الحد من تلوث البيئة بالمبيدات الحشرية
أ ) دور البلديات في تخفيف حدة تلوث البيئة :
بناءً على موافقة معالي وزير الشئون البلدية والقروية على التوصيات الصادرة عن الاجتماع الخامس لرؤساء أقسام صحة البيئة بالأمانات والمديريات وبعض البلديات والمجمعات القروية فإنه يجب الاهتمام بما يلي :
1. توجيه الجهد الرئيسي لأعمال النظافة العامة حيث يستتبع ذلك بالضرورة :
أ – خفض كثافة الحشرات والقوارض .
ب- خفض حجم المبيدات المستعملة .
ج - خفض التلوث بالكم الهائل من المحروقات المستخدمة في تخفيف المبيدات (ديزل – كيروسين).
2. التركيز على مكافحة الحشرات في بؤر التوالد كالمرمى وحاويات جمع النفايات وتجمعات المياه الراكدة (المستنقعات).
3. التنسيق بين كافة البلديات والأمانات والإدارة العامة لصحة البيئة لتنظيم برامج المكافحة السنوية لتجنب ظهور المقاومة Resistance.
ب) أهم العوامل التي تساعد البلديات في تخفيف حدة تلوث البيئة بالمبيدات أو المذيبات البترولية :
أولاً : وقف استخدام التضبيب الحراري (الضباب) لمكافحة الحشرات الطائرة بالشوارع والميادين العامة وكافة الأماكن المفتوحة :
تعتبر عمليات مكافحة الحشرات باستخدام وسيلة التضبيب الحراري Thermal Foggin غير مجدية من الناحية التطبيقية في الأماكن المفتوحة حيث يلاحظ ما يلي :
1. تعتبر وسيلة التضبيب الحراري أقل وسائل مكافحة الحشرات في الأماكن المفتوحة كفاءة حيث لا تتعدى نسبة موت الحشرات بهذه الوسيلة 10% (مطلوب نسبة فيما بين 85 و 90%).
2. تعتمد هذه الوسيلة في مكافحة الحشرات على عاملي تركيز المبيد (الضباب) وزمن تعرض الحشرات ، ولأن الأماكن المفتوحة لا تفي بفترة تعرض مناسبة فقد دفع ذلك الشركات المنتجة للتوصية غالباً بجرعات أكبر من المبيد مما يزيد من فرص تلوث البيئة.
3. تتحول بعض المبيدات بتأثير الحرارة لمركبات أشد سمية بمئات الأضعاف في حين يتكسر البعض الأخر بفعل الحرارة.
4. نظراً لأن الأعداء الطبيعية (مفترسات ومتطفلات) للأفات الحشرية أكثر حساسية للمبيدات من الآفات المستهدفة فإن استمرار عمليات التضبيب يؤدي لموت هذه الحشرات المفيدة مما ينتج عنه خلل بالتوازن الطبيعي البيئي الموجود مما يسفر عن زيادات مفاجئة في كثافة الحشرات الضارة مع زيادة مستوى المقاومة لهذه الحشرات، وتجدر الإشارة إلى أنه قد لوحظ خلال عامي 1968 و 1969م بولاية كاليفورنيا الأمريكية حدوث أضرار بالغة بأشجار الصنوبر المحيطة صاحبتها زيادة متفجرة للحشرات كناتج مباشر لعمليات المكافحة بالضباب والتي أدت إلى القضاء على الأعداء الطبيعية للحشرات مما أخل بالتوازن الطبيعي الموجود بالبيئة (صفحة 99 من تقريرأكاديمية العلوم الأمريكية 1976م).
وعلى ذلك فإن الأضرار الناجمة عن هذه الوسيلة تفوق كثيراً أي فوائد يمكن تحقيقها والتي يمكن إيجادها فيما يلي :-
1. التلوث الهائل للبيئة بكافة مقوماتها بالمبيدات السامة وكذا المحروقات المستخدمة في تخفيفها (ديزل ، كيروسين).
2. الخسارة الاقتصادية الناجمة عن حجم التكلفة الفعلية لعمليات التنضيب (مبيدات ، أجهزة ، عمالة ، وقت ..... الخ) نظراً لأن هذه الوسيلة لا تؤدي لأي عائد مفيد.
3. التأثير الضار على جميع النباتات بالشوارع والحدائق العامة والخاصة.
4. القضاء على الأعداء الحيوية من مفترسات ومتطفلات والتي تساعد على إحداث توازن بيئي مطلوب.
وبناءً عليه يتم وقف استخدام الضباب (التضبيب الحراري Thermal Fogging) لمكافحة الحشرات في الأماكن المفتوحة كالشوارع والميادين وقصر استخدامه علي :-
1. الأماكن المغلقة الخالية من تواجد البشر أو الحيوانات المرباه أو الأليفة وذلك مثل حظائر الماشية ، أسواق اللحوم والخضر بعد إغلاقها في نهاية العمل.
2. غرف تفتيش المجاري بالشوارع عند الحاجة إلى ذلك.
ولمكافحة الحشرات بشكل جيد وفعال ينصح بما يلي :-
1. الاهتمام الشديد بأعمال النظافة وجمع النفايات والتخلص منها بالأسلوب الأمثل.
2. التركيز على أعمال مكافحة الحشرات بكافة الوسائل في أماكن توالدها كمرمى النفايات وأوعية تجميعها وسيارات نقلها وكذلك المياه الراكدة بكافة صورها.
3. استخدام المبيدات الحشرية مخففة بالماء ما أمكن ذلك.
ثانياً : التخلص السليم من الأوعية الفارغة ومتبقيات المبيدات :
من أهم مراحل الأمان في التعامل مع مبيدات الآفات المختلفة تلك التي نتعامل فيها مع الأوعية الفارغة والتي يمكن أن تؤدي لحدوث أضرار وخيمة بالإنسان وما يربي من حيوانات أو طيور.
ونظراً لما تتميز به تلك الأوعية في العادة من أشكال مغرية للإنسان لمحاولة إعادة استخدامها في أغراض أخرى وما ينطوي على ذلك من أخطار . وحيث لوحظ عدم قيام المسئولين عن المكافحة بالبلديات المختلفة بالتخلص السليم من تلك الأوعية والعبوات الفارغة مع عدم توخي الحذر والحرص الكافيين في التعامل معها ومع المتبقيات القليلة من المبيدات بها أو مع ما يرتشح أو يتسرب من بعض هذه الأوعية لسبب أو لآخر ، نورد فيما يلي ما يوضح ذلك.
إن كل جانب من جوانب تداول المبيدات له نوع ودرجة معينة من الأخطار المحتملة وفي حالة التحكم في بقايا المبيدات وعبواتها فإن التدابير العملية القاصرة قد تؤدي إلى حدوث تأثيرات متفاوتة ابتداءً من السمية الحادة حتى التعرض للسمية المزمنة للبالغين والأطفال والحيوانات الأليفة المنزلية والماشية والحياة البرية وبوجه خاص الكائنات المائية. وفي العادة يكون الأثر الناتج عن التعرض لبقايا ومخلفات المبيدات مماثلاً للتعرض الذي يحدث في أي ظروف أخرى سواءً كان التعرض لمبيدات مركزة أو مخففة أو من عبوات تتسرب منها المبيدات أو تتناثر نتيجة للتخزين الغير مناسب أو التخلص غير الجيد من مخلفات وبقايا المبيدات ، لذا فإن التخلص المأمون أمر أساسي وجزء هام من المسئولية العامة لكل فرد له علاقة بتداول المبيدات واستعمالها.
أ) تعليمات عامة :
1. يجب اتباع تعليمات الوقاية المدونة على العبوات.
2. تجنب ملامسة المبيدات للجلد تماماً مع تجنب استنشاق الأبخرة أو الغبار المتطاير من المبيد البودرة عن طريق ارتداء الملابس الواقية وتجنب الوقوف في مهب الريح.
3. التقيد تماماً بارتداء الملابس الواقية عند التعامل مع هذه المركبات أو أوعيتها الفارغة.
4. يجب عدم التدخين أو تناول أية مأكولات أو مشروبات مطلقاً أثناء تداول هذه المركبات أو عبواتها الفارغة ويجب الاغتسال جيداً بالماء والصابون بعد نهاية العمل.
5. عدم ارتداء الملابس المخلوعة إلا بعد غسلها جيداً.
6. عدم التعرض للدخان والأبخرة المتصاعدة من إحراق أي عبوات خاصة بالمبيدات أو أية أشياء أخرى جرى بها التعامل مع المبيدات (مكانس أو نشارة خشب ... الخ).
7. العمل بصفة دائمة على تفريغ العبوات تماماً من أية متبقيات عند إجراء التخفيفات اللازمة للرش .
8. يجب أن تكون الحفر المستخدمة في عمليات الدفن بعمق لا يقل عن نصف المتر وأن تكون بعيدة عن مصادر المياه واتجاه حركة السيول والأمطار.
ب) كيفية التعامل مع الأوعية والعبوات الفارغة للمبيدات :
1. الأوعية الفارغة لمركبات الفسفور العضوية :
أ – تغسل العبوات من الخارج بالماء المضاف إليه أحد المنظفات الصناعية.
ب- تغسل هذه الأوعية من الداخل بعد تصفيتها من أية متبقيات حيث تجمع هذه المتبقيات في وعاء واحد .. ويتم التخلص من ماء الغسيل في حفرة بالشروط الموضحة بالبند (د).
أما عملية الغسيل نفسها فتتم طبقاً للجدول التالي :
حجم الوعاء باللتر حجم الماء اللازم باللتر حجم المنظف الصناعي سائل أو جاف صودا كاوية تجارية
أقل من 19 ½ (نصف) 15 سم3 (مل) أو مليء ملعقة شوربة 120جم
20 2 60سم3 (مل) أو 1/4فنجان كبير 120جم
60 6 60سم3 (مل) أو 1/4 فنجان كبير 230 جم
115 11 120سم3 (مل) أو 1/2فنجان كبير 500جم
220 19 240سم3 (مل) أو 1/4فنجان كبير واحد كيلوا جرام
ويلاحظ أن تكون الصودا الكاوية المستخدمة من النوع العادي الرخيص.
2. التخلص من الأوعية والعبوات الفارغة الخاصة بالمبيدات الحشرية عموماً كالآتي :-
أ – الأوعية الغير قابلة للإحتراق :-
1. القنينات الزجاجية يتم كسرها ودفنها في حفرة بالشروط الموضحة بالبند (د).
2. الأوعية والعبوات الأخرى يتم ثقبها أو تشويهها بحيث لا تصلح لأي استخدام آخر ثم تدفن كما هو موضح بالبند (د).
3. الأوعية المعدنية سعة 20-55 جالون (75-210 لتر) يمكن بعد غسلها إعادتها ثانية للشركة المصدرة إذا كانت مطلوبة أو يتم تحطيمها والتخلص منها بالدفن كما هو موضح بالبند (د) .
ب- الأوعية والعبوات القابلة للاحتراق :
وهذه قد تكون من البلاستيك فيجب غسلها أولاً أو تكون من الكرتون أو الخشب أو الخيش أو الورق المبطن وما شابه ذلك فيتم التخلص منها جميعاً بالحرق في مرمى النفايات تحت إشراف مسئولي المكافحة وإذا لم يمكن حرقها لأي سبب فإنه يجب تدميرها قبل دفنها.
ج- التخلص من متبقيات مبيدات الفسفور العضوية والبيريثرويدات :
4. يتم التخلص من متبقيات مركبات الفوسفور العضوية أو البيريثرويدات المتجمعة في حفر عميقة (لا تقل عن نصف متر) يوضع بها كمية من الجير المطفي (هيدروكسيد الكالسيوم) مساوية في الوزن لكمية المبيد تقريباً ثم يوزع عليه المبيد بالتساوي ثم يغطى بالتربة مع ملاحظة البعد عن مصادر المياه كما ذكر في البند (د).
5. في حالة وجود كميات من المبيد متسربة من وعاء مثقوب أو محطم فإنه يجب التعامل بحرص مع العبوة الأصلية لنقلها بحذر إلى عبوة فارغة لنفس نوع المركب أو تستخدم بسرعة إذا كانت مطلوبة ، أما الكميات المتسربة المتناثرة من مبيد جاف فإنه يتم تغطيتها بطبقة مضاعفة من الجير المطفي على أن لا يكون مبتلاً ويمكن استخدام نشارة خشب أو قليل من التربة على أن يتم دعكها جيداً بالمبيد باستخدام مكنسة أو ما يشابهها – ثم يتم كنس الموجود وإحراقه مع المكنسة المستخدمة ثم يعاد تغطية المنطقة المزال منها المبيد بطبقة من الصودا الكاوية طوال الليل يتم غسلها بعد ذلك جيداً بالماء ثم تجفف بنشارة الخشب ويتم إحراقها بعد ذلك.
د) اختيار موقع التخلص من متبقيات المبيدات :
6. يجب أن تكون الحفرة في مكان لا يستعمل لأي غرض آخر بعد ذلك.
7. تحفر الحفرة المختارة على بعد لا يقل عن 160 متراً من مصادر المياه وفي أرض مستوية بشرط أن لا يكون هناك خطر من حدوث انسياب للسوائل ويكون الموقع بعيداً عن احتمالات التعرية.
8. أن تكون الحفرة بعيدة تماماً عن المنازل وكافة المباني والمواشي.
9. أن تكون التربة عميقة بحيث تسمح بتغلغل المواد المراد التخلص منها إلى عمق لا يقل عن 3 أمتار قبل الوصول للطبقة الصخرية . على أن لا يقل عمق الحفرة 50سم.
10. يتم وضع لافتة تثبت بإحكام توضح خطورة هذا الموقع وتنبه لعدم الاقتراب منه.
ثالثاً : حظر استخدام بعض المبيدات وتقييد استخدام البعض الآخر :
نظراً لوجود بعض المبيدات الشديدة السمية بالأسواق والتي تستخدم في مجالات مختلفة منها أعمال صحة البيئة ، لمكافحة نواقل الأمراض – والتي أوصت الهيئات العلمية المسئولة عالمياً ومحلياً مثل هيئة حماية البيئة الأمريكية ومنظمة الصحة العالمية وإدارة الأبحاث الزراعية (أبحاث وقاية النبات) بوزارة الزراعة بالمملكة – بحظر استخدام بعض هذه المواد ووضع القيود على استخدام البعض الآخر.
نأمل مراعاة ما يلي :-
1. وقف استخدام مبيدات القوارض التالية بكافة صورها :
أ - زيليو Zelio (راتوكس Ratox) والذي يحتوي على المادة الفعالة كبريتات الثاليوم . (Thalium Sulfate).
ب- فلور خلات الصوديوم (Sodium Fluoroacetate).
ج – فلورو استاميد (Fluoroacetamide).
2. حظر استخدام مبيد الأعشاب بروموكسينيل (Bromoxynil) ومنظم النمو النباتي آلار ALAR الذي يحتوي على المادة الفعالة Daminozide .
3. استخدام مادة كبيرتات الاستركنين (Strychnine Sulfate) لمكافحة الكلاب في أضيق الحدود وتحت إشراف فني دقيق من المختصين بالبلدية مع مراعاة استخدام القفازات الجلدية أثناء التداول – والتأكد بدقة من إعادة جمع أية طعوم منشورة لم يتم التهامها ودفنها مع جثث الكلاب في حفر بعمق لا يقل عن نصف متر – بعيداً عن مصادر المياه واتجاه مجرى السيل.
4. عدم استخدام المبيد الحشري لندين (99.5%) مشابه الجاما إلا تحت إشراف فني دقيق.