المسطحات الخضراء أو " الملاعب المزروعة "

المسطحات الخضراء أو " الملاعب المزروعة "


إن هذه الملاعب عبارة عن مساحات كبيرة مستوية من الأرض المغطاة بالخضرة ولذلك تعرف هذه الملاعب بالأبسطة أو المروج الخضراء.. وهى لا تصل إلى درجة الجمال والروعة التي نشاهدها إلا بعد جهد كبير وعناية فائقة لأنها تعتبر بمثابة وسادة فنية رائعة بين أقدام اللاعبين وأرض اللعب، تظهر أهمية وجودها بصفة خاصة في ملاعب كرة القدم والبولو والكروكية والتنس والهوكي والجولف والفروسية.. الخ
التي يجب أن تكون أرضياتها مستوية ومتماثلة لأنها تؤثر على مستوى أداء اللاعبين ومدى التحكم في أداة اللعب (كرة/ رمح/ زانة/ جواد.. الخ) والتقليل من حدوث الإصابات الرياضية نظرا لأن الأرضيات الصلبة والغير مستوية، تسبب إجهاد العضلات وتعرض مفاصل الطرف السفلى للأوجاع والإصابات المفاجئة) بالإضافة إلى عرقلة أدوات اللعب وبالتالي تتأثر نتائج اللاعبين.

لذلك تحتاج عملية إنشاء الملاعب الخضراء إلى الخبرة الفنية اللازمة حتى يمكن المحافظة على استمرارية مساحة الملعب المغطاة بالخضرة في حالة جيدة سواء أثناء المباريات أو التدريبات وبعدها على مدار السنة، لأن الوقوع في أي خطأ أثناء عملية الإنشاء يتسبب عنه حدوث أضرار بالغة، ربما يصعب علاجها مستقبلا، وحتى لو تمكنا من إصلاحها فإن تكاليف ذلك قد تتعدى تكاليف الإنشاء، بالإضافة إلى ضياع الوقت والمجهودات المبذولة في عملية الاصطلاح مما يترتب عليه حرمان الفريق من التدريب وكثرة الإصابات المتكررة للاعبين.

(ا) قبل إنشاء المسطحات الخضراء:

هناك أربعة نقاط أساسية يجب دراستها تماما قبل التفكير في إنشاء الملاعب
الخضراء نبينها فيما يلي:-



· معرفة نوع تربة الأرض (صلبة/ رملية/ صفراء/ سوداء.. الخ) وكذلك درجة القلوية أو الحموضة وتماسك التربة.



· درجة حرارة الموقع أثناء مواسم السنة لمعرفة فترة النشاط النباتي الذي سوف يزرع حتى لا يتعارض موسم السكون النباتي مع موسم النشاط الرياضي (هناك نباتات دائمة الخضرة وأخرى موسمية)



· تحديد نوع اللعبة التي سيقام من أجلها المسطح الأخضر، لأن بعض الألعاب تحتاج إلى نوع ناعم أملس من الحشائش، مثل ملاعب الكروكيه والتنس، بينما يحتاج البعض الآخر إلى حشائش من النوع الخشن القوى مثل ملاعب كرة القدم والهوكي والبولو.. الخ.



· نوع النجيل المناسب لطبيعة تكوين التربة ودرجة حرارة الطقس بالموقع على مدار العام... مع ملاحظة أن أفضل أنواع الأراضي مناسبة لإنشاء المسطحات الخضراء هي الأراضي الصفراء الغنية بالمواد العضوية، بشرط أن تكون تربة الأرض كلها من نرع واحد، حتى يمكن للنبات النمو بقوة واحدة وتصبح خضرته متماثلة في جميع أجزاء الملعب.



)ب) الأعمال الإنشائية (تمهيد الأرضي للزراعة(

تتوقف جميع هذه الأعمال على نوع الأرض وطبيعة تكوينها، فإذا كانت الأرض خصبة يكفى أن تزال منها طبقة لا تقل عن (20 سم) ثم تمهد وتحرث مرتين وتنقى من الحشائش والنباتات الغريبة والحمى، أما إذا كانت الأرض عبارة عن مخلفات المباني وفقيرة للزراعة فتزال منها طبقة لا تقل عن (50 سم) ثم تمهد وتحرث وتروى جيدا وتترك لتجف ثم تحرث مرة أخرى وتسوى لتغطى بطبقة من السماد الكيماوي، وتوضع فوقها طبقة من الطقس لتحرث مرة ثالثة، ثم تجرف لتسوية السطح.. الخ

ونبين كيفية تمهيد الأنواع المختلفة من الأراضي لزراعة المسطحات الخضراء فوقها حتى تكون صالحة كملاعب رياضية فيما يلي:


-1 الأرض الصلبة والرملية:

2 - الأرض الصفراء:

3-الأرض السوداء (الطينية(



واٍليكم الشرح المفصل:-



-1 الأرض الصلبة والرملية:

· بعد أن تحرث الأرض وتسوى جيدا وتروى بالماء وتترك حتى تجف تدك الأرض بطبقته من الأحجار الصغيرة الحجم (دقشوم) بارتفاع (10 سم) مع ترك الأحجار سليمة بقدر الإمكان.

· تدك فوق الطبقة السابقة طبقة من الأحجار الأكبر حجما بارتفاع (20 سم) مع ترك الأحجار سليمة بقدر الإمكان.

· تدك فوق الطبقة السابقة طبقة من الأحجار الأكبر حجما بارتفاع (20 سم) مع ترك الأحجار سليمة ما أمكن ثم عمل قنوات صغيرة أو تركيب أنابيب لتصريف المياه الزائدة بين الطبقتين السابقتين.

· تغطى الأرض بطبقة من الطمي الناعم بارتفاع (50 سم) مع تسويتها جيدا ثم تروى بالماء.

-2 الأرض الصفراء:

تتبع نفس الخطوات السابقة ولكن بالنسبة لطبقة الطمي تكون بارتفاع (40 سم) للأرض الصفراء، (25 سم) للصفراء الخفيفة، (15 سم) للأرض الصفراء الثقيلة.



3-الأرض السوداء (الطينية(

بعد القيام بالأعمال الاعتيادية السابقة تحتاج الأرض السوداء الثقيلة إلى طبقة من الطي المخلوط بالرمل الخفيف الناعم

لارتفاع (20 سم). أما الأراضي الطينية فتغطى بطبقة من الطمي المضاف إليه الجير بغرض تفكيك حبيباته لتصبح

صالحة للزراعة ويكون ارتفاع هذه الطبقة (20 سم(



الأعمال الفنية:-

· تحرث الأرض بعمق وتقصب وتسوى وتنقى من الحشائش الغريبة والحصى ثم تروى بالماء ريا ثقيلا وتترد حتى تجف ثم تحرث مرة أخرى حرثا خفيفا وتقصب وتسوى مع عمل درجة الميل اللازمة في سطح الأرضية ثم تروى بالماء وتترك لتجف.

· تزود الأرض بالسماد الكيماوي (سلفات النشادر أو النترات الخاصة حسب طبيعة الأرض) وتروى بالماء وتترك لتجف وبذلك تصبح جاهزة لزراعتها بالنجيل الذي يزرع بطريقة الغرز في الأرض مباشرة، ثم يريق بالماء يوميا حتى ينمو..

وهناك أنواع مختلفة من النجيل لكل نوع مميزاته وعيوبه، فمثلا نوع الجازون الذي يزرع شتاء يكون موسمي الخضرة لأنه أثناء فترة الصيف يكون في حالة سكون،لذلك يجب اختيار نوع دائم الخضرة، وفى نفس الوقت قوى ويستطيع تحمل العطش حتى لا نضطر لاستعمال الملعب أثناء حالة الري، كما أن أفضل أنواع النجيل هي التي تتحمل الأضرار الناتجة عن شدة الضغط والاحتكاك المستمر لأقدام اللاعبين وتحمل أدوات اللعب ومرور آلات الصيانة الدورية.
كذلك لابد من اختيار نوع النجيل سريع النمو حتى يمكنه أن يتجدد بسهولة في الأجزاء الميتة التي يكثر فيا تواجد اللاعبين والحركات المستمرة.

ونبين أهم الأنواع المناسبة من النجيل لزراعة الملاعب الخضراء فيما يلي:-



(أ) النجيل البلدي:

عشب معمر يتأثر قليلا من برد الشتاء ويعتبر أساسيا في زراعة الملاعب المصرية وهو يتكاثر بطريقة المسام السيقان الأرضية وأوراقه رقيقة خضراء تتحمل الضغط والاحتكاك الخشن ولديه القدرة على تغطية التربة ولا يترك ثغرات عارية لأن النبات زاحف قوى... ومن مميزات هذا النجيل أنه أخضر اللون طوال موسم نشاطه (الربيع/ الصيف والخريف) بينما تقل خضرته ويصفر لونه أثناء فترة سكونه شتاء، وهذه النقطة الأخيرة هي العيب الوحيد فقط في هذا النوع من النجيل.

(ب) النجيل الفرنسي:

عشب معمر دائم الخضرة يتكاثر بطريقة الغرز أو العقلة، ويشبه النجيل البلدي في موسم نشاطه، لكنه يتميز عنه بقدرته على النمو في الأماكن المعرضة للظل، وأوراقه العريضة القصيرة الخشنة التي تتحمل الضغط والهرس كثيرا، لذلك يفضل هذا النوع من النجيل في زراعة ملاعب الجولف والكروكية بصفة عامة.

(ج) النجبل السوداني:

يمتاز عن النجيل البلدي بأن أوراقه أقل خشونة، وبقدرته على تحمل أضرار القص المنخفض جدا، وهو مناسب تماما لزراعة ملاعب الجولف والكروكية والهوكي بصفة خاصة.

)د) نجيل الفسكيو الطويل:

يعتبر من أفضل أنواع النجيل لزراعة الملاعب وخاصة أثناء موسم الشتاء والربيع وهو لا يتحمل القص على ارتفاع أقل من (3 سم) ولذلك فهو يعتبر مناسبا لزراعة ملاعب كرة القدم والهوكي واليد..