رسالة مصرية ثقافية
مرحبا بك أخي الزائر نشكر زيارتك ونتمني انضمامك للمنتدي
زيارتك تسر إدارة المنتدي ومشاركتكك تسعدنا وتساهم معنا بارتفاع الثقافة العامة
بعض المنتديات الفرعية والموضوعات
لا يمكنك الإطلاع عليها إلا بعد التسجيل كعضو في المنتدي
رسالة مصرية ثقافية
مرحبا بك أخي الزائر نشكر زيارتك ونتمني انضمامك للمنتدي
زيارتك تسر إدارة المنتدي ومشاركتكك تسعدنا وتساهم معنا بارتفاع الثقافة العامة
بعض المنتديات الفرعية والموضوعات
لا يمكنك الإطلاع عليها إلا بعد التسجيل كعضو في المنتدي
رسالة مصرية ثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة مصرية ثقافية

ثقافية - علمية - دينية - تربوية
 
الرئيسيةرسالة مصريةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مدن قديمة لها تاريخ (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:47

صلخد السورية.. مدينة اللوحات الرومانية



سوريا- العرب أونلاين-

تقع مدينة صلخد على مسافة 34 كم إلى الجنوب الشرقي من السويداء ورد ذكرها في العهد القديم باسم سلخا وفي الوثائق المصرية التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد كرسائل تل العمارنة بين ستين مدينة محصّنة من مدن باشان سماها الأنباط صلخد ودخلوها بعد معركة حامية الوطيس مع اليونانيين بالقرب من قرية امتان عام 88ق.م، وجعلوا منها عقدة تجارية مهمة ومستودعاً للبضائع والأسلحة ومارسوا الزراعة وتوسّعوا في حفر خزانات الماء وبناء المخافر العسكرية.
عام 106 للميلاد رضخت صلخد للحكم الروماني فجعلوا منها حصناً منيعاً يحمي حضارتهم من الجنوب الشرقي ويحمي بصرى الحاضرة التجارية يوم ذاك من القبائل البدوية ولذلك تكثر اللوحات الحجرية الرومانية المنقوشة التي تزدان بها جدران المدينة ومن الجدير بالذكر أيضاً أن العرب الغساسنة قد سكنوها واعتنوا بها وحافظوا عليها.

شكّل عرب هذه المدينة رافداً هاماً للجيش العربي الإسلامي الذي طرد الرومان في معركة اليرموك سنة 635م لكن المدينة لم تزدهر في العصر الإسلامي مثلما ازدهرت في العهد الفاطمي منه، حيث اتخذها الفاطميون موقعاً للوثوب إلى العراق والوصول إلى الخلافة العباسية من جهة وكبح جماح القبائل البدوية من جهة أخرى، وآلت صلخد إلى حكم صلاح الدين الأيوبي عام "571هـ/1176م" وعمّت مرحلة الرخاء والازدهار فيها.

في عهد المماليك أصبح حصن صلخد في حماية الظاهر بيبرس بعد أن طرد المغول وجدد القلعة وأصلحها ورمم مسجد صلخد الكبير وأوكل إدارة هذا الحصن للقائد بلبان الأفرام "668هـ/1270م" وهناك عديد من النقوش التي تحمل رسم الأسد وهو شعار الظاهر بيبرس ومن بعده ولده السعيد بركة خان.

حين هاجر إلى صلخد سكانها الحاليون سكنوا عمائرها القديمة فغيّروها واستخدموا حجارتها في بناء البيوت الحديثة ثم احتلها الفرنسيون فجعلوا منها ثكنة عسكرية وأسهموا في القضاء على آثارها.

* معالم المدينة 1 - القلعة: بنيت على قمّة بازلتية ترتفع ألفاً وأربعمائة متراً عن سطح البحر، فأصبحت بذلك تطل وتشرف على كل ما يحيط بها من ريف المدينة فمن الغرب تشرف على أرض حوران بكاملها حتى مشارف الجولان وتقع قلعة بصرى تحت مراقبتها وإلى الجنوب والشرق يمتد نظر المراقب منها حتى مشارف البادية ويمكن منها رصد أعلى تلال جبل العرب شمالاً.

للقلعة سوران متتاليان أحدهما دمّر ولم يبق منه سوى جزء تظهر بقاياه في الشطر الجنوبي الشرقي من القلعة والآخر يشكل الجسم الخارجي للقلعة نفسها وقد صمم نصفه السفلي بشكل مائل نحو الداخل بهدف حماية جسد القلعة المشاد فوق كتلةٍ صخرية بازلتية.

أما نصفه العلوي فينتصب شاقولياً تخترقه كوى خاصة لرماة السهام على شكل مستطيلات شاقولية "120×10سم" غرزت حجارة هذا الجدار في طبقة الكتلة البازلتية باستخدام بلاط كلسي خاص ونحتت بدقة متناهية مما يشير إلى فترة ازدهار مهمة شهدتها المدينة "1214-1247" في القلعة قاعات مختلفة صغيرة وكبيرة وقد اعتمدت على عدد من المصادر المائية في السلم والحرب في مقدمتها خزّان المدينة الكبير أيام السلم وزمن الحرب والحصار اعتمدت القلعة على خزاناتها الخاصة التي يستدل اليوم عليها في فتحاتها الموزّعة في جنبات القلعة وضاعت معالمها بفعل الدمار بالإضافة إلى عدد من الآبار المحيطة بالقلعة وهي الآن ضمن المناطق السكنية، بنى القلعة الأنباط وجددها الأيوبيون ثمّ أتمها المماليك.

2 - المقبرة: هي آبدة جنائزية تعود إلى الفترة الواقعة ما بين القرنين الثاني والرابع للميلاد تم اكتشافها في النصف الثاني من عام 2004 وهي عبارة عن مغارة محفورة في السفح الغربي للتلة الحاملة لقلعة صلخد مساحتها 126م2 حفرها الإنسان وقسمها إلى معازب تختلف مساحاتها فيما بينها، بنيت واجهاتها من الحجر البازلتي المنحوت وزودت بباب حجري "حلس" تتموضع إلى يمين ويسار المدخل شواهد حجرية بازلتية هي عبارة عن مسلاّت جنائزية ذات أشكال دائرية في قمتها سبع منها رقشت عليها كلمات يونانية وثلاث حملت نقوشاً نبطية وأخرى زينت بوجوه بشرية ضاحكة.

تم اكتشاف العديد من اللقى الأثرية المهمة في هذه المقبرة منها: سرج فخارية، صحون، جرار، أساور، خلاخيل، أقراط ذهبية، خواتم، عقود ونقود. استخدمت المقبرة في المراحل النبطية والرومانية والبيزنطية وقد قسمت من الداخل إلى ثمان غرف أو معازب بعضها للدفن و بعضها الآخر لتجميع الهياكل العظمية.

3 - المئذنة: مئذنة جامع صلخد الكبير هي العنصر الوحيد المتبقي من الجامع، و تشهد الكتابتان المحفورتان عليها أن المئذنة ورواق المسجد بنيا من قبل عز الدين آيبك المعظمي عام 630هـ/1232 -1233م وهذا يدل على وجود جامع أقدم في الموقع نفسه وسّعه عز الدين آيبك وأضاف إليه ويرجح أن البناء الأول قد تمّ في عهد فخر الدولة كمشتكين التاجي الذي حكم صلخد من عام 503هـ/1110م حتى وفاته عام 525هـ/1131م أو في عهد خلفه عز الدين أبو منصور كمشتكين الذي حكم صلخد وبصرى حتى عام 541هـ/1146م.

للمئذنة شكل مضلّع يبلغ ارتفاعها الحالي 12م تقريباً تشبه إلى حدٍ ما المآذن المثمنة في منطقة الفرات ولا سيما مئذنة جامع مسكنة الكبير المشيّدة بالآجر لكن لمئذنة صلخد مسقطاً سداسياً وجدراناً بازلتية ذات ألوان متعددة فالأزرق في الأسفل يتلوه الأحمر ثم الأبيض وقد زودت بدرج لولبي الشكل وفتحات تهوية وزينت بأفاريز وزخارف حجرية تنسجم مع الفن المعماري الإسلامي في تلك الفترة وتحمل كتابة إسلامية تؤكد أنها بنيت عام 1232م بأمر من صاحب المدينة عز الدين أبيك وحتى اليوم لم يعثر على ملامح معمارية موازية لملامح هذه المئذنة في العالم الإسلامي.

* بلدة قنوات
تبعد بلدة قنوات 7 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء وترتفع "1240"م عن سطح البحر وتمتد على سفوح وادٍ أخضر وتحتضن في جنباتها من المعالم والأوابد الأثرية ما جعل منها متحفاً أثرياً طبيعياً كانت قنوات "كاناثا" مدينة مهمة زمن الرومان فقد جعلوها منذ العام 60 قبل الميلاد واحدة من أهم عشرة مدن "ديكابوليس" وهو ائتلاف كان يجمع عدداً من المدن التجارية بزعامة دمشق.

حصّن الرومان قنوات وبنوا فيها المباني الدينية والمدنيّة وحين انتقلت إلى السيطرة البيزنطية في القرن الرابع الميلادي حتى السابع أكملت القسطنطينية ما بدأته روما فزادت من تحصين المدينة وبناء الأبراج والكنائس وخزّانات المياه وأضحت المدينة مركزاً أسقفياً هاماً ومركزاً من مراكز الحج المسيحي عام 636م خضعت المدينة للحكم العربي الإسلامي إلا أن بعدها عن طرق المواصلات في هذه المرحلة جعلها تفقد الكثير من أهميتها فآلت إلى الخراب.

عاد ذكرها يتردد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد هجرة سكانها الحاليين إليها حيث سكنوا منازلها وأعادوا بناءها وأضافوا إليها مستعملين ما استطاعوا نقله من حجارة أبنيتها الأثرية فلا يكاد يخلو منزل من هذه الحجارة أو الزخارف المعمارية الرائعة.

* أهم أثارها وأوابدها
1 - معبد هيلوس: أو معبد إله الشمس ويعود بناؤه إلى القرن الثاني للميلاد تظهر أطلاله في الجهة الشمالية الشرقية من البلدة القديمة كان له 31 عموداً مازال القليل منها قائماً و هي أعمدة ذات تيجان مزينة بأوراق الأكانت "من الطراز الكورنثي".

2 - معبد زوس: وزوس ربّ الآلهة والبشر عند اليونان يقابله جوبتر عند الرومان يقع جنوب البلدة وتبرز أعمدته الستة بتيجانها الكورنثية وقد بني في القرن الثاني الميلادي.

3 - معبد آلهة الحكمة "أثينا – الللآت": يقع ضمن مجموعة المعابد المعروفة بالسراي الأثرية بقي من أعمدته أربعة فقط ذات طراز كورنثي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني للميلاد.

4- معبد آلهة المياه "اللمثميوم": يعود تاريخ بنائه إلى النصف الثالث للميلاد ويقع ضمن الوادي إلى الشرق من سور المدينة القديمة له شكل مستطيل "10×6"م ويبلغ ارتفاعه تسعة أمتار تقريباً له ثمانية محاريب تجر إليه المياه بواسطة قناة حجرية وتبقى المياه داخله صيف شتاء لاستمرار تقديس وعبادة رب الماء يقع بالقرب من المسرح الصغير.

5 - المسرح الصغير "الأوديون": هو مسرح صغير الحجم يقع على الضفة الشرقية لوادي قنوات إلى الشمال من معبد آلهة المياه بقي إلى اليوم من درجاته تسع بعضها محفور على الصخر بني المسرح في القرن الثالث للميلاد يحمل جدار الجوقة في هذا المسرح كتابةً يونانية طريفة تقول: "تقدمة إلى الآلهة الصالحة ماركوس أولبيوس – قام ليزياس بن ايكاروس بتوسيع بناء الأوديون وجعله على شكل مسرح بـ"10000" قطعة نقدية بسرور وشجاعة".

6 - الحمامات العامة: تقع في الجزء الغربي المنخفض من المدينة وقد بنيت بداية القرن الثاني للميلاد.

7 - السور والبوابات: للمدينة قنوات وسور جميل ضخم مزوّد بأبراج منيعة لصد الغزاة اختفت اليوم بعض أجزائه ضمن المنازل التي بناها الأهالي لاحقاً وتعمل مديرية الآثار حالياً على إظهاره ويستطيع الناظر أن يتتبع مسار السور لكنه سيلاحظ أن بوابات المدينة لم يبق منها إلاّ البوابة الغربية المقابلة لتجمع السراي تلك التي وثقها بالصورة العالم الأمريكي تبلر.

8 - خزان المياه: يقع أمام معبد زوس من الشمال وقد بني على شكل أقواس حجريّة "قناطر" متتالية ومتجانبة يبلغ عددها ثمانية عشر قوساً بعمق سبعة أمتار تحمل هذه الأقواس سقفاً حجرياً من حجارة بازلتية منحوتة وبذلك يشكل سقف الخزّان ساحة أمام معبد زوس مساحة الخزان الأفقية "17×14.5" متراً، واحتار الدارسون في توصيف نظام تغذية المياه المعتمد وقتها من حيث النطاق الجغرافي والأنابيب البازلتية المستخدمة ومصادر التغذية والتي تبعد مسافات كبيرة عن بلدة قنوات.

9 - النزل أو الفندق: وهو بناء مجاور لبناء الحمامات من الجهة الجنوبية يضمّ طابقين وساحة كبيرة كان المسافرون والحجّاج ينزلون فيه بقصد زيارة معابد قنوات وسيع وكنائسها بني النزل في النصف الأول من القرن الثاني للميلاد.

10 - الكنائس "البازليك": تقع وسط المدينة وتتألف من كنيستين: الغربية منهما وقد بنيت في القرن الرابع للميلاد على أنقاض معبد وثني والكنيسة الشرقية وبنيت في القرنين الخامس والسادس للميلاد وأصبحت قصراً لأسقف المدينة.

11 - المدافن والأبراج: وهي مجموعة من المدافن والمقابر الرومانية والبيزنطية يقع معظمها خارج الأسوار أشكالها مربعة مرفوعة أحياناً على هيئة أبراج أو منخفضة تحت الأرض وتتكون من نواويس حجرية مزخرفة أهمها المقبرة الواقعة بجوار الكنيسة الشرقية أنشئت هذه المقابر بين القرنين الثاني والسادس الميلاديين.

* بلدة شقا
تقع على مسافة 100 كم جنوب دمشق إلى الشرق من شهبا وفيها العديد من الأوابد التاريخية، وسميت لاحقاً ماكسيميان بوليس نسبة إلى القيصر مكسيم. وأصبحت مقر مطرانية في عام 325م.

* القيصرية
وسميت نسبة إلى لقب القيصر، وهي مقر حاكم المقاطعة زمن الرومان وقد كانت شقا عاصمة إحدى المقاطعات يومذاك يتكون المقر من قاعات وغرف عديدة ذات مداخل وأبواب مزينة بنقوش بازلتية من ورق الغار والزهور ويوصف قصر شقا هذا بأنه الأجمل بين الآثار ذات القباب خلال عصور الامبراطورية الرومانية.

* كليبة شقا
تقع إلى يسار القصر القديم والكنيسة التي لم يبق منها سوى واجهتها الشرقية الجميلة أصبحت هذه الكليبة كنيسة حملت اسم القديس جرجس.

* بلدة عتيل
وفيها معبدان أثريان: الجنوبي الذي بني عام 151م ويبلغ طول واجهته 12م والشمالي الذي مازالت واجهته الجنوبية على حالتها الأولى وقد بناه الإمبراطور كاراكالا الروماني. ولا توجد قرية من قرى جبل العرب إلاّ وفيها موقع أثري أو آبدة تنتمي إلى العصور التي ذكرناها لكن المجال لا يتسع لاستعراضها جميعاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:48

مليلية.. عروس الريف المغربي



المغرب- العرب أونلاين- عبد الكريم بركة:

توجد مدينة مليلية في الشمال الشرقي للمملكة المغربية، على بعد 13 كلم. شمال مدينة الناظور، وتعد من المدن الأوروبية المتحضرة التابعة للنفوذ الاسباني، منذ ان احتلها الاسبان سنة 1497، بنوها في اول الامر على شكل قلعة محصنة بسور عال مطلة على البحر الابيض المتوسط، والتي تسمى الآن بـ"Melilla bieja" وتعني: مليلية العجوز بالاسبانية، تم توسيع رقعتها وتسييجها بعد استقلال المملكة المغربية الى مساحة تقدر بـ12 كلم.

وقد عرف الاسبان مقاومة عنيفة من طرف المقاومة الريفية بالخصوص طيلة القرون الماضية، ومن طرف الدولة المغربية بشكل عام، حاصرها السلطان المغربي محمد بن عبد الله العلوي سنة 1778م. لكن محاولته باءت بالفشل بفضل مدافعها التي ماتزال شاهدة وقابعة في اماكنها على اسوار القلعة، وكانت اشرس مقاومة عرفها الاسبان على يد المجاهد الشريف محمد امزيان "1912-1907"، والأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي-أسد الريف-، كما كانت مليلية نقطة انطلاق الشرارة الاولى للحرب الاهلية الاسبانية في 18 ابريل/ نيسان 1936، استمرت مضايقات جيش التحرير لجنودها طيلة سنوات الاستعمار ولم تستقر الا بعد استقلال الريف المغربي وجلاء الاحتلال الاسباني.

تعرف المدينة استقرارا سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا، كما تشهد تعايشا ثقافيا متنوعا، إسلاميا غالبا ومسيحيا وأقلية يهودية وهندوسية، وتعتبر اللغة الاسبانية "القشتالية" هي اللغة الرسمية بجانب اللغة الامازيغية المتداولة بين غالبية المسلمين من ساكنة المدينة، تنتشر في أرجائها مجموعة من المساجد والكنائس والمعابد، من أبرزها مسجد الروشطرو "Rochtro" الذي بناه الجنرال فرانكو اعترافا لما قدمه المجندون المغاربة في الحرب الأهلية من تضحية واستماتة، والكنيسة العالية التي تتوسط القلعة القديمة وتعد من أقدم الكنائس في المدينة، ويتمتع كل فرد فيها بالحرية في التدين وإقامة طقوسه بكل حرية، حيث تسمع في كل حين ناقوس الكنيسة بجانب أذان المساجد يمتزجان في لحظة واحدة.

تعد مليلية العجوز "Melilla bieja" من ابرز المعالم الأثرية التي تزخر بها المدينة، يخيل إلى المتجول بين دروبها قد عاد به الزمن خمسة قرون إلى الوراء، بجدرانها الحجرية وأبوابها المقوسة وقناديلها المضيئة ومنارتها المكعبة المطلة على جرف البحر، وينتسب أصل سكانها إلى قبيلة "مزوجة" التي تحوي بدورها مجموعة من المدن المغربية بالإضافة إلى مليلية.

وتعتبر مدينة سياحية وتجارية بامتياز، حيث تقدر حجم صادراتها نحو المغرب بنصف ما تصدره اسبانيا إلى الصين، فهي تتنفس تجارة وسياحة، تنحسر صادراتها في مواد نسيجية وغذائية استهلاكية بشكل عام، فيما تستورد من المغرب إلا المواد الفلاحية واليد العاملة، وتخضع لحكم محلي ذاتي تحت السيادة الاسبانية.

أول ما يتراءى للسائح عندما يشارف الوصول إلى المدينة هو شاطئها الممتد على طول ثلاث كيلومترات الذي يدعى "pasio maritimo" الممر البحري، والذي تنتشر على طوله مجموعة من الحانات والمقاهي ويشكل الشاطئ متنفسا أساسيا لدى الساكنة بجانب القلعة القديمة التي غالبا ما يكون معظم زائريها من العشاق وحديثي الزواج، كما تتخلل الشاطئ مجموعة من ملاعب الشباب والأطفال فيما تتوفر على مجموعة من المساحات الخضراء التي تتخللها في جميع الجهات مشكلة بذلك المدينة المثالية بتصميمها الدقيق.

تحوي هذه المدينة الصغيرة من حيث المساحة وعدد السكان مقارنة بالمدن المغاربية الأخرى بقلبها على ثاني اكبر وأحسن مكتبة في شمال إفريقيا بعد مكتبة الإسكندرية بمصر، وتحتوي بدورها على عدد كبير من الكتب في شتى المجالات وعدد لا يستهان به من المخطوطات التاريخية لشمال المغرب ومخطوطات اسبانية بالدرجة الأولى.

تعتبر هذه الأخيرة مقصدا رئيسيا لمعظم الطلاب والباحثين المغاربة من أبناء إقليم الناظور، نظرا لتوفرها على مواضيع بحوثهم ونظرا لبعد وعدم وجود أي مكتبة بالإقليم تلبي حاجيات الباحثين والمثقفين إلا من مكتبتين فقيرتين بعيدتين عن المركز، لذا تكون مكتبة مليلية الملاذ الوحيد أمام هؤلاء والتي لا تبخل عليهم بعطائها العلمي، وقد أنجبت هذه المدينة مجموعة من الكتاب والنقاد والشعراء، من أبرزهم الناقد والروائي "نجيب العوني" ومن أهم إصداراته: درجة الوعي في الكتابة وجدل القراءة.

يتواجد بمليلية اكبر الثكنات العسكرية الاسبانية التي تستقطب مجموعة كبيرة من المرتزقة المسلمين بالدرجة الأولى، ثم المرتزقة المستقدمين من أوروبا الشرقية بالخصوص، ويدعون بالريغولاريس "Regularesà"، والمدينة محاطة بسياج عال مراقب بأحدث التقنيات والكاميرات، تتخلله خمسة أبواب هي على التوالي: أبرز باب هو باب بني أنصار في الجنوب، ثم باب "باريوتشينو" "bario chino"، ثم باب" اياسينان" المغلق منذ سنوات يليها باب "فرخانة" الغربي وأخيرا باب "مار يواري" المخصص للتلاميذ الممدرسين داخل المدينة.

شكلت المدينة أوائل هذا القرن قبلة للحالمين بالفردوس الأوروبي، حاجين إليها من جل بقاع العالم الثالث، خاصة من دول جنوب الصحراء ودول المغرب العربي، كما استقدمت المدينة عددا من المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب شرق آسيا، ومنهم هنود وباكستانيين، وتعيش المدينة حاليا تحديا كبيرا، وصعوبات في التصدي لهذه الظاهرة، حيث تستيقظ كل مرة على هجوم مجموعة من المهاجرين السود، إما مخترقين الجهاز الأمني المغربي شاهرين أسلحة بيضاء أو في محاولة منهم لتخطي الأسلاك العملاقة الشائكة التي تفصل بينها وبين الدولة المغربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:48

الاسكندرية.. عروس مصر

الإسكندرية.. عاصمة للسياحة العربية في 2010


لم يأت اختيار مدينة الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية لعام 2010- 2011 من فراغ، فالمدينة تقف على تاريخ عريق يمتد لأكثر من 2340 عاما، حيث أسسها الإسكندر الأكبر في عام 333 قبل الميلاد.

ومنذ ذلك ـ ولغة التاريخ تحمل داخل جدارياتها نقوشا لمدينة الإسكندرية أشعلت الحضارة وتحدت القوانين الرياضية على مر العصور. وأرهفت السمع لكل المهتمين بالشأن الثقافي والشواهد التاريخية والإسلامية، فكانت مكتبتها القديمة مقصدا لكل طالب علم في مختلف أرجاء العالم قبل أن يتم إعادة بناء المكتبة لتأخذ مكانها العبقري على ضفاف المتوسط.

يرجع اسم مدينة الإسكندرية إلى مؤسسها القائد المقدوني الإسكندر الأكبر الذي قدم إلى مصر عام 332 ق.م، واستقبله أبناء مصر بالترحيب الشديد أملاً في خلاصهم من الحكم الفارسي المتعسف. ومن باب مجيئه إلى مصر صديقا وحليفاً وليس غازياً مستعمراً اتجه لزيارة معبد الإله آمون، إله مصر الأعظم في ذلك الوقت، فذهب إلى المعبد في واحة سيوة، وفي طريقه مر بقرية للصيادين كانت تسمى راقودة، فأعجب بالمكان وقرر أن يبني مدينة تحمل اسمه هي مدينة الإسكندرية.

وعهد ببنائها إلى المهندس "دينوقراطيس"الذي قام بتشييدها على نمط المدن اليونانية ونسقها بحيث تتعامد الشوارع الأفقية على الشوارع الرأسية، وقد وضع الإسكندر حجر الأساس للإسكندرية في الخامس والعشرين من شهر طوبة عام 331 ق.م.

* مدينة ملكية


أصبحت الإسكندرية مركزاً ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وعاصمة أيضا في فترة حكم البطالمة لمصر، وكان بناء المدينة أيام الإسكندر الأكبر امتداداً عمرانياً لمدن فرعونية كانت قائمة وقتها ولها شهرتها الدينية والحضارية والتجارية وكانت في بداية بنائها تعد ضاحية لمدن هيركليون وكانوبس ومنتوس.

وعلى حد وصف المؤرخين كانت إسكندرية الإسكندر تتسم بالصبغة العسكرية كمدينة للجند الإغريق، تم تحولت أيام البطالمة الإغريق إلى مدينة ملكية بحدائقها وأعمدتها الرخامية البيضاء وشوارعها المتسعة. وقد عثر الباحثون عن آثار الإسكندرية القديمة في أبوقير تحت الماء على أطلال غارقة عمرها 2500 سنة لمدن فرعونية "إغريقية" ولا تعرف حتى الآن سوى من خلال ما رواه المؤرخون الرحالة أو ما جاء بالأساطير والملاحم اليونانية القديمة.

كانت مدينتا هيراكيلون ومنتيس القديمتان قرب مدينة الإسكندرية القديمة وحالياً على عمق 8 أمتار بخليج أبو قير، وكانت هيراكيلون ميناء تجاريا يطل على فرع النيل الذي كان يطلق عليه فرع كانون، ومدينة منتيس كانت مدينة دينية مقدسة، حيث كان يقام بها عبادة إيزيس وسيرابيس، والمدينتان غرقتا في مياه البحر الأبيض المتوسط نتيجة الزلازل أو فيضان النيل.

ظلت الإسكندرية عاصمة لمصر إبان عهود الإغريق والرومان والبيزنطيين حتى دخلها العرب في عام 642م، وانتقلت العاصمة منها لمدينة الفسطاط التي أسسها عمرو بن العاص عام 21 هـ-641م.

* صناعة السفن


توضح الوثائق أن دور صناعة السفن بنيت في القلزم "السويس" والإسكندرية منذ بداية القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، وكانت الإسكندرية في العهد البيزنطي أكبر الأسواق، وأكثر ثغور البحر المتوسط حركة، فقد ظلت صناعة السفن مزدهرة بهذه المدينة في القرن الأول الهجري/ السابع الميلادي، بسبب اهتمام العرب بها لخروج أساطيلهم منها لغزو بلاد الروم.

وأشاد الرحالة والجغرافيون العرب بما للإسكندرية من مكانة عظمى في نشاط الأسطول العربي، كما تحدثوا في إطناب عن منارتها المشهورة، ويبدو من كتابات الرحالة المسلمين أنها كانت موجودة حتى سنة 442هـ في عهد المستنصر الفاطمي غير أنه من الثابت أيضا أنها لم تكن موجودة في عصر الحاكم بأمر الله الفاطمي، الذي رفض عرضاً بإعادتها كما كانت.

* قلعة قايتباي

تركت الحضارات المختلفة العديد من الآثار والمزارات والشواهد داخل الإسكندرية. منها قلعة قايتباي، وقد بدأ السلطان الأشرف أبوالنصر قايتباي بناء هذه القلعة في سنة 882هـ، وانتهى من بنائها سنة 884هـ، وكان سبب اهتمامه بالإسكندرية كثرة التهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية، والتي هددت المنطقة العربية بأسرها.

وقايتباي هو السلطان سيف الدين الأشرفي الظاهري المحمودي ولد في إحدى قرى الفولجا في روسيا عام 826هـ، وانتقل إلى مصر على يد تاجر للعبيد يدعى محمود، وحصل من خلاله على لقب المحمودي واشتراه السلطان "برسباي"، ثم تحول إلى السلطان "جقمق".
وظل يترقى حتى وصل لمنصب أتابك للعسكر حتى تم خلع السلطان "تمريغا" وتولى مكانه وظل يحكم مصر لما يقرب من الثلاثين عاما وكان من أطول حكام المماليك بقاء في السلطة واستقرت في عهده الأوضاع في مصر، مما أتاح له إقامة أكثر من 70 أثرا، من أشهرها جامع قايتباي بالقاهرة وقلعة قايتباي بالإسكندرية.

* عمود السواري

يعتبر عمود السواري من أبرز الأماكن السياحية التي تشتهر به مدينة الإسكندرية، وهو عبارة عن عمود من الرخام الوردي طوله بالقاعدة حوالي 26.85م، وقطره عند القاعدة 2.70م، وعند القمة 2.30م، وقد أقيم هذا العمود سنة 292م، تمجيداً للإمبراطور الروماني دقلديانوس، ويعتبر عمود السواري أعلى نصب تذكاري في العالم.

* المسرح الروماني


يتكون المسرح الروماني من 12 مدرجاً من الحجر الجيري على شكل نصف دائرة، ويضم حمامات رومانية من العصر الروماني، وهو المسرح الروماني الوحيد في مصر، وقد تم إنشاؤه في بداية القرن الرابع الميلادي.

* معبد الرأس السوداء


معبد الرأس السوداء شيده الفارس الروماني إيرادور من أجل الإلهة إيزيس، وسمي بهذا الاسم نظراً للمنطقة التي اكتشف فيها، وهي الرأس السوداء على الطريق الزراعي المؤدي لمنطقة المنتزه وأبوقير، وقد تم نقله مؤخراً إلى المنطقة المجاورة لحدائق الشلالات بطريق الحرية، ويرجع تاريخ هذا المعبد للقرن الثاني الميلادي.

* أقدم الجبانات

يرجع تاريخ مقابر كوم الشقافة إلى القرن الثاني الميلادي، وهي مقابر رومانية، والمقبرة نحتت في الصخر تحت الأرض، وهي فريدة من نوعها وتتميز بالنقوش البارزة وتجمع بين الفن المصري القديم والفن اليوناني الروماني.أما مقبرة الشاطبي في جنوب شرق لسان السلسلة وشمال مدرسة سان مارك من ناحية البحر، فتم اكتشافها عن طريق الصدفة عام 1893م.

وتؤرخ لنهاية القرن الرابع وبداية القرن الثالث ق.م، وتعتبر من أقدم الجبانات البطلمية في الإسكندرية لوجودها خارج أسوار المدينة، وتقع مقابر مصطفى كامل بشارع المعسكر الروماني برشدي وهي عبارة عن أربعة مقابر من العصر البطلمي. ومقابر الأنفوشي تقع أمام مدخل رأس التين وتوجد بالمنطقة خمس مقابر.

كما تعد اثنتان منها من أهم المقابر بالمنطقة وتم اكتشافهما عام 1901 ويرجع تاريخهما إلى العصر البطلمي القرن الثالث ق.م، وتتميز المقبرتان بنقوشهما الجميلة والتصميم البنائي الفريد.

* آثار البرديسي

سميت هذه الآثار بهذا الاسم لوقوعها على شارع البرديسي المجاور لمسجد سيدي عبدالرزاق الوفائي المطل على شارع النبي دانيال، تم اكتشاف هذه الآثار في عام 1929م تحت مسجد سيدي عبدالرزاق الوفائي، وتعد من الآثار المهمة التي تنتمي إلى العصر الروماني.

* صهريج الشلالات

يقع في منطقة الشلالات ويطل على شارع الشهيد صلاح مصطفى "شارع السلطان حسين سابقاً"، ويعتبر هو الصهريج الوحيد الذي مازال يحتفظ بمعماريته، دون أن يطرأ عليه أي تغيير، وتبلغ مساحة الصهريج نحو 200 متر، ويضم ثلاثة طوابق تحت الأرض، ويضم مجموعة نادرة من الأعمدة والتيجان المتنوعة، وقد كانت الإسكندرية تعتمد في تغذيتها بالمياه العذبة على تخزين المياه في صهاريج تحت الأرض.

* قصر رأس التين


يعتبر قصر رأس التين التاريخي من أقدم القصور الموجودة في مصر والإسكندرية حتى يومنا هذا، وهو أحد المعالم التاريخية والأثرية بالإسكندرية، وتعود الأهمية التاريخية لهذا القصر إلى أنه القصر الذي شهد وعاصر أسرة محمد علي في مصر، التي استمرت نحو مائة وخمسين عاماً، وهو نفس القصر الذي شهد غروب حكم الأسرة العلوية عن مصر، عندما شهد خلع الملك السابق فاروق ورحيله منه على ظهر اليخت الملكي "المحروسة"من ميناء رأس التين.

وبدأ محمد علي في بناء قصر رأس التين عام 1834م ليضمه إلى قصوره، علاوة على القصور الأخرى التي كان يملكها في الإسكندرية مثل قصر المحمودية وقصر إبراهيم باشا، وأعيد بناء قصر رأس التين في عصر الملك فؤاد على طراز يتماشى مع روح العصر الحديث، وتكلف وقتها أربعمائة ألف جنيه، وأصبح مشابها لقصر عابدين، ولكنه أصغر منه.

* متحف كفافيس


يعتبر قسطنطين كفافيس شاعر اليونان الكبير أحد أشهر شعراء العصر الحديث. ولد الشاعر كوستيس بتروس فوتياديس كفافيس الذي اشتهر باسم كفافيس بأحد منازل شارع شريف بالإسكندرية في التاسع والعشرين من شهر أبريل عام 1863، وينفرد متحفه بالإسكندرية بعرض قاعة خاصة للآثار الغارقة التي بهرت علماء الآثار في العالم، ويضم تمثالا رخاميا نصفيا له، ومجموعة من كتبه وأول طبعة من ديوانه الشعري وبه بعض الكتابات بخط يده.

* الفنون الجميلة


يعد متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية إحدى أهم العلامات الثقافية والفنية البارزة في مدينة الإسكندرية، وتم بناء هذا المتحف الفني والانتهاء من إنشائه ليكون متحفاً فنياً للإسكندرية في عام 1954م.

أقيم المتحف على الأرض التي أهداها لبلدية الإسكندرية البارون دي منشا أحد التجار من الأجانب الأثرياء بالإسكندرية الذين كانوا يعيشون بالمدينة، وقد أهدى البارون دي منشا قطعة الأرض إلى بلدية الإسكندرية، ليقام عليها المتحف حتى يتسنى عرض مجموعة الأعمال القيمة للفنان إدوارد فريدهايم، التي تبلغ 210 أعمال فنية.

وقد أهداها إلى بلدية الإسكندرية حباً في مدينة الإسكندرية، وعندما تمت إعادة بناء المتحف في عام 1964م، قام أعضاء مجلس قيادة الثورة وعلى رأسهم الزعيم جمال عبدالناصر بافتتاحه في احتفالات ثورة يوليو.

* مكتبة الإسكندرية


تظل مكتبة الإسكندرية ماضيا عريقا ومستقبلا مشرقا عندما شيدها بطليموس الأول وأعاد بناءها في شكلها الجديد وثوبها الجميل الرئيس محمد حسني مبارك.وقد حرصت مكتبة الإسكندرية الجديدة على أن تكون امتداداً للمكتبة القديمة، من حيث القيمة الثقافية بالنسبة للعصر الذي وجدت فيه، وقد راعت المكتبة أن تكون أقسامها انعكاساً للتعددية الثقافية.

يضم مبنى المكتبة قاعات للاطلاع مجهزة لاستيعاب ثمانية ملايين من الكتب وثلاثة متاحف وخمسة معاهد بحثية ومركزاً للمؤتمرات والعديد من المعارض، كما أنشأت المكتبة ساحة السلام، وتضم 12 شجرة زيتون يتوسطها تمثال لإله الإبداع عند اليونان وقسم "نوبل" المهدى من جمعية الإسكندنافية.

ومكتبتي الطفل والنشء للطفل. ومتحف تاريخ العلوم ومتحف المخطوطات، والمتحف الأثري، كما يضم المجمع الثقافي 3 فنادق لاستقبال الضيوف الوافدين على المكتبة من أنحاء العالم، وتضم المكتبة الآن حوالي عشرة بلايين صفحة وحوالي ألفي ساعة من التليفزيون المصري والأميركي.

وألف فيلم إلى جانب مشروع "الكتاب المسموع" الذي يضم الآن مجموعة كبيرة من كتب التراث، وهو مشروع مهم جداً خاصة بالنسبة للمكفوفين، ودعماً لأهداف المكتبة أصدر الرئيس حسني مبارك القانون رقم 1 لسنة 2001 الذي جعل من مكتبة الإسكندرية شخصية مستقلة تابعة لرئيس الجمهورية مباشرة، وتكون تحت إشراف مجلس الدعاة الذي يرأسه رئيس الجمهورية ومجلس الأمناء الذي ترأسه قرينة الرئيس سوزان مبارك.

* دار الأوبرا


افتتح الرئيس محمد حسني مبارك دار الأوبرا بالإسكندرية "مسرح سيد درويش" يوم 27 يناير 2004 بعد إعادة تطويره وترميمه، وشهد معه كبار الضيوف الاحتفالية الفنية التي أقيمت بمناسبة إعادة افتتاح هذا الصرح الفني الذي يقف شاهداً على دور الإسكندرية في الحركة الفنية المصرية.

يمثل المسرح تحفة معمارية، ويعد من المسارح العتيقة، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1918 في الفترة الأولى من حكم السلطان فؤاد الأول، وكان يطلق عليه اسم تياترو محمد علي، وكان المسرح عبارة عن وقف خيري ملك السيد بدر الدين قرداحي، الذي استعان في تصميم بنائه بالمهندس الفرنسي جورد بارك الذي شيد المبنى على طراز العمارة المصرية.

وزينه بمجموعة من الزخارف الفريدة ذات الطابع الكلاسيكي الأوروبي، وتم افتتاح مسرح أو تياترو محمد علي عام 1921، وقدمت عليه عروض مسرحية عديدة مصرية وأجنبية، وفي عام 1962 تم تغيير اسم المسرح من "تياترو محمد علي" إلى "مسرح سيد درويش" تكريماً لذكرى الموسيقي العربي ابن الإسكندرية الشيخ سيد درويش.

كما تم تأسيس مركز تنمية المواهب بأوبرا الإسكندرية على غرار المركز الذي تم تأسيسه بأوبرا القاهرة، والهدف منه هو نشر الثقافة الفنية الرفيعة وتعليم وتدريب النشء من فناني المستقبل، بدأ المركز نشاطه في سبتمبر/ أيلول 2004 ويضم 6 فصول هي: "الباليه - البيانو - الكورال - الفيولينه - السوزوكي - الفلوت". وهناك عدد من الفرق الموسيقية الأخرى هي: مجموعة جهاز وفرقة إبداع للموسيقى العربية ورباعي الإسكندرية للوتريات وأوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:49

نتيجة التطوير كانت تلوث بصري


"ذاكرة المدن هي مبانيها وأحياؤها التاريخية القديمة، والحفاظ على هذه المباني والأحياء يعني الاحتفاظ بذاكرة المدن قوية منتعشة، أما إهمالها فيعني محاولة شنعاء لمحو التاريخ"، استوقفتني الجملة السابقة وأنا أطالع مجلدًا للدكتورة سهير الحواس بعنوان "القاهرة الخديوية"، تلك المدينة التراثية التي يزيد عمرها على 140 عامًا، وكانت ميادينها وشوارعها وبناياتها خلال تلك الفترة بمثابة متحف مفتوح يضم رصيدًا عمرانيًا هائلا من المباني التاريخية التي تمثل معرضًا لأعمال المعماريين الأجانب الذي استدعوا من فرنسا وإيطاليا والنمسا وبريطانيا من أجل بناء نهضة مصر العمرانية.

لكن وللأسف الشديد وعلى غرار ما يحدث في أفلام الخيال العالمي من تحول امرأة جميلة إلى مسخ قبيح، أصبح وسط القاهرة -التي كان تلقب بـ"باريس الشرق"- نموذجًا للعشوائية والفوضى والانحلال والتوحش العمراني، وانتشرت مظاهر القبح والتلوث البصري والبيئي والضوضاء والازدحام الشديد بصورة تؤذي الأعين وتصم الآذان وتوجع القلوب.

السؤال الجوهري هو: من المسئول عما آلت إليه الأحوال في القاهرة التاريخية؟ وكيف يعود إلى تلك المدينة التاريخية رونقها وجمالها؟ هذين السؤالين وغيرهما الكثير لا يراوحون أذهان المثقفين المصريين وعاشقي التراث والأصالة والمواطنين البسطاء وحتى السياح القادمين للقاهرة من مختلف أنحاء العالم.

قد لا نكون باحثين عن إجابات كاملة مادام لم يخرج الأمر بعد إلى طور النقاش أصلا، لكنها محاولة للتطوع للوقوف إلى جوار هذه المدينة (وتحديدًا وسطها/ مركزها التجاري والسياحي) في محنتها وصراعها من أجل الحفاظ على هويتها ومعالمها أمام الأفكار التطويرية البشعة لجهات الإدارة المحلية، وطمع وجشع رجال الأعمال ذوي السعار المادي، وأصحاب العقول الجاهلة من الطبقة الصاعدة التي امتلكت بأموالها عقارات وبنايات وسط القاهرة، أو الغوغائيين الذين يفترشون طرقاتها بالبضائع الصينية ويتعاركون مع المشترين والمارة بسبب وبدون!.

الماضي الذي كان


رغم أن العشوائية أصبحت داخل معظم أحياء العاصمة المصرية نتيجة التغيرات التي طرأت عليها، فإننا نرثى أن تنضم منطقة وسط القاهرة بالتحديد إلى العشوائية، لأن فكرة إنشائها كانت تسعى في الأساس إلى جعلها تضاهي أجمل المدن الأوروبية، بل إن الخديوي إسماعيل الذي تولى حكم مصر عام 1863 تعمد أن تكون القاهرة كاملة الشبه للعاصمة الفرنسية "باريس"، فأمر بتخطيطها على النمط الأوروبي الذي أبهره في عاصمة النور والجمال من ميادين وشوارع فسيحة وقصور ومبان وجسور على النيل وحدائق غنية بالأشجار والنباتات النادرة، بل إنه طلب شخصيًا من الإمبراطور "نابليون الثالث" أن يقوم المهندس الفرنسي العالمي "هاوسمان" الذي قام بتخطيط باريس بتخطيط القاهرة، فتحولت بذلك إلى تحفة حضارية تنافس أجمل مدن العالم، ولذا أُطلق عليها "باريس الشرق".

وبالفعل تحقق للخديوي إسماعيل ما أراد، حيث أصبحت منطقة وسط القاهرة أو القاهرة الخديوية، بمثابة متحف مفتوح للعمارة يضم الأشكال المنتمية لعصر النهضة والفن الجديد والطرز الكلاسيكية والإسلامية المتطورة والبارونية والفيكتورية واليونانية وغيرها.

وبحسب المهندس المعماري د. أحمد ميتو -صاحب تصميم دار الكتب المصرية "الكتب خانة"- فإن هذا التنوع المعماري الثري الموجود في وسط القاهرة يرجع إلى توجهات الذين قاموا بالتصميمات والتنفيذ، حيث كان منهم فرنسيون وإيطاليون، ولذا فإنها جامعة للطرز المعمارية المختلفة مثل الكلاسيك والإسلامي المتطور وعصر النهضة والآرت والفن الجديد والكلاسيك والبارون والفيكتوري وغيرها.

وعلى الرغم من هذا التنوع المعماري، فإن هناك تناغمًا بين البنايات، فالارتفاعات تكاد تكون واحدة، وتكرار البواكي بطريقة منظمة يعطي الإحساس بالقيمة الأساسية لروعة المباني.

ولضمان أن يكون البناء في القاهرة الخديوية على ذات الطرز المعمارية المتميزة، كان يشترط ألا تقل تكلفة المبنى عن 2000 جنيه وأن يكون متوسط الارتفاع 6 أو 7 أدوار، وكانت واجهات البنايات غنية بالزخارف بحيث تصل إلى التكدس الشديد والتنوع وأحيانا لا تتكرر الوحدة الزخرفية نفسها في الواجهة الواحدة.

ويلاحظ تعدد الطرز في واجهات بعض المباني وهو ما يميزها بالثراء في تصميم وزخرفة واجهاتها، وتتميز هذه الزخارف بالدقة المتناهية في التنفيذ واستخدام قوالب صب مرنة حتى تكون أكثر تجسيمًا وهو أسلوب يندر استعماله حاليًا لارتفاع تكلفته، كما أن العديد من المباني تظهر في واجهاتها مشغولات حديدية مختلفة وأيضا في البلكونات وأبواب المداخل مما يزيد من فخامة ورزانة المباني التي تكون في مجملها طابع عمراني أوروبي الملامح والشخصية.

فوضى وتلوث


التجول في القاهرة رحلة شديدة المشقة


للأسف على رغم من دقة وجمال الوصف السابق فإنه أصبح مشوهًا الآن، فرغم أن بنايات "وسط القاهرة" لا زالت موجودة، فإن حالتها لا تسر عدوًا أو حبيبًا، فزخارفها ومعالم طرزها المعمارية قد أصابها الدمار تارة، والقبح والتلوث البصري تارة أخرى، فبمرور السنين لم يفكر أحد في ترميم الزخارف الأثرية، اللهم إلا بعض المساهمات الفردية من قبل ملاك وقاطني العقارات الذين اكتفوا فقط بطلاء الواجهات بأردأ أنواع الدهانات.

وبينما كان زائرو وسط القاهرة وقاطنوها يتمتعون بالسير على الأقدام في شوارعها وميادينها حتى أربع أو خمس عقود، بات الآن التجوال في وسط القاهرة بمثابة رحلة شديدة المشقة، نظرا لمظاهر القبح والتلوث البصري والازدحام الشديد في تلك المدينة التي استسلمت لعبث الجهلاء الذين أزالوا جمالها في تعدٍّ وحشي وسافر على التاريخ والتراث، وخنقوا أنفاس المدينة بعوادم السيارات وأنفاس ذلك الحشد الكبير من البشر الذي يطؤها كل يوم، فباتت المدينة الجميلة على وشك الاحتضار.

ويرثي الفنان التشكيلي د. صلاح عناني، الحالة التي كانت عليها وسط البلد وقت إنشائها حيث كانت مدينة نموذجية في التخطيط والتصميم، وعلى مدار التاريخ كانت شوارعها قِبلة لكل باحث عن التمتع بالسير على الأقدام، ومقاهيها يجلس عليها الطبقة المثقفة ومشاهير الأدباء.

ولا ينكر د. عناني أنه حتى الآن يجلس على مقهى "الجريون" ذلك المقهى الشهير بالقرب من ميدان "طلعت حرب" ومعه نخبة من المثقفين، ولكن يؤكد أن الطريق إلى المقهى مصاب بالشلل ويستغرق ذهابه من منطقة المهندسين" -حيث يقطن- إلى وسط القاهرة أكثر من ساعة رغم أن المسافة بينهما لا تتجاوز 2 كيلو متر مربع فقط.

ويرصد عناني العديد من مظاهر الفوضى في وسط القاهرة، وأهمها ذلك التلوث البصري الذي نشاهده على واجهات بناياتها التاريخية، بدءًا من ألوان الطلاء غير المتناسقة، ومروًا باللافتات المختلفة التي يرفعها أصحاب المحلات على حوانيتهم لتشكل معرضًا فريدًا لأبشع اللوحات المضيئة والخشبية.. إلخ. ولا يتوقف التلوث عند ما يؤذي العين فقط، وإنما التلوث بمعناه الأصلي أيضا تجده منتشرًا في وسط القاهرة ما جعلها واحدة من أكثر مدن العالم تلوثًا في هوائها، فعوادم عشرات الآلاف من السيارات التي تطأ العاصمة المصرية كل يوم تصيب سكانها بأمراض الصدر على اختلاف أنواعها، وبالطبع ينجم عن توافد هذا القدر من الكبير من السيارات أزمة مرورية خانقة تصيب وسط العاصمة المصرية بالشلل في معظم ساعات النهار، ولم تفلح الكباري العديدة التي شيدتها الحكومة المصرية -وشوهت بها جمال المدينة- في حل تلك الأزمة التي تتفاقم يوما بعد يوم، لأن "القاهرة" صممت في الأساس لتسع 4 ملايين نسمة، وليس 20 مليونا كما هي الآن.

المقاهي القديمة نموذجا

ولعل أبرز مظاهر التغيرات التي يمكن رصدها في منطقة "وسط القاهرة" ما شهدته المقاهي القديمة التي كانت فيما سبق منابر ومنتديات أدبية وسياسية تقيمها الطبقة المثقفة التي اعتادت الجلوس فيها، وقت أن كانت القاهرة تعج بحركة أدبية غير عادية أفرزت لنا عشرات الكتاب والمفكرين الذين لا زالت ذاكرتهم محفورة في وجداننا.

أشهر المقاهي في وسط القاهرة هو مقهى "ريش" الذي يقع في شارع طلعت حرب واحتفل منذ عامين بمرور مائة عام على إنشائه، وكان من أبرز مرتادي المقهى الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ الذي ذكر أنه كتب قصة "الكرنك" على إحدى مناضد المقهى الذي كان من بين رواده أيضًا توفيق الحكيم ويوسف إدريس والعديد من الروائيين أمثال صنع الله إبراهيم وبهاء طاهر ويوسف القعيد وجمال الغيطاني وإبراهيم أصلان وفاروق جويدة، وفي هذا المقهى أيضا أنشدت كوكب الشرق أم كلثوم أولى أغانيها حين قدمت إلى القاهرة.

أما مقهى "الفيشاوي" بحي الحسين، فاستمد شهرته أيضا من الأديب "نجيب محفوظ" الذي كان يقطن بذات الحي وكان له جلسته الشهيره بالمقهى وربما استمد الكثير من شخصيات رواياته الأدبية من خلال تفحصه لوجوه الأشخاص المختلفة التي تترجل في هذه المنطقة، وقد خصص جزء من المقهى باسم أديب نوبل الراحل.

وما يلاحظ الآن أن ريش والفيشاوي لم يعودا كسابق عهدهما القديم حيث إن أسعارهما المرتفعة جعلت فئات كثيرة تعزف عن زيارتهما، ليقتصر روادهما على كبار الكتاب والمفكرين وعلية القوم والإخوة العرب الوافدين، إضافة إلى الأفواج السياحية الأجنبية التي تفد بانتظام إلى هذه المقاهي كأحد أهم المعالم التراثية في مصر.

ولم يتوقف الأمر عند تحول المقاهي القديمة إلى "كافتريات سياحية" -خمس نجوم- بل إن بعضها قد اندثر من الأساس ولم يعد له وجود، مثل مقهى "متانيا" الذي كان يقع في ميدان العتبة بالقرب من دار الأوبرا الملكية، وكان ملتقى للمشاهير والزعماء السياسيين وارتاده أمير الشعراء أحمد شوقي وشاعر النيل حافظ إبراهيم، جمال الدين الأفغاني، والأمام محمد عبده، ثم هُدم المقهى وشيد برج سكني ضخم على أنقاضه، وحدث شيء مماثل لمقهى "علي بابا" في ميدان التحرير الذي كان قبلة الكثير من الأدباء والمثقفين أيضا قبل أن يتحول مؤخرًا إلى مطعم للوجبات السريعة!!.

ويرصد الكاتب والروائي "مكاوي سعيد" في مجموعته القصصية "مقتنيات وسط البلد" تاريخ المقاهي والأماكن المهمة في منطقة "وسط القاهرة"، ويحكي فيها عن الأماكن التي اندثرت والأخرى التي في طريقها إلى الاندثار، مثل فندق "ناسيونال" الذي تحول إلى "جراج" للسيارات ثم إلى مول تجاري ضخم هو "مول طلعت حرب".

ويبرر "مكاوي" لـ "إسلام أون لاين.نت" ما حدث من تغيرات في الأماكن التراثية بوسط القاهرة واندثار بعضها، بأنه تطور طبيعي لطغيان المادة على المشاعر والأحاسيس في زمن أصبحنا نعطي فيه القيمة للنقود أكثر من تاريخنا وحضارتنا.

تحولات البشر

وما يؤكده "مكاوي" من أن التغير الذي طرأ على "وسط القاهرة" لم يكن فيما أصاب بناياتها التاريخية من تعدٍّ وإهمال فقط، وإنما أيضا تحولات بشرية، توافق عليه د. منى أباظة -أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة- والتي ترى أن سببا رئيسيا لما آلت إليه أوضاع منطقة "وسط القاهرة" من فوضى وتوحش يعود إلى أنها أفرغت من سكانها الأصليين، حيث جرت عمليات بيع واسعة للعقارات التاريخية وتغير ملاك العقارات الأجانب بعد الثورة إلى الطبقة العليا والمتوسطة، ثم تحولت معظم الشقق إلى مخازن للبضائع، ومصانع صغيرة كما نرى في شارع 26 يوليو الذي يفصل بين منطقتي "الإسعاف والعتبة"، وكذا تحول العديد من المباني إلى جراجات وورش لصيانة السيارات مما أضاع المعالم الجميلة من هذه المدينة!.

وترى د. منى أباظة أن منطقة "وسط القاهرة" تحتاج إلى إعادة تخطيط وهيكلة، بحيث تعود العقارات إلى وظيفتها السابقة كأماكن للسكن، وأن تكون الأدوار السفلية فقط للمحال التجارية كغيرها من المدن القديمة "old city" الموجودة في جميع دول العالم، والتي ينعم قاطنوها وزائروها بالسير على الأقدام والتجوال بين محال الأزياء والعطور والمقاهي.

تضيف: "ينبغي أيضا أن يتم منع الباعة الجائلين من افتراش المسافات بين البنايات والشوارع الموجودة في وسط القاهرة حتى يعود لها رونقها وسحرها الذي تميزت به وقت إنشائها وجعلها تضاهي أجمل المدن الأوروبية".

مستقبل غامض

في محاولة لإعادة الروح الجمالية لوسط القاهرة قام الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مصر بالبدء في تنفيذ مشروع لتطويرها، حيث تم حصر مبانيها لترميمها وإعادة تخطيط ميادينها بما يتماشى مع القيمة التاريخية للبنايات القابعة داخلها، ويشمل هذا المشروع تطوير الميادين الثلاثة الشهيرة "التحرير والعتبة ورمسيس".

كما يعد الجهاز لمشروع تطوير شارع قصر النيل المليء بالعمارات الخديوية لجعله يتماشى مع القيمة التاريخية للبنايات القابعة فيه.

وينتقد الكاتب والروائي "مكاوي سعيد" هذا المشروع، لأنه لا يلبي الحاجة الأساسية الملحة التي تحتاجها وسط القاهرة للخروج من محنتها، فالتخطيط الذي يسعى إليه الجهاز القومي للتنسيق الحضاري يهدف فقط إلى ترميم البنايات وطلائها فقط، في حين أن الأمر يستلزم تدخلا حاسمًا لإعادة تخطيط المنطقة ونزع ملكيات المحال التي تسبب الضوضاء والزحام بها -مع تعويض أصحابها الطبع- ثم يتم إعادة طرح هذه المحال للبيع مرة أخرى بما يحقق الحفاظ على سحر المدينة ورونقها الخاص.

كما أن هذا المشروع وإن كان سيعيد القيمة الجمالية للبنايات، فإنه لن يستطيع تغيير عادات البشر الذين تعدوا على التاريخ بقصد وبدون، ولذا خرجت العديد من الأطروحات التي ترى أن الحل هو خروج البشر أنفسهم من وسط القاهرة ومن العاصمة المصرية كلها إلى المدن والضواحي الجديدة.

ويروى "مكاوي" أن هذا الطرح الأخير قد يكون في أحد الحلول للأزمة التي تعاني منها منطقة وسط القاهرة بشكل خاص، والعاصمة المصرية بشكل عام، ولكن بشرط أن يكون هناك نوع من التوازن الاجتماعي داخلها، فلا يعقل أن تكون تلك المدن منعزلة عن محيط العاصمة وضواحيها، أو أن تكون تجمعات للأغنياء فقط مثلما نرى في بعض المدن التي أنشئت على أطراف القاهرة وتحولت إلى منتجعات سياحية للطبقة العليا، لأن هذا الأمر يخلق خللا اجتماعيًّا بحيث ستكون العاصمة وضواحيها للفقراء وتكون المدن الجديدة للأغنياء، وهو أمر بالطبع يكرس التمييز الطبقي وستكون عقباه غير محمودة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المستقبل.

الملاحظة التي يجدر ذكرها في هذا المجال أن الزمن لم يجر على "وسط القاهرة" بقدر ما جار عليها من أهلها، فالمشكلة في البشر الذين تملكوها بأموالهم.. وإن كان هناك من يرثى لما آلت إليه أوضاع وسط القاهرة فإننا نرى أن نبدأ برثاء البشر وما آل إليه تفكيرهم من سعار مادي جعلهم لا يعطون أي قيمة للتاريخ بل اعتبروه سلعة تباع وتشترى!!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:50

الزاوية الأثرية في غزة اسمها «الأحمدية»


الزاوية الأحمدية من أكبر الزوايا في غزة وأهمها، وتقع في قلب المدينة القديمة بحي (الدرج) البرجلية سابقا، وتحتل مساحة قدرها 1000متر مربع، وتنسب لأحمد البدوي المتوفى في طنطا سنة 675هـ.
تم بناؤها للمنتمين لطريقته في بداية القرن الثامن الهجري، وتضم بيتا كبيرا للصلاة أشبه بغرفة تعلوها قبة كبيرة مرتفعة سداسية الأضلاع قائمة على عقود ستة، وتستند إلى قاعدة، بها اثنا عشر شباكا أغلق بعضها، وقد قامت وزارة الأوقاف أخيرا بإجراء بعض الترميمات والإصلاحات على جدرانها المتشققة وبيت الصلاة، ويقع بجوار هذه الغرفة وإلى الشمال منها مباشرة مصلى لطيف مكون من إيوانات ثلاثة صلبة تتوسطها نافورة، وجميعها تستند إلى أعمدة رخامية لها تيجان مزخرفة تعود للفترة الرومانية، وتتميز بعضها بأنها حلزونية، وفي فناء الزاوية وعند مدخلها يوجد ضريح للست قطلو خاتون ابنة المرحوم بهادر الجوكندار.
ويتميز ببناء أربعة أعمدة رخامية مضلعة تعلوها حجارة تشبه القباب، ويبدو استخدام بعض الحجارة الأثرية التاريخية عند بناءه.
الزوايا والتكايا
على الرغم من تجمع الصوفيين في القرن الثالث الهجري في إطار منظمات، إلا أن انتشارها كطرق صوفية لم يبدأ إلا في القرن السادس الهجري، وحيث بدأت في الانتشار داخل المدن الرئيسية الهامة في فلسطين خاصة في القدس ونابلس والخليل وغزة.
وعليه انتعشت وازدهرت داخل المدن الفلسطينية، خاصة في الفترة المملوكية 1250 - 1516م، حيث ازدادت الرغبة في تشييد الأبنية المتعددة الأغراض، فكان المسجد والزاوية والمدرسة والمزار ابتداء من السلطان قلاوون وحتى قنصوه الغوري، وكان من أشهرها الرفاعية التي أسسها أحمد بن علي الرفاعي 512 - 578هـ، ثم القادرية نسبة إلى سيدي عبدالقادر 470 - 561هـ، ثم الأحمدية المنسوبة إلى أحمد البدوي المتوفى في طنطا سنة 675هـ، حيث بنيت له زاوية في قلب مدينة غزة تدعى الزاوية الأحمدية،وغيرها من الطرق الاخرى منها الدسوقية والشاذلية وقد وصلت هذه الطرق إلى أوجها في القرن الثامن الهجري الرابع عشر الميلادي، كما انتشرت الربط والخوانق والتكايا، ومما هو معلوم أن الزوايا أقدم عهداً من الربط والخوانق والتكايا، حيث كان الاعتكاف بإحدى غرف المسجد أمرا عاديا للأتقياء والزهاد، كما كان اسمها في الغالب الأعم مقترنا بالمدارس كما هو واضح في معظم زوايا ومدارس مدينة غزة التي اتخذت مكانا واحدا لها غالبا هو المسجد، كما كانت الزوايا والتكايا والربط، وكذلك الخوانق تطلق على مكان واحد، على الرغم من أن هناك تفسيرات عدة اختلفت باختلاف الأزمان لها، فالخوانق أو الخانقاه كلمة فارسية تعني مكان إيواء الصوفية، حيث التعبد فيها، وقد أطلق عليها في الحقبة العثمانية اسم التكايا التي انتشرت في القرن الخامس عشر الميلادي.
تاريخ النشر : 2010-03-صحيفة اوان الكويتيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:50

"تهامة اليمن".. عروس البحر
الحديدة اليمنية.. العروس التي كشفت ساقها للبحر



صنعاء- محافظة الحديدة تقع في الجهة الغربية في منتصف الساحل الشرقي للبحر الأحمر تتمتع بمقومات سياحية وزراعية وصناعية وسمكية وافرة وواعدة تساهم حاليا بنسبة 42 بالمائة من الإنتاج الزراعي الإجمالي لليمن، كما أنها تأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان.

تقع الحديدة بين خطي عرض 14 – 16 درجة شمال خط الاستواء وخطي طول 42 – 43 درجة شرق جرينتش، وتبعد عن العاصمة صنعاء بـ226كم غربا، يجاورها غربا البحر الاحمر، ومن الشرق محافظات اب وذمار وصنعاء وريمة والمحويت، ومن الشمال محافظة حجة ومن الجنوب محافظة تعز.

قبل ان تكتسب تسميتها الحالية نسبة الى مركزها الإداري ومينائها الرئيسي عرفت محافظة الحديدة منذ القدم باسم تهامة اليمن، وبحكم موقعها الجغرافي المميز كبوابة رئيسية لليمن تطل منه غربا على البحر الأحمر أهم وأقدم بحار العالم وأكثر حيوية وأهمية وكثافة لحركة الملاحة البحرية العالمية، فقد شكلت المحافظة واحدة من اهم مناطق التماس والالتقاء وتفاعل الانسان اليمني مع العالم من حوله عبر عصور التاريخ القديم والحديث والمعاصر.

والحديدة – تهامة اليمن– بصفة عامة من اول الساحات اليمنية التي شهدت تحولات هامة ومعارك تاريخية وطنية حاسمة لصد الغزاة والمستعمرين على اختلاف أجناسهم وتنوع مآربهم وأطماعهم كالرومان 23 ق.م والأحباش 525م والتوسع الأيوبي 1173م والأتراك العثمانيين 1538م.

* نبذة تاريخية


كما شهدت تأسيس ونشأة العديد من الدول والدويلات اليمنية التاريخية القديمة التي امتدت واتسع نفوذها ليشمل اليمن كله او معظم اجزائه كالدولة الزيادية 818م-1018م، والنجاحية 1021م -1159م، والمهدية 1159م- 1173م، والرسولية 1229م- 1454م.

وأسهمت الموانئ اليمنية القديمة الواقعة في الإطار الجغرافي للمحافظة كالفازة وغليفقة وللحية وابن عباس، على مدى فترات زمنية طويلة مضت بشكل رئيسي نشط وفعال في حركة التبادل التجاري مع كثير من بلدان العالم العربي والاسلامي والهند والصين.

وكان لحضارتها القديمة -مدينة زبيد التاريخية- ريادتها العلمية لفترات طويلة "كأحد مراكز العلوم الإسلامية والانسانية اليمنية" التي وصل أثرها العلمي بلدان شرق أفريقيا ووسط وجنوب آسيا، لذلك لاغرو ان تكتنز المحافظة بين جنباتها ومختلف مناطقها العشرات من القلاع والحصون الأثرية والمدن التاريخية والموانئ القديمة، مثل زبيد وبيت الفقيه، وحيس، والزيدية، والفازة، وغليفقة، والاهواب، واللحية، والكدراء، والمهجم.

وتزخر مكتباتها العامة والخاصة بعشرات المئات بل بالآلاف من المخطوطات العلمية في شتي العلوم النظرية والتطبيقية بالاضافة الى احتوائها العديد من المواقع الأثرية الهامة المكتشفة حديثا والتي ترجع الى عصور ما قبل التاريخ.. مثل موقع الرسومات الأولى للإنسان البدائي في كيدة بمديرية حيس والنقوش والكتابات القديمة في جبل المكتبة بمديرية جبل راس والهوالهامد بجبل الضامر بمديرية باجل والمنجارة والمدمن بالتحيتا واوداي مور وسهام وغيرها من المواقع.

* تراجع اقتصادي

وعلى الرغم من تراجع واضمحلال الدور الاقتصادي القديم للمحافظة كمنطقة صناعية واقتصادية رئيسية لليمن طيلة القرون الثلاثة الماضية والتي لا تزال شواهد واضحة ومحفوظة في ذاكرة الزمان والمكان حاضرة بقوة في التراث الشعبي والفلكلوري اليمني، ولا تزال تفاصيل ملامحه قوية مطبوعة وواضحة في العديد من الصناعات التقليدية والعريقة والحرف اليدوية العتيقة التي توارثتها الأجيال عبر قرون الزمان الماضي حتى اليوم كصناعة السفن التقليدية والصناعات النسيجية ومصابغ القماش التي كانت تغطي حتى منتصف القرن العشرين معظم احتياجات السكان، فإن المحافظة التي ساهم ميناؤها الرئيسي بالدور الأساسي والفعال في انتصار الثورة اليمنية 26 سبتمبر/ أيلول 1962م، وكان أحد أعمدة الانتصارات الخالدة.

وما تحظى به من اهتمام في خطط الدولة والحكومة واستراتيجياتها التنموية تستعد لتصبح واحدة من أهم المناطق الاساسية الواعدة للنهوض الاقتصادي والتنمية الشاملة في اليمن.

* الأزياء الشعبية

من أهم مكونات التراث الشعبي في محافظة الحديدة وسهل تهامة لها خصوصيات وطابعها المحلي الصرف الذي مازال حضورها قوياً في الحياة اليومية للسكان خاصة في المناطق الريفية وتتميز الملابس النسائية بالتعدد والتنوع وألوانها الزاهية ولا تخلو من التطريز اليدوي موشاة الحواف بخيوط وزخارف قوية بارزة وقد تختلف باختلاف العمر ومن فصل إلى آخر خلال العام وفي المناسبات عن الأيام العادية أو العمل في الحقل، غير ان ما يجمع بينها ملاءمتها لطبيعة المناخ الحار ومراعاة سهولة الحركة أثناء العمل ومن أهمها الرنة والصديرية والفوطة وجميعها مصنوعة من الأقمشة المحلية.

* صناعة السفن

مهنة من أعرق المهن والصناعات في محافظة الحديدة وأقدمها على الإطلاق يتجاوز عمرها مئات السنين، وتتوارث فنونها وأسرار صناعتها الدقيقة المحكمة باحتراف أسر عريقة تتوارثها جيلا بعد جيل، وتنتشر الورش المختصة ببنائها على طول امتداد السواحل ومناطق المحافظة المطلة على البحر الأحمر في: اللحية، ابن عباس، الخوبة، الصليف، الخزخة، الحديدة، الجاح، والفازة.. وغيرها. وتتنوع صناعة السفن حسب أحجامها بين "الهوري – الصنبوق"، وتتميز بمتانتها وقوة تحملها الأمواج البحر العاتية وعمرها الخدمي الطويل الذي يمتد لما يزيد عن خمسين عاما.

* الرقص الشعبي
الرقص الشعبي في محافظة الحديدة على نحو خاص وفي سهل تهامة بشكل عام خصوصيته المميزة، حيث تزيد انواعه وضروبه عن 18 نوعا، وتتنوع من منطقة الى أخرى في المحافظة والسهل قد تشترك كثير من المناطق في أنواع كثيرة منها وتعتمد الرقصات في أدائها على إيقاع الطبول والمزمار بشكل خاص ولها إيحاءاتها التعبيرية وتؤدى جماعيا في كثير من ضروبها وأنواعها أو على انفراد.

وتتشابه سمرات الذكر التهامية مع مثيلاتها في بقية المناطق اليمنية إلا أن مساحة الذكر "المدائح والموالد" تكون أقل حيث تحفل بالحوارات العامة والخطب وتقديم العظات والعبر.. وما يميزها أن من يقومون بها أو يدعون إليها هم من الأعيان والمشائخ والتجار والنخب، ولا يُمنع العامة من حضورها، ورغم ذلك يُفضل معظم العوام الذهاب إلى حفلات السمر ليشعروا بسعادة في مثل هذا اليوم وهذه المناسبة، إذ لا يحتاج الواحد منهم لمن يُنغِّص عليه يومه ويعكر بذكر الموت وعذاب الآخرة عيده.

* حفلات صاخبة
وتعد حفلات السمر في المناسبات والأعياد الدينية أهم ما يشد التهامي ويجتذبه، وهذه الحفلات يقدمها خليط متجانس من النُّشاد والمداحين والمغنين وإن اشترك الجميع في حمل صفة فنان ذلك اليوم أو تلك الليلة.

ويأخذ الغناء التهامي طابعاً عاماً في الأداء حيث أن الأغنية لها مقطع يكون بمثابة كوبليه تردده أفواه الحضور، ومهما كانت الأغنية غزلية حسية فلا بد أن يكون ذكر الله والصلاة على النبي التهامي حاضراً فيها، ولا يقتصر هذا على الأغاني التي تؤدى في المناسبات والأعياد الدينية بل هي صيغة عامة عُرفت بها أغاني هذا السهل.

وكلما حضر العود حفلات السمر كلما كان الحضور أكبر وتغيب الرقصات، ومع ذلك فإن حركات الجسد والاهتزازات الصوفية تغطي مثل هذا الفراغ، وتمتلك النساء أيضاً حفلات سمر مصغرة عن مثيلاتها الرجالية، ولا تنفضُّ هذه السمرات الصاخبة إلا قبل صلاة الفجر.
ودائماً ما يصاحب الجمع الذي يحضر هذه المناسبات سوق للسلع والمنتجات الحرفية، ويعتبر السوق تدشين حي لإقامة هذه الاحتفالات، ولا يقتصر دور السوق على البيع والشراء بل يعد ساحة عروض يقدم فيها التهاميون ثقافتهم.

في السوق تجد الأزياء الشعبية والمشغولات والرقص الشعبي الممثل بعشرات الرقصات التهامية التي يصاحبها المزمار والإيقاع وأهمها رقصات السيف، وفي السوق أيضاً تقدم الاستعراضات الرياضية التي عُرف بها الزرانيق أهم القبائل التهامية وأشهرها مثل القفز على الجمال.

وكما يعتبر السوق تدشيناً لهذه الطقوس أو لهذه المناسبة فإنه أيضاً يعد مسك الختام لها.

* طقوس ومزارات
تعتبر القبور والمقامات والمزارات التي تنسب لبعض أولياء الله الصالحين على حد زعمهم أحد الثوابت والمقدسات التي لا يختلف عليها تهاميان، وكانت في السابق زيارتها واحدة من أهم المشاعر والطقوس العيدية.

وتراجعت الزيارات عما كانت عليه سابقاً بعد انتشار أفكار تذهب إلى اعتبار ذلك بدعة وخروجاً عن الملة والدين، بل وأصبح البعض ينكر حدوث مثل هذه الزيارات وقداستها في الماضي بعد أن حاول البعض تشويهها وخلق وترويج قصص إباحية جنسية ولا أخلاقية كانت تمارس بين الجنسين عند تلك الأضرحة والقبور والمقامات.

ومع ذلك ما زالت الزيارات موجودة، ولم تزل المرأة على صلة بتلك القبور والمقامات، ولم تقطع إيمانها بجدواها ذات يوم على عكس الرجل حتى وإن مارس عليها المجتمع الذكوري الحصار فإنها تتسلل خلسة إلى هناك أو تدفع لمن تذهب بدلاً عنها وتنوبها في الزيارات وطلب أمانيها.

وتعد السباقات الحدث الأكثر إثارة في أعياد المناسبات الدينية، وتقام بعد صلاة الصبح وعلى مساحات مفتوحة بحضور معظم سكان هذه المدن رجالاً ونساءً، وتتم بين الإبل وأيضاً الخيول والفرسان مسبوقة دائماً بفواصل مهارية يقوم بها الفرسان لاستعراض مهاراتهم الفردية قبل بدء السباقات.

وتنتهج المدن التهامية نظاماً خاصاً لأعياد المناسبات الدينية يقوم على عدم حدوث جمع عيد واحد في مدينتين متقاربتين بل يخصص لكل مدينة عيد ومناسبة.

ويرتدي سكان هذه المدن الملابس الجديدة ظهيرة اليوم السابق لليلة البهجة كما يسمونها ويذبحون ويدعون الفقراء والغرباء، ويعود الغائبون في المحافظات البعيدة وبعض المغتربين إلى مدنهم من أجل المشاركة مع أسرهم الاحتفال بمثل هذه المناسبات، وإن كان بعضهم يحفظ تاريخ المناسبة ويجهل الحدث الذي اقترن بها وأقيمت من أجله.

* الأسواق الشعبية
تشتهر الحديدة بعدد كبير من الأسواق الشعبية الكبيرة التي تعد احد عوامل الجذب السياحي باعتبارها تشكل معرضا حيا لطبيعة الحياة التهامية وما تزخر به كافة المناطق من صنوف التراث والفلكلور الشعبي سواء في طريقة عرض المعروضات من ناحية أم عادات التسوق وما يعرض من منتجات مختلفة، ويفد إلى هذه الأسواق خصوصا المشهورة منها الآلاف من المواطنين للتسوق من مختلف محافظات الجمهورية مثل سوق المواشي في مديرية المراوعة، وسوق باجل وسوق بيت الفقيه وسوق الضحي والزهرة وغيرها.

وتشتهر الحديدة بالكثير من الحرف والمشغولات والمصنوعات التقليدية العريقة التي تمتاز بالتنوع "منسوجات، فخاريات، خزف، مشغولات الحصير، وفضيات"، وجودة ودقة ومهارة التصنيع وملاءمتها لكافة الاحتياجات "استخدامات معيشية، تحف، هدايا، زينة".. وغيرها..

وتتخصص مناطق عديدة من المحافظات أكثر غيرها بحرف ومصنوعات معينة محددة عرفت واشتهرت بها؛ فمثلا بيت الفقيه تتميز بالمنسوجات، والضحي والقناوص بمشغولات الحصير، وحيس بالفخار والخزفيات، والزيدية بالفضيات.

وتعد الحديدة بحكم توسطها للساحل الشرقي للبحر الأحمر ووقوعها ضمن مسار الهجرة الموسمية للطيور موئلا ومحطا لأنواع كثيرة من الطيور البرية والبحرية لاسيما الأنواع النادرة منها وتسجل بعض مناطق السبخات والأراضي الرطبة كالجبانة شمال مدينة الحديدة والمناطق الساحلية لمديرية اللحية وغابات برع تواجد لا بأس به للسائحين من هواة مشاهدة الطيور والمتخصصين في دراستها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:53

«محاميد الغزلان».. جنة وسط الصحراء المغربية



باع كثير من هؤلاء أراضيهم لشراء ما يلزم لاستقبال السياح الذين يتوافدون على المنطقة بحثا عن السلام والسكينة والهدوء بعيدا عن ضغوط الحياة في المدن الكبيرة بالغرب.



وأصبحت السياحة حاليا تمثل نحو 80 في المئة من النشاط الاقتصادي في محاميد الغزلان التي تملأ تنتشر على جانبي شارعها الرئيسي دكاكين تباع فيها مصنوعات يدوية محلية ووكالات للسفر والسياحة ومتاجر تقدم كل أنواع الخدمات مثل تأجير السيارات وتنظيم رحلات في الصحراء للسياح الأثرياء ورحلات أخرى تناسب السياح ذوي الميزانيات المحدودة.



وينتهز السياح الذين يصلون إلى ذلك الركن البعيد في المغرب الفرصة لينغمسوا في أسلوب الحياة المحلي.



وتختلف قيمة الوقت في محاميد الغزلان عن قيمته في الغرب فنمط الحياة بطيء والناس لا يعرفون العجلة على الاطلاق. كما أن المال ليس هو الهدف الرئيسي للسكان الذين يكتفون بالدخل الذي يحققونه من السياحة. ويكسب منظم الرحلات الصحراوية 25 ألف درهم مغربي -3000 دولار- في المتوسط خلال موسم السياحة الذي يستمر خمسة أشهر من ديسمبر كانون الاول حنى ابريل نيسان". بينما يحصل المرشد السياحي على ما يصل الى 300 درهم مغربي "36 دولارا" في اليوم.



وقال خبير في الترويج السياحي يدعى عبد الخالق بن عليلة "تطورت السياحة في محاميد الغزلان بفضل تواجد مجموعة من المآثر في مناطق أولاد كريز والقصبات وكذلك المحاميد البالي. وتتميز المحاميد بجمال صحرائها وأنشطتها المتنوعة كقوافل الجمال والخيام والسياحة الصحراوية التي ترتكز عليها المدينة. أصبحت محاميد الغزلان منطقة معروفة ومن النقاط البارزة في المغرب لأن كل سائح جاء الى المغرب وخصوصا الى الصحراء لا بد ان يزور محاميد الغزلان ومراكش والصويرة."



وتتميز السياحة في محاميد الغزلان بأنها مناسلة لكل الدخول. فالأثرياء يقيمون في فنادق فاخرة ويركبون سيارات رباعية الدفع ويستمتعون بكل مزايا الشخصيات المهمة.



ولكن معظم السياح الذين يزورون الواحة يقبلون الإقامة في فنادق صغيرة متواضعة أو في خيام وسط الرمال حيث يمكنهم مد البصر إلى الصحراء الشاسعة نهارا ومراقبة النجوم ليلا. كما يمكنهم الاسترخاء تحت أشجار النخيل أو الخروج في رحلات على ظهور الإبل أو في سيارات رباعية الدفع أو التجول بين الحصون القديمة أو دفن أجسامهم في الرمال أو الاستمتاع بتدليك تقليدي.



وتبحث البريطانية نانسي باترسون التي كانت تعمل في بيع الأعمال الفنية قبل أن تفتح فندقا في محاميد الغزلان عن زوار يقبلون أن يعاملوا كأصدقاء لا كزبائن يدفعون أجرا مقابل الإقامة. وتسعى نانسي لتشجيع زوارها على الاستمتاع بتبادل الحديث والأفكار وسط الطبيعة الخلابة في بالمنطقة.



كما تسعى الى تشجيع الفنانين والعازفين في الخارج على الحضور الى محاميد الغزلان للتعرف على السكان المحليين ومتابعة اهتماماتهم وأنشطتهم وسط سكون الصحراء.



وقالت نانسي باترسون "أريد سياحا يأتون الى هنا ليحضروا شيئا من شخصيتهم وليستكشفوا جزءا من المغرب وخاصة الموسيقى والفن.. الموجود هنا وموجود بكثرة."



وذكر زائر يدعى توفيق يوسفي أقام عدة سنوات في كندا وبلجيكا أنه عثر على السلام الداخلي في محاميد العزلان. وعلى غرار كثير من الزائرين للواحة يمضي يوسفي ساعات طويلة في التأمل والبحث عن الذات.



وقال توفيق يوسفي "انها منطقة تقليدية جدا.. وعندما نتحدث عن التقاليد فهذا يعني القيم.. وإذا وجدت القيم توجد محبة الإنسانية. هذه إحدى المناطق الشعبية بالمغرب التي ما زالت مباديء الإنسانية موجودة فيها.. الدفء وكرم الضيافة".



وتستقبل محاميد الغزلان سنويا زوارا من أماكن بعيدة مثل ألاسكا وجنوب افريقيا واستراليا ونيوزيلندا وآخرين من أوروبا وكندا والولايات المتحدة.



لكن الواحة لا يزورها سياح من العالم العربي ربما لوجود الصحاري في معظم الدول العربية.



ورغم ذلك دعا نور الدين بوكراب مدير مهرجان البدو الرحل في محاميد الغزلان السائحين العرب للحضور إلى الواحة.



وقال "طموحنا أكبر وهو ان ننفتح على العالم العربي خاصة والثقافة البدوية لنقتسم اختلافاتنا.. وأيضا لنحتفي بما نتشابه فيه."



وكانت محاميد الغزلان في الماضي محطة تتوقف فيها القوافل في طريقها من تمبكتو في مالي وإليها.. والآن لا تزال مكانا يلتقي فيه زوار ينتمون لثقافات وديانات مختلفة.
=======================
رباعي الجمال التونسي.. حلق الوادي، قرطاج، سيدي بوسعيد والمرسى




تونس- الخضرة والجمال والسواحل الساحرة عبارات صارت اعتيادية في حق تونس، تلك البقعة الساحلية التي تمثل ملتقى للحضارات العربية والأوروبية وإرثا رومانيا..
أمجاد عليسة وحنبعل آثار مترامية الأطراف في أصقاعها الخضراء، يجّملها ويزيّنها وجدان أهلها المضياف وصدق التعامل مع السياح في ضيافة عربية ممزوجة بالإيتكيت الفرنسي، وهذا ما تلحظه فور وصولك مطار قرطاج الدولي تقابلك ابتسامة عريضة وحسن ضيافة، وان لم يكن هناك مرشد سياحي أو صديق في استقبالك.

فان سائقي سيارات الأجرة بمثابة مرشدين سياحيين، وعبرهم يمكن التعرف على حالة الطقس وأسعار صرف العملات وأهم الوجهات السياحية هذه الأيام وأسعار الفنادق بفئاتها المختلفة، بل يمكن أن يعطيك خيارات للمطاعم حسب جنسيتك ويحدد هذا لهجتك أو لغتك.

وبفضل إرشاد أحد سائقي الأجرة البسطاء يمكنك الوصول إلى مربّع الجمال في تونس وهي حلق الوادي وقرطاج وسيدي بو سعيد وأخيرا المرسى.

وهذه الأخيرة تقع على ضفاف البحر الأبيض المتوسط على مسافة 25 كيلومترا شمال تونس العاصمة، وهي تمثل مع حلق الوادي، الكرم وقرطاج ضاحيتها الشمالية، فيما يبلغ تعداد سكان بلدية المرسى 77890 نسمة يسكن منهم 36234 مدينة المرسى.

* سيدي بوسعيد
سيدي بو سعيد هو ولي صالح "أبو سعيد الباجي" عاش في فترة معاصرة للشيخ ابو الحسن الشاذلي. مدفون في تونس ضاحية سيدي بوسعيد المسماة باسمه.

وتعد قرية سيدي بوسعيد أول موقع محمي في العالم ويعود تأسيسها إلى القرون الوسطى، وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس، جنة صغيرة بألوان البحر الأبيض المتوسط، فعلى مدى الطرقات المبلطة بالحجارة يتكشف للزائر التشابك الجميل للمنازل المكسوة بالجير الأبيض والمشربيات التي تزيّنها شبابيك زرقاء بتلك الزرقة الفريدة لسيدي بوسعيد، وتنفتح الأبواب المتينة المسمرة على حدائق سرية فرشت أرضيتها بالخزف وتكسو حيطانها النباتات.

أما القصور، على غرار قصر النجمة الزهراء مركز الموسيقى العربية والمتوسطية، فإن أجواء ألف ليلة وليلة تنساب انسياباً أبدياً من خلال متعة العيش والروائح الفواحة لياسمين سيدي بوسعيد.

وتتميز سيدي بوسعيد بالمشموم التونسى و أكلة البمبالوني. كما يشهد سيدي بوسعيد مظاهر احتفالية في فصل الصيف كخرجة سيدي بوسعيد وتتضمن هذه الخرجة فرقا من العيساوية التي تقوم بسرد قصائد ومدائح ودفوف وبخور وزغاريد تعلو الأجواء.

* جسر رادس
وقبل الوصول إلى حلق الوادي ومربّع الجمال لابد من المرور بجوار جسر رادس وهو معلم معماري هام يتميز بموقعه البارز والواضح عن بعد، كما يعد أضخم مشروع بنية تحتية في تونس يربط بين ثلاث ولايات وهى تونس واريانة وبن عروس.

وهو الأول من نوعه فى تونس وإفريقيا حيث يبلغ علوه 20 مترا فوق سطح الماء وهو مشدود بكوابل مثبتة فى برجين علوهما حوالي 45 مترا فوق سطح الماء.

ويهدف هذا المشروع الذي قدرت تكاليفه بـ141 مليون دينار إلى إحداث ربط مباشر بين الضاحيتين الشمالية والجنوبية لتونس العاصمة عبر قناة تونس للملاحة واستكمال الطريق الحزامية للضاحية الشمالية مع الطريق السريعة في المرسى عبدت على مستوى مدينتي الكرم وحلق الوادى إضافة الى ربط ميناءي رادس وحلق الوادى ببعضهما وبالطرقات تفعيلا لدورهما في دعم الأنشطة الاقتصادية والصناعية بمحيط تونس الكبرى.

الجسر يواكب التوسع العمراني الذى تشهده المنطقتان من خلال استصلاح بحيرة تونس وتهيئة ضفتيها الشمالية والجنوبية بغية انجاز جيل جديد من المشاريع الكبرى على غرار باب المتوسط ومدينة تونس الرياضية وغيرها، كما يساعد على تحقيق نقلة نوعية في حياة سكان الضاحيتين عبر تقريب المسافات بين المنطقتين الشمالية والجنوبية

* سواحل قرطاج
وقبل الوصول إلى سيدي بو سعيد لابد من المرور على فاتنة تونس التي تحتضن القصر الرئاسي "قرطاج" التي تشهد سنويا مهرجان قرطاج الفني وهو تظاهرة فنية غنية عن التعريف، وتبعد قرطاج 15 كيلو متراً عن تونس العاصمة وتمتد ضفافها بدءاً من المعالم الفينيقية من العهد الفينيقي إلى اليوم.

بالإضافة إلى الآثار الرومانية، مروراً بقرية سيدي بوسعيد المعروفة بطابعها المعماري المتميز، لتنتهي بالمنطقة السياحية الجديدة بالضاحية الشمالية التي تضم وحدات فندقية فاخرة.

وقرطاج ذات تاريخ عريق ممتد على مدى ثلاثة آلاف سنة كجزء من التراث الإنساني، أما سواحل قرطاج الممتدة من ميناء حلق الوادي وحصنه الإسباني حتى شواطئ "قمرت" اللامتناهية، فهي سواحل تتميز بالتنوع والثراء، حيث مراكز الرياضات البحرية المختلفة.

وتجمع شواطئ قرطاج كل ما يتيحه البحر من متع، كما تحظى البيئة بمنزلة رفيعة في سواحلها حيث غابات الصنوبر التي تمتد في هذه البقعة الجميلة بجانب مياه البحر الزرقاء، إلى جانب تنوع المقاهي والمطاعم ذات الطراز التونسي الفريد، فهي مع حلق الوادي تكمل سمفونية الجمال التونسية.

حيث تعتبر حلق الوادي الضلع التراثي في المربّع "الباهي" على حد تعبير أهل تونس وهي منطقة عمرانها محمي بالقوانين، حيث يمنع الترميم والصيانة اواجراء أي تعديلات في مبانيها من دون الرجوع إلى السلطات المحلية.

ويتم الترميم تحت إشرافها المباشر، وهي تجذب السياح بمطاعمها الفخمة لاسيما في الصيف، حيث يتوافد عليها السياح بكثرة ويفضلونها على كثير من مناطق تونس.

* المرسى
كانت المرسى منذ عهد البايات الحسينيين مدينة الاقامة الصيفية لهم في حين كانت باردو مركز الاقامة والحكم. ولقد سّماها أهلها بفخر غير مستـتر "أميرة القلوب".

ولقد حملت المرسى في العهد البونيقي اسم المغارة "Megara" وقد كانت ميناء بونيقيا متطورا يضاهي و ينافس ميناء قرطاج. وتقع المرسى في خليج هو سهل بين جبلين: جبل المنار المعروف بسيدي بوسعيد وجبل قمرت. وهي أساسا محطة اصطياف شهرت بجمال مناظرها ورقة نسيمها وصفاء بحرها.

ولقد مكنت هذه الظروف المناخية الى جانب جمال الطبيعة والتضاريس من أن تكون قبلة أهل العلم والدين والمال المقيمين في مدينة تونس المجاورة. فقد كان الولي الصالح سيدي عبد العزيز مزار أهل الدين والتـقى.

وقد توافد على المدينة للاقامة فيها الفنانون والرسامون والمسرحيون وأغنياء التجار متبعين بذلك البايات في رحلة شتائهم وصيفهم. فمنذ بداية القرن التاسع عشر اتخذها باي تونس مقاما وبنا بها الكثير من القصور، حيث تقيم العائلة المالكة من ماي الى سبتمبر من كل سنة. ففي 1855 بنا محمد باشا "دار التاج".

بعده اهتم خليفته بخصوصية الأميرات عند السباحة فبنى لذلك على شاطىء البحر جناحا خاصا للغرض هو "قبة الهواء" التي تتقدم في البحر حاجبة بذلك طقوس السباحة عن أعين المتطفلين. وفي عهد الناصر باي تم بناء "قصر السعادة" لفائدة "للة قمر" زوجة الأمير.

وقصر السعادة محاط بحديقة وارفة الأشجار تحجب نظر المتطلعين من الأنهج المجاورة. ولقد استعمل هذا القصر بعد الاستقلال كدار ضيافة، حيث أقام فيه العديد من الأمراء والرؤساء الذين زاروا تونس، اما اليوم فهو منتزه وطني فريد من نوعه يحج إليه الكبار والصغار على حد سواء للاستمتاع بأشجاره الوارفة الظلال ونقاوة نسيمه العليل.

ولقد أعطت اقامة البايات في المرسى بعدا سياسيا لهذه المدينة، حيث أصبحت مقرا لكثير من السفارات والقنصليات المقامة من وسط المدينة في اتجاه قمرت.

ومن القصور الواقعة في المرسى المدينة نجد "قصر العبدلية" الواقع في المرسى المدينة الذي ظل الى نهاية الستينات من القرن الماضي منتزها وحديقة حيوانات استغله سكان المرسى كفضاء ترفيهي. هذا وقد تم ترميم قصر العبدلية ليصبح فضاء ثقافيا ويقع استعماله مند الدورة الـ41 لمهرجان قرطاج الدولي كفضاء لعرض الموسيقى الطربية وللعروض المسرحية ويتسع الى 500 متفرجا.

* قصر العبدلية بالمرسى
توجد بالمرسى ثلاثة قصور تسمى بالعبدليات وهي من آثار عبد الله الحفصي الذى كانت ولايته صدر القرن العاشر هجري وهذه العبدليات بنيت متقاربة بين البساتين والابار، حيث أن احدها متصل بحد السفح الشمالي لجبل المنار ويعرف باسم الحفصي، وثانيها هو الذي أقيم عليه قصر الملك الحسيني أحمد باشا الثاني قبالة مقهى الصفصاف الحالي بجانب الجامع الكبير بالمرسى، والثالث باسم العبدلية الكبيرة الذي يقع وراء دار البريد والحديقة البلدية بالمرسى، وهو القصر الحاضن لعروض المهرجان.

وقد دخلت العبدليتان الاولتان عند القرن الماضي في القصور الملكية، حيث تغيرت حوزتهما وأقيم عليهما قصران على غير طرازهما القديم. فالحفصي كان للملك الحسيني وأسكنه بعض بناته وهو الان في حوزة أحد أحفاده

أما قصر الصفصاف فقد امتلكه جوزاف زافو الايطالي وهو من رجال دولة الملك أحمد الاول ثم ملكه علي الثالث وأتم بناءه واختص به منذ نصف قرن ابنه الملك أحمد الثاني، ثم بنيت عليه عدة مباني، وهو اليوم تحت تصرف بلدية المرسى ولم تبق لهاتين العبدليتين أهمية أثرية نظرا للتغيير الكلي الذى أحدث عليهما، وأما العبدلية الكبرى فهي ذات الاهمية الفائقة التي لا نظير لها في كامل بلاد المغرب العربي فهي باقية الى الان على وضعها القديم لم يدخل عليها الا تغيير جزئي من بعض النواحي، واذا استثنينا قصر الحمراء بغرناطة لا توجد في كامل المغرب العربي بناية على حالها تمثل طراز المباني السكنية الفخمة قبل العصر التركي غير هذا القصر "العبدلية الكبرى".

وكان من أول العصر الحسيني معدودا في القصور الملكية ويسمى سانية السلاسل أو برج السلاسل لسلاسل توجد في مدخله، وهو اليوم مخصص لإحتضان الحفلات الموسيقية والمسرحية.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:54

تمشي على أسوار التاريخ

شوارع القدس العتيقة.. وحكاية آخر البكاء!!
"كانت القدس بين يديك كأنها ملك يديك..!" نعم.. لقد كانت كأنها بين يدي وحدي؛ فلم أكن يوما أعتقد أنه سيغدو من المستحيل علي أن أزور القدس أو أصل إليها مرة أخرى.. وهي تلك المدينة التي عشت فيها عامين من أجمل سنوات عمري.. كنت أود أن أذهب لتفقد أصدقائي زملاء الدراسة وأستعيد السنوات الخوالي.. وأرى مخيم قلندية، ومخيم شعفاط والأمعري.. ثم أدور إلى اليسار لأذهب إلى رام الله، لأرى آخر ما تعرضه سينما "الجميل" في ساحة المنارة برام الله..!

في الآونة الأخيرة، أي منذ أشهر معدودة، قبل العدوان "العالمي" على غزة بقليل..! اجتذبتنا أنا وأحد الأصدقاء مسألة نقاشية معرفية محض تنطلق من عمق الميتافيزيقيا، لتصبح مسألة ملحة في اليومي والعابر والضروري؛ ألا وهي "إشكالية" الممكن والمستحيل..، وأنا أسميها الآن إشكالية لأنها تدخل في صلب مسألة فلسفية غاية في التعقيد، بقدر ما هي غاية في البساطة، حيث يصبح الممكن، في لحظة ما مستحيلا، كما يصير المستحيل ممكنا في لحظة أخرى.. بل ويصبح الكائن؛ الواقعي الذي تراه أمامك كل يوم، مستحيلا .. بمعنى ما بين عشية وضحاها. أنا ومحاوري الآخر، اكتشفنا أن هذه العلاقة بين الممكن والمستحيل هي علاقة جدلية وثيقة .. وأن ثمة خيط جد رفيع هو الذي يفصل بين الممكن والمستحيل.. وعلى نحو أكثر توضيحا؛ تجد أن ما هو ممكن الآن، يصبح مستحيلا غدا؛ مثل مسألة مدينة القدس التي صار محرما علينا نحن أبناء غزة مجرد المرور بجوارها، بل والأدهى من ذلك أنه صار على أبنائها أنفسهم الدخول إلى المسجد الأقصى في الكثير من الأحيان، أو الدخول إلى أماكن بعينها، في الوقت الذي يدخل إليها الصهاينة والسواح الأجانب في كل وقت وحين.. مثلا. وكذلك أضحى ما هو مستحيل الآن.. ممكنا غدا- عذرا أعني كائنا الآن- .. فمثلا أصبحت مصافحة العدو أمرا ممكنا ويسيرا .. وعاديا جدا، بل صار مطلوبا الآن؛ على الرغم من أنه كان يمكن أن توصم بالخيانة العظمى بالأمس، وسوف يقام عليك الحد بالتأكيد، لأنك صافحت العدو.. حتى ولو كان ذلك من باب المجاملة، أو من ضمن الشعائر الرسمية التي "تفرضها" شكليات التفاوض.. بمعنى أنه يمكن لك الآن أن تذهب وتصافح بيدك – المبتورة على نحو ما- يد القاتل، الذي لم تتخيل في حياتك كلها أنك سوف تقيم سلاما معه..! مسألة عويصة.. أليس كذلك؟

كانت عطلتنا الدراسية في المعهد يومين، الجمعة والأحد.. على اعتبار أن المعهد فيه مسلمون ومسيحيون، وقد كان لدينا مديرا مسيحيا يكره الصهاينة كراهية لا هوادة فيها.. ولا حد لها.

وفي يوم الجمعة كنا نذهب للصلاة في الأقصى ونشتري بعضا من حاجياتنا الضرورية التي نقدر عليها، وهي بالتأكيد كانت قليلة.. بل جد قليلة.. ولكن معظم النهار نقضيه ونحن نتفرج على شوارع القدس.. العتيقة، وكأنه كان ثمة هاجس لدينا أننا ربما لن نراها ثانية هذه الشوارع.

فكنا نذهب في أعماق الحواري.. نبدأ من باب العمود.. ونشرع في دخول الشوارع والأزقة الضيقة.. وعادة معنا صديق شاب من أهل القدس.. أو ممن يعرفونها جيدا.. هذه حارة المغاربة، هذا باب الخليل، هذا باب الساهرة، هذا باب توما، هذه حارة الأرمن، هذا باب الأنباط،... إلخ..

في أسوار القدس.. في جدران بيوتها سوف ترى كيف تنبت الأزهار القديمة في الحجر، بين الطوبة والطوبة.. وقد يتراءى لك أنك لا تعيش في القرن العشرين أو الحادي والعشرين، بل في القرن الثالث عشر مثلا.. وربما يخطر ببالك على حين غرة أن تتحدث بالفصحى حتى يفهمك صاحبك القريب منك.. بل لدرجة أنك للحظة زمنية أسطورية لا تدكر شيئا إسمه اللغة الدارجة أو العامية..

في حواري القدس أنت ترى التاريخ أمامك مجسما من دم ولحم.. ترى الحجر الجبلي لأسوار الأقصى قد بني بمونة مختلفة.. ولا علاقة لمواد البناء الحديثة في المسألة.

وفي القدس أنت إحدى أيقونات الجغرافيا وتمشي على أسوار التاريخ مباشرة.. تمشي في شارع السوق الطويل، باتجاه سلوان، ترى دكاكين الحرف التقليدية وصانعي تحف النحاس والخشب، ودكاكين البهارات والعقود والخرز والفضة والقماش.. ثم تصل على يمينك لتجد كنيسة القيامة، وبامكانك أن تدخلها وترى تلك الأيقونات والجدران والمصابيح والصلبان، ويسمح لك كمسلم حتى بالدخول طبعا. ثم ترى النباتات تنبت على أعالي الجدران وفي داخلها بين الطوب.. تقترب من الجدار فتشعر بتوهج ذاكرة الجدار الذي سوف يبدأ يروي لك حكايات التاريخ، وقصص الحروب، قصص الناس والغزاة والأقوام التي مرت على القدس ومشت عبر هذه الشوارع، قصص الانتصارات والهزائم، قصص الكنعانيين والفينيقيين والحثيين واليبوسيين والعرب والمسلمين والصليبيين وحملاتهم المتوالية.. قصص من حضارات قادمة من أعماق التاريخ، ومنذ بدء الخليقة..
في القدس أنت إنسان آخر.. ينبغي أن تهيء نفسك.. وتفتح قلبك وذراعيك لأن التاريخ سوف يدلق بين يديك حكاياته وقصصه، سوف ينهمر عليك سيل من الأفكار وأنت تتخيل في كل مرأة ترتدي زيا مختلفا حضارة أخرى، وفي كل رجل يرتدي قبعة مغايرة.. عنوان رواية أو ذكرى تاريخية ما، وفي كل زاوية بيت ستجد معمارا مختلفا، عما بجواره.. في كل شيء سوف ترى جديدا..

في القدس أنت في مواجهة مباشرة مع الحضارات والأديان والتاريخ والهندسة والمعمار والانثروبولوجيا.. وفي القدس سوف يقتلك الغيظ.. وأنت تطرح الأسئلة ، وسوف تخرج من شارع السوق وأنت تبكي لكي تصل إلى سلوان ..أو تعرج على العيزرية ,, ثم تذهب إلى شعفاط، أو إلى أي مكان.. وأنت ترى العرب يهجرون وتهدم بيوتهم ويشردوا والأمة العربية تنظر ببلاهة منقطعة النظير.. ولا تجد نفسك إلا أمام خيارين حاضرين.. فقط في هذه اللحظة..

إما أنت تسرق خنجرا جميلا من بائع في إحدى دكاكين التحف والنحاس.. وتنتهي معاناتك... وإما أن تصرخ يا الله.. فيقبض عليك الجندي الصهيوني البرئ، ويتهمك بالارهاب... ثم تذهب لكي تبكي كما تبكي النساء...!


===================



دمشق - ا.ف.ب: يزداد عدد السياح الذين يزورون سورية، ولاسيما دمشق، حيث تشكل الأحياء القديمة المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، وجهتهم المفضلة في هذا القطاع الذي يشهد نموا متواصلا منذ عشر سنوات.

ويقول ديدييه كير، وهو فرنسي في الثامنة والثلاثين، أتى مع زوجته وطفليه، وهم يتجولون في سوق الحميدية الشهير، «تبدو المدينة وكأنها بقيت على حالها، وحمت نفسها من العولمة على طريقة ماكدونالدز» في إشارة إلى مطاعم الوجبات السريعة الأميركية.

وعلى غرار هذه العائلة، اختار آلاف الفرنسيين والألمان والبريطانيين والإيطاليين والإسبان، وسط دمشق القديم، للنزول في فنادق فتحت أبوابها بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة.

فحولت الكثير من المنازل العربية التقليدية إلى فنادق تم ترميمها بعناية، ولاسيما الباحة الداخلية التي غالبا ما تتوسطها نافورة مياه.

يقول وزير السياحة السوري سعدالله أغا القلعة لوكالة (فرانس برس) «في سورية، تحتل دمشق الحيز الأكبر» لدى السياح الأجانب.

في يناير (كانون الثاني)، وفي مقال بعنوان «31 مكانا ينبغي زيارته خلال 2010»، وضعت صحيفة «نيويورك تايمز» العاصمة السورية في المرتبة السابعة.

ويقول الإيطالي جوزيبي البالغ الثلاثين الذي يتجول مع أصدقائه في سوق البزورية للتوابل «نحب أجواء البلد، والسوريون لطفاء».

ويؤكد انطوان معمرباشي، وهو دليل سياحي، أن دمشق التي مرت عليها الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية هي «الوجهة التي تجذب الجميع».

ويضيف أنه منذ انفراج علاقاتها مع الغرب العام 2008، وبفضل جهود الوزارة، سجل «ارتفاع في عدد الزوار الغربيين»، مشددا على أن التوتر الإقليمي (الحرب في العراق في 2003، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في 2005، والحرب بين إسرائيل وحزب الله في 2006) «لم يكن مناسبا للتنمية السياحية».

في السنوات الأخيرة، راهنت السلطات السورية على هذا القطاع لتعويض تراجع العائدات النفطية.

ومنذ العام 2000، يبلغ معدل النمو العام للسياحة في سورية 15 % في مقابل 8 % في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي.

وفي نهاية 2009، تجاوزت الاستثمارات الجديدة قيد الإنشاء في سورية 6.2 مليارات دولار، بينما كان حجم هذه الاستثمارات في العام 2004 لا يتجاوز 86 مليون دولار.

وإلى جانب مدن تاريخية، مثل دمشق وحلب شمالا، تضم سورية الكثير من المواقع الأثرية، مثل اوغاريت، حيث اكتشفت أول أبجدية في العالم، وآثار تدمر في الصحراء السورية، فضلا عن قلعة الحصن التي شيدها الصليبيون.

في العام 2009، زار أكثر من ستة ملايين سائح سورية، وانفقوا 5.2 مليارات دولار (23.8 % من القطع الأجنبي في سورية).

وبين هؤلاء السياح، 3.5 ملايين عربي من دول الخليج، خصوصا و1.5 مليون أوروبي وتركي وإيراني، ومليون سوري مغترب.

وخلال العام 2009، بلغت مساهمة السياحة في إجمالي الناتج المحلي 11.2 % على ما يوضح الوزير، مشيرا إلى أن هذا القطاع «يشكل أحد محركات الاقتصاد» السوري.

ويؤكد الياس عشي المسؤول عن فندق الباشا في باب شرقي الحي المسيحي في دمشق «الحجوزات كاملة في كل فنادق دمشق القديمة خلال الموسم». وتبلغ نسبة إشغال الفنادق 70 % على مستوى البلاد، و100 % في دمشق القديمة.

ويقول الوزير: إنه بحلول العام 2014 «يتوقع أن يكون عدد السياح في سورية 12 مليونا». ويضيف «15 بالمئة سنويا زيادة سياح، تعني أن عدد السياح يتضاعف كل خمس سنوات. وهذا يضعنا أمام تحديات كثيرة. علينا أن نطور الطاقة الفندقية في سورية، بحيث تتضاعف كل خمس سنوات، وعلينا أن يتضاعف العمال المدربين للعمل في المنشآت الفندقية والسياحية كل خمس سنوات».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:54

الخرطوم وأم درمان.. فخر السودان




الخرطوم- العرب أونلاين- الخرطوم هي عاصمة السودان تقع عند التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق. شهدت الخرطوم نمواً مطرداً منذ تأسيسها، فقد تضاعف عدد السكان 70 مرة في الفترة مابين عامي 1900م و1990م؛ حيث أصبح عدد السكان 3,6 ملايين نسمة بعد أن كان 50 ألف نسمة.

وبالرغم من أن الزيادة الكبيرة في سكان العاصمة ناجمة عن الزيادة الطبيعية والهجرة؛ إلا أن الهجرة أدت دورًا حاسمًا في الزيادة السكانية. وقد شهدت الخرطوم الكبرى أكبر تيارات للهجرة البشرية خلال تاريخها الحديث؛ وبخاصة في العقد المنصرم "1983 – 1993م".

من أهم الأسباب التي ساعدت على تدفق المهاجرين بهذه الأعداد الكبيرة القحط والمجاعة في غربي السودان والحرب الأهلية في جنوبي البلاد. هذا بالإضافة إلى عدم التوازن في التنمية الإقليمية الذي لازم البلاد منذ بداية القرن العشرين.

والمهاجرون إلى الخرطوم الكبرى لايأتون فقط من داخل البلاد، ولكن وفدت أعداد كبيرة منهم عبر الحدود الدولية، حيث تعاني دول مجاورة مثل أوغندا وأثيوبيا و"إرتريا" وتشاد ظروف الجفاف والمجاعة وانتشار الحروب الأهلية. وتشير الإحصاءات الحديثة إلى أن سكان الخرطوم قد تضاعف عددهم خلال الفترة مابين عامي 1983م و1990م من 1,3 مليون نسمة إلى 3,6 ملايين نسمة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم المشكلات من اقتصادية واجتماعية وصحية.

وقد تتضح أبعاد المشكلة إذا علمنا أن نصف هؤلاء السكان يعيشون فيما يعرف بالسكن العشوائي الذي ينتشر على هيئة طوق حول الحاضرة الأصلية، فبالإضافة إلى الآثار الديموجرافية للهجرة، يشكل انتشار البطالة كارثة اقتصادية، كما أن تزاحم هذا العدد الكبير من السكان على الخدمات أدى إلى تدنّ كبير في كثير من الخدمات الضرورية؛ مما حدا بالسلطات المحلية والقومية إلى اتخاذ بعض التدابير التي من شأنها تصحيح هذه الأوضاع حتى تستعيد العاصمة السودانية وجهها الحضاري اللائق بها.

إن السكان والعمران تأثرا بثلاث حقب زمنية، كان لكل منها بصماتها الخاصة على الأوضاع الديموجرافية في مدن العاصمة.

في فترة المهدية "1885 – 1898م"، ظل الاهتمام بمدينة أم درمان كبيرًا لدرجة أنها نمت من قرية صغيرة لايتعدى عدد سكانها 200 نسمة إلى مدينة كبرى فاق عدد سكانها 150 ألف نسمة بحلول عام 1886م.

وبدأت العاصمة المهدية تتحول من المعسكرات المؤقتة إلى المباني الثابتة، حيث شُقت الطرقات، وأُعدت الساحات، وبُني السور حول قلب المدينة المتمثل في بيت الخليفة وبعض المرافق المهمة. وقد ظل موقع الخرطوم طوال هذه الفترة خاليًا من السكان والعمران، بينما كانت الخرطوم بحري ما تزال قرية صغيرة.

أما الفترة الثانية فتُعرف بـفترة الحكم الثنائي "1898 – 1956م" وقد زاد الاهتمام في هذه الفترة بمدينة الخرطوم التي حظيت بالمباني الحكومية والسكنية الحديثة، كما لقيت مدينة الخرطوم بحري بعض الاهتمام، وبخاصة بعد وصول الخط الحديدي إليها، ثم بناء الميناء النهري وإنشاء بعض المصانع.

أما مدينة أم درمان فقد أُهملت من قِبل الحكام الجدد. فبينما نمت مدينة الخرطوم، من أطلال غير مأهولة عام 1898م، إلى مدينة تنبض بالحركة والنشاط عام 1913م، حيث وصل عدد سكانها إلى 25 ألف نسمة، ظل سكان مدينة أم درمان في تناقص بعد هزيمة الجيوش المهدية في موقعة كرري "1898م" وتقلص عدد سكان المدينة من 150 ألف نسمة عند بدء المعركة إلى مايقرب من 50 ألف نسمة خلال الأيام القليلة التالية.

وبعد أن استقرت الأوضاع للمستعمرين؛ بدأت المدن الثلاث في النمو المطرد، بحيث وصل عدد سكان هذه المدن، مع الاستقلال وبدء التعداد الأول للسكان عام 1956م إلى مايقرب من 250 ألف نسمة. أما فترة الاستقلال التي بدأت عام 1956م فقد شهدت نموّا كبيرًا في سكان العاصمة السودانية، وكان معظم هذه الزيادة ناتجًا عن الهجرة التي تسببت فيها العوامل سالفة الذكر.

بالإضافة إلى هذا، ظل اهتمام الحكومات الوطنية المتعاقبة بالعاصمة كبيرًا؛ الأمر الذي زاد من الفجوة بينها وبين أقاليم البلاد المختلفة، ومن ثم زاد من تيارات الهجرة إليها. فقد وصل سكان الخرطوم الكبرى وفق التعداد الثاني للسكان عام 1973م إلى 800 ألف نسمة، وعندما تم التعداد الثالث عام 1983م كان عدد السكان 1,3 مليون نسمة، أما في التعداد الخاص بالعاصمة القومية عام 1990م، فقد بلغ عدد السكان 3,6 مليون نسمة.

* التاريخ
تأسست الخرطوم على يد محمد بك الدفتردار زوج ابنة محمد علي باشا في عام 1821م. ثم ازدهرت كعاصمة لإقليم السودان. وفي عام 1882، سقطت تحت الاحتلال البريطاني مع باقي مصر "والسودان". القوات التابعة للمهدي بدأت حصار الخرطوم في 13 مارس 1884 ضد المدافعين بقيادة الجنرال البريطاني تشارلز جورج گوردون. الحصار نتجت عنه مذبحة للحامية الأنجلو-مصرية.

سقطت المدينة المدمرة في أيدي المهديين في 26 يناير/ كانون الثاني 1885. كانت أم درمان مسرح معركة دموية في 2 سبتمبر/ أيلول 1898 التي في أثنائها انتصرت القوات البريطانية بقيادة هوراشيو كيتشنر على قوات المهدي المدافعة عن المدينة.

وفي 1899، أصبحت الخرطوم عاصمة السودان الإنجليزي المصري. ومع استقلال السودان في 1956 أصبحت عاصمة البلد الجديد.

تشير بعض الدراسات الأثرية إلى أن ملتقى النيلين الأبيض والأزرق ظل موطنًا للإنسان منذ عهود سحيقة. وقد بينت هذه الدراسات وجود مستوطنات بشرية على موقع الخرطوم الحالي، نحو عام 4000ق.م، كما عُثر في الموقع نفسه على بقايا مستوطنات يرجع تاريخها إلى عهد نبتة ومروي "750ق.م – 350م" وكذلك العهد النصراني "540م – 1504م"، مما يدل على أن ملتقى النيلين كان مأهولاً بالسكان عبر فترات متصلة منذ أزمنة سحيقة.

كما عُثر على أدوات يرجع تاريخها إلى العصر الحجري في كل من خور أبي عنجة في مدينة أم درمان، وكذلك في قرية الشهيناب على بعد 50 كم شمالي المدينة نفسها. كل هذا يشير إلى أن الإنسـان عرف منذ زمن بعيد الأهمية الإستراتيجية لهذا الموقع المتميـز عند ملتقى النيلين. ويمكنـنا القـول إن الخرطوم الكبرى التي نراها اليوم تقف على أرض تمتد جذور تاريخها الحضري إلى عصور قديمة تعود إلى فترة نشأة المدن الأولى في التاريخ.

أما التاريخ الحديث للخرطوم؛ فيبدأ بتأسيس أول نواة للاستيطان في جزيرة توتي في منتصف القرن الثاني الميلادي، ومنها انتشر العمران في مواقع الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان. وعندما حكم الأتراك السودان قاموا باختيار الخرطوم عاصمة لهم عام 1821م. أما أم درمان فقد اختارها الإمام المهدي عاصمة له عام 1885م.

ويبدأ التاريخ المعاصر للعاصمة السودانية بفترة الحكم الثنائي "1898 – 1956م" عندما بدأ لورد هربرت كتشنر بتنفيذ مخططه لبناء مدينة الخرطوم على طراز المدن الغربية.

وتتكون مدينة الخرطوم من ثلاث محليات وهي الخرطوم، بحري وأم درمان، ولذلك سميت وحتى وقت قريب بالعاصمة المثلثة. تقع محلية الخرطوم في الجهة الجنوبية من النيل وتتكون من عدد كبير جداً من الأحياء السكنية وفيها تتمركز الوزارات الحكومية والجامعات والمعاهد التعليمية العليا.

أما محلية بحري فتقع شمال وشرق النيل إذ تمتد قبالة الخرطوم لتغطي المنطقة الواقعة ما بين النيل الأزرق وحتى ما بعد إلتقاء النيلين وتتميز منطقة بحري بأنها تحوي المنطقة الصناعية الأكبر في ولاية الخرطوم هذا بالإضافة إلى أنها تحوي أهدأ المناطق السكنية في الولاية. أم درمان وهي الضلع الثالث تعرف بأنها العاصمة القومية للسودان إذ تجمعت فيها كل قبائل السودان فيما قبل على يد الإمام المهدي.

تتركز في الخرطوم دواوين الحكومة الفيدرالية، إضافة إلى حكومة ولاية الخرطوم، والإدارات المحلية والشعبية. ويُعتبر مُجَمَّع الخرطوم الحضري مركزًا وطنيًا للتعليم العالي، حيث توجد به ثماني جامعات، إضافة إلى المعاهد الفنية والتجارية والدينية والهيئات العلمية والبحثية. ومن أهم المجالس العلمية: المجلس القومي للتعليم العالي والمجلس القومي للبحوث.

وتصدر في العاصمة الصحف اليومية والمجلات العلمية والأدبية، وتوجد بها دور النشر، والمكتبات العامة، والخاصة، والأندية الثقافية والرياضية، وفرق الفنون الشعبية، والمسارح، ودور السينما.

أماكن الزيارة في مدينة الخرطوم المتاحف الوطنية والطبيعية، والإثنية، والقصر الجمهوري، وقباب الأتراك. كما توجد في مدينة أم درمان قبة المهدي، وجامع الخليفة، ومتحـف المهدية "بيت الخليفة" وبوابة عبد القيوم، وسوق أم درمان المركزي ذو الطابع الشعبي ودار الإذاعة والتلفاز، والمسرح القومي. وفي مدينة الخرطوم بحري، يمكن زيارة الأحياء الشعبية مثل حلة حمد، وحلة خوجلي، والميناء النهري. كما يمكن الاستمتاع بالرحلات وزيارة جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيلين.

* أُم دُرمان
أم درمان هي مدينة في السودان، تقع على طول نهر النيل قبالة العاصمة الخرطوم، وإن كانت غالبا ما تعتبر ضاحية فقيرة في الخرطوم، بلغ عدد سكانها 2.970.099 نسمة "2006"، وهي أكبر مدينة في البلاد، وأهم مركز تجاري بها. وهي مع الخرطوم وخرطوم بحري تشكّل تكتلا بـ7.830.479 نسمة "2006".

اسم "أم درمان" قديم وتفيد الروايات - كما أشار إلى ذلك الدكتور محمد إبراهيم أبو سليم المؤرخ الوثائقي السوداني المعروف– أن الاسم يرجع إلى "عصر العنج" السابق لعصر الفونج، وأكثر الأقوال رواجاً تفيد بأنه راجع إلى امراة كانت تسكن الجهة وهي من بنات الملوك وكان لها ولد اسمه "درمان" وكانت تسكن منزلاً مبنياً من الحجر ومحاطا بسور متين ظلت آثاره ظاهرة حتى عهد قريب في منطقة "بيت المال".

عندما سقطت الخرطوم عاصمة العهد التركي على يد الإمام محمد أحمد المهدي في يناير/ كانةن الثاني 1885م وقتل حاكم السودان آنذاك غردون باشا كان معسكر المهدي في أبي سعد ورفض أن يتخذ الخرطوم عاصمة له بحسبانها عاصمة الترك الكفار وقد قيل في اختياره لموقع أم درمان أن المهدي خرج في جماعة من أصحابه وهو على جمل أطلق له العنان فسار به إلى شمال أبي سعد حتى برك في الموقع الذي فيه القبة الآن فبنى المهدي حجرة من الطين ولما توفي دفنه أصحابه في حجرته تلك تأسياً بما فعله صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويمضي الدكتور أبوسليم سرده فيشير إلى أنه في عهد الخليفة عبد الله استمر توسع المدينة وبدأت المنازل تشيّد بالطين والطوب والحجر مكان تلك التي كانت تشيد بالقش والجلد والشكاب وبدأ المكان يتحول إلى مدينة دائمة بعد أن كان معسكراً للهجرة في سنة 1885م وهي السنة التي توفي فيها المهدي.

بنى الخليفة عبد الله بيت المال والسجن المسمى "بالساير" وبعد عامين شيد الدور الأرضي من منزله بمواد أحضرها من الخرطوم وفي العام الذي يليه شيّد بيت الأمانة وهو مخزن كبير للسلاح ومعدات الحرب وقبة المهدي. ثم بدأ في بناء سور المدينة الذي أحاط بقلب المدينة حيث قبة المهدي ومنازل الخلفاء وحراس الخليفة والمصالح العامة وفي سنة 1889م أحاط المسجد الجامع سوراً عظيم.

بلغ طول المدينة بين طابية أم درمان وشمبات شمالاً وجنوباً 6 اميال وعرضها شرقاً وغرباً ميلين وقد أخذت المدينة هذا الطول لأن السكان يفضلون السكن قرب النيل وقدر عدد السكان قبل وصول أولاد الغرب ما بين خمسة عشر وعشرين ألف نسمة وفي عام 1895م بلغ عددهم أربعمائة ألف نسمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:55

القدس مدينة التعددية الثقافية ستفقد هويتها العربية




جميل السلحوت

القدس هذه المدينة الصغيرة في حجمها، عظيمة الشأن الكبيرة في قدرها، فإذا كانت مساحة القدس القديمة التي يحتضنها سور المدينة التاريخي لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد.

الا أن هذه المدينة شهدت أحداثاً جساماً لم تشهدها قارات كبيرة، فقد تعاقب الغزاة عبر التاريخ كل يحاول السيطرة على هذه البقعة الصغيرة حتى قبل نزول الديانات السماوية، فهذه البقعة الصغيرة المساحة تحوي في جنباتها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي تشد اليها الرحال، منه عرج الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه عليه الى السماوات العليا، وفيها مسجد عمر وعشرات المساجد والمدارس والتكايا والزوايا والأبنية التاريخية، التي كل واحد منها هو سجل تاريخي بحدّ ذاته.

وفيها كنيسة القيامة وكنيسة العذراء وعشرات الكنائس والأديرة التاريخية أيضاً.

والدارس لتاريخ المدينة سيجد أن الملك اليبوسي العربي ملكي صادق عندما بناها قبل حوالي ستة آلاف عام قد اختار مكانها بعناية فائقة لتكون عاصمة لدولته، ولتتوراثها الأجيال العربية من بعده كابراً عن كابر.

ورغم ما تعرضوا له من غزوات ومذابح ،ومنها المذبحة التي قام بها الفرنجة-الصليبيون-واحتلوا بها المدينة في العام 1099 م حيث ذبحوا سبعين ألفاً من مواطنيها.

إلا أن التواجد الفلسطيني العربي لم ينقطع يوماً واحداً عن هذا الديار المقدسة، وهذه المدينة ذات التعددية الثقافية والدينية كانت منبراً حضارياً ثقافياً عبر التاريخ.

ولأهميتها عند العرب والمسلمين فإن الخليفة الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، جاء الى المدينة بنفسه لاستلام مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس عند الفتح الاسلامي لها، وليوقع معه العهدة العمرية التي تنظم العلاقة بين مسلمي ومسيحيي هذه الديار.

وما أعطاه الخليفة من أمن وأمان وحرية عبادة وحق مواطنة لمسيحيي المدينة كان منهجاً سار عليه المجاهد صلاح الدين الأيوبي عندما حرر المدينة من براثن الفرنجة، فلم يقتلهم ولم يسلبهم أموالهم كما فعلوا هم عند احتلالهم للمدينة، بل أعادهم الى بلدانهم التي أتوا منها، وأعطى فقراءهم دابة يركبونها ومؤونة الطريق.

وهذا دلالة على التسامح العربي الاسلامي حتى مع الأعداء،والذي تحكمه قواعد ربانية تحترم حقوق الانسان، وتحترم حقه في الحياة والتملك،وتحافظ على كرامته.

والمدينة المقدسة التي كانت منبراً حضارياً وثقافياً، ومركز اشعاع حضاري عبر التاريخ تعيش محنة الاحتلال الاسرائيلي الذي أهلك البشر والشجر والحجر، ولم يحترم حتى حرية العبادة لأتباع الديانات الأخرى.

حتى الفلسطينيون المسلمون والمسيحيون من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حزيران 1967 من خارج أبناء القدس، يُمنعون من الوصول الى دور عبادتهم في القدس لآداء صلواتهم في أقدس مقدساتهم، وهي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

والمدينة تتعرض لعملية تهويد يومية ومبرمجة ومخططة، ويتعرض مواطنوها الفلسطينيون الى سياسة تطهير عرقي مبرمج ومدروس أيضاً، فلم يكتف المحتلون بهدم حارات الشرف والمغاربة وحيّ النمامرة في الأيام الأولى لاحتلال المدينة، وطرد سكانها العرب، وبناء حيّ استيطاني يهودي مكانه.

بل انهم يحاولون السيطرة على أماكن أخرى في المدينة القديمة، وفي محيطها مثلما يجري الآن في حيّ البستان في سلوان وفي حيّ الشيخ جراح، اضافة الى مصادرة الأراضي الفلسطينية وبناء اثنتي عشرة مستوطنة في القدس الشرقية يقطنها حوالي ربع مليون مستوطن.

واذا كان العرب احتفلوا في العام الماضي2009 بالقدس " عاصمة الثقافة العربية عام 2009 " فإن المحتلين الاسرائيلين قد اتخذوا قرارهم بمنع أيّ مظهر احتفالي له علاقة بهذه المناسبة.

وهذا يدل على العمى السياسي للمحتلين الذين لم يكتفوا بالسيطرة العسكرية على المدينة،ومحاصرتهم لها من خلال جدار التوسع الاحتلالي، وعزلها عن محيطها الفلسطيني وامتدادها العربي، بل يحاولون بسط ثقافتهم على المدينة، متجاهلين بذلك وجود أكثر من ربع مليون فلسطيني في المدينة، لهم ثقافتهم العربية الاسلامية وانتماؤهم العربي، ولغتهم العربية وتقاليدهم وتراثهم العربي الاسلامي.

وكلها أمور لا يمكن دثرها أو الغاؤها بقرار عسكري أو شرطي، فسور المدينة التاريخي ودور عبادتها وأبنيتها ومواطنوها كلها شواهد على عروبة وأصالة هذه المدينة، وما الاعتداء على دور العبادة والأبنية والتراث التاريخي الا اعتداء على الانسانية جمعاء.

فهذه الحضارة الأصيلة القديمة ملك للانسانية جمعاء، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية "اليونسكو" تعتبر القدس القديمة مدينة تراثية محمية كشاهد على الحضارة الانسانية.

وفي كل الأحوال فإن تاريخ المدينة المقدسة الذي يشهد بعراقتها الثقافية لا يحتاج الى قرار من وزراء الثقافة العربية لتكون عاصمة الثقافة العربية في عام 2009 تماماً مثلما أن عسف الاحتلال وظلمه لا يغير من حقيقة المدينة شيئا.

لكن المحزن ان الحكومات العربية والجامعة العربية لم تستغل تلك المناسبة لاعادة طرح قضية القدس على المحافل الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرارات المناسبة والملزمة لكنس الاحتلال من هذه المدينة واعادتها الى وضعها الطبيعي كمدينة عربية اسلامية، وكعاصمة سياسية وثقافية ودينية وتاريخية وحضارية وعلمية للشعب الفلسطيني العربي، الذي يعرف كيف يحافظ على حرية الديانات وعلى دور العبادة لكافة المؤمنين في الأرضِ.

وجاء مؤتمر القمة العربية في27 مارس/آذار الماضي في مدينة سيرت الليبية بعد افتتاح كنيس"الخراب"على بعد أمتار من المسجد الأقصى،وبعد الاعلان عن مخططات استكمال تهويد القدس،تمهيدا لهدم الاقصى الذي اصبح أمرا جديا،واتخذ قرارات استرضاء وتبويس اللحى بين القادة المتخاصمين دوما.

لكن لم يتخذ قرارات جدية لانقاذ القدس وتحريرها من أسرها الذي طال أمده،فهل ستنتبه الدول العربية والاسلامية التي لم تعد ترى بديلا للمفاوضات الا المفاوضات لما يجري في القدس، وتطرح قضيتها في المحافل الدولية،وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي،وذلك أضعف الايمان من ضعيفي الايمان،أم سينتظرون الأشهر القادمة وعندها سيبكون القدس والأقصى ولن يجدوا من يعزيهم بالمصاب الجلل؟
=================
عَمّان.. مدينة الحب




عمان- العرب أونلاين- مدينة عَمّان هي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وأكبر مدنها إذ يبلغ عدد سكانها بدون القرى المجاورة حوالي 2,200,000 نسمة، وتبلغ مساحتها 1,680 كم².

تقع المدينة في وسط المملكة على خط عرض 31 شمالاً وخط طول 35 شرقاً في منطقة تكثر فيها الجبال، فنشأت المدينة في الوديان بين الجبال أولا فضاقت على سكانها، فارتقوا سفوحها واستمروا في الاتساع عبر قممها حتى انتشرت المدينة بأطرافها فوق 20 جبلا.

تُعتبر عمّان المركز التجاري والإداري للأردن وقلبه الاقتصادي والتعليمي، حيث أصبحت عمّان نقطة استقطاب للكثير من الجاليات العربية لموقعها المتميز ولعمارتها المعاصرة، كما تستقطب عمّان الكثير من السياح سنوياً من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية واليابان وأستراليا ومن الدول العربية المجاورة والقريبة، وكثير من عائلات دول الخليج العربي تحديداً، إذ تكثر بها المعالم السياحية عموماً والعلاجية الطبية خصوصاً.

عمّان مدينة قديمة أقيمت على أنقاض مدينة عرفت باسم "ربّة عمّون" ثم "فيلادلفيا" ثم "عمّان" اشتقاقاً من "ربة عمّون"، واتخذها العمّونيون عاصمة لهم وقد أنشئت المدينة على تلال سبعة، وكانت مركزا للمنطقة على ما يبدو في ذلك الوقت. وهي إحدى عواصم بلاد الشام الأربع، وهي أيضا إحدى المدن الشامية القديمة التي أصبحت عاصمة لإمارة شرق الأردن ومن ثم المملكة الأردنية الهاشمية بعد استقلالها في عام 1946 عن بريطانيا.

يسكن عمّان الحديثة مجموعة متنوعة من السكان من أصول مختلفة أتوا من مختلف المناطق، منهم من أتى من فلسطين ومنهم من أتى من القوقاز ومنهم من سوريا والعراق ومن مختلف أنحاء الأردن.

وقد جاء ذكر عمان في كتب أدب الرحلات العربية، فقد أورد عنها في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي ثلاث أبيات شعر قال فيها الأحوص بن محمد الأنصاري:
أقول بعمان وهل طربي به/ إلى أهل سلع إن تشوقت نافع/ أصاح ألم يحزنك ريح مريضة/ وبرق تلالا بالعقيقين لامع/ وأن غريب الدار مما يشوقه/ نسيم الرياح والبروق اللوامع.

كما قال عنها المقدسي في كتابه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، أن مدينة عمان هي واحدة من ضمن ثلاث مدن تشبه مكة، حيث يقول: "
رأيت لها ثلاث نظائر: عمّان بالشام، وإصطخر بفارس، وقرية الحمراء بخراسان".

* قصة اسمها
يعود تاريخ المدينة إلى أكثر من 7 ألاف سنة قبل الميلاد، ومرّت عليها حضارات عديدة دلّت عليها الآثار المنتشرة بأرجاء المدينة. فالمدرج الروماني هو أحد الآثار المتبقية من عهدالرومان وجبل القلعة بآثاره المختلفة يدل على الحضارات الإغريقية والرومانية والعمونية والأموية. والرجم الملفوف في جبل عمان المطل على وادي صقرة أحد ما تبقى من حضارات فترة ما قبل التاريخ لعبّاد الطبيعة وعناصرها كالشمس والقمر والنجوم.

قدم إليها الحيثيون والهكسوس ثم قبائل العماليق الأقدمين تلتهم قبائل بني عمون، أو العمونيين، الذين أعطوا المدينة اسمهم فأطلقوا عليها في البداية اسم ربة عمّون، والربة تعني العاصمة أو دار الملك ثم سقطت مع مرور الزمن كلمة ربة وبقيت عمون حتى أطلق عليها الأمويون اسم عمّان.

سيطر البطالسة على المنطقة بما فيها ربة عمون التي أبدل اسمها بطليموس الثاني عام 285 ق.م إلى اسم "فيلادلفيا"- ويعني مدينة الحب الأخوي؛ نسبة للقائد "فيلادلفيوس" وجعل من جبل القلعة موقعا للمعابد كجبل الأكروبولس في أثينا. انتعشت في هذا العهد منطقة عراق الأمير، نسبة لقصر الملك طوبيا المعروف بعراق الأمير.

انقسمت عمان لتصبح جزءاً من الدولتين النبطية والسلوقية إلى أن استولى عليها الملك الروماني "هيرودس" في عام 30 ق.م. وبعد الفتح الإسلامي عادت المدينة لتُعرف باسمها القديم ثانية. ومتحف الآثار الأردني به نماذج من آثار هذه الحضارات كلها عبر عصورها المتتالية.

* التاريخ الحديث
تأسست عمّان الحديثة في نهاية القرن التاسع عشر مع وصول طلائع المهاجرين الشركس من قبائل الشابسوغ ليستقروا قرب سيل عمان والمدرج الروماني عام 1878 نتيجة تهجيرهم القسري بالقوة المسلحة من قبل القوات الروسية القيصرية التي استطاعت إكمال احتلال وطنهم الأم شمال القوقاز عام 1864 بعد جهاد شركسي بطولي ضد هذه القوات التي كانت تعتبر من أقوى الجيوش الأوروبية طيلة مايزيد عن مئة عام.

ثم عملت على تفريغ وطنهم القومي التاريخي بتهجيرهم إلى الدولة العثمانية المجاورة، لإحلال مستوطنين من الشعوب الموالية للروس كالقوزاق والجورجيين والأوكرانيين الروس أنفسهم وكانت شرق الأردن إحدى المناطق العثمانية في ذلك الوقت والتي أنزلت فيها الدولة العثمانية الشراكسة المهجّرين، وكانت عمّان المدينة الأثرية أولى مناطق الأردن التي نزل فيها الشراكسة منذ عام 1878، وأعادوا بعثها للحياة بعد أن كانت قد أصبحت خرائب أثرية وسيلا للماء ترد إليه مواشي أهل البادية المجاورة.

وكان لنزول الشراكسة فيها وبناءهم لبيوتهم ودكاكينهم ومتاجرهم ومحاددهم ومساجدهم ومدارسهم عامل جذب لقدوم المزيد من السكان إليها من مختلف الجهات. وكانت عمّان ضمن المناطق التي سُكنت لوجود المياه فيها بوفرة كمناطق جرش ووادي السير وناعور وصويلح والرصيفة.

وقد توالت على عمان مجموعات أخرى من المهاجرين الشراكسة القادمين من شمال القوقاز بعد احتلال بلادهم من قبل الجيوش الروسية القيصرية عام 1864، فسكنوا في أحياء ما زالت تحمل أسماءها حتى اليوم مثل حي "المهاجرين" وحي "الشابسوغ" وحي القبرطاي ومحلّة الأبزاخ.

تتابع قدوم الناس إلى عمّان والاستقرار فيها عبر السنين التالية، فقدمت جماعات من الأرمن والأكراد والشيشان والشوام والمقدسيين والحجازيين وغيرهم مما أضفى على المجتمع الأردني تنوعا عرقياً شكل جزءا هاما من نسيجه.

أسهم الخط الحديدي الحجازي في زيادة ملحوظة بعدد سكان المدينة لا سيما عندما رُبطت به المدينة عبر محطة عمان التي تبعد عن مركز المدينة خمسة كيلومترات، وذلك عام 1903، ولذا فقد أخذت أوضاع عمّان السكانية والاقتصادية تشهد تطوراً تدريجياً بطيئاً، فأنشئ أول مجلس بلدي في المدينة عام 1909 وغدت مركزاً لمديرية الناحية عام 1914، وقد كانت عمان قبل تأسيس الأردن الحديث سنة 1921 مركزا مهما رغم قلة عدد سكانها مقارنة ببعض المدن المجاورة كالسلط ونابلس والقدس حيث كانت أشبه بقرية كبيرة طيلة تلك الفترة.

وقُدّر عدد سكانها بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى بما بين 1500 و2000 نسمة أو أكثر بقليل معظمهم من الشراكسة المهاجرين، الذين تمركزوا في وسط البلد في أحياء المهاجرين والشابسوغ والقبرطاي ومحلة الأبزاخ والأشرفية وأجزاء من جبل عمان.

* العمارة
يتميز البناء في عمّان عموما باستخدام الحجر كجزء أساسي يدعم واجهات البناء من جهاته الأربع، وهذا لا ينحصر في جزء معين بالمدينة ولكن تتميز عمان الغربية بجمال العمارة وجودة الخدمات وانتشار الفنادق من فئة الخمسة نجوم ومعظم الوزارات المنشأة على أسس ومقاييس متميزة في العمارة والبناء. أضفت الحجارة المستخدمة في بناء مدينة عمان فناً تميزت به هذه المدينة وأضفت على طابعها المعماري لمسة جمالية دفعت المهندسين إلى ممارسة إبداعهم في تنوع كبير من أساليب العمارة باستخدام الحجر.

وبحسب مجموعة من المهندسين المعماريين حملوا على أنفسهم أن ينتجوا نماذج من فن العمارة في عمّان، أكدوا تأثر العمارة في الأردن بالموروث الحضاري لمدينة عمّان المعماري الإسلامي والروماني واليوناني إلا أن معظمهم أكد أن الفن الإسلامي هو غاية وأمنية بالنسبة لهم. ويعيب المهندسون على بعض الأبنية والتي يسمونها أبنية "التجميع" والتي يحمل التصميم فيها سمات عمارة الغرب المتزاوجة مع تصميمات المنطقة بدون الأخذ بعين الاعتبار الطابع المعماري الذي يميز المنطقة وتاريخها والاعتبارات الثقافية والحضارية الأخرى.

وبعضهم يصمم مبنى تحمل واجهاته أكثر من ثقافة وتراث أطلق عليه المهندسون "أسلوب الإبهار" والخالي من المضمون والموروث والفاشل هندسيا وذكروا عددا من تلك النماذج في أماكن متعددة في عمان.

لم ينكر المهندسون الحاجة أحيانا إلى إدخال بعض المواد العصرية للبناء مثل الزجاج والصفائح المعدنية ضمن تصميم مدروس يراعي تطوير العمارة العربية مبينين أن هذا التداخل مطلوب ولا غبار عليه.

إن أساليب العمارة في الأردن عديدة ولا يمكن حصرها وتتعدد بتعدد الثقافات المعمارية التي حملها خريجو الهندسة الأردنيون من الشرق والغرب وعادوا بعد تخرجهم ليزرعوا ثمارها في جنبات الوطن. ويبدو أنه ما كانت لتنتشر نتيجة لذلك التشكيل المتعدد فوضى معمارية هائلة لولا الاستعمال الموحد للحجر الأردني في جميع هذه المباني.

أدى هذا إلى استعمال واسع لحجر البناء الذي توفر بصورة لبت الحاجة لطبيعة عمّان الجغرافية والطبوغرافية كمدينة أحيطت بعدة جبال شكلت محاجرها رافدا أساسيا لتزويد المدينة بالحجارة. ولكن اتساع المدينة المطرد مع الزمن دفعها للبحث عن مصدر للحجارة من أماكن أخرى في المملكة ومن محافظات جنوب الأردن وخصوصا من محافظة معان.

وتواكب عمان موجة التطور العمراني التي اجتاحت المنطقة بحذر، فهي تريد الاستفادة من هذه التجربة العمرانية الفريدة التكنولوجيا الحديثة لكن مع المحافظة على هويتها التاريخية.

وقد شهدت المملكة الأردنية الهاشمية في الآونة الأخيرة تدفقاً كبيراً لمختلف الاستثمارات لاسيما الخليجية، التي وجدت الأردن المكان المثالي لاستثمار رؤوس أموالها وسيولتها الضخمة، لما تتميز به من موقع استراتيجي، وتنوع طبيعي وتوفر الأيدي العاملة، ناهيك عن الاستقرار السياسي والقوانين الاستثمارية المحفزة، التي واكبها ارتفاع في حجم الطلب على المشاريع العقارية.

المتجول بين أرجاء العاصمة الأردنية عمّان، تشد انتباهه ملامح التغيير الحضاري الذي تعيشه، ورغم أن مظاهر الاكتظاظ بدأت تظهر على شوارعها لاسيما بعد الحرب على العراق، لكن أمانة عمان الكبرى عرفت كيف تتعامل معها بحكمة، حيث قامت بتحديث البنى التحتية وإعادة هيكلة التخطيط العمراني للمدينة، وتوسيع وإنشاء الطرقات والجسور، وتطوير شبكات المواصلات.

عملاً منها على خلق انسجام حضاري يتلاءم مع الطبيعة التاريخية للمدينة، فالمشاريع العمرانية الحديثة تخضع لدراسات عميقة قبل الموافقة عليها، ويشترط فيها أن تراعي خصوصية المدينة، كما حددت ارتفاعات المباني، وخصصت مناطق معينة لبناء الأبراج وأخرى للبنايات متوسطة الارتفاعات، مع الأخذ بعين الاعتبار توفير مواقف السيارات ومختلف مرافق الحياة اليومية.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:56

سرت.. مدينة كبيرة على سيف البحر



العرب أونلاين- سرت مدينة ليبية صحراوية تطل عل البحر المتوسط. تقع في منتصف الساحل الليبي بين طرابلس وبنغازي. على خط طول 31:12:19 شمالا ودائرة عرض 16:35:18 غربا وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كلم شرقا. تجمع في طقسها بين الاعتدال البحري والطقس الصحراوي.
تطل مدينة سرت على الخليج المتفرع من البحر الأبيض المتوسط الذي عرف باسمها، خليج سرت الذي كان يعرف باسم خليج السدرة والذي شهد ابان الحرب الباردة مواجهات بين ليبيا وأميركا وقد أطلق على المدينة اسم الرباط الأمامي بعد هذه المواجهات، وسمّي خليجها للسبب ذاته باسم خليج التحدّي. هي من المدن المهمة قديما، وكانت محطة مهمة على طريق القوافل بين برقة وطرابلس وبين أفريقيا.
يطلق اسم سرت على المنطقة الممتدة على البحر الأبيض المتوسط بين العقيلة شرقا وبويرات الحسون غربا، بهذه المنطقة نشأت عدة مستوطنات فينيقية عرفت إحداها باسم ايفورانتا ماكوماديس ويبدو انها أستوُطِنَتْ أثناء وعقب تلك الحقبة لوجود مقابر بها تعود إلى القرن الرابع الميلادي.
وخلال حكم الفاطميين أسسوا في القرن العاشر الميلادي مدينة عرفت باسم سرت، وهي تقع الآن إلى الشرق من مدينة سرت الحالية وتعرف الآن باسم المْديّنة وتحتوي على متحف صغير بالقرب من آثار المدينة الفاطمية يضم بعض القطع الإسلامية.
* مدينة سرت الإسلامية
نشأت مدينة سرت في حوالي منتصف القرن الثامن الميلادي على مكان قرية بونيقية عرفت باسم كراكس كما عرفت خلال السيطرة الرومانية باسم أتشينا.
ذكر عدد من الرحالة والجغرافيين مدينة سرت كابن حوقل الذي قال عنها في القرن العاشر الميلادي: "وسرت مدينة ذات سور صالح كالمنيع من طين وطابية وبها قبائل من البربر ولهم مزارع في نفس البرّ تقصد نواحيها إذا مُطرت وتنتجع مراعيها ولها من وجوه الأموال والغلات والصدقات في سائمة الإبل والغنم ما يزيد على حال اجدابيه ومالها في وقتنا هذا وبها نخيل تجتنى أرطابها وليس بها من القصب والتمر ما تذكر حاله لأنّ نخيلهم بقدر كفايتهم ولهم أعناب وفواكه وأسعارهم صالحة على مرّ الأوقات، والمتّلي صدقاتهم وجباياتهم وخراجاتهم وما يجب على القوافل المجتازة بهم صاحب صلاتهم واليه جميع مجارى أمر البلد والنظر فيه وفيما ورد إليه وصدر في استيفاء ضرائبه ولوازمه واعتبار السجلات والمناشير بمواجب ما على الأمتعة وتصفّحها خوف الحيلة الواقعة دون الأداء عنه بافريقية ودخلها أوفر من دخل اجدابيه لما ذكرت.
وهى عن غلوة سهم عن البحر في مستواة من رمل وترد المراكب أيضا عليها بالمتاع وتصدر عنها بشيء منه كالشبّ السرتي فإنّه بها غزير كثير وبالصوف أيضا ولحوم المعز أغذى فيها من الضأن وأنفع وتقوم لحوم الضأن فيها مقام لحم المعز بغيرها لأنّها غير ملائمة لأهلها وللسافرة المجتازين من أجل مراعيها وشرب أهلها من ماء المطر المختزن في المواجل".
أما البكري فقال عنها في سنة 1068م أنها: "مدينة كبيرة على سيف البحر عليها سور طوب، وبها جامع وحمام وأسواق ولها ثلاثة أبواب، قبلي وجوفي وباب صفير إلى البحر، ليس حولها أرباض، ولهم نحل وبساتين وآبار عذبة وجباب كثيرة، ذبائحهم المعز، ولحمانها عذبة طيبة، ليس يؤكل بطريق مصر أطيب من لحومها".
وذكر الإدريسي في سنة 1068م في كتابه نزهة المشتاق أن عمرانها ضغف، أما ابن سعيد المغربي فقال عنها في سنة 1240م أنها لم تعد سوى قصر يقيم به بعض العرب، وقد هجر هذا القصر بعد ذلك وأصبحت مدينة سرت أطلالا من غير ساكن.
وتقع آثارها اليوم التي تعرب بالمدْيّنة على بعد 55 كم إلى شرق من مدينة سرت الحالية، وعلى بعد 5 كم من قرية سلطان من الغرب، وتبعد عن ساحل خليج سرت 600 متر، وشمال الطريق الساحلي بمسافة 800 متر. وتتخذ آثار المدينة الشكل البيضاوي الغير منتظم بقياس يصل إلى 500 متر من الشرق إلى الغرب و 450 متر من الشمال إلى الجنوب، وهي تغطي مساحة قدرها 184 ألف متر مربع، وهي محاطة بسور يبلغ طوله 1750 متراً، وقربها متحف صغير يضم بعض القطع الأثرية الإسلامية.
* تاريخ سرت
بعد خراب مدينة سرت أصبح اسم سرت يطلق على المنطقة الممتدة على البحر الابيض المتوسط بين العقيلة شرقا وبويرات الحسون غربا، وقد ذكر الرحالة أبو سالم العياشي في رحلته أثناء مروره بسرت في عام 1072 هـ "1662م" أن سرت تحت حكم عبد الرحمن الجبالي الملقب بـ"سيد روحه".
وقد تمكنت قبائل أولاد سليمان بمساعدة قبائل المحاميد في بداية القرن الثامن عشر من السيطرة على إقليم سرت وإنهاء سيطرة آل الجبالي عليه الذين هاجروا الى الفيوم بمصر. شهدت صراع دامي وطويل بين أولاد سليمان وحلفائهم كالقذاذفة والجماعات والعمامرة ضد الولاة الاتراك.
أنشئت مدينة سرت الحالية في عام 1303 هـ "1885-1886م"، خلال ولاية الوالي أحمد راسم باشا على طرابلس الغرب، حسب سالنامة ولاية طرابلس الصادرة في سنة 1312 هـ 1894م".
وحسب سالنامة فإن الإنشاءات الأولى كانت: "دائرة حكومية تحتوي على سبع غرف، ودائرة أخرى لعائلات المأمورين فيها ست غرف فوقانية وتحتانية، مع ما يلزمها من المشتملات، وكاوش يستوعب بلوكا من العساكر الشاهانية، وإصطبل لأجل حيوانات السواري، وفندق وعدة دكاكين، وفرن وطاحونة".
وقد تولى إنشاءها قائم مقام قضاء سرت عمر باشا المنتصر الذي استمر في منصبه أزيد من 20 سنة أشرف فيها على تأسيس المدينة ووطن بها من يرغب من قبائل البادية، كما نقل إليها عدد من العائلات من مصراتة، وأسس بها في سنة 1898م الزاوية المعروفة اليوم بجامع بن شفيع، والتي تعد اليوم أهم المعالم القديمة بمدينة سرت، وقد عرفت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ محمد علي بن أحمد الشفيع السناري الذي تولى مشيخة الزاوية منذ تأسيسها وحتى وفاته.
تعتبر مدينة سرت الآن من المواقع البالغة الأهمية حيث تحتل موقعا متوسطا بين شرق ليبيا وغربها، وهي في نفس الوقت تعتبر بوابة للمناطق الداخلية بفزان، ويمكن اتخاذها قاعدة للإنطلاق إلى الواحات التي تقع إلى الشرق والجنوب.
قام الإيطاليون باحتلال مدينة سرت في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1912م، وهي شاهد على أحداث تاريخية هامة فقد وقعت فيها أهم معركة ضد الايطاليين في 29 ابريل/ نيسان 1915 وهي معركة القرضابية الشهيرة التي هزم فيها الايطاليون بقيادة الجنرال أمياني وفيها عقد أول مؤتمر للوحدة الوطنية في يوم السبت الموافق 22 يناير/ كانون الثاني 1922 ايام الجهاد ضد الغزو الايطالي لليبيا.
في أواخر التسعينات من القرن العشرين شهدت المدينة أهم حدثين في تاريخها هما اعلان الاتحاد الأفريقي في 9 سبتمبر/ أيلول 1999 بمجمّع قاعات واقادوقو الذي هو من معالمها الشهيرة وتوقيع اتفاق سلام البحيرات العظمى. وتعقد فيها بشكل دوري اجتماعات مؤتمر الشعب العام الليبي، وتنظم فيها المؤتمرات الدولية ومؤتمرات القمة. وقد رشحت لتستظيف بعض مقار الاتحاد الأفريقي الوليد. كما عقدت في قاعات واقادوقو بسرت القمة العربية الثانية والعشرون.
يمتهن سكان سرت تربية الابل والضأن والماعز كأنشطة رئيسة للسكّان، بالإضافة إلى بعض الانشطة الزراعية الأخرى وبعض المهن الحرفية. تعتبر أكبر منطقة كثافة في عدد الماشية "580 ألف رأس".
ويعتبر العقيد معمر القذافي أشهر شخصية تنتمي إلى هذه المدينة، فهي مسقط رأسه، وهي أيضا مسقط رأس أحمد سيف النصر أحد قادة الجهاد الليبي أثناء فترة الغزو الايطالي.
* أهم المشاريع والمنشآت
من آثارها القديمة بقايا المسجد الفاطمي، وهي الآن مدينة حديثة تتوافر فيها شبكات الطرق الحديثة والمجمعات السياحية والاستراحات. تعتبر المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط رابطا رئيسا لخطوط المواصلات بين شمال البلاد وجنوبها، فالمدينة الواقعة شمالا في منتصف الساحل الليبي تقريبا يربطها طريقا رئيسا يمكن الوصول منه إلى آخر نقطة مأهولة في الجنوب.
تضم مجمع الامانات: وهو مركب إداري يشمل قصر المؤتمرات الضخم ومقار بعض الوزارات. والمقر الرئيسي لمؤتمر الشعب العام "البرلمان" ويلتقي عندها انبوبي النهر الصناعي العظيم القادم من واحات السرير والكفرة والآخر القادم من جبل الحساونة ليشكلا أطول وأضخم شبكة لنقل المياه في العالم من صنع الإنسان عرفها التاريخ. ويتجمّع الماء القادم في بحيرتين صناعيتين معلقتين سعة الأولى اربعة ملايين متر مكعب وسعة الثانية ستة عشر مليون مترا مكعبّا. وبها جامعة التحدي إحدى أكبر الجامعات الليبية.
* أسماك نادرة وإسفنج وسلاحف
يعتبر خليج سرت الذي يسيطر على مساحة واسعة قد يصعب السيطرة على حدود مياهه الإقليمية، واحدا من أهم الموارد في الثروة البحرية، اذ يحتوي على أنواع متفردة وعديدة من الأسماك، كما تمتلئ أعماق صخوره بالإسفنج، وعلى شواطئه تأتي السلاحف في مواسم البيض وتدس بيضها في رماله الناعمة، وينظر علماء البيئة والمختصين بعين الاهتمام إلى شواطئ سرت التي تعد في المرتبة الأولى بين الدول المطلة على شواطئ المتوسط من حيث تفضيل السلاحف وضع بيضها على شواطئه.

====================





القاهرة.. باريس على النيل

القاهرة.. مدينة الألف مئذنة





القاهرة- العرب أونلاين- شيماء فايد: تعتبر العاصمة المصرية التي يبلغ عمرها خمسة آلاف عام دراسة في التناقضات اذ تجمع بين تركة فرعونية قديمة وصخب مدينة عالمية جعلها عاصمة ثقافية للشرق الأوسط..

انها القاهرة، حيث توجد الاسواق الشرقية بما تبيعه من أعمال يدوية تقليدية الى جانب المراكز التجارية التي تضيئها أنوار النيون لتعرض أشهر الماركات العالمية وحيث الاحياء العشوائية المكتظة متاخمة لاحياء راقية. وقد خلبت العاصمة المصرية طويلا ألباب المسافرين المغامرين.

ويطلق عليها "مدينة الألف مئذنة" وتخترق قباب ومآذن المساجد التي لا تعد ولا تحصى أفق القاهرة وتطل على شوارعها الصاخبة المكتظة.

كما وصفت ايضا باسم "باريس على النيل" اذ توجد بها آثار مبان تنتمي الى عمارة الحقبة الاستعمارية المستلهمة من فرنسا والتي تتراوح طرزها من الباروكي الجديد الى الارت ديكو.

والقاهرة مدينة مزدحمة تعج بوسائل النقل والمواصلات ولا يمكن الا أن تثير اهتمام زوارها. انها منارة عظيمة للتاريخ والثقافة تجمع تأثيرات من الحكم الاستعماري التركي والفرنسي والبريطاني. وفي العصر الحديث باتت المدينة مركزا للسينما والموسيقى والثقافة الشعبية.

وتكون عطلة نهاية الاسبوع في مصر يومي الجمعة والسبت وهو وقت كاف للتعرف على لمحة عن وجوه العاصمة الكثيرة.

يساعد العديد من المراسلين الذين يتمتعون بمعلومات عن المدينة زوار القاهرة على تحقيق أقصى استفادة من زيارة قصيرة.

* يوم الجمعة: الثامنة صباحا - الساعات المبكرة من الصباح قبل صلاة الجمعة هي الأهدأ في الاسبوع القاهري. وينام السكان المحليون حتى وقت متأخر وبطبيعة الحال تقل حركة المرور التي عادة ما تكون مزدحمة وان كان ذلك بشكل مؤقت.
ابدأ الزيارة برحلة الى أهرامات الجيزة على الطرف الغربي للقاهرة. تأكد من الاستعانة بمرشد سياحي قبل أن تذهب واذا قررت الذهاب في جولة بجمل أو حصان ساوم على السعر مقدما.

الواحدة ظهرا - الغداء في مقهى ريش بمنطقة وسط البلد بالقاهرة. كان قبو هذا المقهى نقطة التقاء لاعضاء المقاومة خلال ثورة عام 1919 ضد الاحتلال البريطاني. بعد ذلك بعقود بات المقهى المكان المفضل الذي يتردد عليه نجيب محفوظ الكاتب المصري الحاصل على جائزة نوبل للآداب. وأصبح المقهى الان من الاماكن التي يقبل عليها الكثير من مثقفي المدينة. وفي بعض الاحيان يستضيف مقهى ريش عازف اوكورديون ايام الجمعة.

الثالثة عصرا - اثناء الوجود بمنطقة وسط البلد تجول متمهلا بين شوارعها ومبانيها التي ترجع الى القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. لكن الحي الذي كان ذات يوم مقر النخبة القاهرية شوهته سنوات من الاهمال غير أنه يظل المكان الذي توجد به تحف معمارية مستوحاة من فرنسا بنيت في عهد الحاكم العثماني الخديوي اسماعيل.

وتوفر منطقة وسط البلد لهواة الثقافة تجربة مثيرة للتسوق. وتوجد في شارع شريف مكتبة لينيرت اند لاندروك التي تبيع صورا فوتوغرافية مقلدة من مصر وشمال افريقيا التقطها النمساوي رودولف لينيرت والالماني ارنست لاندروك في مطلع القرن العشرين.

اما بالنسبة للكتب النادرة والاعمال الفنية المطبوعة على الحجر والخرائط والمقتنيات الاخرى فيمكنك المرور بمتجر لورينتاليست بشارع قصر النيل وشوارع المنطقة مرصعة بمتاجر صغيرة تبيع التحف وورق البردي والزيوت العطرية وغيرها من التحف.

السادسة مساء - نزهة بالفلوكة وهي زورق خشبي تقليدي واستمتع بلحظة من الهدوء في النيل. ويمكن تأجير الفلوكة مقابل أقل من 20 دولارا في الساعة. ومن الاماكن الجيدة لتقلك مكان في شارع الكورنيش الذي يطل على النيل امام فندق فور سيزونز نايل بلازا أو في حي المعادي.

السابعة مساء - لم تكتف بعد من النيل العظيم.. لا تفوت تناول عشاء اذن في مطعم سيكويا وهو مطعم في الهواء الطلق يطل على النيل مباشرة في حي الزمالك. وهو مقام على هيئة خيمة حديثة بيضاء كل مفروشاتها وستائرها باللون الابيض.

ويقدم سيكويا أطباقا من منطقة البحر المتوسط بما في ذلك أطباق مصرية تقليدية فضلا عن السوشي .

التاسعة مساء - على بعد عشر دقائق سيرا من سيكويا توجد ابريتيفو افتتحت العام الماضي. تزينها الثريات المصنوعة من الكريستال والمفروشات الجلدية والاعمال الفنية الحديثة وهي المكان المثالي لاحتساء مشروبات الكوكتيل المبتكرة وتجربة الجانب الساحر للقاهرة.

الحادية عشرة مساء - هل ما زلت تشعر بالنشاط.. اذهب في سيارة أجرة الى حانة ارابيسك في وسط البلدة وهي حانة مجددة حديثا على الطراز الشرقي تحولت الى مرقص تستطيع الرقص فيه على أنغام الموسيقى الغربية والعربية وأصبحت الان من الاماكن التي يقبل عليها الشباب بالقاهرة ويزدحم المكان في عطلة نهاية الاسبوع

.

* يوم السبت: التاسعة صباحا - يتوقف قرار ما اذا كنت ستخوض رحلة صباحية طويلة لاستكشاف التراث الديني لمصر على الوقت الذي امتدت اليه ليلتك. وتوفر معظم شركات السياحة جولة بمصاحبة مرشد سياحي في القاهرة الاسلامية والحي القبطي ومعبد بن عزرا أقدم معبد في مصر.

والقاهرة القبطية نقطة جيدة للبداية حيث توجد بها الكنيسة المعلقة التي يقال انها أقيمت في الاصل في القرن الثالث او الرابع الميلادي على أنقاض قلعة رومانية. وفي القرن الحادي عشر أصبحت الكنيسة مقر الاقامة الرسمي للبابا القبطي.

ويوجد بالحي ايضا معبد بن عزرا اليهودي. بني في البداية في القرن الرابع ككنيسة وتحول بعد ذلك بخمسة قرون الى معبد يهودي. وتقول الاسطورة ان المعبد أقيم قرب المكان الذي عثرت فيه زوجة فرعون على النبي موسى حين كان رضيعا.

الحادية عشرة صباحا - تقع القاهرة الاسلامية على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من الاحياء القبطية وتعج بالمساجد والاثار الاخرى. ابدأ جولة بالمنطقة بمسجد ابن طولون الذي أخذ اسمه عن مؤسس الدولة الطولونية التي حكمت مصر في اواخر القرن التاسع ومسجد الرفاعي المدفون فيه الآن الملك فاروق وشاه ايران محمد رضا بهلوي.

ومن الأماكن الواجب مشاهدتها في القاهرة الاسلامية القلعة الشهيرة التي بناها في القرن الثاني عشر الناصر صلاح الدين الايوبي لحماية مصر من الغزاة الصليبيين. وهناك ايضا مسجد كبير بناه محمد علي باشا حاكم مصر العثماني خلال النصف الاول من القرن التاسع عشر.

الثانية عصرا - تجول بين حدائق ونافورات حديقة الازهر. وتحولت الحديقة من مقلب للقمامة الى واحة حضرية خصبة تضم جدارا يرجع الى القرن الثاني عشر بني في عهد صلاح الدين.

ويمكن القول انها اكثر موقع خضارا في القاهرة وتستطيع تناول الطعام هناك في مطعم استوديو مصر المطل على القلعة وتلال الحديقة الخضراء ويوفر مجموعة متنوعة من الاطباق المحلية.

الرابعة عصرا - يمكن انفاق بعض المال في خان الخليلي وهو بازار كبير يبيع التذكارات التقليدية مثل التحف التي تستخدم بتزيين المنازل والحلي والملابس والتوابل والنرجيلة. ويقدم الباعة أسعارا عالية للسائحين لهذا حاول أن تشحذ مهاراتك في المساومة.

استمتع باحتساء قدح من الشاي بالنعناع في مقهى الفيشاوي بخان الخليلي الذي يزعم أنه لم يغلق أبوابه منذ افتتح للمرة الاولى في أواخر القرن السابع عشر.

السابعة مساء - اتجه من خان الخليلي الى وكالة الغوري القريبة وهي مخزن مملوكي مرمم يرجع للقرن السادس عشر حيث تستطيع الاسترخاء والاستمتاع
التاسعة مساء - بعد اليوم الطويل المزدحم ادع نفسك الى السوشي اللذيذ وتشكيلة من وجبات مطبخ الشرق الاقصى في اسيا بار الذي يوجد بسفينة بلو نايل الراسية بالزمالك. احجز قبل ذهابك بيوم على الاقل.
xtrx
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:57

بني مالك.. أسواق بأسماء الأيام




الرياض- العرب أونلاين- هلال الحارثي: الطائف مدينة سعودية في منطقة مكة وارتفاعها يصل إلى حوالي 1700 متر وتقع المدينة على قمة جبل غزوان وتبعد قرابة ساعة بالسيارة من مكة المكرمة، وهي مصيف يتميز بطبيعة خلابة وجو بارد معتدل وتعتبر العاصمة الصيفية للمملكة العربية السعودية. يبلغ عدد سكان الطائف حسب مصلحة الإحصاءات أكثر 885.000 نسمة، 82% منهم سعوديون. وتعتبر من المدن السعودية الكبرى من حيث السكان والمساحة.

* الطائف
الطائف ثانية المدائن العربية بعد مكة يعود تاريخها إلى ما قبل ميلاد النبي عيسى بن مريم عليه السلام، ويختلف المؤرخون منهم من يقول ان تاريخها يعود إلى عصر النبي إبراهيم علية السلام، وتعد الطائف واحدة من أقدم مدن العالم، ويندر أن يخلو كتاب في تاريخ جزيرة العرب دون الإشارة إليها.

حيث جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: "وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم" سورة الزخرف آية 30. قيل أن المقصود بالقريتين مكة والطائف. وقال معاوية بن أبي سفيان ذات مرة: "أنعم الناس عيشا من يقيظ بالطائف ويشتو مكة"، ويقصد بذلك.. وليا له على الطائف اسمه سعد.

وقال الشاعر عروة بن حزام "وقيل ابن حزم" بعد أن رأى حمامة على غصن شجرة خارج أسوار الطائف:
وهو الاقرب للصحة، يقول أبوطالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم مادحا قومه في حماية الكعبة مستشهدا بأهل الطائف ببناء الحائط للحماية من المهاجمين: حمينا بيتنا من كل شرٍ كما احتمت بطائفها ثقيف، وفي روايات أخرى لأنها طافت على الماء.

وتزخر هذه المدينة الحجازية على موروث قل أن تجد مثيله في مدن الحجاز والجزيرة العربية إذ أنها تمتلك من الآثار والقصور والمساجد والسدود والنقوش نفائس عديدة أبرزها: مسجد عبد الله بن العباس وسوق عكاظ التاريخي وقصر شبرا التاريخي الذي تم تشييده إبان الحكم العثماني للحجاز وقد تحول إلى متحف حالياً والبركة "عين زبيدة" ودرب المشاه الاثري الذي يمكن مشاهدته من خلال التلفريك في الهدا على جبل الكر وقصر مشرفة بجوار عكاظ وسد السملقي وسد سيسد ومقلع طمية "الوعبه" وأم السباع وبه العديد من النقوش الإسلامية والشفا وبه العديد من القلاع والحصون وملعب أبو زيد الهلالي كما بالمدينة العديد من المتاحف التي تخلّد تاريخ الطائف لعلّ أبرزها: متحف قصر شبرا وهو من أعرق المتاحف في المدينة ويضم 4 آلاف قطعة اثرية ومتحف وطني يعتبر أكبر متاحف الطائف ويضم بين جنباته أكثر من 30 ألف قطعة أثرية متنوعة بينها مقتنيات أثرية وقطع تراثية محلية من العقود الماضية ومخطوطات قديمة وصور وشواهد حجرية ومنحوتات صخرية وأسلحة وذخائر ومستلزمات الحرف القديمة ومتحف عكاظ ومتحف أم السباع.

*
بني مالك
وعلى بعد 150 كلم جنوباً، تقع منطقة بني مالك الحجاز جنوب محافظة الطائف على الطريق السياحي، التي تعد من أجمل مراكز الطائف الجنوبية، لما كساها الله عز وجل من جمال الطبيعة، واعتدال الطقس، والمناخ، وتتناثر القرى على سفوح الجبال كون الطبيعة الجبلية تغلب على تضاريس المنطقة، فالمقبل على المنطقة يرى المدرجات الزراعية كلوحة جميلة، وتكسو الخضرة جبالها، ويفوح شذا عطرها من أشجارها الكثيفة خاصة أشجار العرعر، والزيتون البري "العتم" وغيرها.

بني مالك عبارة عن مركزي حداد والقريع، وعدد من القرى والهجر المجاورة لها، كما توجد العديد من المرافق الحكومية والخدمية في المنطقة، وتعد "حدّاد" المركز أو العاصمة، ويقام بها كل أسبوع ثلاثة أسواق شعبية تعد من أشهر أسواق المملكة، وهي سوق الأحد بحداد، وسوق الأربعاء بالقريع، وسوق الخميس بصيادة، وتشهد هذه الأسواق إقبالا شديدا منذ الصباح الباكر من المتسوقين الذين يتدفقون عليه من الليل من كافة أنحاء المملكة، ويقام من بعد صلاة الفجر حتى اشتداد حرارة النهار، ويعرض بها كافة البضائع من أنعام، وطيور، ومشغولات يدوية، وفواكه، وخضروات، والسمن البري، والعسل البلدي وغيرها، الأمر الذي دفع بشهرته حتى وصلت إلى دول مجلس التعاون الخليجي، كما وصلت إلى الهند واليمن ودول شرق آسيا.

المنطقة هي وجهة سياحية من الدرجة الأولى، ومنطقة زراعية أيضاً، فمعظم الأهالي يمتهنون الزراعة نظراً لتوفر التربة الخصبة، والمناخ الملائم مع جهود الحكومة، ودعمها للقطاع الزراعي، وبذلك فهي تنتج نصف فاكهة المحافظة، حيث يغطي المحصول الطلب في أسواق المنطقة، ويتم تصدير الفائض إلى المدن، والمحافظات المجاورة، كالطائف، ومكة المكرمة، وجدة، والباحة وغيرها، وأهم محاصيلها اللوز البجلي نسبة إلى "بجيلة" اسم مركز حداد سابقاً، أو بني مالك بشكل عام، والتي منها
جرير بن عبدالله البجلي
صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقبره موجود حتى الآن بقرية القضاة بني مالك، كما تنتج الرمان، والخوخ، والمشمش، والليمون، والتين الشوكي "البرشومي"، والتين "الحماط"، وسائر الخضار والفواكه، والحمضيات الأخرى، وتعتمد على الآبار الجوفية، ويوجد بها الماء بكميات كبيرة، ويوجد فيها مناحل العسل، حيث يهتم جزء من الأهالي بتربية النحل، وتسويق العسل، وعسل المنطقة مشهور ومعروف بجودته ومذاقه.

يوجد في بني مالك ما لا يقل عن مائتي حصن وقرية أثرية، تتربع على قمم الجبال، ويتراوح ارتفاعها من 10 إلى 40 م، شيدت على قمم الجبال للاحتماء بها من غارات العدو الليلية في عصور غابرة تلاشى فيها الأمن، وأما الآن وبعد أن استتب الأمن والأمان في ظل الحكومة الرشيدة نزل الأهالي وسكنوا في الأماكن السهلة، وأصبحت هذه الحصون دليلاً على عبق الماضي، وأصالته بما فيه من آلام ومآس، كما تحتضن بني مالك عدداً من المتنزهات الطبيعية التي تعد ملجأ للأهالي والزوار الذين يبحثون عن الهدوء، والتمتع بجمال الطبيعة الأخاذ، حيث يوجد متنزه المواريد بقرية العقدة بحداد، ومتنزه السائلة بالقريع، وكيد، وغيرها من المتنزهات الطبيعية الأخرى، التي تكثر بها الأشجار، وارفة الظلال، وتتناثر فيها شلالات الماء بكثافة خاصة في فصل هطول الأمطار.

تبرز المقومات السياحية بالمنطقة الغابات الطبيعية، وهي لوحات فنية طبيعية تفيض سحراً، وعطراً، وجمالاً، خاصة عندما تتبلور ملامح هذه اللوحة الجميلة بمداعبة أغصان الأشجار الظليلة، وشجيرات الريحان، والحبق، والنباتات العطرية الأخرى تحيط بك من كل جانب، محتضنة صخورها ذات التشكيلات الجميلة، وفي بني مالك معالم؛ من أهمها، جبل إبراهيم والذي يطلق عليه "الجبل الأبيض" لأنه يتكون من صخور بيضاء صلبة، ويقع جنوب مركز القريع بجوار الطريق الذي يربط بني مالك بالباحة، ويعتبر أعلى قمة في جنوب الطائف، حيث يبلغ ارتفاعه 3000 قدم فوق سطح البحر، وهذا الجبل العظيم يكن من العجائب التي أودعها فيه الخالق عز وجل ما يعجز عنه القلم، فدائماً يتزاحم الضباب على قمته، نظراً لارتفاعه الشاهق، وتسلق هذا الجبل يعد متعة، والوصول إلى قمته ليس بالأمر السهل.

ولكنك عندما تتسلقه تشاهد جميع القرى، والهجر، والمراكز المجاورة من أعلى نقطة ارتفاع بالمنطقة، والغريب في الأمر يوجد بقمته قرى أثرية تراها لأول وهلة كأنها معلقة في الهواء، وبعضها لا تصل إليه إلا عن طريق التسلق بالحبال، ترى أي سواعد استطاعت تشييدها في هذا المكان، وأي قوة استطاعت حمل تلك الحجارة التي يعجز الآن عشرات الرجال عن حملها، وفي قمته صخرة عظيمة تسمع بداخلها صوت "خرير الماء" ولكنك لا ترى ماءً وأعجوبة أخرى من عجائب المنطقة.

وبها عدد من دخلات النحل الهارب من الخلايا، وأنواع شتى من الحيوانات، والطيور الجارحة، فالمنطقة سياحية من الدرجة الأولى بها جميع مقومات السياحة، وهي تفتح ذراعيها لاستقبال المصطافين والزوار، منتظرة أيدي الاستثمار لتكون رافداً من روافد السياحة في المملكة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:57

«آزْمُورْ» المغربية.. مدينةٌ تُنْبِتُ أشجارَ الدّهشةِ




الرباط- العرب أونلاين- عبد الدّائم السلامي*: كان دليلي إليها قلبي فقطْ دون سواه. سكنتُ الدّارَ البيضاء ساعاتٍ فلم تسكُنْ إليَّ، قلتُ أخرُجُ منها أتبعُ الشاطئَ نحو منابعِ الضّوءِ ونَواتئِ الجِبالِ. ولأنّي أخافُ الدَّهشةَ، دعوتُ أصحابي إلى اصطحابي في طريقي إليها حتى أكونَ جَمْعًا مُفْرَدًا فلا أتيهُ. أحسَسْتُ كأنّ رِغبةَ السيّارة التي تقلّني إلى المدينة تفوقُ رِغبتي في تعرِيةِ الأرضِ وطيِّها. وأظنّ أنّ عبد الله المتقي وعبد الواحد كفيح وعزّالدين الماعزي واسماعيل البويحياوي وأحمد شِكر، وهم من أَنْفعِ الحَكَّائين الجَوّالين بالمغرب، قد تواطؤوا عليَّ مع شهواتي في الترحُّلِ ومُمَاهاةِ الماءِ في جريانِه بعيدًا.

*
اخلعْ نَعْلَيْكَ إنّكَ تدخلُ آزمورعلى بُعْدِ ثمانين كيلومترا من الدّار البيضاء، وبعد أن تكون قد عرّجتَ يمينًا على مدينة الجديدة بمسافة سبعةَ عَشَرَ كيلومترًا، تقفُ بكَ الطّريقُ على جسرِ وادي الرّبيع. واد ينبع من عُيونٍ باكِياتٍ في الأطلسِ المتوسِّطِ ويَصُبُّ دَمعاتِها في أعماقِ المحيطِ الأطلسيِّ مثقلةً بأحلامٍ تُشبِه أحلامَ المعتمد بن عبّاد "ما الذي ذكَّرني به الآن؟". من الجسرِ تتجلّى مدينةُ آزمور صبيّةً تأكلُها لهفةُ لقيا زائِرِها دافئةٍ أنْ "عَرِّجْ عليَّ ولنْ تخيبَ ظنونُكَ..".

ولمّا سألتُ أحدَ سُكّان آزمور العارِفين بتاريخِها، عن معنى التسميةِ أجابني بأنّها تعني فيما تعني الزّيتونَ البَريَّ. يا الله، قلتُ هامِسًا، الزيتون البريُّ لا يُعْصَرُ مثلي تمامًا وسكتُّ وفي نفسي شيءٌ من رائحةِ الزيتونِ في تونس. بعدَ جسر وادي الربيع حيث تُغطي نواحيه أشجارُ الطرفاء والعليق، ينتابُكَ خَدَرٌ وأنت تترقّى مدارجَ ترابيّةً بَضَّةً تحمِلُكَ إلى المدينةِ كما لو كنتَ تطيرُ في الهواءِ إلى السماءِ. قلتُ: عليَّ أنْ أخلعَ نَعْلَيَّ قبلَ دخولِها حتى تبتلَّ فيها شهواتي بالطُّهْرِ.

وإذْ تبلُغُ القلعةَ البرتغاليّة بأسوارِها العالية، يمتلئُ صدرُكَ بشميمِ التاريخِ. هذا "بابُ الفوقاني" يدعوكَ إلى التخييلِ: لا شكّ، قلتُ هامِسًا لعبد الله المتقي، في أنّ عاشِقَةً واعدتْ محبوبَها، فتأخّر عن موعِده، فانغلَقَ البابُ دونَه، فبكى، وبكتْ وباتَتْ تأكلُ جمرَةَ روحِها حتى الفجرِ، فَرَدَّ: هذا هو الحُبُّ البرتغاليُّ..

*
دروبُ الدّهشةِدروبُ آزمور ضيّقةٌ ذاتُ نقوشٍ وزخرفةٍ تجعلانِكَ تسبُّ الإسمنتَ وتلعنُ الحديدَ على غرارِ زينةِ الأبراجِ والأبوابِ والزوايا وحيطانِ المساجد فيها. فهذا برج "الوسطى" وهناك برج "الحفير" وغير بعيد عنها يوجد برج "سيدي وعدود" ولو التفتَّ يمنةً لوجدتَ برج "الأوسط" وبرج "فندق الحناء" وبرج "الطاحونة"، وهي أبراجٌ كأنّما هي أبراجُ برتقالةٍ مليئةٌ بشرابِ العسلِ التاريخيِّ.

وتجمع بين الأبراجِ دروبٌ تلتوي كالشَّهواتِ حميمةً تكادُ تبوحُ بهَسيسِ خَفَقانِ قلبَيْن في ليلةٍ مظلمةٍ بقيَ رَجْعَ صَدًى بين الجدرانِ لا ينقطِعُ كأنّه دعاءُ راهِبٍ جاوز الأربعين. دروبٌ تجولُ بكَ سَهْوًا بين حيِّ "بنكيران" و"درب الشوّاي" و"أمّ الربيع" و"شعبان الفهري" و"الحفرة" وغيرها. وهذي غُرفٌ شاهقاتٌ ذات شبابيكَ منسوجةٍ بالخيزرانِ تتدلّى منها أسرارُها مفتوحةَ الأزرارِ سِرًّا يفضَحُ سِرًّا وأحيانًا ترى بعضَها يسقُطُ سهوًا كالرّطبِ في حِجْرِ صَبيّةٍ تعجِنُ خُبْزَها بماءِ الوردِ وأحيانًا أخرى ينطُّ سِرٌّ إلى جمعيّة "دار المعلمة" حيث تجهرُ لكَ الفنانة التشكيليّة العصاميّة فاطمة بن تَرْمون، وهي تدعوكَ إلى فنجانِ "أتايْ" بغضبِها من المسؤولين عن قطاعِ الفنونِ التشكيليّة والحِرفيّة بالمدينةِ الذين لم يُساعدوها على تحقيقِ أحلامِها الفنيّةِ فالتمست المساعدةَ من المركزِ الثقافي السويسري الذي شجّعها بتمكينها من فتحِ معرِضٍ لها ولأمثالِها من المبدِعاتِ المغربيّاتِ المنسِيّاتِ ما ساهم في نفضِ الغُبارِ عن أعمالِهنَّ وعرَّفهنَّ إلى الجمهورِ ومكّنَهنَّ من وسيلةِ عيشٍ كريمٍ.

*
ذاكرةُ النِّسْيانِوأنتَ تقفُ في قلبِ المدينة القديمةِ تشعُرُ بأنّك واقفٌ في سُرَّةِ الأرضِ حيث تجلِسُ آزمورْ فوق هضبة سهلةِ التضاريس ترتفع عن مستوى البحرِ خمسةً وعشرين مترا وتمتدُّ على مساحةِ خمس مئة وأربعين هكتارًا ويُتَعْتِعُ فيها العِشْقُ أربعين ألف نسمة من عبادِ الله الصّالِحينَ والصالِحاتِ.

تُعدُّ مدينةُ آزمور، وفقَ ما توفّر لنا من وثائق تاريخيّةِ، من أعرق المدن العالمية حيث صنّفها بعضُ المُؤرخين من حيثُ قَدَامتُها بأنها ثالثُ مدينة في العالم ويضعها البعض الآخر في المرتبة السابعة عالميا ما جعل غموضًا يكتنفُ نشأةَ هذه المدينةِ حيث تروجُ في شأنِها أقاويلُ تُرْجِعُ تاريخَ نشأتِها إلى ما قبل الميلاد إبّان الغزو الفينيقي. ويذهب بعضُ أهلِ التاريخِ إلى القول بأنّ القرطاجيين هم أولُ من اكتشفها وكان ذلك بواسطة رحّالة يُدْعى "حانون" كان قد دخلها من خلال النهر الكبير الذي بضواحيها وهو نهرُ "أم الربيع".

كما ورد اسم آزمور ضمن أخبار المؤرخين العرب في القرن التاسع الميلادي. وهي حقبة كان الخوارج والأدارسة يستولون فيها على الحكم بالتداول ما قوَّلَ أحدَ المؤرِّخين بأن المدينة أُعْطِيتْ إلى عيسى بن إدريس أثناء تقسيم المملكة الإدريسية. وحوالي عام 1067م استقر بها المرابطون حيث عاشَ في أواخر عهدهم أهمُّ رجالات المدينة أمثالَ مولاي أبي شعيب الذي أصبح وليا صالحا حاميا للمدينة إلى حدودِ عام 1488م. وقد دخلها البرتغاليون محاولين السيطرة عليها لكنهم فشلوا أمام مقاومة سكانها الشرسة التي امتدّتْ إلى حدود سنة 1513م حيث أجبروا البرتغاليّين على مغادرتِها بعد احتلالٍ دام تسعًا وعشرين سنةً.

جاء في كتاب "معيار الأخيار" ص 76 لصاحبه لسان الدين الخطيب الذي عاشَ خلال القرن الرابع عشرَ ميلاديًّا قولُه في مدينة آزمور وأهلِها: "قلتُ: فآزمورْ؟ قال: جَارُ وادٍ ورِيف، وعروسُ ربيعٍ وخَريف، ذو وضْعٍ شريف، أطلت على واديه المنازه والمراقب، كأنها النجوم الثواقب، وجلت من خصبه المناقب، وضمن المرافق نهره المجاور، وبحره المصاقب. بلدٌ يخزِنُ الأقوات ويملأ اللَّهوات، وباطنُه الخيرُ وإدامُه اللحم والطيرُ، وساكنُه رفيه ولباسُه يَتَّّحِدُ فِيه، بربريٌّ لسانُهم، كثيرٌ[...]مَسْكَنُه نبيه وحوتُ الشابل ليس له شبيه، لكنّ أهلَهحِسَانُهم...".

*
فَقْرٌ يَسيلُ على الطُّرُقاتِتمثل نسبة الفقر بآزمور ما يزيد عن 70 % وِفْقَ إحصاءات غير رسميّةٍ. ولا يتجاوز معدَّل الدخل الفردي لسكّانها 30 درهما. وهو أمرٌ يجعل مدينة آزمور مليئةً بمجموعةٍ من المظاهرِ الاجتماعيّةِ السلبيّة مثلَ التسول وتنامي عددِ أطفال الشوارع وكثرةِ المشرَّدين والصبايا الواقفات أمامَ البيوتِ ينتظرنَ العَطاشى من الذُّكورِ إلى مائِهنَّ. وهي مظاهر قد تُشوِّه فضاء المدينة الطّاهرِ وتخدِشُ حياءَ زائريها وتخلق في أذهانِهم مُفارقةً بين سوءِ واقع المدينة ونضارةِ تاريخِها.

فملامحُ الواقع المعيشِ تُعاكِسُ حالَ المدينة وأهلها التي نُلْفيها في وصف الشريف الإدريسي لها في كتابه "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق" حيث ذَكَرَ أنّ سكانها كانوا يقاومون الوحوش بطريقة غريبة حيث يتجرّدون من ملابسهم ويلفّونها على أذرعهم ويغطونها بشوك السّدرة ثم يهجمون بسكاكينهم على الضواري حتى صارت هذه الوحوش تهابهم وتخشى ملاقاتهم. ويُضيفُ "آزمور على وادٍ كبيرٍ خَرَّارٍ يُجَارُ بالمراكب سريعُ الجريِ كثيرُ الانحدار كثيرُ الصخور والجنادل.

وبهذه القرية ألبانٌ وأسْمَانٌ ونِعَمٌ رَغْدَةٌ وبها بَقُولٌ ومزارعُ القَطَاني والكَمُّون". وقد لفت انتباهَنا عدمُ تنبّه أولي الأمر فيها مثل المجلس البلدي والسلطات المحلية والإقليمية إلى تبصيرِ المواطنين بضرورةِ الحفاظ على جمالياتِ فضائهم الاجتماعيِّ بما يُمَكِّنُ من تجاوز كلِّ ما من شأنه أن يُشوِّه المدينة ويسلُبها سحرَها. إذْ ما تزال آزمور مدينة منسيّةً كما لو كانت نابتةً في التاريخِ، فلا صناعة ولا تجارة ولا ترشيدًا للفعل السياحيِّ فيها عدا بعض الاجتهادات الفرديّة التي تتغيّا إعادةَ تأهيل المدينةِ ببعثِ مجموعة مشاريع صغرى قد تُعيدُ بهاءَها وحيويّةَ سكّانِها وتُحبِّبُها إلى زائريها بما يجعلها فضاءً تاريخيًّا قد يجلب انتباهَ اليونسكو فتصنِّفُها ضمن محمياتِها من المدنِ العتيقة في العالَمِ.

*
الحواسُّ بأسرِها في طَبَقٍلمدينة آزمور عاداتٌ خاصّة في الطبخِ، فهي ما تزالُ المدينةَ التي تستلُّ عاداتِ نهارِها من خوابي إرثِها الحضاريِّ. وهو أمرٌ يجعلُ زائرَها يخرُجُ طواعيةً من إهاباتِ حاضِرِه ويدخل فيها بريئًا من تلويناتِ الحداثة وأقانيمِ العولمةِ ويأكل في أفرانِ أزقَّتِها التقليديّةِ رغائفَ الخبزِ الساخنةِ التي كان يظنّها، لوفرة المخابز العصريّة وكثرة الخبز الإفرنجيّ، موجودةً فقط في توصيفاتِ الإخباريّين والرحّالة العربِ.

ويُعدُّ "الكُسْكُسي" الطّبقَ الأهمَّ بالنسبة إلى المطبخِ الآزموريِّ على غرار باقي المدن المغربيّة، وهو طبق متنوّعُ العناصر يجمع بينَ الخضر بأنواعِها ولحمِ الضّأن والزّبيبِ وأشياءَ أخرى غلبَنا حياءُ كَرَمِ الضِّيافةِ، بل لعلّه الذّوبانُ الصوفيُّ في المأكولِ، من البحثِ فيها والتساؤُلِ حولَها. ولكنّ الأكيدَ أنّ للنسوة الآزموريات طرائقَ عديدةً في إعدادِ هذه الأُكلة التي تُطهى بعنايةٍ فائقةٍ لأنّها، من منظور العادات الاجتماعيّة، أُكلة الضيوفِ وطبقُ المناسباتِ الكبيرةِ.

ولعلّ ما ينمازُ به طبق الكسكسي الآزموريِّ هو خُلوّه من البهاراتِ حتى أنّك تعجبُ وأنتَ تأكلُه من تزاوج أَليفٍ بين طعْمَيْن متنافِريْن: مالِحٍ وحُلْوٍ، ذلك أنّ النسوةَ يعمَدْنَ في إعدادِه إلى خبرةٍ تراثيّةٍ اكتسبنَها منذ الصِّغِرَ عن جدّاتِهنّ، فترى الواحدةَ منهنّ تتصبَّرُ ببعضِ الأهازيجِ البدويّةِ لتُمكِّنَ حرارةَ النّارِ الهادئةِ من التَّغلغُلِ في مفاصِلِ الخضر واللحومِ بتؤدةٍ يساعدُها في ذلك بعضُ الزعفران فتسلُبَ منها صلابتَها لتظلَّ هشّةً صفراءَ تخالُها العسلَ في الأفواهِ.

وبعدَ أن يُطهى المَرَقُ "الرَّواءُ" تكون حُبيباتُ الكسكسيّ قد اخترقها بخارُ الماءِ ولانتْ شكيمتُها، فتوضعُ في صحنٍ من الفَخّار كبيرٍ ويُسكبُ عليها المرقُ بلُطفٍ حتى يتشرّبه عجينُ الكسكسيِّ ويوضع الصحن فوق مائدة وتوضع على المائدة ملاعقُ لمَنْ لا يُريدُ أن يغرِفَ لُقَمَ الطبيخِ بيدهِ. والظّاهرُ أنّ طبقَ الكسكسيّ الآزموريّ لا تحصلُ لذَّتُه إلاّ متى تعاضدت عليه حواسُّ الإنسانِ كلِّها من شمٍّ لرائحة المرق ولمسٍ باليدِ وتذوُّقٍ عفيفٍ باللسان وسمعٌ رهيفٌ لانثيالِ جبالِ الكسكسيِّ في وسطِ الصحنِ ورؤيةٍ لكلِّ هذا دقيقةٍ فاحصةٍ.

*
سيدي "أبو شعِيب"
يكفي أن تميلَ يسارًا من مدخلِ آزمور حتى تَنْوَجِدَ في شارع مليءٍ بمحلاّتٍ صغيرة تبيع كلَّ شيءٍ: الملابس والعطور والألكترونيات والبخور واللحم والخضر والصحف والخبز والنعناع النابت في أيدي صبايا يبتسمن للزائر بالمجّان، شفيفات لطيفات فيهنّ غنج ودلال ورغبة في التواصل بجميع لغات بني آدم. وكلّما تقدّمتَ في الشارع كلّما أحسستَ برهبة المكانِ تلفّك من جميع الجهات، بل وتشعر بشيءٍ من الخفّة حتى تكاد تظنّ جسدَك من هواءٍ أو من عجينِ النُّورِ.

ويزداد الشارع اتساعًا وابتعادًا عن قلبِ المدينة باتجاه الخَلاءِ أو هكذا تخالُ الأمرَ. حتى يقف بك أمام بيتٍ من بيوتِ أولياء الله الصالحين، إنّه مقامُ "سيدي بوشعيب" الذي يُقال إنّه فقيه بغداديّ ضرب في الأرضِ عميقًا حتى بلغ آزمور فابتنى له زاوية هناك يعلّم فيها القرآن وأصول الفقه ويدعو منها أتباعَه إلى مقاومة المستعمرين وغزاةِ البحر من بلاد الإفرنجة. وما إن تدخل مقام سيدي بوشعيب حتى يدغدغ أنفَك شميمُ البخور الممزوج بشميمِ الشهواتِ الممزوج بشميم الدّعوات الصالحات والدّعاء الأخضرِ.

الفضاء كبير: في وسطه ضريح الوليّ مزدانًا بأردية خضراء، وحوله يدور الزائرون حفاةً ذكورًا وإناثًا دورانًا فيه كثيرٌ من الرّجاءِ وكثيرٌ من الدّعاء الصامتِ وكثيرٌ من الحيرةِ. وفي ركنِ من هذا الفضاءِ، تجلس مجموعةٌ من الشبّان الأنيقين ينشدون أغانيَ صوفيّة يمجِّدون فيها أولياء الله بإيقاعٍ يدفع إلى رقص مجنونٍ. وحولهم تتربّع مجموعة من النسوة مخضَّبات الأيدي بالحِنّاء وذوات عيونٍ كَحيلاتٍ كأنّما هي شبابيك مفتوحة على الجنّة وهنّ يتمايلن من الطّربِ الرّوحيِّ.

سجّلتُ أناشيد الفتيةِ ووضعتُ لهم في إناءٍ فخّاريٍّ موجودٍ بينهم بعضَ ما عندي من دولارات، فمسك بيدي أحدُهم وأجلسني بينهم وراحوا يُمطرونني بالدّعواتِ الصالحاتِ ختموها بقراءة آياتٍ من القرآن. وأعترِفُ بأنّي صرتُ وقتَها خَمْرانًا خَدِرًا بما استمعتُ إليه من نشيدٍ صوفيٍّ امتزج بالذِّكرِ الحكيمِ، فكدتُ أرْقُصُ لكنّي تمالكتُ روحي وسألتُ أحمد شكر: لِمَ يزورُ الناسُ مقام سيدي بوشعيب؟ فسردَ لي حَكايا عجيبةً غرائبيّةً تبلغ درجةَ اللامعقول حولَ قُدرة هذا الوليّ الصالح على تمكين النسوة العاقِراتِ من الإنجابِ. وعلاقتِه بوليّة صالحة تُسمّى "لَلاَّ عائشة" يقع مقامُها بالقرب من منطقةِ سيدي رحّال من ناحية البحر وهي مزارٌ لنوعٍ ثانٍ من النسوةِ اللواتي انسكبتْ ألبانُ قواريرهنَّ هدرًا وبالمجّانِ وفاتَهنّ قطار الزواجِ، ولم تَبقَ فيهنَّ غير القدرةِ على التمنّي.

______________


عدل سابقا من قبل زهرة في الخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:25 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:58

بنزرت أرض الجلاء وفتنة لا تقاوم

بنزرت التونسية.. تأمّل في متون المدينة





- العرب أونلاين- طارق الطوزي: لا الهندسة ولا نظم الحساب يمكن أن تحتوي بهجة أو سرّ فضاء أرض الجلاء بالجمهوريّة التونسيّة. إنني في كلّ حين أكتشف في هذا المدى فتنة جديدة، حتّى و إن تلبّسَتْ رداء قديما موقّرا.

تشرق صوري هنا من تلعثم الطفولة، وتمتدّ فتشمل المعنى من وحي لعنة التبدّل وعنفوان كبرياء الشباب. ببساطة، أتوّهم أنّي أمتلك فضائي، أرسم ملامحه، أعرّف حدّه، وفضلا عن هذا قد أتحدّث بشيء من الجديّة عن متون تستبطن المدينة؛ تلك المتون هي مقومات الفضاء الخصوصيّة كما أراها، صفات حيّة صادقة تخترقني و تشدّني إلى هذه الأرض ومحيطها. قد أستغرق في تفاصيل يعتبرها البعض مهملة، لا تستقيم بمنظار العادة، ولكنّها معان لا يصحّ المشهد عندي بغير ثرثرتها ولغوها الشقيّ.

المتن الأوّل: بلغنا أيّها الملك الرشيد أن البكري "432هـ-487هـ" قال في مؤلفه "المسالك و الممالك": "وفي هذه البحيرة أعجوبة، يقصد بحيرة بنزرت، وهي أنّ الصياد إذا أتاه البحّار لشراء الحوت، يقول لهم: على أيّ شيء أرسل شبكتي؟ فيتفق معهم على عدّة معلومة، فيأتي الصيّاد بحوت يقال: إنّه أنثى الصنف المعروف بالبوري، فيرسلها في البحيرة ثم يتبعها بشبكته فيخرج العدّة التي اتفقوا عليها، لا يكاد يخطئ". لم يكفن الاقتصار على ما تبيّنت سماعه، فآثرت البحث في النصوص القديمة عن ذكر آخر، ليرِدني أيّها الملك الصالح أن الزهريّ "عاش 532هـ" قال في "كتاب الجغرافيا" في معرض الحديث عن بنزرت: "ومن عجائب هذه البحيرة أنها يصاد فيها حيتان يقول عنها الصيادون إنّها إناث ذلك الصنف. فيوثق منها في السنانير في الأخياط ثمّ ترمى في البحر فيجيء الحوت عليها فترمى عليها الطراريح فيؤخذ من الحوت شيء كثير وهذا من أعجب الأشياء".

أي عجيبة تلك؟ إنّها مازالت تحضر الآن بترف ولكنها تبدو ساذجة حيث تظهر عند طبقة مستضعفة فتبرز كوحي لا يُذكر. وكان الأصحّ، على ما أعتقد، أن يُرى في مشهد الصيد بأنثى البوري دلالة حمولة لمعان عميقة تبشّر بغموض آسر.

في كتاب "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" يذهب القزويني للقول في حدّ العجيب: "حيرة تعرض الإنسان لقصوره عن معرفة سبب الشيء وعن معرفة كيفيّة تأثيره فيه". وهذا الطقس من الصيد في بنزرت بملامحه العجيبة كما تمثلتها دائرة المعارف الجغرافيّة الإسلاميّة قد ولّد في متقبّله قديما حيرة بلا سبب معلوم، فضلا عن جهل بطرق تأثيره على الذات. تلك العجيبة التي تحضر الآن في دوائر مهمّشة على مشارف البحر تشعرك بتيه غامر، إنك تتّشح بالمدهش المتجدّد، غير مدرك على نحو ما فتنة ما يعتمل في نفسك أمام هذا المشهد.

لطالما فكّرت، أيها الملك السعيد، أن هذا المذهب من الصيد يرجع لنهج فكري قديم أو معتقد منسي، انحسر، فبقيت آثاره تبشّر بعلويّة الأنثى. بل أعتقد، على نحو جنوني، أن خلف الطيف الحاضر لأنثى البوري وهي تستقطب الذكور لحقول الرغبة والموت ثمّة سرّ مقدّس غامض. لهذا، تأكّد يا صديقي بأنك ستجد في كلّ درب من دروب المدينة العتيقة شهرزاد أخرى وهي تبحث عن كيانها وقيامتها وخلاصها عبر تنسّم عبق الأنثى الأزليّة القابعة في روح هذا الفضاء.

المتن الثاني: في البدء كانت "هيبون دياريتوس" أو "هيبو زاريتوس"، ثم عرّب نطقها إلى بنزرت. الكلمة في صيغتها الأصلية تعني هيبون التي يشقّها الماء، فالماء يعبر المدينة من خلال قنال تاريخي يربط البحر بالبحيرة. القنال إذن، حايث معنى اسم المدينة ليلازمها على مدار التاريخ. في كلّ صورة من صور اللحظة الآبدة لبنزرت القديمة كنت تتوقع ماء متحرّكا يكسّر ركود المكان أو صوت رقرقة خفيفة تنبعث من القنال لتسكن الذاكرة بحميميّة أو كنت تشهد رزقا يُختلق من رحم مائه ليُنشئ حياة.

هذا الفضاء كان يحتفي بالفصل، بعزلة الكائن داخل أرضه المحاطة بجدران مائيّة. وكانت هناك أرض داخل المدينة يحيطها البحر من جميع جهاته: إنها جزيرة الربع؛ أين احتفل السلف بشعريّة التوحّد والاعتكاف.

بفقه حربي مدمّر، وبوجاهة استهلاكيّة جشعة، قرّر المستعمر الفرنسي إقامة واستغلال ميناء تجاري يشرف على البحيرة. وبمقتضى هذا المشروع أُحدث قنال جديد عميق ومتّسع خارج المدينة وبالمقابل طمر القنال القديم. آل الأمر، في النهاية، إلى مدينة مجرّدة من قنالها التاريخي. هكذا تحوّل الفضاء إلى اتصال فاضح. غدا موضع القنال القديم كئيبا مشوّها؛ إنّك تشعر بجنائزيّة المقام متى قطعت خطواتك المربكة القلقة سطحه المصطنع. يتملكك إحساس باللاتوازن، ببؤس المسلك الحزين.

لكن نظرا لحيوية الميناء الفينيقي وبعده الوظيفي الهام لم يشمله الطمر بالرغم من كونه البوابة الأولى للقنال القديم. والآن، حينما تدلف بنزرت يشدّك هذا الميناء القديم باعتباره المعلم التاريخي الرئيسي للمدينة، ولكنّه في عرف سكّانها أعمق من مجرد ذاكرة؛ هو لمحة من فقد، حياة معادة لصخب وصال البحر والمدينة. آنذاك، ستفهم،لم هذا التعلّق البشري بتلك الرقعة البحريّة الآمنة: ليس في هذا العشق تظاهر أو زيف إنما هو استسلام مطمئنّ لمنبع الأصل. الراحة هنا تتحقق في التواصل الصامت ما بين نشيد الماء وشعرية الأصل الحالم.

المتن الثالث: في عمق تاريخ بنزرت يتشكّل تاريخ مواز موضوعه جسور المدينة المتعدّدة. في كلّ جسر ثمّة برهة إنسانية تبدع تواصلا نحو الآخر، وقد تعبّر أيضا عن انفتاح وتوق نحو الاجتماع. بيد أنّك تكتشف أن كلّ جسر في تاريخ المدينة يحمل خاصية قلقة؛ فهو لا ينتظم داخل ثبات الربط المعتاد؛ ولسبب ما يحتفظ بميقات الفصل. سأفسّر الأمر على النحو التالي: كانت بعض الجسور بالمدينة بدائية وقليلة العرض وبالتالي لا تحقّق وظيفتها على الوجه الأكمل "العديد من الجسور الخشبيّة التي كانت بالقنال القديم"، بعضها يثير المرور عليها الخوف حيث تهدّمت أجزاء منها "جسر باب تونس" في حين أن البعض الآخر يمثل مجرّد المرور عبرها مغامرة وتجربة مرعبة "الجسر المرتفع فوق القنال في الفترة الاستعماريّة".

إنّ المدينة وإن احتفت بتعدد وجوه التواصل عبر كثرة جسورها فهي تحتفظ بتوحّدها وتفرّدها، تنطلق إلى رحاب الاتساع وتلتزم بشعريّة العزلة.كلّ عائق يثير فيك نزعة نحو الحلم بحالة الانقطاع والتيه في مدى الذات. ترنو بحبّ إلى الآخر، وتعانقه بتسامح، لكنّك تؤثر أيضا التساكن داخل رداء التخيّل والاغتراب.

ليس في الأمر انغلاقا وإنما هو توق إنساني أسمى نحو الانفصال بمعناه الشعري. ولعلّ هذا ما جعل الخيار المعاصر للجسر الرئيسي بالمدينة ينحو إلى الوفاء لقيم الاتصال والانفصال تلك وفقا لروح الفضاء، فتكتشف وأنت تدخل المدينة عبر الطريق المؤدّي إلى العاصمة الجسر المتحرّك الذي يصل ما بين ضفتي القنال الجديد. في ظاهر الأمر يبدو سبب ارتفاع الجسر لمقتضيات مرور السفن، لكن الأصحّ عندي أن المدينة في تلك الحال تفسح المجال لذاتها بالعود إلى مقام التسامي والاعتزال.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 18:58

مشهد لميناء حلق الوادي

"حلق الوادي" التونسية تصطاد زوارها بالسمك




حلق الوادي "تونس" - طارق عمارة

وسط زحام عشرات الالاف من الزوار بشارع رزوفلت بضاحية حلق الوادي التونسية تخترق رائحة السمك المشوي الشهية الانوف ويتسابق الجميع للفوز بطبق سمك شهي في اول مهرجان للسمك اقيم في مطعم في الهواء الطلق يمتد على طول حوالي ثلاثة كيلومترات.

تحتضن مدينة حلق الوادي يومي 13 و14 يوليو تموز "عيد السمك" الذي اصبح ظاهرة احتفالية شعبية تميز هذه المدينة بمكوناتها البحرية والتاريخية والسياحية وارثها الذي يمتد الى قرون اساسه التسامح والانفتاح والتعايش.

انطلقت هذه التظاهرة من ساحة 7 نوفمبر بحلق الوادي باستعراض ضخم تضمن مجموعة من الفرق الموسيقية والدمى العملاقة والمشي على العصي والعربات الرمزية والفيالق الرومانية التي يتم تجسيدها بالازياء التاريخية فضلا عن فرق تنشيطية تجوب المدينة.

وقال احمد عامر منسق المهرجان ان عدد الزوار في هذه الليلة الاولى قد يكون تجاوز مئتي الف وانه من المنتظر ان يتجاوز العدد حوالي 500 الف زائر طيلة يومي المهرجان.

ويمنح المهرجان الفرصة للجمهور الوافد على هذه التظاهرة الصيفية لتذوق الاسماك بمختلف انواعها بسعر رمزي لا يتجاوز 5 دولارات للطبق على انغام الموسيقى التونسية.

وتسعى مدينة حلق الوادي الشهيرة بالأسماك والتي يوجد بها أكبر ميناء بحري في تونس وتغنى بسحر شواطئها الفنان فريد الأطرش إلى مزيد من الترويج لنفسها كوجهة سياحية مميزة جنوب البحر الأبيض المتوسط.

وفي شارع رزوفلت بحلق الوادي وضعت الاف الطاولات وغازلت اطباق السمك الشهية زوار المنطقة الذين تدفقوا من تونس ومن خارجها.

وقال سائح اردني لرويترز "في حياتي لم اشاهد قط مثل هذه الاجواء ومثل هذا العدد من الناس متجمعين في مكان واحد.. انه أمر مذهل ورائع.. انا انتظر طبق السمك منذ نصف ساعة بسبب الاكتظاظ والطلب الكبير.. لكنه انتظار ممتع."

ويبدو ان حلق الوادي تسير باتجاه تحقيق انجاز غير مسبوق من خلال احتضانها واحد من اكبر مهرجانات السمك في العالم.

وقال عماد الطرابلسي رئيس بلدية حلق الوادي لرويترز "الغاية من هذا العيد اسعاد الناس هنا بالاساس وتقديم اطباق شهية لهم في منطقة رائقة وهادئة مثل حلق الوادي."
وأضاف ان بلدية حلق الوادي عازمة على دعم هذا المهرجان واكسابه شهرة متوسطية كي يكون قبلة لالاف السياح.

ويبلغ سعر طبق السمك 5 دولارات خلال المهرجان بينما يصل السعر الى 4 اضعافه خارج المهرجان .واشترط المنظمون أن لا يقل وزن السمكة التي يحويها الطبق عن نصف رطل وأن يتم معها تقديم السلطة والخبز.

وساهمت رخص الاسعار والاجواء الاحتفالية في استقطاب عشرات الالاف من العائلات إلى شارع رزوفلت.

وقالت ايناس التي كانت برفقة زوجها وابنتها انها دأبت على تناول طبق سمك بحلق الوادي طيلة فترات العام لكنها اضافت "خلال هذا العيد السمك يصبح له نكهة اخرى... ثمانية دينارات ثمن زهيد لتناول "سمك" القاروس."

لكن يبدو ان الاكتظاظ الذي شهدته المدينة بمناسبة هذا المهرجان عكر صفو بعض الزبائن ممن اعتادوا المجيء الى المدينة.

ويقول محمد ناجي "يبدو ان الخدمة اصبحت غير جيدة بمناسبة المهرجان. هذا مفهوم نسبيا بسبب الاقبال الخيالي لكن يجب عليهم مراقبة هذه الخدمات المقدمة بالمطعم حتى لا تضيع جهود المنظمين."

واكتسبت المدينة المعروفة بسحر شواطئها شهرة عربية وعالمية خاصة وأنها كانت مسقط رأس عدد من أشهر نجوم السينما العالمية مثل المخرج الأمريكي الإيطالي فرانسيس فورد كوبولا والممثل الامريكي من أصل ايطالي آل باتشينو والممثلة العالمية كلوديا كاردينالي.
====================
بيروت.. ياقوت لبنان




بيروت- العرب أونلاين- بيروت هي العاصمة السياسية للجمهورية اللبنانية وأكبر مدنها. يتعدى عدد سكانها المليوني نسمة بحسب أحد إحصائيات سنة 2007. تقع وسط الخط الساحلي اللبناني شرقي البحر الأبيض المتوسط.

تتركَز فيها معظم المرافق الحيوية من صناعة وتجارة وخدمات. وهي مدينة قديمة وعريقة إذ ذكرت في رسائل تل العمارنة والمؤرخة إلى القرن الخامس عشر ما قبل الميلاد وهي مأهولة منذ ذلك الحين.

بيروت هي مركز الثقل السياسي اللبناني حيث مقر معظم الدوائر السياسية مثل البرلمان ورئاسة الجمهورية بالإضافة لمراكز معظم الوزارات والدوائر الحكومية. تلعب الدور الرئيسي في الحركة الاقتصادية اللبنانية. وتعد المدينة إحدى أهم المؤثرات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي لغناها بالأنشطة الثقافية مثل الصحافة الحرة والمسارح ودور النشر ومعارض الفنون والمتاحف وعدد كبير من الجامعات الدولية.

مرت المدينة بالعديد من الكوارث من زلالزل وحروب على مر التاريخ كان آخرها الحرب الأهلية اللبنانية المدمرة. وبعد انتهاء الحرب سنة 1990، أعادت الدولة في عهد حكومة رئيس وزراء لبنان آنذاك رفيق الحريري إعمار وتأهيل المدينة وبخاصة وسطها التجاري وواجهتها البحرية وملاهيها الليلية مما أعاد تألق سياحتها وجعلها مقصداً سياحياً جذاباً. قامت صحيفة "النيويورك تايمز" بمنح بيروت المركز الأول بين قائمة الأماكن التي ينبغي زيارتها في سنة 2009، كما تم تصنيفها من ضمن المدن العشرة الأوائل الأكثر حيوية في عام 2009 بواسطة دليل لونلي بلانت السياحي.

* أصل التسمية
أول ذكر لاسم بيروت ورد بلفظ "بيروتا" في ألواح تل العمارنة سماها الفنيقيون "بيريت"، وهي كلمة فينيقية تعني الآبار. وقيل أنها كانت تدعى "بيريتيس" أو "بيروتوس" أو "بيرُووَه" نسبة للإلهة "بيروت"، أعز آلهة لبنان وصاحبة أدونيس إله جبيل. وعُرفت المدينة باسم "بيريتوس" باليونانية القديمة: βηρυτόςفي الأدبيات الإغريقية. واعتمد هذا الاسم في دوريات الآثار المنشورة في الجامعة الأميركية في بيروت منذ 1934.

وذكر أن "بيروت" بالمعنى السامي تعني "الصنوبر" لغابات الصنوبر، بسبب وقوعها بالقرب من غابة صنوبر كبيرة هي اليوم ما يُعرف بحرش أو حرج بيروت. ومن الأسماء الأخرى التي دعيت بها منطقة بيروت هو: "لاذقية كنعان"، "مستوطنة جوليا أغسطس بيريتوس السعيدة"، "دربي"، "رديدون"، "باروت". ولقبت المدينة عبر العصور بالعديد من الألقاب منها: سماها الفينيقيون "بالمدينة الإلهة" و"بيروت الأبيّة والمجيدة" لعنادها في مقارعة مدينة "صيدون" و"زهرة الشرق"، وأطلق عليها الرومان "أم الشرائع" بسبب بناء أكبر معهد للقانون بالإمبراطورية فيها.

ونعتها العثمانيون "بالدرة الغالية". في العصر الحديث خلدها نزار قباني بلقب "ست الدنيا". وعرفت أيضا باسم "باريس الشرق" خلال فترة الستينات وأوائل السبعينات من القرن العشرين، أي خلال عهد الازدهار الاقتصادي في لبنان.

* المزار الأول لسنة 2009
ولا ينكر أي شخص حبه للبنان، وعشقه عاصمته بيروت من زيارته الأولى؛ فها هي عادت تثبت لزائريها أنها "باريس الشرق الأوسط، ونجمة ساطعة على البحر الأبيض المتوسط"، حيث استطاعت بعد أن اقترن اسمها بالحرب والدمار البروز في الساحة العالمية السياحية، وعلى الشاشات لتغيير الصورة الشائبة التي سكنتها على مدى سنين طويلة.
هكذا بدأت معي حالة العشق والهيام بعاصمة الشرق بيروت فور وصولي مطار رفيق الحريري، فقد استقبلنا بابتسامات دافئة وإجراءات أكثر من سهلة لنلج إلى بيروت بدهشة تملؤها غبطة وسرور. أصبحت بيروت من جديد عاصمة السياح ورجال الأعمال، واستعادت في وقت قصير حياتها الطبيعية، مرت هذه العاصمة بحقب تاريخية عدة، مروراً بالحضارات الفينيقية والرومانية واليونانية والعثمانية.

وهذا ما لمسته فور خروجي من المطار، حيث استبقت المباني التاريخية البنايات الحديثة في الظهور للوهلة الأولى. وصدق من شبهها بطائر الفينيق الناهض من الرماد نسبة للزلازل والهزات التي ضربتها وطمرت معالمها على مدار السنين، لأنها تنهض بعد كل حرب وتضحى أجمل من سابق عهدها.

في بيروت، تتقطع المسافة الفاصلة بين المطار والمدينة سريعا، فيمتد الطريق على شكل شبه مستقيم، إذ يؤدي وبطريقة شبه مباشرة إلى قلب المدينة، وفي الموقع الأعلى لساحة الشهداء. فمن تلك المنطقة يمكن مشاهدة أولى البنايات التي تتمثل في بناء غريب نوعا ما، ولاتزال تعاني من آثار الحرب، وعند السير أكثر نشعر بانبثاق نوع من العجب ومن السحر، والتي يمكن وصفها بالمستقبلين.

ليس لهذا المكان اسم رسمي بحد ذاته، بل يمكن القول إن له عددا من الأسماء الشبه رسمية منها؛ القبة، الكرة، القطرة، البيضة أو الفطر، حيث يتعلق الأمر بآثار وإطلال قاعة سينما قديمة، أو مسرح قديم، لم يدم مطولا بسبب اندلاع الحرب، إلا أن الأمر لا يحول دون الاعتراف أن الموقع ضخم، وهي عبارة عن نصف كرة متربعة عاليا.

وإذا مررنا بالمدينة سرعان ما نلاحظ ورشة واسعة مفتوحة على مصراعيها؛ فناطحات السحاب في كل مكان، تخرج من الأرض كأنها فطر بري مستحوذ على مواقع البنايات القديمة المهدمة، إذ إن قلب المدينة الذي بني في التسعينات قد صمم انسجاما مع البناء التقليدي المحلي، كمثل الحي الصغير لقرية الصيفي في وسط المدينة الذي صمم بطريقة تضفي على المدينة طابعها الذي يحترم تاريخ المدينة، ولا غرابة في مشاهدة سمك القرش المنحوت من الفولاذ غير القابل للصدأ في ملتقى شارعين تجاريين.

كذلك توجد ساحة البرغوت، وهي تعتبر اكبر مجمع للمقاهي داخل المدينة وهي قريبة جدا، أما بالنسبة للنساء فيوجد عدد كبير من الأسواق واشهرها الحمرا، وكذلك الكسليك، كما توجد أسواق فخمة مثل مجمع "A.B.C" وهو يضم أفخم واشهر الماركات العالمية.

* سكن فاخر
السكن متوفر إما في الفنادق أو الشقق المفروشة الفندقية،
أما لمن يبحثون عن الهدوء أنصحهم بأن يذهبوا إلى مقهى الجراند كفيه في الروشه، حيث لا يوجد عدد كبير من الزوار، وهو من أفخم وأرقى المقاهي في لبنان.
وعند التجول في بيروت مساءً سيندهش الزائر بالحفل الموسيقي المنقطع النظير لمزامير السيارات، وعددها وبالابتسامة البريئة للذين تصادفونهم، وكذلك الأحاديث الجميلة باللغة العربية والفرنسية والانجليزية.

من أجمل الأماكن السياحية في لبنان مغارة جعيتا، وهي من عجائب الدنيا، وتنقسم إلى قسمين: المغارة العليا، ويمكن التجول فيها على الأقدام، حيث تم تخصيص ممرات لتمكن السائح من التجول بكل راحة وحرية ليستمتع بمناظرها الخلابة، والتي يعجز وصفها والتعبير عنها.

أما المغارة السفلية فيكون التنقل فيها بواسطة القوارب الصغيرة، وهي معدة خصيصا لذلك لسهولة التنقل فيها، وتعتبر مكملة للمغارة العليا، وانصح كل من يزور لبنان بأن لا تفوت عليه فرصة مشاهدة المغارة، حيث إنها تظم مجموعة من الطوالع والنوازل، وهي عبارة عن أعمدة كلسية، تم تشكيلها خلال مئات السنين. ومغارة جعيتا تضم أطول قطعة نوازل بطول 10.8 سم وهي أطول قطعة في العالم.

* هواء الجبل وعشق المساء
كما يستمتع الشخص في الجبل بهوائه، ويفضل الصعود إليه في فترة الظهيرة عبر التلفريك، حيث تكون درجة الحرارة أقل، والتمتع بوجبة الغداء هناك، وخصوصا في مطعم "منير"، وكذلك لابد من الذهاب إلى قرية برمانة الجبلية، حيث يوجد عدد كبير من المقاهي فيها.

أما وجبة العشاء فالأجمل أن تتجهوا إلى مطعم مانويلا، ويقع على شاطئ خليج جونيه، ويقدم أشهى المأكولات.

ومهما كانت القصص التي تحكي عن لبنان اليوم؛ فإنها تتفق على أمر واحد، وهو أن البلاد باتت محل كل الأمنيات والقابلة للتحقيق والانجاز، لان بيروت تشع من هذه المنطقة، التي تكمن في المدن الكبرى؛ مثل نيويورك ولوس انجلوس وطوكيو أو برلين.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:00

سيدي بوسعيد القبلة الأولى للسياحة التونسية
بياض وزرقة.. سيدي بوسعيد سعادة تونسية



تونس- العرب أونلاين: إن زرتها فقد اكتشفت كيف تداعب شواطئ المتوسط أجمل مدن تونس ليلتقي عبق التاريخ بسحر الطبيعة ولمسات الفن المعماري العربي الإسلامي، وإن كنت لم تزرها بعد فعليك ألا تفوّت فرصة اكتشافها.. هي مدينة سيدي بوسعيد التونسية التي تقع على بعد حوالي عشرين كلم في الضواحي الشمالية لتونس العاصمة.




سنحاول من خلال رحلتنا هذه أن نأخذك إلى قباب وجدران بيضاء وأبواب زرقاء وأزقة تتدلى من على هضبة تشرف على الضفة الجنوبية للمتوسط لتعيش لحظات وسط هذه المدينة الرائعة التي قال عنها المعماري الشهير محمد مكيّة "إنها أنجح عمل معماري عربي".
سيدي بو سعيد.. هي قريه ساحلية تقع في الضواحي الشمالية للعاصمة تونس، يقطنها قرابة 5 آلاف ساكن. وهي قرية متوسطة الحجم ومميَّزة الموقع فهي عبارة على جبل ضخم يكسوه الشجر والعشب والغابات.. وأسفل الجبل بحر دافئ ورمال ذهبيه ناعمه يجاورها مرفأ سيدي بو سعيد السياحي.



وقد استمدت مدينة سيدي بوسعيد اسمها من اسم الولي الصالح أبو سعيد بن خلف بن يحي التميمي الباجي "سنة 1893"، وكانت قبل هذا التاريخ تسمى "ناظور قرطاج" في العهد الحفصي، و"جبل المرسى" ثم "جبل المنار" بعد الفتح الإسلامي.



أوّل ما يسترعي انتباه القادم إلى سيدي بوسعيد هو تناسق الألوان في هذه المدينة واتحادها، وهي ذات طابع معماري أصيل بلونيه الأبيض والأزرق وأبوابها التي تزيّنها المسامير السوداء وشبابيكها ذات المشابك المقوّسة حتى أعمدة الإنارة يزينها اللونان الأسود أو الأزرق دون سواهما. ستلاحظ أيضا وجود عدد قليل من الأبواب ذات اللون الأصفر والسبب قيمتها التاريخيّة التي جعلتها تحافظ على خصوصيته. بعد أن تمشي مسافة 50 مترا تقريبا تجد وسط الشارع الرئيسي الذي تتفرع عنه 4 طرق فرعيّة نافورة ماء تحيط بها أعواد المشموم التونسي وحمامات بيضاء تحيط بها أنواع من الأزهار الملوّنة التي تزيد المكان إشراقة.



ولكي تتمتع بجمال الطبيعة عليك المرور من أعلى الجبل "وسط القرية" إلى أسفل المرفأ عليك أن تتدرج في ممر ذو 1000 درج لتنعم بجمال المساحات الخضراء و غابات الصنوبر برائحتها المنعشة.



وتضمّ القرية عددا هامّا من الآثار التي تحكي تاريخ المكان والحقب التي مرّت عليه نذكر منها قصر الباروني دي ارلنجي الذي يسمى اليوم قصر النجمة الزهراء، وتقام فيه سهرات فنيّة وأمسيات شعريّة ثقافيّة.



وتعد سيدي بوسعيد مرقدا آمنا لأكثر من 500 ولي صالح على رأسهم سيدي بوسعيد نذكر منهم: سيدي الجبالي وسيدي الظريف وسيدي بوفارس وسيدي الشبعان وسيدي الشهلول وسيدي عزيزي وللة المعمورة وللة شريفة بنت سيدي أبو سعيد. والطريف أن أسماء المقاهي المنتشرة في هذه المدينة تحمل كلها أسماء الأولياء الذين يرقدون هنا.
كما تعدّ هذه المدينة أوّل موقع معماري محمي في العالم منذ سنة 1915 وتقع في أعالي المنحدر الصخري المطل على قرطاج وخليج تونس ويقال إن البطاقة البريدية التي تحمل صور القرية هي الأكثر مبيعا في العالم.



* ملتقى الفنانين والمبدعين
في بداية القرن العشرين أصبحت مدينة سيدي بوسعيد المكان المفضّل للفنانين والمثقفين الذين شدّتهم بأجوائها السّاحرة، وقد اختاروها مقرّا لسكناهم ثم تبعهم الكتاب والمهندسون والفنانون التشكيليون والسينمائيون وغيرهم. وقد كان للبراون رودولف دي ارلنجر الرسام الانجليزي دور بارز في هذه المنطقة. وقد كان لهذه الشخصيّة المغرمة بالموسيقى وصاحبة الذوق الرفيع ارتباطا وثيقا بمصير المدينة ولشدّة تأثره بجمال الموقع قرّر الإقامة فيه وبناء قصره ذي الهندسة الشرقية أساسا وسمّاه النجمة الزهراء وقد تواصلت مدّة تشييده من 1912 إلى 1922. وقد كان وراء مرسوم ملكي أصدره الباي سنة 1915 يحمي المدينة كما كان وراء اعتماد اللونين الأبيض والأزرق.



ومن بين المثقفين الأجانب الذين زاروها نذكر بول كلي، غوستاف فلوبيرت وأندريه جيد وسيرفانت. كما تضمّ المدينة 4 أروقة للفنون تفتح أبوابها على مدار السنة.



* القبلة الأولى للسيّاح
سيدي بوسعيد هي القبلة الأولى للسيّاح من مختلف الجنسيّات والشرائح العمريّة فلا يمكن للسّائح أن يزور تونس دون المرور بهذه المدينة ويكثر عددهم خاصّة في فصل الصّيف حتى تعجّ المدينة بهم إلى درجة الاكتظاظ لذلك من الصّعب أن يجد التونسي لنفسه مكانا في نزل هذه المدينة. وتكون المقاهي نهاية رحلتهم إلى سيدي بوسعيد حيث يرتاحون هناك وينعمون بالمناظر الممتعة حيث يمتزج جمال الغابة بالبحر فتعزف المدينة سمفونية من الجمال قل أن تستمع إليها.



ويعدّ لزائري المدينة برنامج ثريّ ومتنوّع من الرحلات والسهرات يضمن لهم عودتهم مجدّدا. واللافت للانتباه أنّك قلّ ما ترى سائحا دون عقد أو مشموم الفل. وهو ميزة المدينة.



* أبرز مقاهي المدينة
تنتشر في أعالي مدينة سيدي بوسعيد العديد من المقاهي المعروفة لدى جميع الزوّار وقد يكلّف المرء نفسه عناء السفر ساعات لتناول كوب من الشاي الأخضر بالبندق في أحد المقاهي ونذكر "القهوة العالية" و"مقهى سيدي بوسعيد" ومقهى "سيدي شبعان" التي خصّصناها بالزيارة.



القهوة العالية.. هي من أقدم المقاهي في تونس وكانت في عهد الباي مجعولة لأعيان البلاد فقط وهي مقهى ذات سلالم عالية ويتوفر فيها طابع عربي أندلسي رائع و هي أشهر مقهى في القرية.



والمقهى يعجُّ بالرواد طوال الوقت فلاحتساء القهوة أو الشاي هناك يلزمك حجز لذلك و البعض لا يتوانى في الجلوس أمام المقهى..



أما إذا لم تجد مكانا في هذه المقهى فعليك التوجه صوب مقهى سيدي الشبعان ورغم أن المسافة طويلة وشاقة ذلك أنك ستمشي قرابة 1000 متر باتجاه الأعلى ورغم ذلك لن تشعر بالتعب لجمال المكان إذ تصادف معروضات الفخار من هذا الجانب وذاك. والعديد من اللوحات الفنيّة التي تصوّر أروع اللحظات في المدينة كالشروق والغروب.



كما يسترعي انتباهك دار العنابي وهو منزل تونسي تقليدي يعود تاريخه إلى القرن 18 أعيد ترميمه ليصبح سكنا صيفيّا ويتميّز بطابعه الإسلامي وديكوره الجذاب والأرضيات الرخاميّة والمصابيح الملوّنة، وتتوسّط الباحة الرئيسيّة نافورة كبيرة تحيط بها أشجار الياسمين. تجد في الطريق بعض النسوة المتخصّصات في النقش على الأيدي وهو ما يسمّى في تونس "الحرقوس" وهو نوع من الوشم..



المقهى كان في الأصل مقام ولي صالح اسمه سيدي الشبعان، ولا زال يزوره إلى يومنا هذا العشرات حيث يتلون الفاتحة على روحه ويضيؤون الشموع. بعد الاستقلال أصبح مكانا ترفيهيّا واليوم أصبحت مساحة هذا المكان 500 متر وقد اكتسب شهرة عالميّة جعلت زوّاره يوميّا بالآلاف لاحتساء الشاي بالبندق أو "القهوة العربي" وهو ما يميّزه عن غيره من المقاهي.



المكان المخصّص للجلوس تختلف مساحته عن باقي المقاهي في الجهة فهو فسيح جدّا بإمكانه احتواء عائلة وافرة العدد أمّا الديكور فتونسي 100 بالمئة إذ تغطي الأغطية الصوفيّة المقاعد المبنيّة بالإسمنت وهي ذات ألوان زاهية ويقع تغيير هذه الأغطية كل سنة بالإضافة إلى وسادات تضعها خلف ظهرك لتصبح جلستك مريحة أكثر، كأنّك في صالون بيتك.



كما تجد أيضا طاولات صغيرة الحجم مطلية باللونين الأبيض والأزرق وكذلك الكراسي.
أمّا بائع مشموم الفل فلا يفارق المقهى إلا قليلا يجوب المكان بطبقه المصنوع من السعف والمملوء بالمشموم بين السيّاح والتونسيين يعرض عليهم عود المشموم وقيمته المادية لا تتعدى الدينار أي أكثر بقليل من نصف أورو أمّا قيمته المعنويّة فراسخة على مدى السنين.



عديد الشخصيات الفنية المعروفة زارت مقهى سيدي الشبعان



ويستقبل هذا المقهى يوميّا وزراء تونسيّين. كما استقبل منذ فترة أمير دبي، والأمير طلال بن عبد العزيز من السعودية، والرّئيس الباكستاني برويز مشرّف وألكسندر كفاسنشكي رئيس بولونيا سابقا وميغا واتي رئيس أندونيسيا. وقد شجّعهم الأمان والاستقرار في هذه البلاد عامة وفي منطقة سيدي بوسعيد خاصة على القيام بهذه الزيارات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:06

البصرة.. أم العراق
البصرة.. مدينة غابات النخيل




العراق- البصرة ثاني أكبر مدينة عراقية ومركز محافظة البصرة تقع في أقصى جنوب العراق على رأس سواحل الخليج العربي تقع على الضفة الغربية لشط العرب "المعبر المائي الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات بعد خروجه من هور الحمار على بعد 110 كم شمال مدينة الفاو".

تبعد محافظة البصرة 55 كم عن الخليج العربي و545 كم عن مدينة بغداد، تبلغ مساحتها 19070 كم2، بعدد سكان يناهز ال 3,800,200 نسمة "حسب احصائيات 2009"، لها حدود دولية مع كل من السعودية والكويت جنوباً وايران شرقاً، والحدود المحلية لمحافظة البصرة تشترك مع كل من محافظة ذي قار وميسان شمالاً، والمثنى غربا.

تعتبر ميناء العراق الأوحد، ومنفذه البحري الرئيسي، كما تزخر المحافظة بحقول النفط الغنية ومنها حقل الرميلة وحقول الشعيبة، وبحكم موقعها حيث تقع في سهول وادي الرافدين الخصيبة، فغنها تعتبر من المراكز الرئيسية لزراعة الأرز، الشعير، الحنطة، الدخن، كما تشتهر بتربية قطعان الماشية. تقع على أرض متباينة التضاريس بين سهل وجبل وهضاب وصحراء.

* أسماء مدينة البصرة
كان للبصرة أسماء كثيرة أخرى أيضا سميت بها وذكرت بأمهات الكتب، فمن ذلك كانت تدعى بالخريبة قبل الفتح الإسلامي "بسبب وجود مدينة قديمة خربة قريبة من الموقع"، وبعد بنائها سميت بأسماء كثيرة منها أم العراق، خزانة العرب، عين الدنيا، ذات الوشامين، البصرة العظمى، البصرة الزاهرة، ثغر العراق الباسم، الفيحاء، قبة العلم، كما تدعى الرعناء وذلك لتقلب الجو فيها أثناء اليوم الواحد وخاصة في فصل الربيع، وتجمع مع الكوفة بالمصرين، إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران اعظم أمصار العالم الإسلامي بدون منازع -قبل بناء بغداد طبعاً- كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما العراقيين أو البصرتين.

أما معنى اسمها الحالي فقيل فيه الكثير من الأخبار منها: الأرض ذات الحجارة الصغيرة فقد قال الأخفش في البصرة: حجارة رخوة إلى البياض ما هي وبها سميت البصرة، وقال حمزة الاصفهاني إنها كلمة فارسية أصلها "بس راه" أو باصوراه أي الطرق المتشعبة وردها يعقوب سركيس إلى الكلدانية وقال أنها تعني الاقنية أو باصرا "محل الأكواخ" إن كلمة بصرة أو بصيرة كلمة أكدية مشتقه من كلمة باب وكلمة "صيري" وتعني الصحراء إذ ترد هذه الكلمة في حوليات سنحاريب كاسم قبائل حاربها لأنها تحالفت مع الثائر الكلداني مردوخ بلادا ن وسماهم "صابي صيري" أي سكان الصحراء فيكون اسمها "باب الصحراء" وهو تفسير قريب جداً إلى موقعها الجغرافي، وقيل انها سميت بصرة لأنها كانت تقع على مرتفع من الأرض حتى كان من يقف في ذلك الموقع يستطيع أن يرى ما حوله والله أعلم.

* تاريخ البصرة
إن أول ولاية في العصر الإسلامي خارج حدود الجزيرة هي ولاية البصرة، وقد أصدر عمر بن الخطاب أوامره لإعلانها "ولاية" وعين عليها واليا وهو عتبة بن غزوان.

المقصود بمدينة البصرة القديمة هي تلك المدينة التي بناها العرب بقيادة عتبة بن غزوان عند الفتح الإسلامي للعراق عام أربعة عشر للهجرة، الموافق لعام 636 للميلاد، حيث كانت في بداية الأمر معسكراً للجنود وسكناً لعوائلهم ليسهل عليهم التوجه إلى الفتوحات، بدل من أن يضطروا للعودة إلى عوائلهم في المناطق البعيدة من شبه الجزيرة، موقع البصرة القديمة كان في المنطقة التي بنيت فيها مدينة الزبير الحالية، وتتسع إلى الشمال منها حيث تم العثور على بقايا لقصور قديمة من قصور البصرة تقع إلى الشمال من مدينة الزبير.

وكان هنالك نهر يمتد من شط العرب إليها، وقد درس ذلك النهر، كما حفر العرب عدة أنهار تتصل بعضها ببعض لتروي المدينة وبساتينها من جميع جهاتها حتى أصبحت تلك الأنهار وما يحيط بها من قصور وبساتين تعتبر جنة الله على الأرض، بنيت في بداياتها من القصب والبردي وأجذاع النخيل المتوفرة في المنطقة، لكن بعد "حريق البصرة الكبير"، أمر الخليفة عمر بأن تمصر من جديد وتبنى باللبن.

لقد اشتهرت البصرة فيما بعد بقصورها الكبيرة وبساتينها الواسعة الجميلة التي كانت تضرب الأمثال بروعتها وجمالها، لقد كانت أول مدينة بناها العرب أثناء الفتوحات الإسلامية، وتم بناؤها قبل الكوفة بحوالي ستة أشهر، ثم بنيت الفسطاط بعد الكوفة، لقد تم هجر الموقع القديم قبل 300 سنة من الآن بسبب انتشار الطاعون والجذام مما جعل السكان يتوقعون أنه موبوء لذلك تحولوا الى مكان اتخذته القوات العثمانية معسكراً لهم وانتشروا حول هذا الموقع.

وكان هنالك نهر يمتد من شط العرب إليها، وقد درس ذلك النهر، كما حفر العرب عدة انهر تتصل بعضها ببعض لتروي المدينة وبساتينها من جميع جهاتها حتى أصبحت تلك الأنهار وما يحيط بها من قصور وبساتين تعتبر جنة الله على الأرض.

* تاريخ الموقع قبل بناء المدينة
تظهر الحفريات وجود مدينة أثرية يعتقد بعض المؤرخين انه تم بناؤها في زمن نبوخذ نصر تدعى طريدون، وادعى آخرون إنها كانت مدينة آشورية "بحاجة إلى مصدر"و قال آخرون بناها الأسكندر المقدوني لتكون انطلاقة لغزواته للهند، حيث كان لهذه المدينة سد يحميها من ارتفاع منسوب مياه البحر، فان صح هذا فان طريدون أو تريدون تكون جنوب مدينة الزبير قرب خور الزبير في الوقت الحاضر، بينما يعتقد الرحالة جسني إن موقع طريدون هو قرب جبل سنام والذي يبعد عن جنوب مدينة الزبير بحوالي ثلاثة عشر ميل، فإذا كان ذلك صحيحاً فيجب أن يكون خور الزبير والذي هو امتداد للخليج العربي يمتد إلى جبل سنام أيام الدولة البابلية وهنالك رواية أخرى تختلف قليلاً وتبدو اكثر توافقاً من حيث التسلسل التاريخي وذلك بعد أن فتح سعد بن أبي وقاص مدينة الحيرة وما حولها أمره الخليفة أن يرسل عتبة بن غزوان إلى أرض الهند والمقصود بها منطقة البصرة حيث كانت الابلة "موقع البصرة الحديثة" تدعى بأرض الهند، ويجعل للمسلمين هنالك معسكراً، ولا يجعل بيني وبينه البحر، فسار إليها عتبة في ثمانمائة رجل، فلما افتتح الابلة أرسل إلى الخليفة يخبره بان المسلمين بحاجة إلى معسكر دائم هناك ووصف له موقع البصرة القديمة فاعجب به وتم سكن المدينة.

* سبب اختيار موقع المدينة
اقتضت الضرورة التي فرضتها الفتوحات الإسلامية على العرب إنشاء مدن عسكرية أو معسكرات سكنية للجنود المحاربـين لتخدم عدة جوانب، أهمها انه أصبح من غير المنطقي على الجندي المقاتل أن يذهب لزيارة أهله في فترات معقولة لبعد المسافة، فالمجاهد الذي قدم من اليمن أو عُمان يحتاج إلى أشهر طويلة لكي يصل إلى موطنه ويحتاج إلى نفس ذلك الوقت للعودة وهذا يعني انهم سيضيعون نصف وقتهم وجهدهم في مثل هذه الأسفار الطويلة الشاقة، مما يحرم جبهات القتال من فترات غيابهم الطويلة، كذلك كان لا بد من إيجاد معسكرات ثابتة للتحرك منها لضرب قواعد العدو أو طرق وقوافل إمداداته، أو شن الحملات السريعة المفاجئة عليه، أو لصد هجمات العدو، أو لنجدة بقية الجبهات عند الحاجة. كذلك إيجاد مقرات بعيدة على حافة الصحراء لا يجرأ العدو من الوصول إليها لمعالجة المصابين وقضاء فترة النقاهة بعيداً عن الخطوط الأمامية الخطرة والمتحركة دائماً، كما يستطيع أن يترك بها المقاتل زوجته أو ما يحصل عليه من الغنائم كي لا تعيق حركته أثناء القتال. كل هذه الأسباب وغيرها جعلتهم يفكرون بإنشاء مثل هذه المدن.

* كيف تم بناء البصرة
عندما اتخذ عتبة بن غزوان منطقة الخريبة معسكراً اخذ الخليفة يرسل العرب إلى البصرة تباعاً لتسكنها، فلما كثروا هناك بنى فيها عتبة سبعة دساكر "مفردها دسكرة" وتعني القرية الكبيرة من اللبن "الطابوق أو الطوب الغير محروق"، ويبدو أن أكثر البيوت تم بناؤها بالقصب أول الأمر ثم تحولوا إلى اللبن وذلك لسرعة احتراق القصب. وكان ذلك سنة أربع عشرة للهجرة وذلك قبل بناء الكوفة بستة اشهر. وقد تم بناء المسجد ودار الإمارة ثم بعد ذلك قام ببناء السجن وحمام الأمراء حيث تم البناء بالقصب أول الأمر، وكان أول بيت بني فيها هو دار نافع بن الحارث ثم دار الصحابي معقل بن يسار المزني والذي أطلق اسمه على أحد أهم انهار البصرة فيما بعد وهو نهر معقل أو نهر المعقل كما يدعى اليوم، وقد أدرك العرب أن أرض البصرة تصلح لزراعة النخيل فاكثروا من زراعة النخيل فيها حتى اشتهرت فيما بعد بأنها أرض النخيل.


منذ تأسيسها، وإلى بداية الانتداب البريطاني على العراق كانت منطقة البصرة تتسع وتنقبض اعتمادا على العديد من الأسباب منها ما هو إداري ومنها ما هو عمراني وتجاري، لكن البصرة ورغم تعدد الأسماء التي تطلق عليها كانت دائمة الحياة، بعد كل خراب يمر بها.

بحسب المصادر الإسلامية كانت حدودها بين الكوفة وأطراف واسط شمالا، حتى البحرين جنوبا مع امتداد على الخليج الذي يسمى خليج البصرة. وقد استمرت هذه المنطقة مترابطة الأطراف وبضمنها أجزاء باتت اليوم مستقلة عنها مثل قطر والبحرين والكويت والمنطقة الشرقية في السعودية وأجزاء كبيرة من الأهواز. بعد مجيء الإنكليز، قامت قواتهم بتقسيم ولاية البصرة ثم تبعها تقسيم أقضيتها، فصار لواء المنتفق محافظة ذي قار تيمنا بمعركة ذي قار بين البصريين العراقيين والفرس والتي انتهت بانتصار العرب. كما جعل لواء العمارة محافظة سميت بمحافظة ميسان تيمنا بالمنطقة التي يرجع إليها الفقيه الحسن البصري.

* معالم محافظة البصرة
1 - مسجد البصرة القديم: وهو أول وأهم مسجد في الإسلام خارج مكة والمدينة المنورة شيد في عهد الخليفة عمر من قبل عتبة ابن غزوان والي البصرة كان في بداياته مبني من أجذاع النخيل لكنه تدمر بالحريق الكبير وأعيد بناؤه من اللبن والطين من تم إعادة بنائه في خلافة عمر بن عبد العزيز والخلافة العباسية تدمر من جراء الفيضان الكبير الذي اصاب البصرة وتضاءلت أهميته بعد انتقال أهل البصرة من الموقع القديم إلى الموقع الجديد، شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تأريخ الإسلام والمسلمين وتأريخ العراق، منها زيارة الامام علي ابن ابي طالب له بعد واقعة الجمل، مجزرة الحجاج التي راح ضحيتها مئات كبار العرب في البصرة، ثورة الزنج. وهو كذلك أول مدرسة للفقه، والحديث النبوي الشريف ثم علم الأصول والفلسفة. درس فيه عبد الله بن عباس المسمى بحبر الأمة، والحسن البصري، وواصل بن عطاء.

2 - جزيرة السندباد :تقع في وسط شط العرب بالقرب من ميناءالمعقل ويمتد فوقها جسر خالد وكانت معلم سياحي مهم حتى الفترة الأخيرة عندما أصبحت سكن للمتجاوزي.

3 - حدائق شجرة آدم: تقع شمال المحافظة في مدينة القرنة عند ملتقى دجلة بالفرات والتي تضم شجرة آدم، والتي يقال انها من أقدم الأشجار في المنطقة، وقد قيل بأنها ترجع لزمن آدم "عليه السلام"حتى أخذ الناس يتوافدون عليها للتبارك بها.

4 - أطلال بيت السياب: هو أحد أشهر الآثار الحديثة للشاعر المجدد بدر شاكر السياب، حيث منزل الأقنان ونهر بويب وجيكور التي تغنى بها السياب في شعره. وهناك أيضا تمثال السياب، وهو من تماثيل مدينة البصرة الذي نحته الفنان والنحات نداء كاظم للشاعر بدر شاكر السياب، يقع في كورنيش البصرة، والذي أزيح الستار عنه في سنة 1972.

5 - مدينة البصرة الرياضية: وهي أكبر مدينة رياضة في الشرق الاوسط وتقع على شط البصرة بين مدينتي القبلة والزبير.

6 - مزارع غابات النخيل: تمتد بكل أطراف المحافظة ولكن بالأخص مدينة أبو الخصيب التي تقع في وسط شط العرب بالقرب من ميناء المعقل.

7 - شارع كورنيش البصرة شارع يمتد على شاطئ شط العرب الأيسر يمتد من ساحة اسد بابل وحتى بوابة القصور الأربعة كان ولا يزال شاهد على تأريخ البصرة تميز بتمثال بدر شاكر السياب شاعر البصرة الأعظم.

8 - غابات الأثل: تقع بين مركز المحافظة ومدينة الشعيبة تضم تجمعا كبيرا من اشجار الأثل، وجهة كبيرة للسياح.

9 – البرجسية: ساحات شاسعة من الخضار الموسمي، حيث تنمو بها الحشائش خلال الربيع وجهة كبيرة للتخييم.

10 - حدائق الخورة :من الحدائق القديمة في المحافظة تقع في شارع المنتزه.

11 - حديقة الأمة: من الحدائق القديمة في المحافظة تم الغاؤها بعد 1991 لكن تم ترميمها الآن وأعيد افتتاحها من جديد.

12 - قصور الرؤساء الأربعة: وهي أربعة قصور فخمة.

13 - دير راهبات التقدمة اللاتينيين: يقع في شارع 14 تموز.

14 - سوق الهنود "المغايز": من الاسواق القديمة في البصرة، سمي بسوق الهنود بسبب الباعة الهنود الذين كانوا يعملون هنا في بداية القرن الماضي.

15 - سوق حنا الشيخ: من الأسواق القديمة ينسب الى عائلة حنا الشيخ البصرية العريقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:06

ياسمين الحمامات.. مراوحة بين الأصالة والحداثة




سالي العوضي

أبدعت أياد تونسية مدينة عتيقة تجمع بين الطراز العربي الأصيل وحداثة العصر ذو الذوق الرفيع والحيوية والحركة هي "ياسمين الحمامات" تمثل قطباً سياحياً جديداً وتعتبر تحفه رمال ذهبية تقع على شاطئ الكورنيش، رسمت أغلب معالمها، وزينت أطرافها بالزهور والورود، وأضيئت جميع طرقاتها وشوارعها، حتى أصبحت محطّة عالمية، ونموذجاً سياحياً فريداً لا يمكن الاستغناء عنه.

تقع مدينة الحمامات في مفترق الطريق بين تونس العاصمة ومدينة سوسة فلا تفصلها عن سوسة الا 80 كم وهي نفس المسافة التي تفصلها عن العاصمة اداريا تتبع مدينة الحمامات ولاية نابل او الوطن القبلي المعروف بالرأس الطيب Cap Bon فردوس البلاد التونسية ومدينة الحمامات هي جوهرة هذا الفردوس.

*
الياسمين مواصفات عالمية
تبدو "ياسمين الحمامات" في صورة مدينة انبثقت بكاملها من الأرض بشوارعها الواسعة وفنادقها التي تتنافس في الفخامة وأماكن الترفيه والتسلية وأيضاً برائعتها "المدينة العتيقة" التي تم تشييدها وفق طراز معماري عربي أصيل.

وضمن المساحات الشاسعة التي تمتد من الجنوب التونسي من مدينة الحمامات وعلى شاطئ الكورنيش الذي يمتد على مسافة 1500 متراً تصطف به المقاهي والنوادي على مرمى العين، في قلب المحطة، تقع "المارينا" التي تواكب أفضل المواصفات العالمية، تحيط بها الفنادق والاقامات ذات اللون الأبيض الناصع ويتسع المرفأ لآكثر من 700 يخت وقارب.

هذا المولود الحديث ضمن محطات "المارينا" التونسية يتميز بفخامته اذ يجمع بين الحداثة ورحابة المكان وقادر على توفير عطلة مريحة وناجحة وكذلك لقاءات المؤتمرات والأعمال.

*
قطب سياحي
وعلى الرغم من أن الحمامات يطلق عليها النائمة لآنها في حضن البحر وتعد إحدى الواجهات السياحية العريقة في تونس، فإن نمط المعمار القديم، الذي اشتهرت به، لم يعد مواكباً للعصر، ولا مستجيباً لأذواق الأجيال الجديدة من المستثمرين ورجال الأعمال.
ومن هذا المنطلق خطط مهندسون تونسيون لإنشاء مدينة سكنية غير بعيدة عن المدينة التاريخية بقلعتها الشامخة وأسواقها العربية العتيقة وبيوتها البيضاء الناصعة.

وقد تحولت مدينة الحمامات النائمة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط، في بضع سنوات إلى "باقة من المتعة" كما يسميها التونسيون. إذ صارت هذه المدينة الصغيرة قطباً سياحياً عالمياً يستقطب ملايين السياح سنوياً، بينهم أشهر الشخصيات العالمية الباحثة عن المتعة وسحر الطبيعة.

وقد زاد المدينة جمالاً إنشاء المنتجع السياحي "ياسمين الحمامات"، الذي جمع بين فخامة البناء وعراقة التاريخ العربي الإسلامي. وقد استمد هذا المنتجع السياحي اسمه من زهرة الياسمين الأسطورية الفواحة، التي تعتبر من أبرز وأجمل رموز البلاد التونسية.

وكانت انطلاقة هذا المشروع السياحي عام 1989 عندما صدر الأمر بإنشاء مدينة سياحية متميزة على مساحة 270 هكتاراً. وشهدت هذه المدينة تجديداً واتساعاً متواصلاً سنة بعد أخرى، حتى صارت نموذجاً استثنائياً يُمكّن أي شخص من الحلم وقضاء عطلة مغايرة للسائد والمألوف.

في مدينة الحمامات المتكاملة والمطلة على البحر الأبيض المتوسط يمكن للمرء أن يفعل ما يشاء، يسكن، يأكل، يلهو، يخلد للراحة، ويتمتع بالاستجمام والعلاج الطبيعي. فمن الساحات والأسواق إلى الفنادق، ومن الحمامات المعدنية إلى الفناءات، ومن الأسوار إلى الديار والحدائق، يمارس رواد هذه المدينة حياة جديدة كلها متعة وفرح، يجمع بين الطابع المهرجاني الاحتفالي، والتعايش والتعارف، وبين الرفاهية والصفاء.
ففي مدينة الحمامات، تترامى قرون وعجائب من الموروث الحضاري العربي والإنساني، والعادات والتقاليد، والفلكلور، واللوحات الشعبية الخالدة. وتتوزع فيها فنادق فخمة يصل عددها إلى 54 فندقاً، تمثل أحد أهم الأقطاب الفندقية في تونس.

ويجد الزائر لمدينة الحمامات جميع الأشكال والتصورات الهندسية للبلاد التونسية وللحضارات الإنسانية الأخرى الأوروبية واليابانية والصينية، في شكل فسيفسائي، يجمع كل إبداعات الإنسان جنباً إلى جنب.
كما يجد الزائر أيضاً في المنتجع السياحي "ياسمين الحمامات" جميع أصناف الفنادق، فنادق فاخرة وأخرى متوسطة، نوادي وشقق وحمامات، تقدم آخر ما استجدّ في ميدان التداوي بمياه البحر، والتداوي بالحمامات البخارية، بالإضافة إلى مفاجآت لمحبي التزلج على الجليد وملاعب الجولف. ويوفر منتجع "ياسمين الحمامات" حوالي 20 ألف سرير كل عام، أغلبها يصنّف من فئة الممتاز.

"المارينا" جزيرة اصطناعية
وتوجد في قلب منتجع "ياسمين الحمامات" تحفة أخرى شيدت حديثاً، اسمها "المارينا"، وسط 20 هكتاراً من المياه، توفر 740 مرفأ للسفن والزوارق الشراعية، و500 شقة قبالة البحر، و55 فيلا، أغلبها على جزيرة اصطناعية، شيدت على حافة الميناء، بالإضافة إلى 18 ألف متر مربع من المحلات التجارية، و30 ألف متر مربع من الحدائق المهيأة.

وتتميز "المارينا" بشهادة من زارها من السياح والمعماريين والرسامين بأناقتها وسحرها، وتناغم معمارها. وقد زادها شهرة احتضانها للعديد من الحفلات الكبرى عالمياً، والعديد من المسابقات الدولية مثل مسابقات الدراجات النارية الكبيرة.
كما يستقبل "الميناء"، الذي يعد اليوم من بين أجمل الأماكن في ضفاف البحر الأبيض المتوسط، عدداً من سباقات الزوارق والمعارض البحرية وبعض الفعاليات الأخرى ذات العلاقة بالبحر، مثل المسابقة النسائية للزوارق الشراعية، والتي تعرف ب"طريق عليسة"، أو "أليسار"، بانية قرطاج القديمة.

ويقول مهندسو "مارينا" و"ياسمين الحمامات" إنها شيدت لمنافسة المدن والمناطق السكنية الحديثة في الضفة الشمالية للمتوسط، مثل منتجعات جزيرتي
"صقلية" و"سردينيا" القريبتين، ومدن "كان" و"مونت كارلو" و"سان تروبيز" في جنوب فرنسا.
وتعتبر "مارينا" الحمامات أهم مشروع عقاري وسكني من هذه الفئة الجديدة، فهو باكورة المدن المستقبلية، خصوصاً وأن موقعه فريد، إذ يمتد بين ساحل البحر المتميز بنقائه وجماله، وسفوح تلال تكسوها الأشجار الخضراء.

ويتصل مشروع "مارينا" في الحمامات باليابسة بجسر قناة أو كاسرة أمواج تمت تهيئتها لتكون فسحة تنتشر على ضفتيها المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية. وفكرة القناة أو الكاسرة مقتبسة من تراث الفينيقيين، الذين كانوا يشقون قناة تتوغل في اليابسة ثم تعود إلى البحر لضمان الحماية لسفنهم من الغارات والعواصف. ولكل فيلا من فلل "مارينا" الفخمة إطلالة مباشرة على البحر من الواجهة الخلفية للبيت، وفيها موقع خاص لليخت أو الزورق الخاص، فيما يوجد "كراج" للسيارات على الواجهة الأمامية.

*
قرطاج لاند
وعلى مشارف منتجع "ياسمين الحمامات" توجد "قرطاج لاند"، وهي مدينة ألعاب ترفيهية، تمتد على مساحة خمس هكتارات، وترتكز على الخيال الجماعي، مساهمة في إعادة إحياء أساطير وحكايات الطفولة، مستغلة التاريخ والموروث الحضاري العربي لإنعاشه وإبرازه من جديد.

وتقدم "قرطاج لاند" لزائريها 18 فضاء ترفيهياً ومكاناً للألعاب المثيرة، مثل "رحلة حانون" و"الإخوة بربروس" و"مغامرات علاء الدين"، وغيرها، اعتماداً على الخيال الخصب وبعض ما بقي في الذاكرة الشعبية من غرائب القصص والمغامرات والحروب.

*
ميناء مدينة الحمامات
ويعتبر الميناء، الذي تقع على حافته المدينة الساحرة، القلب النابض للمجمع السكني الجديد، فمنه تنطلق فسحة للمترجلين على طول كاسرة أمواج عريضة، تحاذي القناة البحرية الدائرية، وتنتشر من جانبيها المطاعم والمقاهي ومحلات الوجبات السريعة، المطلة على حوض الميناء.

ويشتمل المجمع على سوق على الطراز العربي القديم، يضم محلات الحرفيين، الذين يصنعون الأواني الفخارية والمشغولات التقليدية، إضافة لـ"سوبر ماركت" ومطاعم حديثة. وللميناء خمس ميزات هي: الميزة الأولى هي موقع الميناء الذي يطل على قلب البحر الأبيض المتوسط، فهو لا يبعد سوى 40 ميلاً عن مدينة تونس العاصمة، و60 ميلاً عن جزيرة صقلية الإيطالية.

ويتسع الميناء لـ700 يخت وزورق، مع توافر جميع التجهيزات ووسائل الاتصال والتموين اللازمة في المساحات الملحقة به، مما جعله أهم ميناء ترفيهي في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.

والميزة الثانية هي أنه قريب من الحمامات، ومنفصل عنها في آن معاً، وهي التي تحمل على جبينها بصمات الأندلسيين، منذ أن فتحت ذراعيها لاستقبال المهاجرين المطرودين من شبه الجزيرة الأيبيرية في القرن السادس عشر الميلادي، فجددوا عمارتها، وأدخلوا تقنيات زراعية وأنظمة ري متطورة إلى أراضيها الخصبة.

ويستطيع المولعون بالتاريخ زيارة المدينة التاريخية بقلعتها وأسواقها وبيوتها وصياديها، مثلما يستطيعون زيارة القيروان والمنستير وسوسة وتونس العاصمة، وهي مدن تاريخية لا تفصلها عن المشروع سوى ساعة واحدة بالسيارة.

والميزة الثالثة هي وجود ملعبي جولف كبيرين في محيط المشروع، وهما ملعبان يستقطبان فئات عليا من السياح الغربيين وحتى اليابانيين على مدار السنة.
الميزة الرابعة هي كونه يقع على مشارف منتجع "ياسمين الحمامات"، إذ لا يحتاج سكان الفلل والشقق لأكثر من عشر دقائق سيراً على الأقدام ليجدوا أنفسهم في قلب منطقة سياحية حديثة، تضم فنادق فخمة من فئتي 4 و5 نجوم ومطاعم.

أما الميزة الخامسة فهي سهولة التملك للعرب والأجانب، نتيجة لوجود تسهيلات ائتمانية وعدم وجود قيود صارمة على شراء العقار، إذ تمنح البنوك التونسية قروضاً للتمليك تصل إلى 60% من سعر العقار، تسدد على مدى 7 إلى 15 عاماً.

*
صيد بالطرق التّقليديّة
زيادة عن كون "ياسمين الحمامات" موطن للاستجمام والبحث عن الرّاحة والسّكينة، فلأهل هذا المكان عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة في شتّى الميادين الصّناعية والفلاحية. وهذه الصّناعات التّقليدية تعكس ما جبل عليه الأهالي من إتقان ودقة وصبر. فالبحارة قد تناقلوا من جيل إلى جيل طرق صيدهم التّقليدية عبر العصور بكل أمانة. ونسوق على سبيل الذّكر التّقنيات الأكثر استعمالا عند صيادي الحمامات: الصيد بالأضواء للسردينة والسكمري والصيد بالشص للجغالي والدنديق.

*
أنموذج سياحي فريد
كلّ ما يوجد في هذه المدينة الساحرة جذاب ومثير أبدعته أياد تونسية خالصة، وجعلته محطّة عالمية، رسمت أغلب معالمها، وزينت أطرافها بالزهور والورود، وأضيئت جميع طرقاتها وشوارعها، حتى أصبحت أنموذجاً سياحياً فريداً لا يمكن الاستغناء عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:07

تدمر.. مدينة من التاريخ..



تدمر،مدينةأثرية صامتة تقع في واحة الصحراء وسط سورية؛ آثار محطة تجارية قديمة ازدهرت أكثر من أربعمائة سنةكاملة. إنها مكان يذكرني بأشهر معلقة لامرئ القيس، بآثارها الرومانية على الأرض العربية.





كان لقائي مع تدمر في أحد صباحات بداية الشتاء. كانت السماء في ذلك اليوم مبالغة في زرقتها فشعرت بأنها قريبة جدا من الأرض كأنني أستطيع أن ألمسها بيدي. آثار المدينة القديمة في جانب، والمنطقة السكنية الجديدة في الجانب الآخر، بينهما طريق سريع واحد، يربط بين القديم والحديث بصورة منسجمةوسحرية.مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(19)
توقفت سيارتنا بجانب الطريق، فصارت آثار تدمر العريقة بكاملها في محيط رؤيتي. في الصحراء الشاسعة، تنتشر الأطلال الحضارية الرائعة. المشاهد المتضادة لهادائما جمال يهز النفس. وقفت بين الآثار التي لم يبق منها إلا الأعمدة الحجريةالقديمة المصفرة وتطلعت إلى قوس النصر الذي لا يزال شاهقا، ورحت أفكر في ازدهارهاالقديم. تواجه الأعمدة الصفراء الباهتة السماء الزرقاء مبدعة صورة جمالية تعجزالكلمات عن وصفها. هنا، ذاكرة خالدة تنتقل من جيل إلى جيل، بتلك القوة الأبديةالمديدة وتنهدات العصور الراحلة.مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(119)
تسلقت القلعة القديمة في القمة والجبل الرملي الممتد الشديد الانحدار لأرى وجهها الكامل المنحوت بفعل الزمن. ربما، ذات يوم في الماضي، وقف هنا آخرون تحت السماء يمدون بصرهم نحو مدن مشتاقين إلى أوطانهم. الآثارفيها جمال خالد وحزين، فهي شاهد على تاريخ طويل وتغير العصور. تهزني بقوة الروح الخالدة لتلك الأعمدة القديمة الباقية، تستقبل شروق الشمس وغروبها خلال آلاف سنين،وتتحدى العواصف والمطر.



مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(86)مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(86)مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(86)مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(86)مدن قديمة لها تاريخ (1) 1%20(86)

كانت الإبل تعبر المدينة القديمةبين حين وآخر، كأنها مشهد حي لتاريخ البشر القديم وحارس مخلص لهذه الأرض القديمةالسحرية. فتدمر التي حملت لقب عاصمة الصحراء السورية وكانت أكثرمدينةازدهارا وثراءوحضارة ارتبطت بمدينة تشانغآن (شيآن حاليا) الصينية وروما القديمة عبر طريق الحريرالقديم قبل ألفي سنة. غير أن مجدها توارى في غبار التاريخ ولم يبق منها إلا آثارهاالصامتة.
في وقت الأصيل، أضاءت أشعة الشمس الأعمدة الأثرية القديمة باللون الذهبي. وحلق سرب من الحمام في السماء، فتشكلت لوحة تجمع بين عظمة البناء القديم وجمال الطبيعة. شعرت بأن تدمر تريد أن تحكي لي شيئا. ولكن عندما أنصت إليها، لمأستمع إلى شئ إلا صوت ريح قادم من بعيد ونغمات حول الحب وثناء على الخلود.
علىأرض تدمر، خرجت ذاكرتي من عالم الواقع وتواصلت مع التاريخ القديم. صار بوسعي أن أنفض عن نفسي هموم الحياة ومشقاتها، وأن ألجم خطواتي العاجلة كي أتنفس الهواءالمتهادي في هذا المرفأ الأبدي للنفوس وأشعر بالأمل، والحب.
وأخيرا، حان وقتوداعي مع تدمر. ليتني أستطيع العودة إليها، إلى هذه المدينة الأثرية الخالدة. أعلمأنها سترحب بي مرة ثانية، مثل اليوم، واقفة وباسمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهرة
عضو فعال
عضو فعال
زهرة


عدد المساهمات : 301
تاريخ التسجيل : 21/09/2010

مدن قديمة لها تاريخ (1) Empty
مُساهمةموضوع: رد: مدن قديمة لها تاريخ (1)   مدن قديمة لها تاريخ (1) Emptyالخميس 20 أكتوبر 2011 - 19:07

معقل التيجانية.. بوسمغون بلدة سيدي أحمد التيجاني

[b]أحمد ختاوي

التيجانية مذهب عقائدي، يعتنقه ملايين المريدين عبر أصقاع العالم عبر ممثليات في أغلب القارات. وتعد بلدة بوسمغون في الجزائر إحدى قلاع ومعاقل التيدانية وتشهد تدفقا غير مألوف للسياح وللمريدين من جميع الاقطار العربية والغربية وخاصة من قبل طلاب المدارس من مختلف أرجاء الجزائر الباحثين عن السكون تحت ظلال واحة نخيل بوسمغون الخلابة. شددنا الرحال إلى هذه البلدة بأقصى الجنوب الغربي الجزائري، على بعد 750 كلم من الجزائر العاصمة.

كان يسود الاعتقاد لدينا قبل ولوج هذه البلدة المضيافة أن كل سكانها يميلون إلى السمرة، لكننا فوجئنا بالشعر الأشقر، والعيون الزرقاء والبشرة الناصعة البياض..
أول ما يصادفك، وأنت أمام مدخل المدينة لافتة مكتوب عليها باللغتين العربية والفرنسية "مدينة سيدي أحمد التيجاني ترحب بكم" تحاذيها لافتة رسمية "بوسمغون ترحب بكم" وكان في استقبالنا عمر تبون رئيس المجلس البلدي، شاب أشقر يتوسط الثلاثينات.

وحول إبريق شاي، ولجنا التاريخ، من أبوابه العميقة، تاريخ هذه البلدة الكريمة، ما أذهلنا حقا نظافة شوارعها، وحدائقها الغناء، الفيحاء، وقصرها العتيق، حيث كانت تتأرجح في مخيلتنا أن هذه الأرض قاحلة بيداء لا طير ولا شجر فيها، ولا مياه، وما أذهلنا أيضا أن سكانها أمازيغ يتحدثون اللهجة البربرية.

وما كدنا ندخل دهاليز المعتقدات التيجانية، حتى نلمح فتاة شقراء، عيونها كالمها، أو شابا أشقر يكاد يقطر منه الدم القاني، على سطح الوجه، من كثرة احمراره. سألت رئيس البلدية مازحا: أكان سيدي أحمد التيجاني أشقر مثلكم، ام إستهوته فتاة شقراء منكم، فاستوطن في هذه البلدة، 17 سنة كاملة وهنا أدركه "الفتح الأعظم" ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في بوسمغون بالذات في اليقظة كما تقول أغلب المصادر، الشفوية عندكم، أم أن ثمة أمرا آخر، ما هو؟ فرد: لنذهب إلى الزاوية، وهناك ترى بأم عينيك، أثناء توجهنا إلى الزاوية، صادفنا في طريقنا ونحن نعبر شوارع مظلمة من كثرة كثافة الأشجار، التواتي بلقاسم، منسق الزوايا على المستوى الولائي "المحافظات" رجل مفتول العضلات، يتحدث البربرية بطلاقة، ويلْحَن في العربية والفرنسية التي يطعم بها من حين الى آخر حديثه معنا، رافقنا – مشكورا- قطعنا مدخل المدينة القبلي كما يسمونه "الباب"، ولجنا القصر مرورا بمنطقة تسمى "تجماعت" برلمان القرية وهي ساحة يتوسطها ينبوع ماء على شكل شلال، ونطق التاريخ، قال الرجل المفتول العضلات: أتعرف يا أخي أن هذه القرية، انزلقت من فوهة الاستعمار، لم تقدم له ولو قربانا واحدا، كان يقصد "عميلا"، و أ ن "الهجرة" في 16 ديسمبر/ كانون الأول من سنة 1956 أسكتت، بل كممت أبواق الاستعمار.

والهجرة هذه هي إحدى الملاحم البطولية في وجه الاستعمار الفرنسي، خرج الأهالي كلهم ذات مساء ماطر من سنة 1956 إلى الجبال المحاذية "تمدة" وتانوت" تلبية لنداء جبهة التحرير الوطني، فضلا عن البواسل الأحرار، وقوافل، الشهداء، والفدائيين، حاولتٌ استدراجه للحديث عن التيجانية، أبى الغوص فيه قبل أن يقول لي: أتعرف أن بوسمغون مدينة حضارية بُنيت على ربوة، تكسوها أشجار النخيل " 15 كم كلها غابة للنخيل والبساتين " خاصة الرمان التي تشتهر به البلدة، وأنه من أجود الأنواع، وهذا بتأكيد الخبراء في المجال الزراعي، وأن بوسمغون مدينة سيدي أحمد التيجاني، وراح يسرد وقائعه، في هذه البلدة أضاف محدثنا، وبـ"الخلوة " التي نتجه إليها الآن، أدرك "سيدي أحمد التيجاني " الفتح الأعظم، هنا بالذات.

وقد سلمه الرسول صلى الله عليه وسلم "الفاتح لما أغلق" وهو يضرب كفا بكف للتأكيد، هنا رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في اليقظة، هنا ببوسمغون عكف سيدي أحمد التيجاني 17 سنة كاملة يتعبد، هنا بالخلوة، نعم ..

كانت الكلمات تنساب من فمه كالزلال، وساعة يطلقها مدوية، كأن يقول "أنصفونا" في مكاسبنا، قد أدركت لتوّي أن هناك "غبنا" ما من قبل الجهات الوصية في النهوض بالقرية على صعيد ترقية "الزاوية " إلى مصاف الزوايا الأخرى وإعطائها القيمة التي تستحقها، حيث هنا "الفتح الأعظم" وما سواها من الزوايا سوى ملحقات، حقا، قال: سيدي أحمد التيجاني ولد بعين ماضي بالأغواط، لكنه جاء إلى بوسمغون قادما إليها من تلمسان وعمره لا يتعدى 15 سنة.

إذن هنا ترعرع وأدرك الرجولة.. أسهب الرجل إلى أن وصلنا "الخلوة"، كل افضاءاته كانت تنم على أن الرجل ملم بالطريقة في مفهومها العامي، وأحيانا العلمي، يخلط الحقائق التاريخية بالمأثور الشعبي، كنت أرصد كلماته، واحدة بأخرى، أستوقفه عند الحاجة، يدثرني أحايين فأخال بوسمغون نائمة على كف عفريت ..أنقله إلى وجداني، أمازحه، أسلط أضواء التعبير الشفوي على مخيلته، يسهب، ثم يسكت، إلى أن أفضى بعفوية: في هذه "الخلوة" هذا المزار.. أكل "أتباع الطريقة التيجانية، جاؤوا من السنغال، في زيارة، كل ما وجدوه هنا، حبال، أقمشة رثة، وغيرها، تبركا بالولي الصالح "سيدي أحمد التيجاني "قاطعته: وهل تقضمونها أنتم كذلك، ضاحكا أجاب : هذا غلو يا أخي، نحن أتباع حقا لكننا لا نصل إلى هذا الحد، نأخذ من الطريقة "أورادها" وأذكارها والمتمثلة في "التسبيح" والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار، نحفظ الأوراد و"الحضرة والهيللة" وكلها أذكار ولا نزيد عن ذلك مقدار ذرة، أو نحيد عن وصايا شيخنا قيد أنملة، و المتمثلة في التسبيح والاستغفار وقد نهانا عن البدع والتقرب من الأشياء الجامدة.. طريقتنا نظيفة، نسدل في الصلاة، ونتبع المذهب المالكي.

سلطوية الذاكرة الشعبية، أو بالأحرى تجلياتها في الكشف عن مكنونات ما يعلق بذاكرتنا، أفزرت مجموعة من الإسقاطات والرؤى، ومجموعة "فلاش باكات"، ونحن نتجول بين أزقة "بوسمغون" أو القصر الاسعد تحديدا حتى لا نهضم حق التاريخ، اصطدم تفكيرنا العامي بالتفكير العلمي، المنهجي، هذان الأخيران ارتطما بصخرة من الظنون والمعتقدات، وافرزا تاريخا يركض إلى الوراء، الأول يغترف من معين المأثور الشعبي على حساب التفكير العلمي، والثاني يركض نحو إيجاد صيغة ملائمة للالتحام بذاته كموروث حضاري ونمط سلوكي بعيدا عن الشعوذة والإطناب فيما يدحضه المنطق في سياق زمني متوازي بحثا عن الحقيقة المطلقة، والحلقة المفقودة وسط هذا التضارب وهذه "الاضطرابات" بصرف النظر عن حكم الشرع. .

الذاكرة الشعبية تجزم بأبدية الطريقة وخلودها رغم أنف الحاقدين والخصوم، فيما يلغي التفكير العلمي بصفة جذرية هذه الأخيرة، معتبرا إياها نمطا من "التخريف" و"التضليل" هذا التناطح بدا لنا جليا في افضاءات مختلف الشرائح، فيما تتفاوت درجة "التناطح" من طرف الى آخر حتى في أوساط المثقفين أنفسهم، وكأننا على حلبة.
تداعيات هذا "التجاذب" لمسناه ونحن نلج "الخلوة" مرقد "الشيخ أحمد التيجاني" ببوسمغون، حيث المكان يوحي بالوقار والسكينة فعلا، ماعدا شيخ يتوسط السبعينات "يمسى" "المقدم" بتعبير آخر "خادم" الزاوية والطريقة معا. ينتخب هذا الأخير دوريا لفترة غير محدودة من قبل "أهل الحضرة" والحضرة هي تجمع لكبار السن، يتلون "الأذكار والأوراد" لهم نظام خاص بهم، وتوقيت محدد للحضرة، أو يُعين مباشرة لورعه، لا يتقاضى أجرا بقدر ما يسهم في تزكية صندوق الزاوية في شكل تبرعات كغيره من المريدين والزوار. يرعى شؤون الزاوية التيجانية في بوسمغون، يتولى شؤونها في "الوقف"، ويحفظ الممتلكات، حيث أجود البساتين والنخيل تمتلكها سلالة "أل البيت التيجاني في عين ماضي" بالأغواط بالجزائر.

عند مدخل "الخلوة" انتابنا شعور بأن المكان مقدس "لا تُسمع فيه لاغية" غير أننا لاحظنا غير بعيد عن المدخل بقايا سجائر. سألت رئيس البلدية السيد عمر تبون، عما إذا يمكنني، أن أشعل سيجارة قبل الولوج إلى داخل "الخلوة" "مرقد الشيخ"، فيما استأذنت من عمي بلقاسم التواتي، ضحكا ملء فيهما، قال لي رئيس البلدية لا تكن شوفينيا، ولا متزمتا، ولا متطرفا، فقط عند الضريح "يمنع التدخين" كسائر الأماكن العمومية، وهذا من باب اللياقة واحترام الأماكن والأفرشة وغيرها، أدركت لحظتئذ أنني أمام مثقف ينظر بمعيار أثقل وأشمل، وأن التفكير الخرافي لم يخترق عقول الشباب، وأن هذا المزار فعلا يؤمه الوافدون من كل أنحاء الجزائر ومن خارجها، خاصة من السنغال، ليبيا، تونس، مصر، ويحظى بالتقدير والوقار.. وهذا ما يحدث فعلا، لكنه أضاف بلباقة "أن الوعي بضرورة تلاقي النورانية" مع الصوفية ضرب من التلاقي الإيجابي، الروحي عند البعض، مثلما هو عند البعض الآخر ضرب من رياضة اليوغا".

لكنه لم ينف من وجهة أخرى أن الطريقة سليمة في بعض جوانبها. استدرجته للحديث عن حيثيات هذه الطريقة، ولماذا تعتبر "بوسمغون" إحدى قلاعها الأساسية، وهل لها خصائص في ذلك تؤهلها لأن تكون قطبا "روحيا" للزوار من كل أنحاء العالم، مثلما يتوافدون عليها الآن، أكد لي أن حقائق تاريخية تؤكد أن الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني أقام هنا لمدة 17 سنة، لم يشر إلى "الفتح الأعظم" ربما سهوا أو عمدا، لكنه أفضى لي بأن دراسات تاريخية وأطروحات جامعية وغيرها تؤكد تواجد هذا الأخير بهذا المكان بصرف النظر عن أشياء أخرى، وأن هذه الدراسات موثقة.. تشير كلها إلى "خصوصية" هذا المكان وتميّزه "روحيا"..

وما لمسناه نحن، واستقصيناه، فعلا وقار المكان، و"حبل" معلق إلى يمين "المرقد" كان "الشيخ" يستعين به كلما انتابه النعاس، تدحرجت مخيلتنا إلى الركض وراء المعتقد البالي وقد علمنا أن العجائز إلى زمن ما ظل يسكنهن هاجس الإيمان المطلق بأن سيدي أحمد التيجاني كما يسميه أهل بوسمغون أقدر الأولياء وأصفاهم عقيدة، حيث يقترب من النبي، وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حسب زعمهن- "من محمد ما بقي نبي، ومن أحمد ما بقي ولي" بمعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء، وأن أحمد التيجاني هو خاتم الأولياء وأن كل ما سواه من الأولياء يأتون في المراتب الدنيا من حيث الترتيب، كما أن الاعتقاد الذي ظل سائدا أن" نور" الشيخ، يحرق أجساد مريدي الطريقة التيجانية إذا زاروا أولياء آخرين، كما أنه يحرق أجساد هؤلاء الأولياء.. مما يضفي حقيقة مرة، مفادها أن "تضليلا" اخترق عقول العجائز..

كما أن الاستعمار الفرنسي أذكى هذه الفكرة وهذا الاعتقاد الشوفيني الباطل، ثم أن ما لمسناه أيضا، أنه إلى حد غير بعيد كان الإعتقاد في بوسمغون أن بركة الشيخ وسلالته.. وأحفاده تشفي الأمراض، إذا شرب أحد المريدين ماء وسخا مثلا من يد أحد الأشراف من سلالة آل البيت بعين ماضي.. وأن الخمر الذي يشربونه يتحول إلى لبن، وكل من يخالفهن يسمونه باديسيا وقرمطيا.. وهم لا يدركون معنى باديسي وقرمطي، لأن عبد الحميد بن باديس كان يحارب في منهاجه الطرقية أما "قرمطي" تعود على حركة القرامطة المعروفة.. هذا المعتقد تسلل فقط إلى عقول العجائز.

وهناك حقائق مخيفة وجدناها ونحن نجري هذا التحقيق أن شعبة أي وادي على مشارف البلدة يسود الاعتقاد أن أحد سكان بوسمغون أطعم الشيخ هناك طعاما، فدعا له الشيخ فامتلأت التلال والوديان بالغنم، حيث أمره الشيخ ألا يلتفت حتى يرى رزقه أمامه.. كل هذه الخرافات تنسب إلى الشيخ وهو بريء منها كما قال لنا أحد الذين حاورناهم..
الطريقة في منحاها الروحي احتفظت حسب ما لمسناه أيضا بما يخدمها كطريقة تبدو فيها الأذكار والاستغفار والتسبيح أهم الميزات والحوافز في التعلق بها.

احتفظنا بدورنا بحقنا في استقصاء الحقائق وفق ما تقتضيه المهنة الإعلامية، وندع الحكم للقارىء الكريم، غير أننا قبل أن نفترق، لا بد أن نشير إلى أننا اعتمدنا في تقصينا لهذه الحقائق على عدة أطراف، واعتمدنا على مستندات ميدانية.

غادرنا المدينة المضيافة على وقع مآثرها الخلابة، وكرم الضيافة، وعمق الحضارة، والتاريخ، وفي مخيلتنا ألف عودة لهذه البساتين وللحقول والمياه وفي مخيلتنا أيضا كثير من العرفان لهذه البلدة، التي كانت تسمى قديما وادي الأصنام وادي الصفاح.

التسمية الحالية تعود إلى ولي صالح يسمى سيدي بوسمغون جاءها وافدا من الساقية الحمراء كان متجها لأداء فريضة الحج، ولما حل بها، وجد النزاعات بين أهالي القرية، حول كيفية توزيع المياه لسقي البساتين، فكان مصلحا، يصلح ذات البين، حسب الرحالة المغربي العياشي، مما أكسبه مكانة رفيعة في أوساط الأهالي فاستوطن بها، مثلما استوطننا الشعور بأن نعود ذات مرة وفي مخيلتنا ألف سلام لسبعة قصور اندثرت، توّجنا بها التاريخ، وهي قصر "آت موسى" قصر "آت علي"، قصر "أغرم".
[/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مدن قديمة لها تاريخ (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مجموعة كتب مهمة للجميع عن تاريخ مصر
» كتاب تاريخ مصر عبر العصور
» مكتبة تحميل مباشر - كتب تاريخ
» بهجة الزمن في تاريخ اليمن
» كتاب تاريخ العرب الحديث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رسالة مصرية ثقافية :: قسم العلوم التربوية والأدبية :: التاريخ العربي-
انتقل الى: