عشر خطوات للنجاح في حملة الحج :
الخطوة الأولى: تحديد الأهداف
وهو أن نصل بانضباط وانتظام إلى دورين هامين :
1- مساعدة الحجاج على تأدية المناسك بشكل صحيح .
2- اغتنام فرصة التجرد لتعليق القلوب بالله عز وجل .
س/ ما هي المسائل التي يمكن طرحها لاستغلال فرصة تجرد الحجاج؟
نبدأ من اليوم الثامن :
عادة ما يصل الحجاج ظهر ذلك اليوم إلى منى ، ففي هذا اليوم لا بد من تركيز الجهود على بيان فضل الحج وأعماله ، لأنها الفرصة الثمينة في هذا التوقيت خاصة ، والتركيز بقدر المستطاع على بث روح الحماس في النفوس إقبالا على هذا الحج وإقبالا على النسك ، كذلك الترحيب بهم عند الوصول وتعريفهم بأماكنهم والمرافق ، ودور المشرفات .
س/ ما الذي سأتكلم فيه عن الحج؟
1- كيف يكون النسك الصحيح من جهة .
2- ومن جهة أخرى الأخطاء التي يمكن وقوعها أثناء تأدية النسك .
فيشمل درس اليوم الثامن على :
1- الترغيب في الحج وبيان فضائله وفضل عرفة ، والدعاء فيها وآدابه .
2- أحكام المبيت بمزدلفة مع التذكير بمسألة سنية التبكير بالنوم بعد الصلاة وأنها سنة ينبغي الحرص عليها ( تفاديا للخلاف في مزدلفة ) .
3- أحكام الطواف والسعي وما يسن وما يمنع .
4- أحكام رمي الجمرات مع التنبيه على الأخطاء الواقعة ، والتذكير بالسنن كالدعاء بعد رمي الجمرات في مواطنه المشروعة .
في اليوم التاسع :
يكون فيه لفت النظر إلى الدعاء [ مكانته ، آدابه ، أدعية مأثورة يوم عرفة ]، وباختصار شديد .
ليلة المبيت بمزدلفة :
لا مجال للكلام والوعظ وفتح النقاشات ، لأن السنة الثابتة عن رسول الله r التبكير بالنوم .
روى مسلم في حديث جابر رضي الله عنه : ودفع رسول الله r......... حتى أتى المزدلفة ، فصلى بها المغرب والعشاء ،بأذان واحد وإقامتين ، ولم يسبح بينهما شيئا ثم اضطجع رسول اللهr حتى طلع الفجر "
الخطوة الثانية : الاهتمام بالأهم قبل المهم
أي تنزيل البرامج تبعا للأهمية وفقا لـ 1- اليوم الذي نحن فيه .
2-الفئة المستهدفة .
واسألي نفسك :
1- عن ماذا يجب أن أكلم الحاج ؟
2- ما هي الأساليب المناسبة للتواصل معه ؟
3- بماذا سيعود الحاج ؟
4- هل أتوقع أن تتغير حياته من أثر الحج ؟
نجيب عن هذه الأسئلة :
1- عن ماذا يجب أن أكلم الحاج ؟
هذه القضية تتصل بالأيام وبالأهداف العامة ، وقد سبق الحديث عنها .
2- ما هي الأساليب المناسبة للتواصل معه ؟
هذا متعلق بموازنة الأجدى في الطرح والأداء ، أحلقات القرآن أم الدروس وحدها ، هل التقسيم إلى فئات أم مجموعة كاملة ، ونحو ذلك من إدارة الحملة .
مثلا : أثناء تعليم الحاجات كيفية رمي الجمرات ؛ لعل من المناسب تقسيم الحاجات إلى فئات والاستعانة ببعض المجسمات التعليمية ليحصل تصور للمكان .
3-بماذا سيعود الحاج ؟
سيعود بإحساس أنه مر بتجربة غيرت أسلوب تفكيره – لا حظي أسلوب التفكير لا تغيير السلوك مباشرة وتغييره أمامك -.
4-هل أتوقع أن تتغير حياته من أثر الحج ؟
بالطبع لا .. لأن أثر الحج تراكمي لا أثر مباشر .
فالمطلوب منا :
* تشويق الحجاج للحج ( في اليوم الثامن ) وذلك ببيان أن :
1- الحج يهدم ما قبله لحديث : - أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله؟" رواه مسلم .
2- الحج طهارة من الذنوب لحديث :" من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” رواه البخاري.
3- الحج أفضل أعمال البر ، عن أبي هريرة:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي العمل أفضل؟ فقال: (إيمان بالله ورسوله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (الجهاد في سبيل الله). قيل: ثم ماذا؟ قال: (حج مبرور).رواه البخاري.
مع التنبيه على معنى الحج المبرور.
4- الحج جهاد المرأة ، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:قلت: يا رسول الله، ألا نغزو ونجاهد معكم؟ فقال: (لكن أحسن الجهاد الحج، حج مبرور). فقالت عائشة: فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،رواه البخاري.
5- الحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
-تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب دون الجنة " رواه أحمد.
6- * التحفيز للإعداد وغتنام الفرصة .
بأن تعلم أن النوم المبكر في صالحها ، وفرصة الحج ربما لا تتكرر عليها ( فإن مجرد الشعور بإمكان تكرار الفرص كفيل بالإهمال والتقصير ).
* علميها المتابعة في الأقوال والأفعال .
بوجوب متابعة النبي r وأن دليل المحبة المتابعة .
* ذكريها بأهمية التأصيل والتثبت .
وهذا سيدفع ظاهرة الإفتاء والقول على الله بلا علم ، فإن الأصل هو سؤال أهل العلم عند استشكال مسألة .
الخطوة الثالثة : التنظيم .
س/ لماذا ننظم ؟
لأن الناس أمامك مقبلين ، والنفوس تقبل وتدبر كما قال ابن مسعود t : " إن لهذه القلوب شهوة وإقبال ، ولها فترة وإدبار ، فخذوها عند شهوتها وإقبالها ، ودعوها عند فترتها وإدبارها " ,والمطلوب استغلال هذا الإقبال واستثماره بأن تنظمي تنظيما مناسبا تضعين فيه أهدافك وتنزليها على أرض الواقع بصورة جيدة .
مثال : من الناس من لا يقرأ القرآن إلا في رمضان ، فإن حلق تحفيظ القرآن صباحا نوع من أنواع شحذ الهمم للاتصال بكتاب الله .
واعلمي أن التنظيم الناجح للأعمال يقوم على أساس الترابط الصحيح بين عنصرين :
1- الطاقة الذاتية
2- الطاقة الزمنية .
الطاقة الذاتية : عدد المساهمين في تنفيذ البرنامج .
الطاقة الزمنية : كم لديك من الوقت للتنفيذ .
ثم إن تكثير البرامج غير جيد ، لأن الأصل في الحج الاختلاء لا الاختلاط والانشغال ، فاتركي لها فرصة للاختلاء ولا تكثري عليها البرامج والدروس طوال اليوم ، وبقدر المستطاع لا تعالجي الخطأ بالخطأ ، فإن لجأت إلى السهر لا تعالجيه بكثرة المحاضرات والدروس طوال الليل ، لأن الذكر المنفرد في الحج مطلوب ، وأنت دورك التغذية بالعلوم لكي تعمل لا لأجل قيامك بالتغذية فحسب ، وأثناء مرورك ذكري بكلمات نافعة .
الخطوة الرابعة : التخطيط اليومي
[اجعلي لكل يوم برنامجا يناسب النسك ]
هذا المخطط يعد قبل خروجك، لكن أذكّر أنه لا يلزم تنفيذه حرفيا فالمرونة في التخطيط مطلوبة .
[بعد إشباع الحاجات الجسدية ابدئي بإشباع الحاجات النفسية ]
من أول يوم عليك أن تظهري قدرة المخيم على إشباع حاجاتها الجسدية من تأمين مكان الجلوس والنوم والوجبات الغذائية ،والمرافق الصحية ، وضحي لها كذلك دور المسئولات والمشرفات ، واستعدادهم لخدمتها بالصورة الجيدة ...إلخ ، كذلك أظهري حرصك عليها ،واحتسبي في هذا لأنه من خدمة ضيوف الرحمن.
لا شك أنك ستواجهي مشكلات وانتقادات ؛ لذلك وفي هذه المواقف كرري على نفسك كلمات الإخلاص ،وأن القصد من العمل هو إرضاء الله وحده . ربما تأتيك بعد بذل جهود كلمات توبيخ فتسارعي بالرد امتنانا عليهم كقول: ( أنا ما عملت هذا :إلا لأجلكم .....، لست أنا المستفيدة ... ) عندها سيضيع أجرك هباء } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى { [ البقرة : 264]
لذلك عندما تتعاملين مع الآخرين لا تفكري ماذا صنعوا هم لك ، وإنما اسألي نفسك : ماذا يجب أن تفعلي أنت من أجلهم .
من الضروريات الإدارية وجود قائمة بأسماء الملتحقات بالحملة ، ليعلم الحاضر ويتفقد الغائب ويسأل عنه .
على المشرفة أن تتصور المسائل بنظرة واسعة و تتصرف التصرف المناسب ، من ذلك الحرص على نفسيات الحجاج و مراعاة أحوالهم،فقد تكون إحداهن تركت رضيع لها في بلدها وفي قلبها حرقة وحزن عليه ؛فتجديها دائمة التوتر ، سيئة التعامل مع الآخرين ،أو أخرى شاهدت شخص يموت أمامها عند عودتها من الرمي ،في هذه الحالات و أمثالها دور المشرفات محاولة التهدئة قدر المستطاع ،وتذكري أن :
(الإخلاص مركب لمن لا مركب له)
-بعد انتهائك من التنظيم الإداري في أول يوم ابدئي لقاءك العلمي بعد عصر يوم التروية، وقد سبق بيان أبرز عناصره .
تخطيط مقترح للقاءات الحج
*في اليوم الثامن : بعد الظهر :
-الترحيب بالحجاج .
-التعريف بالمشرفات وخدمات المخيم .
-مواعيد إطفاء الأنوار ليلاً.
- مواعيد حلق القرآن(إن وجدت)
بعد العصر:
-لقاء يجمع بين التشويق للحج و بيان المناسك .
بعد العشاء:
التنبيه إلى ضرورة الاستعداد لجمع الأغراض اللازمة ليوم عرفة قبل النوم ،ليتسنى الخروج مبكرا .
* في اليوم التاسع :بعد الفجر (أو الضحى):
-الكلام عن أدب الدعاء و التنبيه على بعض الأخطاء في الدعاء .
[شروط الدعاء - أهمية الإخلاص فيه - الأذكار الواردة ]"مراجع مفيدة(أدب الدعاء /القحطاني-تصحيح الدعاء /بكر أبو زيد)
بعد الظهر :
-يجب الاهتمام بسماع خطبة يوم عرفة .
بعد العصر :
لا مجال لإلقاء أ ي درس، فالكل منشغل بالدعاء ، وقبل المغرب بربع ساعة تقريبا تفقّدي الحاجات ، وحثيهن على جمع أغراضهن حرصا على التفويج بصورة منظمة .
تنبيه : البعض يعتقد أنه لا بد من الخروج إلى جبل الرحمة يوم عرفة ، وربما خرج وضاع ،فهذا مما ينبغي التنبيه عليه قبل الخروج لعرفة وبيان أن لا أصل في الشرع لهذا الفعل .
بعد المغرب والعشاء :
تُصلَّى جمعا في مزدلفة ،واحرصي على أن يكون الوضع هادئا ، وتجنبي إلقاء الدروس في مزدلفة ، وحثي الحاجات على النوم مبكرا استعدادا ليوم شاق من رمي وطواف وتحلل ...إلخ ، لأن من يراوده النعاس لا يمكنه الإتيان بكل الشعائر على أتم وجه سيما مع تعدد التنقلات في ذلك اليوم .
* في اليوم العاشر :
في الضحى :
ينزل الناس إلى منى ويعودون للمخيم ، فدورك التنظيم والمساعدة .
من الظهر إلى المغرب :
سيكون الوضع مضطربا ، فعليك إعادة النظر في تخطيطك سيما وأنك قد أخذت تصورا كافيا عن أوضاع الحاجات معك ، وما هي احتياجاتهن التوعوية وما الإشكالات لديهن .
بعد المغرب :
عادة ما يهدأ الناس ويعودون إلى أماكنهم ، وربما أصابهم شيء من الفتور .
اعلمي أن من أهم الأعمال التعبدية في هذه الأيام ذكر الله تعالى والتكبير، عندها يمكن إلقاء درس مثلا : حول قوله تعالى : }قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ{[ يونس:58]، وبيان الفرح الشرعي وبأي شيء يفرح الحاج ، وما مظاهره ، كذلك لفت النظر إلى أن تعظيم الله من أهم شعائر الحج ، وشكر الله عل توفيقه للعبد للقيام بأداء المناسك .
فدورك إذًا : بث روح الإحساس بالفضل والنعمة ، ومن ثم ينطلق اللسان بالذكر والتكبير.
ومما يلاحظ في بعض الحملات ؛ إظهار الفرح يوم العيد بصورة غير لائقة ، بل وتشمل بعض المحاذير الشرعية ، كضرب الدف ، والإنشاد ، وإقامة المسابقات الحركية ، وتزيين المكان بصورة تشغل الحاج عن دوره الرئيس في ذلك اليوم وفي الحج عموما ، وقد سبق أن تحدثنا عن محاذير هذا الأمر وما الحال التي يجب أن يكون عليها .
* في اليوم الحادي عشر:
بعد الفجر( أوالضحى ):
حلق القرآن ، ثم درس في التفسير (كتفسير سورة الفاتحة )
بعد الظهر :
درس فقهي ، مثل : صفة الوضوء .
مع التذكير بنسك الحج (رمي الجمرات ) ومواطن الدعاء فيه .
بعد صلاة العصر:
درس في العقيدة .
مثل : العبادات القلبية كالإخلاص وضده الشرك .
بعد المغرب :
درس من الرجال.
بعد العشاء :
كلمة بسيطة عن فضل الذكر مع بيان معنى ( سبحان الله / الحمد لله / الله أكبر ) ، ومن المراجع المفيدة : فقه الأدعية والأذكار لعبد الرزاق البدر.
* في اليوم الثاني عشر :
بعد الفجر( أو الضحى) :
حلق تحفيظ القرآن .ثم درس في التفسير كتفسير آية الكرسي.
بعد الظهر :
درس فقهي ، كصفة صلاة النبي r .
بعد العصر :درس في العقيدة ، مثل : شروط لا إله إلا الله ، أو نواقض الدين . مع التذكير بمسألة تكفير الذنوب وعلامات قبول الطاعة ووسائل الثبات عليها .
بعد المغرب :
درس من الرجال.
بعد العشاء :
كلمة بسيطة ،وتتمة الكلام عن معاني( التسبيح / التحميد / التكبير). ثم إقامة حوار متبادل بين الداعية والحاجات حول موضوع يهمهن مثل : الفراغ وكيفية الاستفادة من الوقت ، أو تربية الأبناء ، أو حقوق الأزواج ....إلخ .
* في اليوم الثالث عشر:
بعد الفجر :
اغتنمي هذا الوقت ، لأنه الفرصة الأخيرة لإعطائهم درسا ، حدثيهم عن :
كتاب الله وسنة نبيه r ، وضرورة التمسك بهما .كذلك شوقيهم لمتابعة إذاعة القرآن الكريم سيما بعض البرامج الهامة مثل : نور على الدرب ، ودروس من الحرمين ، وخطب الجمعة .
الخطوة الخامسة :إدارة العمل
تنظيم المكان وجلوس الناس للاستماع أثناء الدروس وغيرها من المسؤوليات الإدراية ، ولنتكاتف في ذلك فكلنا جند في مهمة واحدة .
إياك والجدل حتى لو أخطأ من أمامك ، وتذكري أنه لا ينجح في الحج إلا صاحب النجاحة ، صاحب الصبر ، إذ الصبر أكبر دعائم الوصول .
الخطوة السادسة : تقويم الذات والنتائج
بعد وضع الأعمال والمهام في ورقة ـ تراجع قبل النوم لأجل تقويمها وملاحظة ما تم إنجازه وما لم يتم ، لكن احذري من مخادعة النفس وإيهامها بالنجاح والإنجاز مهما كانت النتائج ، أو بالعكس تثبيطها مهما عملت . هذه المراجعة تعينك على بذل الجهد للوصول للأهداف .
الخطوة السابعة: فقه حل المشاكل
تعاملي مع من حولك ببصيرة ، وخلق حسن خاصة مع كبيرات السن ، بثي الكلمات الطيبة في كل مكان ، اخلصي لله في كل هذا واحتسبي عند الله الأجر العظيم .
الخطوة الثامنة : فقه التعامل الناجح :
ابتداءً لا توقعي نفسك في المشكلة ولو وقعت فإن لديك إجابات واضحة للرد ، لا بد لك كمشرفة أن يكون عندك فقه التعامل الناجح ، فهناك أشخاص لا ينفع معهم أسلوب التهدئة إنما أسلوب وضع الحدود ، وأشخاص يناسبهم الكلام اللين ... إلخ . والمهم في كل هذا وذاك الإخلاص والصدق .
كبيرات السن بحاجة إلى معاملة خاصة قائمة على الاحترام ، والبعد عن التوجيه والنصح بأسلوب الأوامر .
أما الشابات : عندهن طاقات موفورة ويكثر كلامهن ، والبعض لا يرغب بحل المسابقات مثلا ، فحاولي تحويل عملهن إلى عمل حركي بأن يساعدنك في بعض الأشغال للتخفيف من الفوضى التي قد يعملنها في المخيم ، والبعض لا يرغب في هذا فكلفيها بأعمال إدارية تستطيع القيام بها .
أما النساء المتوسطات : فأشغليهن بالبرامج الموجهة لهن .
لذا نحن بحاجة إلى فقه التعامل الناجح مع الأشخاص ومدار الوصول لذلك الإخلاص والصدق .
الخطوة التاسعة : الهمة العالية:
غالبا ما تكون الهمة عالية في بداية العمل حتى إذا قوبلنا بأي انتقاد نزلت الهمم عند البعض ، والمطلوب أن نكون أصحاب همة عالية ، أهدافنا محددة نسعى في الوصول إليها ، ولا يضعف هممنا وجود معارضين .
اعزمي في كل يوم وتوكلي على الله ، جددي نيتك ، واصحبي معك بطاقات مكتوب عليها من كلام أهل العلم الذي ترينه مؤثر في نفسك ثم اقرئيها كل ليلة قبل النوم عند مراجعتك للتقويم الذاتي . المهم أن تباشري العمل وأنت صاحبة همة عالية . أما عن النقد والسلبيات فلا بد من تدوينها للاستفادة منها .
الخطوة العاشرة : الثبات على المبدأ .
أنت تريدين منهم أن يكونوا أشخاصا أفضل وتقومي بنصحهم ، هذا المبدأ عليك أن تحققيه في نفسك أولا .
مثل اللبس المحتشم ، فمن غير اللائق أن تطالبيها به ثم تراك تلبسين ما يناقض ذلك . كذلك الكلام عن النوم المبكر ثم تراك تسهرين طوال الليل لأجل أمور لا حاجة إليها . واعلمي أنك تبصمين بالفعل أكثر مما تبصمين بالقول ، لذلك لو كنت عادة ما تلبسين الكم القصير تجنبي لبسه لأنك قدوة ويجب أن يظهر عليك التجرد وعدم الترفه .
النساء يوم العيد ترين مناظرهن وما يلبسن وما يضعن من مساحيق التجميل ، تجنبي أنت التجمل المغالى فيه تجردا ، لكن تنبهي ليس من مسؤوليتك منع العامة منه ، أما أنت تقومين بذلك لأجل معرفتك بالقصد ، أما العامة فيمكن توضيح هذا المعنى بطريق غير مباشر مثلا في ثنايا محاضرة ، وضحي الصواب في ذلك وأن المطلوب في هذه الأيام ترك الترفه ولزوم التجرد .
ومن الثبات على المبدأ عند توجيه الناس للبعد عن مسألة التعالم والقول على الله بغير علم ، كوني أنت أول الملتزمين بهذا ، ولا يكون الحال كلما سئلت عن مسألة أفتيت فيها .وبقدر المستطاع حاولي المحافظة على نفسك لا لأجل الناس والمراءاة إنما إخلاصا لله واستشعارا للمسؤولية .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد... والحمد لله رب العالمين.