عينان متقدتان تحت حاجبين كثيفين، ليس لعينيه لون واضح، لكن تألقهما غريب – وفي بياض إحداهما اصفرار – وفم واسع يعلوه شاربان اسودان، ولحية غير مهندمة، وجلد مدبوغ متغضن عابق الاحمرار.

يقول البرنس يوسوبوف أن سحنته تدعو للنفرة والكراهية، ولكن النساء لسن من هذا الرأي فيه، فإنهن ماعدا قليلات، يرين محياه رائع الجمال، جليلاً، قدسياً، وكانت نظراته تهيجهن حتى يفقدن القوة أمامه، وليست القرويات وحدهن يقلن هذا، بل الاستقراطيات والغراندوقات، وزوجات الوزراء وكبار الموظفين، إن غريغوري راسبوتين ساحر بطبيعته وبمهنته!

كان خطيباً على بساطة وتواضع، وعالماً باللاهوت كأكبر علماء الكنيسة في روسيا. كان شديد التمسك بالمذهب الديني الذي يدين به، ويضحي في سبيله بكل شيء، فهو من فئة "الكليستي" التي تبغض الزواج وتوصي بممارسة كل أنواع الغرام، وتسعى للوصول إلى الكمال عن طريق الخطيئة، وهذه الممارسة أفضل ما تكون عنده في اختلاط الأجناس، وقد عرفت هذه الطريقة في القرون الوسطى وتخللت كثيراً من عبادات الهراطقة القدماء.

يحق لغريغوري راسبوتين أن يحمل لقب كاهن الكليستي الأعظم، ففي قاعة استقباله كانت النساء من مختلف الطبقات يأتين إليه طالبات معونته، فكان يغفر لهن ذنوبهن، وكان يدخل بالسعيدات منهن إلى حجرته فيخرجن باسمات، معتقدات بأنهن نلن الغفران والكرامة، ويقول للواحدة منهن:

- اذهبي يا صغيرتي.. كل شيء على ما يرام!

وإذا كان غريغوري راسبوتين قد لعب دور الشافي الروحي والزمني، فهو لا يختلف في هذا عن أولئك المنومين المغناطيسيين، المشعوذين أو البله الذين أنجبتهم روسيا.. ولكن قوته المغناطيسية كانت فسيحة المدى وتدعو للإعجاب بحيث اكتسب ثقة الجماهير، أما سبب هذه الشهرة فقد جلبته حادثة الطفل الصغير!

...((راسبوتين))... 300px-Ww_nicholas_01

وهي أن ابن القيصر نقولا الثاني آخر نسل القياصرة، أصيب بعلة النزيف التي ورثها عن أسرته الألمانية من جهة والدته، وقد قام الكثير من الأطباء والممارسين يبذلون جهوداً عظيمة لشفائه فلم يفلحوا، وجاء راسبوتين ملبياً دعوة إحدى الغراندوقات، قائلاً لها:

- قولي للإمبراطورة أن تكف عن البكاء، سأشفي صغيرها، وستكون وجنتاه حمراوين عندما يصبح جندياً!

وبالطبع تحسن الولد، واصبح لا يطيق فراق الأب غريغوري الذي كان يقص له قصصاً لذيذة، فينومه ويخفف عنه داءه. وفي القصر الإمبراطوري كان القيصر والقيصرة يعيشان في عزلة مع أهل البلاط داخل غرف مقفلة لا يستطيعان معها الاطلاع على الأخبار المكدرة عن شقاء الشعب. وغدا راسبوتين السيد الحقيقي يأمر وينهي على كبار الوزراء والموظفين ورجال الدين، وهو يعيش عيشة المرح السابقة بين لهو وحب وغرام.

القيصر والذي كان يسمى "بابا" كان لا يحلف إلا بإسمه، والقيصرة تستشيره في كل شيء، وعندما لا يكون الأب غريغوري في القصر يدق التلفون بلا انقطاع، بيد أن هذه الثقة وهذه السيطرة لم تسكر صاحبنا، فظل بعيداً عن كل مجاهلة، عن كل ممالقة، ويقول رأيه بجلاء.. كان يضع البلاط – في الواقع – كله على ركبتيه كافضل وزير دبلوماسي.

ومن الخطأ يقال أنه هو الذي قاد روسيا إلى الدرك السفل، والمهم في حياته أنه ظل وهو في ظل القصر الإمبراطوري فلاحاً روسياً يتكلم كفلاح، ويعطي القيصر والقيصرة النصائح كفلاح، وفي العام 1914 قبيل نشوب الحرب، كان راسبوتين في المستشفى بسبب اعتداء امرأة تسمى غوسيفا سلحها أعداؤه فغرست مدية في احشائه وهي تصيح " قتلت عدو المسيح!".

وقد نجا من الحادث ولكنه كان في المستشفى هائجاً غاضباً لئلا يفعل "بابا" في غيابه شيئاً مؤذياً، وقد كتب إليه يقول:

" يا صديقي العزيز، كل شيء مظلم حولنا، خضم من الدموع، وما أكثر الدماء الجارية!.. أنا أعلم أن الجميع يطلبون منك الحرب، الجميع حتى المخلصون أنفسهم، ولا يرون أنهم يتواثبون إلى الكارثة.. لا تدع الحمقى ينتصرون، ولا تدع الشعب يسير إلى الخسران وراءهم.. إن روسيا ستغرق في الدم والبؤس العظيم والبلاء اللانهائي".

بيد أن طعنة غوسيفا الرعناء قد أضاعت الوقت على راسبوتين، فالحرب قد أعلنت!

قال لفيروبوفا، المتيمة به، وهي في الوقت نفسه صديقة القيصر وصديقة الإمبراطورة:

- هذه الحرب لن تنفع الفلاحين بشيء، هي حرب الأسياد، وفي نهايتها سيذهب جميع الأسياد إلى الشيطان، الفلاحون لا حاجة لهم بهذه الحرب، هم عراة بدونها.

وحينما كان يقول ذلك غدا وجهه مخيفاً، وتطاير الشرر من عينيه، حتى أن فيروبوفا وهي بالأصل ضعيفة الأعصاب، أخذت ترتعش وتنتفض.

وكلما مرت الأشهر ازدادت أخطاء الحكومة القيصرية، وتوالت هزائم جيشها، وتوالت على روسيا النكبات، وكان حقد راسبوتين على الحرب قد بلغ منتهاه، فكان يقول:

- الجنود هم رجال من لحم ودم، وليسوا بيادق شطرنج ليلعب بهم!

وحاول إقناع القيصر بإنهاء الحرب، فأجابه والدموع في عينيه:

- الآن لا سبيل إلى ذلك.

فأجابه راسبوتين:

- حذار! إنك ستنتهي إلى الرايات الحمراء!

...((راسبوتين))... Rasputin-PD

ولما رأى راسبوتين أن لا حيلة له في إفهام القيصر، صب نقمته على كبار الأمراء، وكان يتناول اعتمادات من اليهود المنفرطة قلوبهم جزعاً من الحرب، إذ رأوا عهد المذابح يوشك أن يتجدد، فأقال من منصب القيادة العليا في القوقاز الجنرال الغراندوق نيقولا نيقولافتش.

وفي وسط قصر كاترين الثانية كان الفلاح غريغوري راسبوتين السلمي، بل الشيوعي يقود حملة شعواء على الأرستقراطيين فيقول:

- سيذكرني هؤلاء الكلاب، بالأمس كان النبلاء، أما اليوم فالفلاح هو المسيطر، سنأخذ الأرض، وسنأخذ المال، يريد هؤلاء الأسياد النصر، ولكن الفلاح يهزأ بالنصر، فهو لا يريده وإنما يريد قسمة الأراضي، إن الحرب معناها الموت للشعب والقيصر فلماذا يتنزه هؤلاء الأسياد في موسكو وفي سان بطرسبورغ بينما الفلاحون هناك يتضورون جوعاً، اذهبوا أيها الأسياد إلى خنادق القتال!

ولكن لمَ لم يذهب هو إليها؟!

هذا السؤال لم يخطر بباله، كان يعتبر نفسه مصلح أخطاء الناس، ورسول المساواة. وكان في نقمته على جنون الحرب لا يقبل هوادة، ولا يعجبه أي تدبير.

وأما الدوما فكان في رأيه ألعوبة، فهذا المجلس لا يتألف إلا من كبار الملاكين والأغنياء وليس فيه فلاح واحد، ويقولون فوق ذلك أنه "ممثل الشعب"!

وكتب إلى القيصر يوماً يقول:

" بابا، ارسل أعضاء الدوما إلى منازلهم، فهل يظن مستشاروك أن الحرب وجدت لينعموا بالأموال والزينة؟! اطردهم إلى جبهة النار! لقد خرج البابا من حرب اليابان السابقة بجرح يدمى ثم يندمل أما الحرب الحاضرة فلا اندمال لها.. الحرب هي العدو القاتل لنا"

والحق أن هذا الممسوس المغوي للنساء، أصبح خطراً لا يطاق بنظر البعض، ينبغي إسكاته، وهذا ما سعى إليه الأرستقراطيون، وجرى التنفيذ في قبو قصر يوسبوف في ليلة 16-17 كانون الأول 1916. فارتاع لمقتل راسبوتين القيصر والقيصرة والهائمات به، أما القتلة فقالوا:

"لقد أنقذنا روسيا"!

ولكن في مضارب روسيا وسيبيريا كانت النساء يبكين موت الأب غريغوري عدو الحرب، صديق الفلاحين، شافي جراح الروح.

وقد دفن جثمان راسبوتين المثقب بالرصاص في حديقة قصر القيصر، ولكن في 10 آذار 1917 نبشه جنود الجيش الأحمر ورشوه بالبترول ثم أحرقوه في غابة باركولوفو.

ترى أكانوا عادلين؟!

**

المصدر " عشرون سنة بعد الحرب 1938"

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
...((راسبوتين))...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسالة مصرية ثقافية :: قسم العلوم التربوية والأدبية :: شخصيات تاريخية-
انتقل الى: